عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2012   #13


الصورة الرمزية بسمة روح
بسمة روح غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 09-13-2014 (01:00 PM)
 المشاركات : 12,175 [ + ]
 التقييم :  53790370
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي



مريض السكري . . والعيد

من الشائع والمألوف ، أن تشهد أعيادنا ألواناً كثيرة ومتعددة من الأطعمة التي قد لا نصادفها في الأيام العادية من السنة ، غير أن عيد الفطر ، يتميز عن غيره من الأعياد ، بالمبالغة الشديدة في محتويات موائدنا الطعامية من البروتينات (اللحوم) والدسم ( الدهون ) والسكريات (الحلويات والنشويات ) ، وخصوصاً الحلويات المصنعة والحاوية على نسب عالية من السمن الحيواني والنباتي .
وإذا كان الإفراط في تناول هذه المواد الطعامية يشكل خطورة صامتة بالنسبة للأشخاص العاديين ، فإنها تحمل خطورة صارخة ومعلنة أكثر بكثير بالنسبة للمرضى السكريين ، ولا عجب في ذلك ، فالسكريات المركزة في الحلويات المقدمة في الضيافة ، والتي يضطر مريض السكري إلى تناولها تحت وطأة إلحاح المضيف وقوة الإغراء ، تسبب له ارتفاعاً سريعاً لسكر دمه خلال عدة دقائق ، وفقدان السيطرة على مستويات سكر دمه لأيام متعددة ، وما من مريض بالسكري إلا ويعاني من هذه العواقب خلال أيام العيد ، ويصبح أمام خيارين : إما الإستسلام أمام المغريات والسلوكيات الإجتماعية التي ظاهرها الكرم ومظهرها التعبير عن الفرح بواسطة فرط تناول الطعام ، وإما الإعتزال عن الناس والشعور بالعزلة والإكتئاب ، وكلا النتيجتين غير صحيتين .
أما ما يتعلق بالإفراط في تناول اللحوم والبروتينات ، فقد ساد الإعتقاد أن البروتينات لا ترفع سكر الدم لأنها لا تحتوي على مواد سكرية أو نشوية ، وهذا صحيح إلى حد معين ، إلا أن ارتفاع تركيز الحموض الأمينية البروتينية في مصل الدم الناتج عن تناول اللحوم بكثرة ، سوف يؤثر على قدرة الكبد على اختزان سكر الدم في نسيجه على شكل غليكوجين ، وبالتالي يبقى سكر الغلوكوز متراكماً في مصل الدم لفترات طويلة ، أي ارتفاع إضافي و معند لسكر الدم. .
وإذا تأملنا في ثالثة الأثافي ، أي الدهون الحيوانية والأسمان التي تدخل في صنع الطعام والحلويات ، فإن تأثيرها في رفع مستويات شحوم الدم الثلاثية والكوليسترول الضار (ldl) في الدم وما يحمله هذا الأمر من خطورة على القلب والأوعية الدموية صار معروفاً للجميع ، ولكننا نكشف عن سيئة أخرى لهذا الموضوع ، أن هذا الإرتفاع في الكوليسترول وشحوم الدم سيسبب حدوث أو تطور ظاهرة ( خلل المقاومة على الإنسولين ) ، أي أن حاجة الجسم لهذا الهرمون ستزداد شدة ولأيام طويلة قد تتجاوز فترة أيام العيد ، مما ينتج عنه ارتفاع إضافي لسكر الدم وعدم استجابة هذا الإرتفاع لجرعات التقليدية من الدواء الخافض لسكر الدم التي وصفها الطبيب وفق القواعد العلمية والطبية للمريض ، وتستمر هذه الظاهرة المبهمة بالنسبة للمريض أياما طويلة إلى أن تعود نسب شحوم الدم والكوليسترول إلى المستويات المقبولة .


هل يجب على مريض السكري أن يكون أمام ذانك الخيارين الصعبين ؟


لا نريد لمريض السكري أن ينعزل عن الناس ، ومن حقه أن يشارك الآخرين بالأعياد والمناسبات السعيدة ، وعليه أن يكون فاعلاً وفعالاً ضمن أسرته وأصدقائه والوسط الإجتماعي المحيط به ، على أن يقوم بدوره في توجيه الآخرين إلى إتباع النظام الصحي الغذائي المتوازن ، فالفرح ليس هو الطعام ، والطعام الكثير ليس هو العبادة ، وخير الأمور أوسطها ، وبالمقابل ، يمكنه سؤال طبيبه كيف يمكنه المشاركة في تناول الأصناف المختلفة من الأطعمة مع المحافظة على سكر دمه وشحومه ضمن الحدود المقبولة ، وسيفيدك في ذلك بكل سرور ، ونعتقد أنه من الأسلم دوماً أن يقوم المصاب بالسكري بالمشي نصف ساعة على الأقل مرتين يومياً ، صباحاً عند القيام بالزيارات الصباحية للأهل والأقارب ، خصوصاً إذا ما اضطر إلى تناول بعض الحلويات مكرهاً على ذلك ، أو على الأقل استعمال الدرج بدلاً من المصعد ، أو المشي بدل ركوب السيارة ، ومساءً بعد تناول وجبة العشاء وتوديع آخر زائر . .
ولا بأس من أن تكون الزيارات مختصرة وغير مطولة ، بحيث لا تسمح للمضيف أن يبالغ في كرم الضيافة .
وإذا ما توجهنا إلى المضيف الذي لا ينقصه الدليل على إثبات كرمه ، فإننا نأمل منه ألا يلح كثيراً على ضيفه ، بل يدعه يختار ما يراه مناسباً ، وسيكون هذا الزائر سعيداً جداً منه في نهاية الزيارة ، لأن التخمة ستجعل من الزائر مكتئباً ملولاً عبوساً متجهم الوجه ، فكيف إذا ترافق كل ذلك بارتفاع سكر دمه أيضاً ؟؟!!
وإذا ما أصر المضيف على أن يملأ للزائر طبقه بألوان متعددة من الحلويات ، فلا بأس أن ينفذ الزائر هذه الرغبة الحميمة ، ولكن مع الحرص على ألا يفرغ هذا الطبق في بطنه ، فقضمة واحدة أو قضمتين ، قد ترضي رغبة المضيف في إظهار كرمه ، وسترضي أيضاً رغبة الزائر في الإعتدال ومنع التخمة ، وقضاء أيام العيد بخير وسلامة ، وكل عام وأنتم بخير .





 
 توقيع :


رد مع اقتباس