عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2022   #15


مُهاجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3925
 تاريخ التسجيل :  Jan 1970
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (12:00 PM)
 المشاركات : 12,042 [ + ]
 التقييم :  250525
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 198
تم شكره 150 مرة في 91 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: " ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "



" مجتمع البلاك بيري " :

يضع الكاتب القارئ في عمق الواقع المرير الذي يعيشه غالب الناس
ولم ينجو من ذاك المصاب غير الذي بقى في عقله الصواب !

لا أحب التنفس من رئة التشاؤم ،
ولا أحب اللون الأسود من جملة الألوان ،
ولكن هي المصداقية التي تُحتم عليّ قول ذلك وعنه لا أفارق !
ولا أنظر بعد ذلك إلى الملام إذا ما جاء من فلان وفلان !

ولنا أن ننظر في أحوال الغرقى في بحور الهيام بذلك الجهاز الذي صُمم في أصله كي :
يقرب البعيد
و
يوصل به الحبيب
و
ويُعضد به روابط الإخاء
و
تقوى بذاك شوكة الأسرة ،

" ليكون الوصل لهم شعارا وعنوان " ،

غير أن جينات بعض الناس تنشط فيما يقطعها عن التواصل المباشر ،
ويجرها إلى الركض لكل مغاير ، مع فضاء التكنلوجيا التي تسبح في الأكوان
وتكسر حدود الأوطان ليكون حالها كحال " الماء ، والهواء "
لا يقطع سبيلهما أي كان !


" جلسة العشاء "

ذكرني الكاتب في سرده لذاك المشهد بين الأصدقاء وهم على جلسة العشاء بأخي
الذي يصغرني بأعوام في زيارتي له في بيته ،
كنت أطلب منه برمجة وربط هاتفي " بشبكة بيته " ،

حينها قال لي مجاوبا على ذلك الطلب :
أعذرني !
لن أفعل لأني أريد الجلوس مع " أرواح وعقول " ،
لا مع " أجسادٍ وأشباح " !

علم بأن هناك مشاهدة لواقع حال بأن الناس باتت سجينة ذاك الجهاز
الذي أخرجنا من " رحابة وسعة الدنيا إلى ضيق وحيز الجهاز " !
وأخرجنا من " نور التلاقي والتواصل المباشر
ليُدخلنا في ظلمة التقوقع على الذات والانكفاء " !


" أثناء الحديث "
هناك مقولة لعل الكثير يجهلها وهي :
" المشغول لا يُشغل " .
في أصله هي لمن انهمك في أمر عابر أو مهمة قد تعلق في إنهاءها مصائر الذات أو العباد ،
أمّا في حال تلك الفئة من الناس فذاك شغل لن ينتهي حتى وصول الأجل ويقال رحم الله فلان بعد أن مات !
هو إدمان يصل بقوته وتأثيره ليكون بمقدار المخدرات التي تصل بصاحبها للهلوسة والغيبوبة عن عالم الأشهاد ،

في تلكم المجالس تضيع آداب الجلوس ، واستقبال الضيوف ،
لتكون الأجواء ملبدة بالغيوم ، وذاك المشغول بهاتفه المحمول وهو يتلقى الرسائل من هذا
وذاك يتمنى لو ينزل على نُدماءه عاهة الخرس !
كي لا يُشغله حديث قطاع التواصل ولصوص المواقف
ويبقى هكذا يعيش عيش " القرف " !



" تلك التصرفات من أولئك البيريون "

يعيش العربي " لا أعمم " ،
حياة المتربص الشغوف وعينه على ما يُطرح في السوق من صرعات الجديد
التي بها يُعمق الهوة ليكون بعيداً عن العالم الذي يحيط به ،
وليته يجني بما يُغرق به السوق من كنوز سهلة المنال لمن أراد العلم والمعرفة ،
التي ترفع بالإنسان ليكون بنفسه قامة تدور حول فلكه الكواكب
ويكون بذلك للعامة والخاصة إماما هماما ،

"هي حقيقة جهل عنها وغفل ،
أو تعامى عنها الكثير من الأنام " !

ولم ينل من مغانمها ،
و
سخرها
و
أخضعها
و
استثمرها

لما به خدمة الذات والأنام من رأى في تكالبها
وتناسلها مغنما به توصل الحياة ،

" إلا من شمله وعمه توفيق الله ،
وهداه للسّدد والرشاد " .



" تحول وظيفة البلاك بيري "
هي حقيقة الحال بأن من يقتنيه يعيش عيش البوار والفراغ وسطحية التفكير ،
حيث تجد ذاك التحجر في فكر ذلك المقتني لذاك الجهاز ،
ليتحول كساعي البريد ينقلها لهذا وذاك من غير :

فهم لما إليه يُساق
و
لا تمحيص

ومن غير

" تقصي و تفريق " !

عمله :
تنفيس الكروب
و
الهروب من الهموم
و
قتل الفراغ !

تلك الاحصائية تشف عن الحقيقة التي باتت تقض مضجع المهتم ،
وتكشف ما آلت لها الأمور بأننا أصبحنا نعيش عيش المكبلة ذواتهم
وكوامنهم بالأغلال !

فأصبح الغارقون في ذلك الحال يعيشون عيش الموات ،
مكسورة أجنحتهم طموحاتهم خاوية عزائمهم ،
يتضاءل حجم منطقهم وتفكيرهم ،

" بحيث لا يتجاوز تفكيرهم إلا بقدر المسافة
التي بين أزرار هواتفهم وبين أناملهم " !




 

التعديل الأخير تم بواسطة مُهاجر ; 08-24-2022 الساعة 09:22 AM

رد مع اقتباس