عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-19-2022
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1395 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي الفوزُ بالجنةِ والنجاةِ مِنَ النَّارِ أعظمُ مطلوبٍ



سعيد مصطفى دياب

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].



تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ﴾، وما توحيه هذه اللفظة ﴿ زُحْزِحَ ﴾، من المعاني العجيبة ففيها من الثقل والشدة ما ليس في غيرها، فيقال: (فلان لا يتزحزح عن موقفه)، إذا كان ثابتًا عليه.



وفيها التكرارُ الذي يكون في وزن (فَعْلَلَ)، ك (دمدم) و (كبكب)، إذا تكرر الفعلُ والزَّحْزَحَةُ تَكْرِيرُ الزَّحِّ، وَالزَّحُّ هُوَ الْجَذْبُ وَالْإِبْعَادُ، وهو فعلُ يوحي بتلك الشدة، وذلك الثقل، ويتجلى هذا المعنى فيما رواه البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ أُمَّتِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَتِ الدَّوَابُّ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهِ، فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ وَأَنْتُمْ تَقَحَّمُونَ فِيهِ»[1].



وسبب ذلك لزوم كثير ممن هذا حالهم للذنوب والمعاصي، مع علمهم أنها ربما تكون سبب ورودهم النار، ومع ذلك يلازمونها ملازمة الغريم لغريمه، ولا يريدون عنها حِولًا، حتى إن أحدهم يزحزح عنها فلا يتزحزح.



وفيها أيضًا معنى الجَذْبِ بِسُرْعَةٍ، فإنَّ الزَحَّ هو الجَذَبُ بِسُرْعَةٍ؛ لذلك يستشعر أَهْلُ الْجَنَّةِ تلك المنة فيقولون: ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 27].



ثم تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى بعدها: ﴿ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ﴾؛ لأن سعادة العبد لا تتم يوم القيامة بمجرد الزحزحة عن النار، فقد يزحزح عنها فينجو من لهيبها، ولكن يلفحه حرها، ويؤذيه ريحها؛ كما يقول آخِرُ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا الجَنَّةِ وخروجًا من النار: "يَا رَبِّ، قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ"[2].



فلا تكتمل سعادتُه إلا بدخولِهِ الْجَنَّةَ، لذلك ذكر الله تعالى بعدها الْجَنَّةَ، ليبين للعبدِ عظيمَ فضلِهِ، وسابغَ إحسانِهِ، وسعةَ رحمتِهِ.



ثم تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى بعدها: ﴿ فَقَدْ فَازَ ﴾؛ لأن الفوز أعظم مطلوب، ومن فازَ فقد نَالَ مُبْتَغَاهُ مِنَ الْخَيْرِ.


[1] رواه البخاري - كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 30] الرَّاجِعُ المُنِيبُ، حديث رقم: 3426، ومسلم - كتاب الْفَضَائِلِ، بَابُ شَفَقَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمَّتِهِ وَمُبَالَغَتِهِ فِي تَحْذِيرِهِمْ مِمَّا يَضُرُّهُمْ، حديث رقم: 2284.

[2] رواه البخاري - كِتَابُ التَّوْحِيدِ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 23]، حديث رقم: 7437، ومسلم - كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ مَعْرِفَةِ طَرِيقِ الرُّؤْيَةِ، حديث رقم: 182.

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ روح الأمل على المشاركة المفيدة:
 (11-17-2022)