هناك ثمة إختلافات بين الحاضر والماضي لا ترتبط بالفترة الزمنية لكلاهما أحدثت هوة سحيقة وصراع بين الأجيال للتمسك بالأزمنة فقبل بضع وخمسين سنة لم يكن هناك أطفال يرتدون التحضر من مفهوم " الملابس الفاضحة" ولا حناجر تهتف بالأغاني الصاخبة الهاربة من الكلمات الجميلة لكلمات رخيصة لا معنى لها إلا التسويق وكسب المال كما أن "الحب" لم يكن أصله "وردة" ونهايته "اشواكها" الحياة كانت بسيطة جدا إلا أنها متأصلة بعادات وموروثات تهتم بالصدق والأمانة و صلة الجار و الأخوة والحب
ورغم وجود فطاحلة الأدب و الثقافة إلا أنه يكن بالمجمل بنفس أعداد المثقفين اليوم من العوام إلا أن خبرة الحياة وتجاربها كانت مقياس مهم لإكتساب ثقافة أخرى يستخلص منها الحكم لكيفية التربية وتعليم الأبناء أساسيات الحياة يقول أحد أجدادنا "الشباب اليوم أصبح ينسلخ من عاداته ويتبرأ فعليا وليس لفظيا من كل ماض يلتصق به" حتى بيوتنا أصبحت خاوية من "الضيوف" إلا ما رحم ربي استبدلناها بمجالسنا الألكترونية واكرمناهم ب"لايكات" لا حصر لها.
أصبحت بعض الأسر اليوم مفككة وإن عاشت تحت سقف واحد لدي عادة يمقتها جميع أصدقائي أخصص يوما في الأسبوع أغلق فيها هاتفي النقال كليا وأتفرغ للعيش بدون فوضى "الوتساب" وإزعاج أولئك "السنابيون" والإتصالات التي سرقت كل معاني اللقاء والحضور وأخذت منا اجمل الأوقات فهناك من هم يستحقونها أكثر
عندما كان يغرد أحد سابقا خارج السرب كان يحتفظ بجمال العيش السابق وأسراره وخباياه لأنه يفعل ذلك لنقل معدنه الطيب أما فإذا تخاصم اثنان اليوم" تلوك" ألسنة من حولهم قصصا يغلبها التزييف وطمسا للحقيقة.
خذ من الماضي أجمله ووظفه بحاضرك ليزدهر مستقبلك بالزمانين... هنا سأنتهي.