02-11-2021
|
|
عنترة الفارس
عنترة الفارس
(الصفحة الثالثة)
إِنِّي عَدَانِي أَنْ أَزُورَكِ فَاعْلَمِي 
مَا قَدْ عَلِمْتِ وَبَعْضُ مَا لَمْ تَعْلَمِي
حَالَتْ رِمَاحُ ابْنَيْ بَغِيضٍ دُونَكُمْ 
وَزَوَتْ جَوَانِي الْحَرْبِ مَنْ لَمْ يُجْرِمِ
يَا عَبْلُ لَوْ أَبْصَرْتِنِي لَرَأَيْتِنِي 
فِي الْحَرْبِ أُقْدِمُ كَالْهِزَبْرِ الضَّيْغَمِ
عنترة • • • قَدْ طَالَ سُقْمُ فَتَى القَبِيلَةِ عَنْتَرَهْ
شَمِتَ العَدُوُّ
أَذَاعَهُ مُتَشَفِّيًا وَمُشَهِّرَا
وَجَمَتْ بَنُو عَبْسٍ
وَلَمْ يَجْرُؤْ لِسَانٌ فِيهِمُ
أَنْ يَجْهَرَا
• • • أَوْجَاعُ عَنْتَرَةٍ تَطُولُ
وَجُرْحُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يُنْكَأُ
وَتَضَاعَفَتْ أَسْقَامُهُ
مَا عَادَ سُقْمٌ يَبْرَأُ
حَطَّ الأَسَى بِسُدُولِهِ
مَا عَادَ دَمْعٌ فِي القَبِيلَةِ يُرْقَأُ
كَانَ الفَتَى العَبْسِيُّ حِصْنًا شَامِخًا
وَإِلَيْهِ كَانَ الْمَلْجَأُ
يَا لَهْفَ آلافِ الثَّكَالَى
وَالأَيَامَى وَالْحَزَانَى
إِنْ يَطُلْ بُرْءُ الفَتَى
مَنْ ذَا سَيَدْفَعُ عَنْهُمُ
أَوْ يَدْرَأُ؟
• • • فَرِجَالُ عَبْسٍ فِي الرَّفَاهَةِ قَدْ غَفَتْ
وَعَدُوُّهُمْ شَاكِي السِّلاَحِ
وَخَيْلُهُ لاَ تَهْدَأُ
كَانَ الفَتَى العَبْسِيُّ يُوقِظُهُمْ
فَلاَ تَلْقَى الَّذِي يَتَلَكَّأُ
كَانَ الفَتَى الْمَجْرُوحُ يَحْمِلُ رَايَةً
وَإِذَا عَدَا
مَا كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُرَى يَتَبَطَّأُ
مَا بَالُ عَبْسٍ
طَأْطَأَتْ فِيهَا الرِّجَالْ؟
مَا بَالُهَا جَبُنَتْ
وَكَانَتْ لاَ تَهَابُ مِنَ النِّزَالْ؟
مَا بَالُ أَسْيَافِ القَبِيلَةِ أُغْمِدَتْ
وَتَحَنَّطَتْ فِيهَا النِّبَالْ؟
مَا بَالُ أَبْرَهَةٍ
يَجُوسُ دِيَارَهَا؟
يَسْتَاقُ، فِي وَضَحِ النَّهَارِ، غِلاَلَهَا؟
أَغْضَتْ عَلَى وَجَعٍ
وَبَاعَتْ ثَارَهَا؟
أَلِأَنَّ عَنْتَرَ
لَمْ يَعُدْ فِي السَّاحِ
سَدًّا لاَ يُطَالْ؟
أَلِأَنَّهُ مَا عَادَ يُشْعِلُ بِاللَّظَى
صُمَّ الْجِبَالْ؟
أَلِأَنَّهُ مَا عَادَ يُورِي مِنْ عَزِيمَتِهِ
الَّذِينَ يَرُوعُهُمْ وَجْهُ القِتَالْ؟
وَيَغِيبُ عَنْتَرَةٌ
فَتَصْحُو كُلُّ ذُؤْبَانِ الْجَحِيمِ
وَتَظْهَرُ
وَإِذَا جَبَانٌ تَافِهٌ
هُوَ كَالذُّبَابِ قَمَاءَةً
أَوْ أَحْقَرُ
وَإِذَا دَعِيُّ قَبِيلَةٍ
مَا كَانَ يَوْمًا
فِي القَبَائِلِ يُذْكَرُ
يَتَطَاوَلُونَ...
عَلَى ذُرَا هَامَاتِنَا
إِنَّ البُغَاثَ
إِذَا تَغِيبُ نُسُورُنَا
يَسْتَنْسِرُ
المواضيع المتشابهه:
|