عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2011   #17


الصورة الرمزية الغزال الشمالي
الغزال الشمالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 218
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 07-10-2013 (07:01 PM)
 المشاركات : 2,111 [ + ]
 التقييم :  119
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي



كل هذا يحدث، ولا أحد من الناس يكترث، حتى حارس الحديقة ذهب بعيداً، لكي لا يتدخل أما أنا فقد بدأت أعصابي ترتجف
والدم العربي ينبض في عروقي، نهضت لكي أساعد هذه العجوز المسكينة التي لا حول ولا قوة لها أمام هذا المعتدي اللعين.
لكن أيمن أمسكني ومنعني من الذهاب لنجدتها، وكان يقول لي: لا تتدخل، هذا الأمر لا يعنيك نحن
في أوروبا، كل شخص مسؤول عن نفسه هنا، ألا ترى أن الجميع لا يهتم!

ولكني لم أستطع أن أتحمل هذا الظلم، فاندفعت إلى اللص غير مبال بكلام أيمن الذي حذرني بأننا سوف نقع في ورطة كبيرة.
أبعدت اللص عن العجوز، وأخذت من يده الحقيبة التي استولى عليها بالقوة، وأعدتها إلى العجوز التي كانت غائبة
عن الوعي تقريباً...أما اللص، فقد ركض هارباً، وهو يصرخ ويدمدم بكلمات، أظنها عبارات تهديد.

كان أيمن يقف بجانبي وقد شحب لون وجهه، وبدأ يشدني من يدي ويقول خائفاً: هيا نهرب بسرعة ليس معنا متسع من الوقت.
وفعلاً لم يُنه أيمن كلامه حتى عاد اللص، وخلفه أربعة من الغجر يركضون نحونا، وكان أضعفهم، بحجمي أنا وأيمن معاً!
لم يكن أمامنا سوى الهرب، فرؤية الغجر يركضون نحونا حاملين بأيديهم السلاسل الحديدية والسكاكين الكبيرة، لا تدعنا نفكر سوى في الفرار...
ركضنا محاولين الخروج من الحديقة، ولكن مجموعة أخرى من الغجركانت لنا بالمرصاد، فوقعنا بين المجموعتين، محاصرين من
كل الجهات حاولت التملص من بين المجموعتين، وقد نجحت، ولكن أصابني أحد الغجر بضربة
من سلسلة حديدية، مزقت ظهري، أما أيمن فقد وقع بين أيديهم، فأخذوا يضربونه من دون رحمة، وهو يصرخ مستنجداً بي...
مع أن الضربة التي تلقيتها كانت ضربة موجعة جداً،إلا أني لم أتحمل رؤيةالغجر وهم يضربون أيمن بهذه القسوة، فجمعت
قواي، وركضت نحوهم وأنا أصرخ بأعلى صوتي: أتركوه يا كلاب..أتركوه..يا حُقراء، فشتت انتباههم عن أيمن
فتركوه يهرب، ولحقوا بي ركضت بين الأشجار، محاولاً تضليلهم عني، ولكن عبثاً، كنت كلما أفلت من أحدهم،
وجدت آخر بوجهي، كانت مطارة عنيفة جداً، حتى أني لم أعد أرى أيمن، والأشخاص الذين
كانوا يتنزهون بالحديقة هربوا،إلا شخصا واحد كان يبيع سكاكر غزل البنات
على عربة متحركة،وكان يقف بعربته بجانب حوض كبير جداً من الورود،فخطر لي
أن أختبئ داخل هذا الحوض، ولكنها كانت فكرة خطيرة جداً، فسوف يروني وأنا
أدخل إلى الحوض،وسوف يمسكون بي، ولكن لم يكن أمامي سوى هذا الخيارالصعب، فربما
اكسب وقتاً أطول، فيحدث شيئاً ما، ولربما يعود أيمن ومعه الشرطة لم أتردد كي لا أضيع علي آخر فرصة، فركضت بكل ما عندي
من قوة، وقبل أن يلاحظني أحد، ارتميت في حوض الورود منبطحاً على الأرض زحفت كالدودة بين الحشائش وأغصان الورود
كي أصل إلى منتصف الحوض، حتى لا يجدوني بسهولة، كنت أسمع أصواتهم المخيفة يصرخون من جهة لأخرى،
وأصوات السلاسل الحديدية، والسكاكين الطويلة الحادة، تثير الرعب والقشعريرة في جسدي.
شيئاً فشيئاً بدأت أسمع أصواتهم تقترب مني، وكأنهم عرفوا مكاني، أو رآني أحدهم عندما ركضت نحو الحوض.
كان قلبي يخفق بشدة كلما تحركت الأغصان بجانبي، كانت كل لحظة بالنسبة لي هي النهاية، فضربة
من سلسلة حديدية على رأسي، أو طعنة سكين في ظهري، سوف تكون فيها نهايتي!









 
 توقيع :
قال تعالى {وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28

دائما النية الطيبة لاتجلب معها إلا المفاجآت الجميلة
لاتغيروا أساليبكم فقط غيروا نياتكم فعلى نياتكم ترزقون



رد مع اقتباس