شكراً: 1,699

تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

( أسرة يحبها الله ) 2_ 2
كنا أعزائي القراء في الأسبوع الماضي نستقرئ أثر محبة الله لعباده من خلال الأسرة التي يحبها الله حسبما ذكرته طالبات النادي الصيفي الذي طرح المشرفون عليه شعار( الحب الحقيقي ) الذي يناله العبد من مولاه إذا اتصف بصفات ذكرنا منها العدل والتوبة والطهارة والصبر وسوف نتابع هذه الصفات التي يحبها الله في المؤمنين ، وينعكس أثر ذلك على الأسرة حياة طيّبة هانئة .

فمن هذه الصفات صفة الإحسان ، فبعد أن طرحت الطالبات معاني الإحسان وهي الإتقان ، وهي أن تعبد الله كأنك تراه ، ذكرت الفتيات أن هذا ينعكس إيجابياً على أفراد الأسرة حيث يقدم كل فرد أحسن ما لديه لأفراد أسرته ، فالزوج يكرم زوجته ، والزوجة ترعى زوجها في بيته وعياله وماله حق الرعاية ، والبنت تجتهد في دروسها ، وتراعي الحسن في سلوكها ، والابن يفعل كذلك فيتولد التفاهم وتتولد المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة ، وهم حين يعتادون الإحسان يخرجون إلى المجتمع وهم يحملون هذه الصفة فتنعكس على أسرتهم نجاحاً وسمعة طيبة .

وعن صفة ( التقوى ) وأثرها على حياة أفراد الأسرة وضحت الطالبات معنى التقوى أنها مخافة الله في السر والعلن وأن هذه الصفة تجمع الأسرة على حب الله ، وتجعل الله يحبهم ، وهي تجعل الأسرة متماسكة ، لأن من يتصف بها يتصف بالصدق والعفة والطهارة والتوبة وهي مجمل الصفات التي من أجلها يحب الله عباده ، و صفة التقوى تجعل أمور الأسرة ميسّرة ، ويكون رزقهم وفيراً ، كما أن وجودها يجعل الأسرة تخرج من كل ضيق يعترض مسيرتها من غير قروح أو ندوب بل تواجه هذا الضيق بالصبر وحسن الظن بالله فتلقى من الله ما يسرها .

ثمّ انتقلنا إلى حوار هادف مع الفتيات حول الموضوع ذاته ، فقلت لهنّ :
لقد ناقشنا صفات يجب إيجادها حتّى تكون الأسرة من أحباب الله ، ولكن هناك صفات سلبيّة يجب ألا تكون موجودة حتى يكون أفراد الأسرة ممن يحبهم الله ، فما هي الصفات التي لا يحب الله أن يتصف بها المسلمون ؟

قالت إحداهنّ : إن الله لا يحب الظالمين ، فصفة الظلم إذا وجدت نفت محبة الله ، والظلم قد يكون من قبل الإنسان لنفسه بالشرك وترك طاعة الله ، وقد يكون الظلم موجهاً إلى الآخرين ، وناقشت الطالبات أنواعاً من الظلم كظلم الخدم وتكليفهن فوق الطاقة ، وذكرت إحداهنّ أن من أنواع الظلم أن يقدم الأبوان النصائح في جو عائلي مريح ثمّ ينحرف الأبناء أو يتكاسلون في دراستهم ، أو أن تتخلى الفتاة عن مساعدة أمها من أجل برامج تلفازية أو من أجل صديقتها التي تزورها أو تهاتفها .

كما ذكرت الفتيات مواقف فيها تكبر وخيلاء ، وخاصة عندما يكون بعض الأقارب من مستوى أعلى من غيرهم ، ونقلت الفتيات صوراً من الترف والإسراف كانت منفرة ، كما نوقشت صفة الفساد بصوره المختلفة
وقبيل الانتهاء من هذه الورشة سألت الطالبات عن تقييمهن للورشة ، قالت إحداهن : أرجو ألا تقطعي مثل هذا النقاش عن البنات اللواتي تلتقين بهن ، وقالت أخرى ( perfect _ perfect ) وقالت ثالثة : لقد استفدنا مما سمعنا ، أين يمكن أن نجد مثل هذه الورش لاحقاً ؟ وبدا الارتياح على محيا الحاضرات فزادني كلامهنّ ثقة بما أقوم به ، وأدركت مدى جدواه ، فطرحت على الفتيات سؤالاً أسأله باستمرار في نهاية كل ورشة وهو : ما الذي نويت تغييره في نفسك أو في أسرتك بعد هذه الورشة ؟
فذكرت العديدات منهن ما تقر به العين من عزم على التغيير نحو الأفضل ، وإليكم ما قالته إحداهنّ كمثال على ذلك : سأكون من المحسنين لإخوتي ولن أعتدي عليهم بالكلام أو كثرة الملام أو التطاول باليد أو إظهار الحقد مستغلة كوني الأكبر لقد كنت مستبدة ، وأما بعد هذه الورشة فلا ، فأثنيت عليها وحمدت الله على ما سمعت .

وردة الغرام ,انسان و ملاك معجبون بهذا