الموضوع: الملاك الملثم
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2021   المشاركة رقم: 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية روح الأمل

إحصائية العضو






  روح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond reputeروح الأمل has a reputation beyond repute
 



التواجد والإتصالات
روح الأمل غير متواجد حالياً

المنتدى : ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
افتراضي الملاك الملثم

هناء رشاد

في حضرةِ الموت الصَّمتُ هو البطل، والحزنُ هو المشهد الأكثر مشاهدةً والأكثر تأثيرًا.



أشعةُ الشمسِ ترمي بألسنةٍ من لهب في جحيمِ الظهيرة، الساعةُ قاربت على الثالثةِ عصرًا، موكب السيارات تقطع الأرض، الوجوه واجمة، والأعين شاخصة باتجاه اللوحِ الخشبي.



وضعناها ممدة على الطاولةِ في لفائفِها البيضاء الكثيرة، وكأنَّها في ثوبِ العرس تستعدُّ لمغادرةِ الحفل، لتبدأ حياتها البرزخية التي نرجو أن تكون أجمل وأرحب.



رائحةُ العنبرِ تملأ المكان، فاختلطت الروائحُ بالمشاعرِ، وتمتمات الدعوات بنشيجِ الأصوات المختنقة لا تريدُ الانطلاقَ مَهابةً للمكان وجَلال الموقف.



تأتي كملاكٍ مُلثم هبطَ توًّا إلى الأرضِ في مهمةٍ مقدسة، نزلت من سيارتِها الفارهة، ألقت علينا السلامَ بوجه باشٍّ، ثم قامت بنزعِ نقابها لتكشفَ عن وجهٍ جميل يحملُ ملامحَ الرقي والعائلات الكريمة، أدهشنا جمالُها رغم فكرِنا المشوش وحزننا الذي غرقنا فيه.



وما أدهشنا ليس فقط ذلك الجمال الأوربي الآخذ، وإنَّما احتشامها الشديد؛ فقد كانت ترتدي العباءةَ وفوقها عباءة أخرى؛ زيادة في الاحتشام، رغم الجو الخانق في الخارجِ، والذي جاوز الخمسين درجة مئوية، في صيفِ الكويت!



اقتربتْ من اللوحِ، كنا نردِّدُ في أعماقنا: طاهرةٌ تُغسِّل طاهرة!



ثم اصطفَّ إلى جانبي الجسد المسجى صفان من الملائكةِ؛ رفيقات الأترجَّة.



أخذت تتمتمُ بالدعاءِ، ثم بدأت بسكبِ الماء، فتصاعدت روائحُ الطيب وملأت المكان، وكأننا على مشارفِ الجنة تفتح لنا أبوابَها، وتهب علينا نسائمها.



كلٌّ منهنَّ انهمكت في الغُسلِ لتنالَ درجةً أعلى في منزلةِ الحب؛ فواحدةٌ تُقلبُ الجسدَ برفق، والثانية تحُضر الماءَ والعطور، والثالثة تحاول إيقافَ دموعِها بيديها، وباليد الأخرى تسندُ الرأسَ الذي استسلم لأناملِهم الرقيقة، في مشهدٍ يُلخص مشهدَ المجيء والذهاب، الحياة والموت، والوقت القصير بينهما!



أنهت مُهمتَها بنجاحٍ، ثم لبست عباءتها، وأسدلت نقابها على وجهها، وألقت علينا السَّلام، ثم أطلقت جناحَيْها، واختفت كالحُلم!












توقيع :



شكرا نجمتنا لا عدمتك :

عرض البوم صور روح الأمل   رد مع اقتباس