شكراً: 0

تم شكره 3,828 مرة في 2,417 مشاركة

قراءة أخرى للرواية....



تحكي الرواية سيرةَ دوريان غراي الشّابِّ اليافعِ النّرجسيّ شديدِ الوسامةِ والذي ينحدرُ من عائلةٍ غنيّةٍ كريمةٍ.
ولدينا شخصيّتان أساسيَّتان أُخرَيَان هما:
- الرّسّامٍ بازيل يعشقُ الجمالَ، ويرى في دوريان مذهباً جديداً في الفنّ ودافعاً نحو الخَلقِ الفنّي، فيرسمُه، ويعرِّفُه على صديقِه اللورد هنري.
- اللورد هنري يمثِّلُ الحكمةَ والفلسفةَ، وماهرٌ في المحاورات، فتنشأ بينه وبين دوريان محاوراتٌ عديدةٌ حول المدَنِيَّةِ والجمالِ، وأنّ الجمالَ قادرٌ على التّأثير في جميعِ النّاس، وحاكِمٌ لهذا العالَم.
يتأثّر دوريان بكلماتِ اللورد هنري، خصوصاً عندما يرى صورتَه فائقةَ الجمالِ في اللّوحةِ المرسومة، ويتمنّى ألّا يذهبَ عنه جمالُه بل أن يذهبَ جمالُ اللّوحةِ، ويبقى جسدُه محافظاً على شبابه وجمالِه، وهذا ما حدثَ، إذ يستغلُّ دوريانُ جمالَه، ويغرقُ في عالَم الفجورِ والخِداعِ والنّساءِ والجريمةِ، وكانَتْ تظهرُ مساوئ أفعالِه على اللّوحةِ، وكانَتِ السّنواتُ يظهرُ أثرُها على اللّوحةِ أيضاً، فتهرَمُ وتكبرُ، وتزدادُ قبحاً عندَ أيّ سيّئةٍ يقعُ بها، بينما حافظَ دوريان على جماله وشبابه رغم مرورِ السّنواتِ الطِّوال.
هذا الأمرُ يشبهُ ماحدثَ في مسرحيّةِ فاوست الذي عقدَ صفقةً مع الشّيطان.
تنتهي الرّوايةُ نهايةً مفاجِئةً جاذبةً تدلُّ على روعةِ تفكير الأديب وايلد.
الحوارُ أساسيٌّ في الرِّوايةِ خصوصاً بين اللورد هنري ودوريان غراي، وقد أخذَ حيّزاً واسعاً منها، وهو جميلٌ بالغُ الثّقافةِ، وفيه ذِكرٌ للعديدِ من مسرحيّاتِ شكسبير وشخصيّاتها.
من بين الشّخصيّات التي تبقى حيّةً في الرّوايةِ اللورد هنري، وكأنّ هذا إشارةٌ من الكاتب إلى أنّ الجمالَ يفنى، والحكمةُ باقيةٌ.

همس المطر ,اميرة الحب معجبون بهذا