الموضوع: الملاك الملثم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-14-2021
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1376 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي الملاك الملثم



هناء رشاد

في حضرةِ الموت الصَّمتُ هو البطل، والحزنُ هو المشهد الأكثر مشاهدةً والأكثر تأثيرًا.



أشعةُ الشمسِ ترمي بألسنةٍ من لهب في جحيمِ الظهيرة، الساعةُ قاربت على الثالثةِ عصرًا، موكب السيارات تقطع الأرض، الوجوه واجمة، والأعين شاخصة باتجاه اللوحِ الخشبي.



وضعناها ممدة على الطاولةِ في لفائفِها البيضاء الكثيرة، وكأنَّها في ثوبِ العرس تستعدُّ لمغادرةِ الحفل، لتبدأ حياتها البرزخية التي نرجو أن تكون أجمل وأرحب.



رائحةُ العنبرِ تملأ المكان، فاختلطت الروائحُ بالمشاعرِ، وتمتمات الدعوات بنشيجِ الأصوات المختنقة لا تريدُ الانطلاقَ مَهابةً للمكان وجَلال الموقف.



تأتي كملاكٍ مُلثم هبطَ توًّا إلى الأرضِ في مهمةٍ مقدسة، نزلت من سيارتِها الفارهة، ألقت علينا السلامَ بوجه باشٍّ، ثم قامت بنزعِ نقابها لتكشفَ عن وجهٍ جميل يحملُ ملامحَ الرقي والعائلات الكريمة، أدهشنا جمالُها رغم فكرِنا المشوش وحزننا الذي غرقنا فيه.



وما أدهشنا ليس فقط ذلك الجمال الأوربي الآخذ، وإنَّما احتشامها الشديد؛ فقد كانت ترتدي العباءةَ وفوقها عباءة أخرى؛ زيادة في الاحتشام، رغم الجو الخانق في الخارجِ، والذي جاوز الخمسين درجة مئوية، في صيفِ الكويت!



اقتربتْ من اللوحِ، كنا نردِّدُ في أعماقنا: طاهرةٌ تُغسِّل طاهرة!



ثم اصطفَّ إلى جانبي الجسد المسجى صفان من الملائكةِ؛ رفيقات الأترجَّة.



أخذت تتمتمُ بالدعاءِ، ثم بدأت بسكبِ الماء، فتصاعدت روائحُ الطيب وملأت المكان، وكأننا على مشارفِ الجنة تفتح لنا أبوابَها، وتهب علينا نسائمها.



كلٌّ منهنَّ انهمكت في الغُسلِ لتنالَ درجةً أعلى في منزلةِ الحب؛ فواحدةٌ تُقلبُ الجسدَ برفق، والثانية تحُضر الماءَ والعطور، والثالثة تحاول إيقافَ دموعِها بيديها، وباليد الأخرى تسندُ الرأسَ الذي استسلم لأناملِهم الرقيقة، في مشهدٍ يُلخص مشهدَ المجيء والذهاب، الحياة والموت، والوقت القصير بينهما!



أنهت مُهمتَها بنجاحٍ، ثم لبست عباءتها، وأسدلت نقابها على وجهها، وألقت علينا السَّلام، ثم أطلقت جناحَيْها، واختفت كالحُلم!

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس