10-26-2020
|
|
ما رأيكم في كتاب فقه السنة للسيد سابق
كتاب فقه السنة للسيد سابق
180904
السؤال
ما رأيكم في كتاب فقه السنة للسيد سابق ،
أنا طبيب وليس لدي الوقت الكافي لدراسة
الكتب الكبيرة فهل تنصحني به ؟ وإذا لا فماذا
تنصحني بقراءته من كتب الفقه المختصرة ؟
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
جزاك الله خيرًا على حرصك على التفقه في الدين ،
ورغبتك في طلب العلم الشرعي ، ومعرفة أحكام الدين ،
وهكذا ينبغي أن يكون كل مسلم مهما كان اختصاصه وانشغاله ،
وندعو الله أن ييسر لك طريق العلم ، وأن ييسر لك به طريقًا إلى الجنة .
ثانيًا : كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق رحمه الله يعد
من كتب الفقه المعاصرة الجيدة ، يمتاز بأنه متوسط الحجم ،
فلا يتوسع في ذكر تفاصيل المسائل ، ولا يستطرد بذكر
أقوال المذاهب وأدلتها ، وليس مختصرا ـ أيضا ـ اختصارا
مخلا بالمقصود ، وحاجة المتعلم والمثقف .
ثم إنه يمتاز أيضا بأن أسلوبه سهل ميسر ، وعباراته بعيدة
عن التعقيد والاصطلاحات الفقهية التي لا يحسن
فهمها إلا طلاب العلم ، وأنه يهدف إلى الابتعاد عن
التعصب المذهبي والارتباط بالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع .
يقول الشيخ سيد سابق رحمه الله في مقدمة
كتابه " فقه السنة " (1/7) :
" فهذا كتاب يتناول مسائل من الفقه الإسلامي
مقرونة بأدلتها من صريح الكتاب وصحيح السنة ،
ومما أجمعت عليه الأمة .
وقد عُرضت في يسر وسهولة ، وبسط واستيعاب
لكثير مما يحتاج إليه المسلم ، مع تجنب ذكر الخلاف
إلا إذا وجد ما يسوغ ذكره فنشير إليه .
وهو بهذا يعطي صورة صحيحة للفقه الإسلامي
الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم ،
ويفتح للناس باب الفهم عن الله ورسوله ،
ويجمعهم على الكتاب والسنة ، ويقضي على
الخلاف وبدعة التعصب للمذاهب .. " انتهى .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في كتاب
" تمام المنة في التعليق على فقه السنة "ص10 :
" فإن كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق من أحسن الكتب
التي وقفت عليها مما ألف في موضوعه في حسن تبويب ،
وسلاسة أسلوب ، مع البعد عن العبارات المعقدة التي قلما
يخلو منها كتاب من كتب الفقه ، الأمر الذي رغب الشباب المسلم
في الإقبال عليه والتفقه في دين الله به ، وفتح أمامهم آفاق
البحث في السنة المطهرة ، وحفزهم على استخراج ما فيها
من الكنوز والعلوم التي لا يستغني عنها مسلم أراد الله به خيرًا ..
ولقد كان صدور هذا الكتاب - فيما أرى - ضرورة من ضرورات
العصر الحاضر ، حيث تبين فيه لكثير من المسلمين
أن لا نجاة مما هم فيه من الانحراف والاختلاف والانهيار
وتغلب الكفار والفساق عليهم ، إلا بالرجوع إلى كتاب الله
وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يأخذون منها
فقط ومن القرآن ، أمور دينهم ومسائل فقههم ،
فكان لهذا لا بد لعامتهم من مصدر قريب التناول
يمكن الاعتماد عليه ، والرجوع إليه حين يقتضيهم الأمر
ويغنيهم عن المراجعات الكثيرة في الموسوعات العديدة
من أجل مسائل قليلة أو كثيرة .
فكان أن ألهم الله تعالى الأستاذ السيد سابق فأخرج لهم هذا الكتاب
" فقه السنة " فقرب لهم الطريق وأنار لهم السبيل جزاه الله خيرا .
من أجل ذلك كنت ولا أزال أحض على اقتنائه والاستفادة مما فيه
من السنة والحق - ومنذ صدور الجزء الأول منه من الحجم الصغير القديم -
كل راغب في السنة وناصر للحق حتى انتشرت نسخه بين صفوف
إخواننا السلفيين وغيرهم .. " انتهى .
ثالثًا : رغم جودة كتاب فقه السنة إلا أن عليه بعض الملاحظات الحديثية والمنهجية والفقهية والأصولية ، وينبغي للقارئ التنبه لهذه الملاحظات
قبل الشروع في قراءته .
وقد جمع الشيخ الألباني رحمه الله هذه الملاحظات إجمالاً في مقدمة كتاب " تمام المنة في التعليق على فقه السنة "ص12-13 فقال :
" يمكن حصر هذه الأخطاء على وجه التقريب فيما يلي :
1- أحاديث كثيرة سكت المؤلف عليها وهي ضعيفة .
2- أحاديث أخرى قواها وهي عند التحقيق واهية .
3- أحاديث ضعفها وهي صحيحة أو لها أسانيد أخرى صحيحة .
4- أحاديث ينسبها لغير " الصحيحين " وهي فيهما أو في أحدهما .
5- أحاديث يعزوها لأحد " الصحيحين " وغيرها ولا أصل لها فيهما .
6- أحاديث يوردها ولا وجود لها في شيء من كتب السنة .
7- سوق الحديث من طريق صحابي يسميه برواية جماعة
من المحدثين وهو عند بعضهم عن صحابي آخر أو أكثر .
8- عزوه الحديث لمخرجه ساكتًا عليه مع أن مخرجه الذي نسبه
إليه عقبه بما يقدح في صحته .
9- عدم تتبعه أدلة المسائل فكثيرًا ما يسوق المسائل دون دليل يؤيدها
وأحيانًا يحتج لها بالقياس مع أنه يوجد فيها حديث صحيح
وتارة يستدل بالعموم وفيها دليل خاص .
10- عدم استقصائه مسائل الفصل مثل " الأغسال المستحبة " ونحوها .
11- إيراده في المسالة الواحدة أقوالاً متعارضة دون أن يرجح إحداها على الأخرى .
12- اضطراب رأيه في بعض المسائل في المكان الواحد فيختار
في أول البحث ما ينقضه في خاتمته .
13- ترجيحه من الأقوال والآراء المتعارضة ما لا يستحق الترجيح
لضعف دليله وقوة دليل مخالفه .
14- مخالفته الحديث الصحيح الذي لا معارض له من الحديث في غير ما مسألة "
انتهى .
رابعًا : وجود هذه الملاحظات في الكتاب لا يعني تركه وعدم الاستفادة منه ،
وإنما تذكر هذه الملاحظات حتى يتنبه لها أثناء القراءة .
ولهذا يُنصح الأخ الكريم باقتناء نسخة محققة من كتاب " فقه السنة "
تهتم بتخريج الأحاديث والآثار وبيان مدى صحتها وقبولها ،
ولتحقيق استفادة أكبر عند قراءته يُنصح بمراجعة كتاب
" تمام المنة في التعليق على فقه السنة " للشيخ الألباني رحمه الله ،
والوقوف على ما به من تعليقات واستدراكات وملاحظات .
مع ملاحظة أن بعضا من هذه الملاحظات أو الاستداركات :
هي مسائل مجتهد فيها ، جاء من بعد الشيخ سيد سابق ،
فقرر فيها اجتهاده ، وقد لا يكون التعقب عليه هو الراجح
في المسألة ، أو هو الكلمة الأخيرة فيها ، وكل يؤخذ
من قوله ويترك ، سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خامسًا : من كتب الفقه المختصرة التي ينصح بقراءتها كذلك
كتاب " الفقه الميسر " ، أعده مجموعة من العلماء ،
وطبعته وزارة الأوقاف السعودية ؛ فهو مختصر في الفقه
مقرون بأدلته من الكتاب والسنة ، حسن في ترتيبه ،
سهل في أسلوبه ، ميسر في عرضه وعباراته ، ومن الممكن
أن يكون بداية مفيدة لك ، تنتهي منه ،
ثم تقرأ كتاب فقه السنة على مهلك .
ومن المفيد أيضا أن تراجع كتب الفتاوى الصادرة عن أهل العلم الثقات ،
فهي مفيدة لك في وصولك إلى مطلوبك وحاجتك في كثير من المسائل
والنوازل بيسر . ومن المجموعات المفيدة في ذلك :
"فتاوى علماء البلد الحرام" في مجلد ضخم ، مرتب على حسب الأبواب .
والله أعلم .
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب
المواضيع المتشابهه:
|