عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2016   #4


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 4 أسابيع (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

بناء البيت المُسلم والعلاقة بين الزوجين ...( الجزء 2 )



[frame="2 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
الاخوة الافاضل
والاخوات الكريمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثاني
......
شروط النكاح ( الزواج )
ونأتي لشروط النكاح أو الزواج ليتحقق المراد منه بين الرجل
(الزوج ) والمراة ( الزوجة ) فاول هذه الشروط هي
( 1 ) الكفاءة
والكفاءة معناها اللغوي ، هي المماثلة والمقاربة ...
وهذه تعبتر من ضمن الشروط الواجب توفرها للطرفين والغرض منها هو لخدمة النكاح الشرعي ( الزواج ) ، والمفترض ان لا يُبخس حقها أي لايهتم بها ....
فأهميتها تكمن في معرفة كل طرف بظروف الطرف الاخر من جميع النواحي ، اما عدم الاهتمام بها سيسبب العديد من المشاكل قد تُفسد الزواج بل وتنهيه في اسوء صورة ، وهذه الكفاءة ، كما قلنا انها المماثلة والمقاربة في النكاح وهي:
مماثلة الخاطب للمرأة المخطوبة في
( 1 ) التدين
( 2 ) السلامة من العيوب
( 3 ) الامراض البدنية
وهذه يوجد فيها خيار للطرفين إمّا القبول أو الرفض ....
والدليل علي وجوب مراعاة الكفاءة في الزواج ،
قوله تعالي :
( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26 ) النور26
والمعني أن الزاني غير كفؤ للعفيفة ، ولا تليق به ،
فالتي تكافئه هي الخبيثة مثله او الزانية ، أو أخس ( أحط قدراً )
وهي المشركة ،
وقد جاء هذا الامر علي سبيل التنفير والتوبيخ ....
وفي السُنة المطهرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حديث اي حاتم المُزني قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا جاءكم من ترضون دينه ، وخُلقه فانكحوة ،
الا تفعلوا ، تكن فتنة في الارض وفساد ،
قالوا يارسول الله
وإن كان فيه ....؟
قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فانكحوه
( ثلا ثة مرات ) ..( رواه الترمذي)
وفي حديث السيدة الفاضلة عائشة
( رضي الله عنها ) أنها قالت: أن فتاة دخلت عليها ، فقالت
إن أبي زوّجني إبن أخيه ليرفع به خِسته ،وأنا كارهة ، فقالت لها
اجلسي حتي يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهنا لمحة ( أخوتنا الكرام )
اود ان اقولها وهي انها قالت لها اجلسي
حتي يأتي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليجيبك
ولم تقل لها انا لها هاتي ماعندك وأنا اجيبك ..
كما يحدث عندنا في عصرنا هذا الكل يفتي والكل يلوك كلمات قال الله وقال الرسول وهو لايعرف
حتي كيف يزيل جنابته وهو في الصحراء
علي كل حال ، فلما جاء الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم ، فاخبرته ، فأرسل إلي أبيها ، فدعاه ، فجعل الامر إليها ،
(( أي خيّرها في الزواج من الرجل أو رفضه
...فقالت هذه الفتاة
يارسول الله قد أجزت ماصنع ابي ،
ولكن أردت ان أعلم النساء من الامر شيء (رواه النسائي )
ونلاحظ اخوتي الاحباء
أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
، قد خيرها في ان تقبل او ترفض ،
ولم يجبرها لفعل امر لاتريده ..
حتي وإن كان رسول ونبي مُرسل ....
هنا اخوتي نقول للذين يتشدقون ليلاً نهاراً بالصراخ
بأسم حرية المرأة ، ودفعها في مجالات تكون سلعة للذي يدفع ..
.فأول مايطالبون به لها هو التعري ...
ليس حُبا فيها وتقديرها وإضفاء الحياء عليها ،
بل ليستمتع هو بمفاتنها ...فلوا أصرت علي الستر والحجاب الشرعي لحاربها ايما حرب
لأنها منعته من النظر لما لا يحق له النظر إليه .......
بالاضافة لتحسيسها بطرق خسيسة بأنها مظلومة
ومقهورة والاسلام يسوق فيها كما تُساق الانعام...
ولكنهم جهلوا الاسلام علي حقيقته والحبيب صلى الله عليه وسلم
علي تشريعه وتقديره للمرأة ،...
فعندما جاءته هذه المرأة تطالب في حقها من
أن أبيها فرض عليها زوجا لا تكافئه في الاخلاق ،
ولكنه ذو مقام رفيع في القبيلةفأراد أبيها ،
ان يصاهره ليرفع به خسته
فقال لها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
لها انت معك حق فأن اردتي فأتركي مافعل ابوك ولاتتزوجي من الرجل الذي اختاره لك ، وأن أردتي البقاء فأنت حُرة ....
اخوتي فلم يقل لها ويجبرها علي فعل لاتريده
مع انه نبي مُرسل ..بل خيّرها ...
حتي إن كان قرار فيه ظلم من الوالدين أنفسهم ...
من هنا نفهم ان الاسلام جعل لها شخصية مستقلة ،
في حدود ماتراه مناسب لها ...
فهل آن الاوان للمتشدقين بأسم حرية المرأة
ان يدركوا ان الاسلام اعطي للمرأة الكثير من الكرامة والكثير من الحقوق ومنها حرية الاختيار
والفعل ماتشاء تحت ضوابط شرعية .....؟
ولكن لايُفهم من كلامي هذا ان تعصي البنت كل قرارات والديها وتضرب بهم عرض الحائط وتفعل ماتريد ... ابداً
، فهي التي شُرفت بتكريمها في حق القبول او الرفض ، فالمرأة السالفة الذكر ،
عندما إشتكت للفاضلة عائشة ( رضي الله عنها )
بعد أن عرفت أن لها الخيار في القبول او الرفض
قالت:
بل اقبل مافعل ابي ...ولكني اردت ان أعلم النساء
وعن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )انه قال :
لاتكرهوا فتياتكم علي الذميم ، فأنهم يُحببن من ذلك ماتحبون
اما الصفات التي تتطلب الكفاءة
فهي ان يكون الزوج كفؤاً ومماثلاً للمرأة في :
( 1 ) الدين
والمراد بالدين ، هو الاسلام مع السلامة من الفسق ...
ولايُشترط مساواتة لها في الصلاح
والمعني المساواة في الدين ....
اي الاثنين دينهما هو الاسلام ،
ولايُشترط تساوي الصلاح فيما بينهم ...
.فكل واحد بدرجةالصلاح عنده ...
فالمهم هو الخلو من الفِسق ، فالفاسق
ليس كفؤاً للمتدينة الصالحة فلا تتزوج مسلمة من كافر
ولا عفيفة من فاجر
والمراد بالفاسق :
هو المرتكب لكبيرة من المعاصي ، أُعلمت مجاهرته للمعاصي ، مثل تارك الصلاة ، أو الزكاة
أو شارب الخمر، او الزاني ، أو المقامر ،
والذي كسبه من حرام ، ومن كان كثير الحلف بالطلاق
لان الغالب علي أمره أنه كثير الحنث وعدم اللامبالات ...
والدليل علي اعتداد الدين وأهتمامه بالكفاءة في الدين ، قوله تعالي:
النور 26(وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ.)
وأيضا قوله تعلي :
السجدة 18(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ)
فكيف يتم العمل بهذه والنقطة وتأكيدها....؟...
نقول هذا من واجب الاباء وأولياء الامور:
فلايجوز للأب ان يزوج إبنته من فاسق
،سكير ، ولا لتارك صلاة ،ولا من يطعمها
من مال حرام ، ولا لمن يكثر الحلف بالطلاق....
لأن ذلك يؤدي إلي تشتيت الاسرة وفِراقهما لبعض ، أو البقاء معها بالحرام....
ولاينبغي في هذه الحالة لأهل الاصلاح والخير
حضور مثل هذه العقود
...
فأن حدث ووقع الامر بطريقة ما وتم الزواج ...
نأتي هنا للزوجة نفسها ونسألها إن لم تكن راضية ، وأُجبرت علي ذلك ، فمن حقها
هنا ان ترفع أمرها الي القاضي ليخلصها منه
....
فيجب علي القاضي أو الحاكم فسخ النكاح ، بشرط إن كان الزوج فاسقاً بيّن الفُسق (أي معروف بفسقه ) ويخاف علي الزوجة منه
وذلك لحق الله سبحانه وتعالي،حفاظا علي النفوس ،
فأذا كان فاسقاً فقد قيل عنه أن النكاح فاسد ،
ويجب فسخه ،قبل الدخول وبعده ..وقيل النكاح صحيح....
فقد إتفق العلماء علي قاعدة صحيحة:
مخالطة الفاسق ممنوعة ،
وهجره واجب شرعي،
ناهيك بما يحدثه الزوج الفاسق من ضرر علي الزوجة والاولاد ،
بتأثيره السيئ علي سلوكهم ،
وما قد ينقله لهم من امراض معدية
.....
( 2 )
السلامة من العيوب
والسلامة من العيوب ، فهي توجب الاختيار
لأحد الزوجين وهي تقريباً ثلاثة عشر عيباً..
أربعة عيوب مشتركة بين الزوج والزوجة وهي
الجنون والجذام والبرص والعضيظة
وأربعة عيوب خاصة بالرجال هي:
الجّب ،الخِصاء ، والاعتراض ، والعُنّة
وخمسة عيوب خاصة بالمرأة وهي :
الرتق ، والقرن ، والعفل ، والأفضاء ، والبخر
اخوتي الكرام لنعرف مامعني هذه الاسماء:
العضيظة
هي خروج الغائط عند الجماع
الجّبُ
هي قطع الذكر مع الانثيين
والخِصاء
هي سل وقطع الخصيتين
والعُنة
هي صِغر حجم الذكر جداً
والقرن
شيء مثل العظم يبرز في فرج المرأة
مما يعيق عملية المضاجعة...
والرتق
إنسداد المهبل
والعفل
لحم يبرز في فرج المرأة
وهو تهدل زوائد لحمية
والافظاء
إختلاط مجري البول مع المهبل
وهذا العيب هو خُلقي ويتم تصحيحه بالتدخل الجراحي...
فهذه العيوب التي قد تُلحق الضرر بين الزوجين ولاتحصل بينهما المعاشرة الشرعية الصحيحة ،
والمبنية علي المودة والرحمة والحب ،
فأذا وجدت هذه العيوب عند الزوج أو الزوجة ،
يظهر التنافر بينهم حتي
وإن لم يجاهر طرف للطرف الاخر بما يحس
اي المقصد الشرعي والذي هو تواد وتراحم وحب وأُلفة ، تكون ناقصة وأحيانا معدومة في وجود هذه العيوب ..لأنه حصل تنافر وإشمئزار ...ويغلب علي الطرفين في هذه الحالة هي المجاملة والنفاق لبعضهم بعض ، ...
وبهذه الطريقة لايحصل النكاح الشرعي وبناءالاسرة
أخوتنا الكرام
نفعنا الله إياكم بالقرآن العظيم
أجارنا الله وإياكم من خزيه وعذابه الاليم
نتوقف هنا ونستكمل في الجزء الثالث شروط الكفاءة
بارك اللهم لنا ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والصلاة والسلام على رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم....اندبها
[/frame]




 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )




رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة: