09-21-2022
|
#13
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3925
|
تاريخ التسجيل : Jan 1970
|
أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (09:23 AM)
|
المشاركات :
12,042 [
+
] |
التقييم : 250525
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
شكراً: 198
تم شكره 150 مرة في 91 مشاركة
|
رد: الهوية الإسلامية والعربية إلى أين؟!
عن حال اليوم ، وعن اولئك الذين يتحصنون بحصن الثقافة :
هي :
تلك الهلاميات الزئبقية من العبارات التي تحاول الانفلات من قبضة التساؤلات
- البوليسية - ، لتكون السلامة في ذلك ، وإن كان انفلاتا لا يتجاوز الخارج
من حوزة الذات ناهيك عن ذات الذات !
المصيبة :
عندما تختزل الحقيقة ، وتصنف أنها الحق المُنزّل من عقل المرء على قلبه ،
ليكون الإيمان القطعي على ما جاء به الوحي من عند النفس المنظرة ، التي تجعل من دليل الصدق على رسالتها
ذلك التشكيك والتكفير لكل ما جاء ليخالفها !
من :
هنا كان الجهاد فرض عين على المعتنق لذاك الفكر
يقلّب نظره يحاول رؤية من يشاطره الرأي ،
ويدخل في دينه ليكونا طلائع التنوير !
تلك :
المصطلحات التي توضع في غير محلّها ، وما هي الا انعكاسة
تترجم ما يكتنف دواخل ذلك الفرد - اتكلم بشكل عام لا أقصد بذلك الشخصنة -
يحاول التحرش بمن حركت فيهم شهوة الفضول لمعرفة مغزى ومعنى ذلك المنطوق ،
ليبدأ مراجعة ما اختمر في العقل والذي كان ثمرة البحث بالأخذ والرد بما يترافق مع المناظرة
أو الحوار ،
وما :
كان لكل من امتطى صهوة البحث عن التي هي خلف الظواهر أكانت معنوية أو مادية ليصيبها
مشرط التنفنيد والتشريح ، " ويوضع المقصل على المفصل " ، ليكون النطق بالحكم عن مدى فاعليتها
في هذا الوضع من الوقت في ظرفه الزماني !
إلا :
أن تكون تكون لديه مرجعية معرفية يستند ويقف عليها ، وبغير ذلك يجد أن كل ما في الكون من ذرة
إلى المجرة مجرد فوضى عبثية تعيش على التنافر ، والتشتت ، والتباين !
وهذا :
بعيد عن الحقيقة ! فالخلل هنا في الاستنباط الناقص الذي لا يقف على الحقائق ،
أو لنقل النظريات التي يصعب مشاغبتها بالعنتريات أو الكلام المفرغ الممجوج
البعيد عن الواقعية ، وأقرب ما يقال عنه أنه من بنيات الأوهام !
لكل :
فرد في مجتمع ما ثقافته التي يستقيها إما عن منطوق ،
أو مكتوب ، أو مطبق على أرض الواقع كفعل ممارس ،
ولكون :
العالم والعوالم التي نتنفس معها من ذات الهواء لابد ان يصلنا شرر
ما يأخذوه ويذروه ليكون من ضمن السلوكيات والممارسات، حتى ولو
سلمنا جدلا أنها من غير وعي منا ، وإنما يحركنا ما اختمر في العقل الاواعي !
قد :
يكون الاستقلالية الفكرية والنفسية تطرق باب عقل احدنا ومن ذاك
يسعى جاهدا أن يمحّص ما يتراما ويطفو على سطح الواقع محاولا البحث عن حقيقة ذاته ،
ولكن على المنصف أن يبحث بتجرد من غير أن يسارع في تحقير كل ما تربى عليه ،
ليتمرد ويتنمر عليه من معان وقيم ، ويرى الاشخاص فيما دونه وفكره مجرد امعات تقلد وتناغي
ما يقال لها من غير تفكر ولا تدبر ، لأن منها ما هي من شعائر الدين التي لا يختلف عليها اثنان ،
ولا يتمارى فيها عقلان ،
وعلينا :
أن لا ننظر لذلك المثقف بأنه المعصوم الذي يرى الأشياء بحجمها الطبيعي ،
وأنه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في قوله وفعله ! وكأنه نبي يوحى إليه !
لكونه متجرد من المؤثرات الجبرية التي تخرج من رحم الكيان الفلسفي الديني !
الفيلسوف :
ما كان ذلك المسمى له معنى ملاصقا لمن تلفّع ، وتسرّبل بمقتضاه المعرفي ،
لكون ذلك الحكيم لايركض خلف الألقاب البراقة ، فالعاقل هو من يعرض بضاعته
تاركا لمن يمر عليها تقييمها وتمحيصها تاركا لهم الخيار والحكم عليها .
ما يهم في هذا الأمر :
لابد على المرء أن يكون مثقفا ثقافة يستمدها ويتكىء بالأخلاق الحميدة ،
وما التدين إلا ذلك الداعم والمحرك والباعث لروح المنافسة ، لا نتحدث في هذا المقام
عن الخامل منهم ممن ينتسبون للالتزام ، لأنهم اهتموا بالمظهر ليكون التزاما صوريا شكليا ،
من هنا علينا معرفة :
أنه لا يوجد هنالك تضاد ، ولا تقاطع في مزاوجة الثقافة والتثقيف ،
وبين أن يتلفع المرء بالاخلاق والقيم النبيلة ،
الثقافة :
تبقى ربيبة توجهات الفرد على
وجهته وتوجهه .
وللأسف الشديد :
نجد ذلك الجمود الفكري عندما يكون الإنسان حبيس ما يؤمن به من غير البحث
عن مساحات أخرى تُعمل عقله ، وتوسع مداركه ، لتكون نظرته شاملة وشاسعة ،
ليحيط بعوالم الأشياء ، وليكون موسوعة علمية وفكرية شديد المحال .
قال لي أحدهم بعد أن كتبت مقالي السابق :
كيف لكم أن تبدو لسان حرفكم ؟! وتخوضوا غمار الأدب والثقافة ، والدين ،
برصيد جهلكم !وأنتم عن العلم مبتور سندكم !
أما كان الصمت أولى لكم ؟!
به تصان كرامتكم ، ويسلم به حالكم !
قلت :
أعترف بأن البادرة مني خرجت من روع المشاهد ، من عقيم المعطيات ،
وتلك النتائج المعلقة في مشاجب الهوان !!
ما :
اقتحمنا ميدان العلم والثقافة والأدب قاصدين بذاك التعامي عن معرفتنا بحقيقة أنفسنا ،
وبأن العلم الذي عندنا لا يجاوز آلاف الأصفار التي عن يسار الواحد من الحساب !!
ولكن :
هي انتفاضة في وجه ذاك الخبال الذي صار ديدن البعض ممن امتهنوا حرفة الإغراق والإستغراق في ذاك
" التزييف والمجاهرة " بطعن كرامة التراث و الرموز ، الذين أفنوا حياتهم ليقدمو لنا علما صافياً من أكدار الشبهة
على طبق من ذهب !!
ولكن للأسف :
كانت البادرة منا عندما توارى أرباب الحكم ، وأرباب العلم ، والثقافة ، والمعرفة بحجاب النأي بالنفس ،
والتواضع الذي أخفق البعض منهم عن معرفة " مكانه وزمانه " ليخلطوا بذاك الأمور ، فيكونوا مذبذبين بين بين متباينين ، ما بين إقدام وإحجام ،
فأدخل البعض أدوات القياس والاجتهاد فيما يُقدم عليه في قادم الأيام ، فكان الترجيح أن يسكن في بيت الانتظار ، يفترش الرجاء والأمل ،
وينام على حصير التسويف ، ويطارد أحلام اليقظة التي يصعقُها الواقع المُعاش !!
بُحّ صوتنا :
ونحن نحاول تحريك الساكن منهم !! وقد بينا لهم بأنا لا نريد منهم جر ألسنتهم وأقلامهم من أغمادها ليبيدوا الآخر !
وإنما عمدنا لذاك من أجل خلق التوازن ، ولنخلق ذاك الواقع المتدافع الذي به نقف على خطوة واحدة والتي بها " يُراجع الحساب " ،
ونخرج بها من غُرف " التوجس والخوف " التي نتهامس فيها ، وتعترينا في أثنائها تلكم الرعشة المتمخضة عن ذاك الخوف من
المستقبل الذي يُجلّي " ماهيته " قادم الأيام .
من هنا :
لا زلنا نُعوّل على أولئك المخلصين أن ينبرو ليحملوا راية العلم ، والثقافة ،
والمعرفة ليوصلوا الناس بذاك إلى معين الحقيقة ، وليبينوا لهم الحق ومعالم طريقه .
|
|
|