عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-19-2023
عبد العزيز غير متواجد حالياً
    Male
اوسمتي
الكاتب المميز تكريم اكتوبر وسام الترحيب بالاعضاء الجدد 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4049
 تاريخ التسجيل : Oct 2022
 فترة الأقامة : 563 يوم
 أخر زيارة : منذ 4 يوم (10:52 PM)
 المشاركات : 16,440 [ + ]
 التقييم : 11208
 معدل التقييم : عبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 8
تم شكره 207 مرة في 125 مشاركة

اوسمتي

افتراضي نَظْرَةُ الوَدَاعِ :













التقيا في محفل من المحافل بعد نأيٍ دام قرابة العقدين ، وكانتْ خلال الحفلة تنظرُ إليه من طرف عينها ، وكانتْ عيناه لا تريمان عنها ، وعندما خرجتْ إلى الحديقة تبعها ، فوقفتْ عند شجرة التفاح ، ووقف قريبًا منها ، وران الصمتُ عليهما ، فتقدم ووقف أمامها فأشاحتْ عنه ، فقال لها : بربكِ لا تعاتبيني على مالا ناقة لي فيه ولا جمل ، ولا تنظري إلي نظرة الأم المشفية على الموت لابنها العاق الذي هجرها في شرخ شبابه ولم يحضر إلا ساعة رحيلها !
بربكِ لا تنظري إلي نظرة الأب القاسي الغير آبه لانكسار طفله ، وترقرق الدموع في عينيه !
بربكِ لا تدعيني كطفلٍ حائرٍ في ظلامٍ دامسٍ موحشٍ في عالم الكبار ، الذين لا يستطيعُ الاندماج معهم ، ولا فهمهم ، وفهم نواياهم !
لم تُجبْه على حديثه ، فقال : أنا أيتها الحبيبةُ ، أوصدتْ في وجهي أبواب التوفيق –فيما أراه في أموري- ، ووئد الكثير من أماني الصبا والشباب –وأنتِ أحدها- فاستعضتُ بقلبٍ دائم الخفقان والحنين إليكِ ، وكفين لا يكفان عن الدعاء لكِ ، وعقلٍ لا يكلُّ من التفكيرِ بكِ ولا يمل !
بربكِ لم أعد في شرخ شبابي لأحتمل ، فقد أخذتِ السُّنون مني قوتي ، وسلبتْ شبابي ، وقيَّدَتْ إقدامي ، ومنحتني ضعفًا ، وشيبًا ، وخورًا !
ظلَّتْ على صمتها ، فنظر إليها بعينين مغرورقتين بالدموع ، وقال : هأنذا ماضٍ في السبيل الذي أراده الله لي ، والذي مضى فيه صحبي قبلي ، ولعلي ألتقي بهم في القريب العاجل ، فلم يبقَ لي شيءٌ ، فقد وُئِدَتِ الأماني ، وحِيْلَ بيني وبين لقاء من أُحِبُّ ، ولم يَبْقَ إلا أعظم الأماني التي أنشدها منذ صغري ، والتي أسألُ اللهَ ألا يحرمَني إياها ، وأن يمُنَّ علي بها قبل الظعون الأبدي !
ثم مضى مخلِّفًا قلبه مع مليكة القلب عند شجرة التفاح ، وهي تنظرُ إليه نَظْرَةَ الوَدَاعِ ، حاملًا معه حنينًا أثقل كاهله ، وأنهكَ جسده ، وأُمْنيَةً لم يَتَسَرَّبِ اليَأْسُ إلى قلبه من تحقُّقهَا بِفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ ، وهو يقولُ : شَاخَ الوَصْلُ وَوُئِدَتِ الأَحْلَامُ !





 توقيع :


جزيل الشكر ووافر الامتنان لأخي العزيز مصمم الوهج المتفرد أحمد الحلو على التصميم البديع .

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ عبد العزيز على المشاركة المفيدة:
 (02-22-2023),  (02-22-2023)