فجأة ..ذهبَتْ

.

.

**قال: كنتُ أوّل العمر أهتمُّ للدنيا ...وفجأة أنا اليوم في آخرها …!!.قد مشيت في طريق ممتدّة لا أرى ما بعدها ...حتى وجدتني فجأة هنا في آخرها ...وأنظرُ تحتي فلا أرى غير البحر السحيق ……….كيف .سأنزل اليه لا أدري ...و سيدعّني اليه الموت ...وبعد ذلك ...فأنا هناك ولست هنا ...وخرجتُ من حلمي

ما حسبتُ أن تذهب بسرعة وأستغربُ أن يهتمّ بها مَن بقي له عشر سنوات …..عشر سنوات هو عمر الدنيا هذا اليوم ….فلو قالوا لك يوم مولدك أنّ العمر عشر سنوات هل تعمل شيئا ….فأغلب الذين يمشون في الشوارع هم حول عمري أنا ….وبقي لهم عشر سنوات أو حولها ……

…...وأتعجّب من واحد منهم يقول : لا إله أذهبُ اليه وإنما نحن نموت هنا كما كنّا نعيش …!!...........كيف يقبل هذا بالفناء …!!....كيف تقبل أن تموت …!!..وكيف تقبل عقيدة تعدُك بالفناء …….وتفرح لهذه العقيدة ………….!!..وقلبك الذي وضعه الله بيديه مازال ينبض في صدرك ….مَن يقدر غير الله على وضع هذا القلب في صدرك ... كيف يقبل الله أن لا ننظرَ اليه أجمعون ...وقد خلَقَنا ...كيف يقبل المصوّر أن لا نراه وقد أدمعَ عيوننا ممّا نرى من إبداعه …..قلْ للأحمق الذي يذهب للفناء ……….إنّ الذي أحياك هنا سيحييك في مكان آخر ...فقط المكان هو المختلف ……ولا أحدَ ينظر إلى هذه الحياة بكلّ روعتها ...ثمّ يُدهَشُ أن تكون في مكان آخر ….غير الأحمق……...الذي صدّقَ يوما ما أنّ الشمس ماتزال هناك في السماء منذ ملايين السنين ………..بإرادتها هي وليس بإرادة الله

.

.

.

عبدالحليم الطيطي