عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-20-2021
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1386 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي وقرأتُ فيهنَّ بُكائي !



لبابة أبو صالح

لحبُّ غيثٌ غائبٌ .. و الأرواحُ هلكتْ جوعًا "

نزلتُ من جـنتي , و كأنني أرتدُّ أعوامًا إلى الماضي السحيق , و لكن بجسدٍ مختلفٍ و رأسٍ أحملهُ معي جميعه أينما ذهبت ..


بدتْ الأشياءُ صغيرةً على غير عهدي بها ؛

فالمدرسةُ ضيقة و الفتياتُ صغيراتٌ , و بعضي يحملني لأسير بينهن و يتأملنني و كأنني من المريخِ ..


سرتُ في الأروقةِ و الوجوهُ تسحبني إلى وجهٍ كنتُ ألبَسُهُ أيامَ كنتُ مثلهن ..

و بدتْ دمعتي تنبتُ في وجدانٍ قديمٍ , و قدْ تحوَّلتُ إلى كبيرةٍ !!


لستُ أحكي قصتي مع هذا العالمِ , فقدْ كانتْ عادية جدًّا ,

الصباحُ و التأنق ثمَّ التأملُ في وجوههن الشاحبة ..

كان كل هذا عاديًّا إلى درجةٍ جعلت دمعتي تنمو كشوكةٍ في حلقي .. وأبتلعها مع كلِّ شهيق جديد !


بدأ البكاءُ فعلا حين دخلتُ الفصل للتعرف على الطالباتِ ..


لا أذكر أنني تعبتُ في ذبِّ الفوضى خارجًا ,

و لكن عيونهن المحملقة بلا استحياءٍ في وجهي ,

و ابتساماتهن المشرعَة المخبئة نكاتٍ و عباراتٍ ساخرة,

كانت صعبةً علي لعِظَمِ خوائها !..


بعد دقائق قلةٍ أحببتهن برغم كلِّ الشغبِ الذي مارسنه , و كلِّ الأسئلةِ الوقحةِ التي طرحنها,

و برغم أصواتِهنَّ الصاخبةِ و ثرثرتهن الشقية ..


أحببتهن لِسرٍّ فيهن إلى حدِّ أني أشفقت على نفسي من هذا الحبِّ !


دار بيننا حديثٌ عن القراءةِ و العقل، و أن الإنسانَ يعبر عن نفسه وعليه أن يحسن في هذا التعبير ,

و أن خلف ملامحهن المشاغبة عملقةً مُشرقة ..


سكتنَ و كأنهن ينبشن معي عن أنفسهن , و قد أحببنَ هذه اللعبةَ ..


حاورنني .. حتى لمعتْ في عيونهن أنوارُ التأملِ فيما أقول ,

و تقلصتْ ابتساماتهن .. و أصغينَ ببراءةٍ بدأتْ تطفو على ملامحَ كانت باهتةً شاحبة !


انتهى زمن الحصة , ولوَّحتُ بابتسامةٍ مُحبَّةٍ لهنَّ أني سأخرج ..


لكنَّ الكلمةَ البيضاءَ كانت قد تحوَّلت إلى سنابل قمحٍ ذهبيةٍ في أرواحهن ..

فهمسن معاً و كأنهن مُتفقات :
" ابقي يا أستاذة .. نريدك .. فكلامك حلو جدّاً " ..


و انفجرَت ذاتي تبكي , إذ أثمر حُبي حُبًّا ذهبيا .. ويلاهُ و ويلي من فتنته !


و خلوتُ بعدها أقرعُ صمتي بسؤالٍ مُتعبٍ :


" أين يخبئ الكبار الحبَّ عن هذه الأرواح الغضة ,

لنـقابلَها و كأنها أشباحُ طفولةٍ مسروقة .. لا براءةً تستوجبها الطفولة .. "


محزنٌ هذا العالَمُ .. جِدًّا .. جِدًّا !!




 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس