عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-12-2021
روح الأمل غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة متميزين الوهج وسام 30 الف 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3602
 تاريخ التسجيل : Jul 2020
 فترة الأقامة : 1386 يوم
 أخر زيارة : 12-24-2022 (09:39 AM)
 المشاركات : 49,122 [ + ]
 التقييم : 1400003561
 معدل التقييم : روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1,699
تم شكره 3,594 مرة في 2,459 مشاركة

اوسمتي

افتراضي البلاغة الشعرية!



يوسف الباز بلغيث

• تكتظُّ الحدائق الغنَّاء بشتَّى صنوف الأزهار والورود، وكلما انتهت نزهتنا وسط هذا المنظر الخلَّاق، اعتلى الخاطرَ والمهجة تسبيحٌ ودهشة! إنَّها اللحظة التي يتعبَّق اللسان في أثنائها بشُكر الخالق على النعمة، وبالدعاء للمخلوق بدوامها.



• المنطق الذي يسعى الكاتب من خلاله إلى تفتيق هذه الظاهرة في كتاباته - محاكاةً للمنطق الطبيعيِّ - يجعله أكثر مسؤوليةً، حالَما تصبو خطواته نحو الدهشة والتسبيح المذكورَين، ولما كان الشاعر أرفعَ إحساسًا وأشفَّ وجدًا كان الخيال لديه في ميزان التصوير الشعري أصفى وأدق.



• إن النص الشعري الذي يفتقر إلى الأسلوب الجيد والسَّبك الفريد لا بد أنَّ عطبًا ما قد طال جهاز الصنعة فيه، وما الوزن العَروضيُّ سوى دلالةٍ على تمييز هذا الكيان اللغوي عن نثريَّة الخطباء والسياسيين، ودَهْماءِ القوم، في وجود انتظامٍ مهلهَل لألفاظ ومعان لم تَمتصَّ من قصب البلاغة غيرَ مِلح يُشبِه لون السكر؛ ولهذا فإن الجمال الذي يصل إلى العين بروعته، ويرسخ في شبكة المهجة، هو الذي تمكّنت كيمياؤه من دغدغة النفس وإذكاء الفكر.



• والشاعر الذي يستطيع الرقص مع اللغة، ببلاغةٍ وموسيقا تصدحان بقضيةٍ وهمٍّ، سيضمن مكانًا في خاطر القارئ، حتى ليَتصوَّر أنه قد بات مُريدًا مسحورًا بنظمه وتعابيره، وهذا ما يضعنا حيال هذا الطقس، مستغرِبين من نقش شعراءَ لأسمائهم على جدارية الشعر، بينما بقيَت أسماءٌ كثيرةٌ باهتةً مَعالِمُ شخصياتها، لم تَحفُل بغير الإنشاء، ولم تحظَ بغير النصَب؛ لهثًا وراء لغةٍ تتسول عوامل الدهشة ضمن إطارها البلاغي والعروضي!



وقد يتجرأ أحدهم ليقول: "إن البلاغة المتكلفة لِجَلب التصاوير الشعرية الخلاقة تثقل كاهل النص، فتُخرجه من دائرة العروض الشعري لتُلقي به في حظيرة الخطابة والنثر"، وقد يُعطي هذا تزكيةً لأصحاب الذوائق المهترئة إلى اللعب بورقة "السهل الممتنع"؛ مسايَرةً لمستواهم البسيط، وتهديمًا للذوق الأصيل؛ بدعوى الحداثة التي عَقَلوها اسمًا بغير رسم!



• إن هذه الورقة لا يُجيد اللعبَ بها إلا المجيدون وفطاحلةُ الشعر، بعد أن امتلكوا الخيال الخصب، والإلهام المتوهج، وقد تمكنوا من الإمساكِ بعصا اللغة حبًّا وكرامةً، دون امتهانٍ أو قلةِ أدبٍ أو حيلة.

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


شكرا نجمتنا لا عدمتك :

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ روح الأمل على المشاركة المفيدة:
 (10-12-2021)