08-03-2022
|
|
الرجل والعربة..
ينتعل حذاءً ممزقاً تخرج أصابع قدميه من فتحاته ، فيما تشقق كعباه وتورمت قدماه .
أحنى رقبته لأسفل ، واستجمع كل قواه فكادت عروقه ان تتفصد وهو يحاول أن يجر العربة التى أصابتها مثله الشيخوخة بكل ما اوتى من عزم فأبت أن تتحرك للأمام قيد انملة .
ومهما حاولت أن أدفعها معه من الخلف إلا أنها تسمرت فى الأرض كالوتد ..وقد استوت عليها صناديق البضاعة كالطود .
تقدم شابان لمساعدتنا ودفعا معنا العربة ، فتحركت للأمام ..وسرعان ما توقفت مجدداً بعد أمتار قليلة .
خارت قواه تماماً بعد تكرار محاولة التقدم مرة اخرى ..
نزع عنه مايشبه اللجام ، والمربوط حول ظهره مروراً بكتفيه ، وجلس فى ظل العربة يلتقط أنفاسه فى صعوبة بالغة ، وقد جف حلقه حد الشرخ.
اسرعت الى اقرب منزل لأحضر له كوباً من الماء ..وماأن عدت اليه ، وجدته مستندا الى احدى عجلات العربة ، وعلى وجهه ابتسامة عتاب وكأنه يلوم شباباً ولى ، وعمراً انتهى .
سقط الكوب من يدى ..وجلست أبكى فوق صدر أبى.
المواضيع المتشابهه:
|