.أنا أفعلُ ما تفعلون ...في الخيال

.

**قال الذي في السجن : أنا أفعلُ ما تفعلون ...في الخيال ….وأنتم تفعلون أفعالكم هنا وتموتون هنا …كالظلال تزحف الشمس اليها ولا يراكم بعدُ أحد ….كأنكم خيال ……………!!..فالسجن سرَق قدميَّ اللتين أمشي بهما والموت سرقَ كلّ حياتكم …………….!!


**قال : فلينتصر الله للمظلوم …!! قلت : فكلّ شيء ينتهي بالموت هو كذبة ….عمرُنا ظالمين أو مظلومين ..كذبة …..إلّا ثواب الله وعقابه غدا …..هو حقيقتنا الوحيدة


**كيف يتّسع قبر كلّ تلك الجرائم ..أنت بحجم شرّك ان كنت شريرا وبحجم خيرك ان كنت صالحا ...فلا تتسع المجرمين إلّا جهنم ...والذين كانوا يعلمون أنهم يعيشون في مملكة الله ...لا يؤذون شيئا لا تتسع ظلال سعادتهم الّا الجنة ....


**لقيه بعد غياب وعمره سبعون . وقال: أأنت حيّ….!!..قال: فنحن نعلم أنّ هذا وقت موتنا ….وإلّا لما دُهشت …!!..قال: فضع السبعين عاما على طريق لا تنتهي …. ما تساوي !!

..لو عشتها في جوف مغارة : لا ترى شمسا أو قمرا ...يصير زمانك هو عقلك ….تصير مفكرا فقط ….والناس يحسبون الليل والنهار ..ينتظرون انتهاء همومهم ...فإذا انتهت يموتون …!!..

.….فلمَن تجري الجداول ولمن تعزف الرياح على رؤوس الجبال ..إلّا لك أيها المفكّر البعيد عن صخب الحياة …...والأمواج تسرع و لا تجد على الشطآن إلّا أنت ….الحياة لك أنت ولهُم الهموم ….


****نظرتُ إلى بيت وسمعتُ أهله فيه يسمرون ….وزرته بعد لحظتي وأصختُ السمع ...أرى البيت ولا أسمع أحدا ….!!!...وهربتُ إلى مراةٍ….فنظرتُ فلم أرَ نفساً عاشت بي خمسين سنة …………………………………...ووجدتُ شيبي !!....هو ما ظلّ من حريق الحياة
.
.
عبدالحليم الطيطي