عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-19-2023
اميرة الحب غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]
ستجد الحب حتماً حين تؤمن بكل قواك القلبية أنّك تستطيع تحمل كل نقطة عذاب ستواجهك في هذا الطريق، وحين تؤمن وتستوعب جيداً أنّ الحب تضحية، ووفاء، وحنان لا ينتهي
اوسمتي
وسام الادارية النشطة وسام العطاء والتميز تكريم اكتوبر وسام الإدارية المتميزه 
لوني المفضل Gold
 رقم العضوية : 3722
 تاريخ التسجيل : Feb 2021
 فترة الأقامة : 1157 يوم
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (06:30 PM)
 المشاركات : 114,624 [ + ]
 التقييم : 123782353
 معدل التقييم : اميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond reputeاميرة الحب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 14,732
تم شكره 10,757 مرة في 7,030 مشاركة

اوسمتي

user353_pic2thumb قصة الخيار الصعب



جلستْ تُحدِّثني وزَفراتها وتَنهُّداتها تَخرُج من كبدٍ حرَّى وقلبٍ والِهٍ، تلْفَح وجهي مِن حينٍ لآخَر، فقدتْ زوجَها بعدَ أن ترَك لها وَلدين (بنتًا وصبيًّا)، كانتْ سياجًا حصينًا لهما مِن غُربة الزَّمان والأهل.



يَداها الممسِكتان بفنجانِ القهوة تشهدانِ بما عَملتَا وحملتا وتَعبتَا، والخطوطُ في جبينها وحول عينيها تحسب سنواتِ صبرها ومعاناتها.



ترجِع بها الذكرياتُ عندما كانتْ ما تزال في العقد الثالث مِن عُمرها، وقد مضَى على رحيل زوجها عِدَّة سنوات، حين أطلَّ عليها بوجهِه البريءِ الحاني، غاضًّا بصرَه عمَّا لا يَحِلُّ له، طالبًا بأدبٍ جمٍّ أن تُشاركَه بقيةَ سنواتِ حياته؛ ليأخذَ بيديها المتعبتين، ويضم ولديها إلى أولادِه بعدَ أن فَقَد هو الآخَرُ زوجتَه.



لم تَجِد بدًّا مِن الموافقة؛ لأنَّ القسمةَ عادلة، تكون أمًّا للجميع ويكون أبًا لهم، تُعوِّض أولادَه أُمَّهم ويُعوِّض ولديها أَباهم، صحيح أنَّ الأسرةَ ستصبح كبيرةً وربَّما أكبر مِن قُدراتها، لكنَّها ستجد رجلاً يقِف بجوارها، وذِراعًا تضمُّها بعدَ أن ينام الجميعُ.



كان الأمرُ سهلاً في البداية عندَما كان الأولادُ صِغارًا، سهلٌ على ولديها أن يقولا له: (بابا)، وسهلٌ على أولادِه أن يقولوا لها: (ماما)، سهل أن يَضمَّهم بيتٌ واحد بغُرَف متعدِّدة وأَسِرَّة منثورة، يستيقظون باكرًا ليذهبوا إلى مدارسهم، ويذهب إلى عملِه، وتقوم بشؤونِ بيتها، وعندما يجتمعون يكتبون ويدرُسون ويأكلون، ويكثُر اللَّغَط، وتَعلو الأصوات، وربَّما اختلفوا حولَ ماذا سنأكُل غدًا، أو مَن يُمسِك بجهاز التحكُّمِ ليغيِّر محطَّات التلفاز، أو...أو...، لكنَّها أمورٌ تحدُث في كلِّ بيت وبيْن الإخوة الأشقَّاء، وتمرُّ بسلام، أو بعدَ تعنيف وتأديب يعدل بيْن المتخاصمين ويَجمع القلوبَ؛ ليسير مركبُ الحياة برِيح طيِّبة.



كانا ينتظرانِ أن يَمضيَ النهار بمعاركه وضوضائِه؛ ليستقبلاَ ليلاً صافيًا هادئًا، تبثُّه مودَّتَها ومشاعرَها، ويبثُّها حبَّه وامتنانَه، ويَطوي ذِراعَه ليحتضنَها، وينسيَا متاعبَ يومٍ مضَى، ويستمدَّا القوةَ ليومٍ آتٍ.



لكنَّ الصغيرَ يكبر، والجِنسين لا يجوز الجمْعُ بينهما، ووجودُهما في بيت واحد صار مَصدرًا للمشاكل، ليس فقط مشاكل الحُرْمة، وإنَّما مشاكِل نموِّ الشخصيات والميول، فابنتُها تقول: هذا ليس أبي، وابنتُه تقول: هذه ليستْ أمِّي، وابنها يقول: لا أُريد أن أعملَ معه، وابنه يقول: لا أُريدها أن تشتريَ ملابسي.



والأيَّام تَمْضي وتتَّسع الهُوَّة ولا يملكانِ لمشاكلهما حلاًّ، هي تأخُذُ جانبَ ولديها، وهو يأخُذ جانبَ أولادِه، ولم يَعُدِ التأديب للعدل وجمْع القلوب، بل صار نِقاشًا عقيمًا يفرز الكُرهَ والضغينة، صار العيشُ نكدًا لا يُطاق، وصارتْ تتوجَّس خيفةً كلَّما طُرِق الباب ليدخل أحدٌ منهم، فكل أحدٍ منهم يَحمل أسبابًا لينغِّصَ سعادتها، وليسلبها سَكِينةً كانت أغْلَى ما امتلكتْه في هذا البيت.



وكان ما يَحمِلها على الصبرِ وجهَه البريء ونظرتَه الحانية، ودِفاعَه عنها واعتذارَه عن تَصرُّفِ أولادِه.



أمَّا الآن فالوجهُ البريءُ أصبح عابسًا كالِحًا، والنظرة الحانية أصبحتْ نظرةَ ريبةٍ وامتعاض، حتى صارتْ تَشعُر أنَّ وجودَها في بيتِه مع ولديها تطفُّلٌ غيرُ مرغوب به، وولداها يُطالبانِها بالرحيل، وأولادُه يطالبون برعايةٍ أفضل، رغم أنَّ الجميع شبَّ عنِ الطوق.



في اللَّيلِ انسلَّتْ مِن فراشها، نظرَتْ إليه يغطُّ في نومِه، طاويًا ذِراعه تحتَ رأسه، دخلتْ إلى غرفة ولديها، نظرتْ إلى الخدودِ المتورِّدة، والأنفين الدقيقين، والشِّفاه العقيقيَّة، إنَّه خيارٌ صعْب؛ هل تترُك زوجَها وتَغدِر بعِشرةِ عشر سَنوات، أم تَفقِد حبَّ ولديها، وتُفقِدهما المسكنَ الهادِئ الذي يطمحانِ إليه، هي كما قال الأعْشَى:

فَقَالَ غَدْرٌ وَثُكْلٌ أَنْتَ بَيْنَهُمَا

فَاخْتَرْ، وَمَا فِيهِمَا حَظٌّ لِمُخْتَارِ



أحسَّتْ أنَّ قلبَه نحوها قد تغيَّر، أمَّا قلْب ولديها فلا تَزال تتربَّع على عرشِه، قالتْ في نفسها: لا خيرَ في قلْبٍ تقلَّب، حزمَتْ أمرها وحقائِبها وانتقلتْ مع ولديها إلى شقَّتها التي بِجواري، وما طال الزمانُ حتى وصلَها خبرُ زواجِ زوجِها وطلاقِها.



ابنتُها تَدرُس، وابنها يَعْمَل، وهي تُحيطهما بحنانِها ورِعايتها، إلى أن يَجِدَ كلُّ واحدٍ منهما طريقَه إلى مستقبلِه وعائلتِه.



رشَفَتْ آخِر قطراتٍ مِن فنجانها، ووضعتْه أمامي، استأذنتْ وسارتْ بخُطواتٍ متثاقلة إلى شقَّتها، خُطوات لم تُثقِلْها السِّنون، وإنما أثقلتْها نتائجُ خيارٍ صعْب.



🔷️🔹️🔷️🔹️🔷️🔹️🔷️

مما قرأت

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :




💕🅰 🅼 🅵 💕



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اميرة الحب على المشاركة المفيدة:
 (03-20-2023)