عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2022   #7


مُهاجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3925
 تاريخ التسجيل :  Jan 1970
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (07:08 AM)
 المشاركات : 12,042 [ + ]
 التقييم :  250525
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 198
تم شكره 150 مرة في 91 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: " ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "



" الحُب والهدية "

الكاتب :
يلفت النظر لضرورة وجود تلك الثقافة التي تؤصل وتوثق العلاقة بين المتحابين
وذلك عن طريق التهادي ، وهذا ما جاء على حقيقته سيرة المصطفى عليه السلام حينما قال :

" تهادوا تحابوا " .
فهي مدعاة لتلاحم المشاعر والعواطف لتكون كطوق يُقيد به الآخر ،
ليس مناً وإنما حرصا على كسبه ونيل رضاه ،
تلك الهدية تُترجم بلسان الحال عن الذي يكتنفه القلب من حب غزير لذلك الإنسان .

ما أعظم تلك التي ساقها الكاتب :
حين باح عن قضية غفل عنها الكثير من الأنام بأن الهدية لا تحدها مكان وزمان ، ومرتبطة بمناسبات !
بل تكون بين " فينة وفينة " به تتعانق الأروح في سماء الإخلاص لمن أفردنا لهم الحب المباح ،


" تعريف الحب " :
يصعب جذب معناه ومعرفة كنهه بعناصره المعنوية ،
فذاك الشعور الذي يختلف عليه الثقلان ،
ولكل منهما تعريفه الخاص الذي يضمه قاموسه ومعجمه المتفرد
ليكون له دليل به يقارب ويسادد ولو كان على حوافه يقتات .


ذاك التشبيه الدقيق المعنوي الذي ساقه الكاتب يمس كبد الواقع ،
وبه يُقيل ما قيل عن الحب عندما صوروه بصورة تُغاير ما عليه فحواه ،
وإن كانت جميعها محض اجتهاد لتبقى الحقيقة لمن عاشها معناً لا يخطي طريقه ،


ذاك التصنع الذي يتكلف به بعض من يتقمصون دور العاشق الذين سرعان ما يصيبهم من دورهم الملل !
لكونه خارج نطاق القدرة ، والذي يكون فيه الداخل مناقضا لذاك الخارج منه من كلمة منطوقة ، أو فعل بالجوارح مجرورة ،
ولا ينطلي ذلك التمثيل المصطنع على من يتلمس ويستشعر ما يرد إلى سمعه وبصره وعقله ،
ويجاوز ذلك الشعور من تحّجر شعوره وتبلد حسه وتعثر !

ولكل بداية نهاية سرعان ما ينفضح الأمر وتظهر الأمور على حقيقتها
حينها يُكشف اللثام عن وجه الحقيقة ، من هناك يكون الانقسام :
- بين نائح على سوء حظه بعدما انساق لمعسول الكلام !
- بين حاذرٍ جاءه ما يُؤكد ما حاك في قلبه من ذاك .


" تجديد الحب " :
يطير بنا الكاتب لطرد الرتابة من بيت المحب :
ذاك الروتين الجامد الراكد في معناه هو انتحار ما سكن في القلب
وبذلك يترنح ليتمخض عنه الملل الذي يحيط ويُطبق على العقل ،
والقلب يرنو لما يُجدد العهد ، ويُجري في الشريان الجديد والتجديد
من وسائل وطرق تُضفي البهجة وتقضم المتخمر من الحب ،


" الهدية " :
تبقى الهدية في أحايين كثيرة تذكارا إذا ما كانت ملموسة ومادية
بحيث كلما نظر إليها ذاك المُهدى إليه تُذكره بذاك الهادي
ليُردف بذكراه عمقاً يتنفس شذاه ليُطلق الدعاء بتنهدات ،

وبالهدية قد تمزق أستار الخلاف وتُرجع ما بدأ يخرج من القلب من ودٍ مكره بث شكواه ،
ليعود وتُبّدل تلكم الهدية الحنق إلى وئامٍ حلو المذاق ،


" الحب ودافع الإبداع " :
الكاتب يجعل من ذلك الحب محرك ومفجر الإبداع
ولعله هنا يعني البذل والعطاء بحيث يكون الإخلاص
هو عربون وجواب الهدية ليكون التشبث به أمراً يُدرج من معاني البقاء .


" أثر الهدية " :
يبقى أثرها كما أسلفنا آنفا تُحيط بمن ينالهم منا وينالنا منهم ،
لتكون لنا سُقيا خير بها تُزهر أكاليل الزهور ،
وتبتسم الحياة ،

ويبتهج القلب من ذاك ليعيش في سرور وحبور لواقع قد غشاه .

فالهدية :
وهي بالنسبة للهادي والمُهدى إليه كيوم عيد .

فالهادي :
يرى تلك السعادة مرتسمة على وجه المُهدى إليه ،
وبذاك تغمره الخبطة والقلب مجبول عليه .

والمُهدى إليه :
يتجذر حب الهادي له في قلبه ليحرص على وده ورجواه .​




 

التعديل الأخير تم بواسطة مُهاجر ; 08-24-2022 الساعة 09:20 AM

رد مع اقتباس