صَرْخَةُ الصمتِ_وللصمتِ مَدَى ..

إلى ذلـــك الطـيــر الشجيّ
الذي هاجــر بعد أن مــلَّ الـغــنــاء على النافذة ..
ولم يــجــد أذناً مصغيةً ..
فأرسلها صرخةً صامتةً .
بـــلا صــوتٍ ولا صــدى..
ورحل رحيل مَنْ لا ينوي رجوعاً ..

[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://wahjj.com/vb/backgrounds/22.gif');"][cell="filter:;"][align=center]


صَرْخَةُ الصمتِ_وللصمتِ مَدَى_:8: دونَ صوتٍ جَلـْجَلـَتْ دونَ صَدَى

هَــتـَـفـَـتْ حُــبــّاً شـَجــِيّاً لـَحــْـنــُهُ :8: مِثــْلـَمَا شــَادٍ على قــَبْـرٍ شــَدَا

قــد يُغـَــنِّي الــطـَــيْــرُ في مَــذْبَحِهِ :8: وَزُعَافُ الموتِ في حَـدِّ الـمُدَى

وفـــؤاديْ هَـــبَّ مِـــنْ غــَفــْــوَتِــهِ :8: بــعـــدَ أعْـــوامٍ بـهــا قـد رَقــَدَا

أَيْــقـَــظـَــتــْــهُ صَــرْخــَةٌ صــامـتـةٌ :8: فــَانْثَنَى سَيْراً عـلى غيرِ هُــدَى

يَرْسُمُ الـخـَـيْـبَةَ في أمْــسٍ مَــضـَى :8: وَغــَدٍ ما أَتـْعَسَ الـحَــظَّ غــَدَا !

حــاضِــرٌ يَــــذوِيْ ومــاضٍ وَغــــَدٌ :8: هــكــذا عُـمْرِيَ قد ضاعَ سُدَى

لم يـَخَفْ يوماً سِهاماً مــن هـــوى :8: ويخافُ اليومَ مـن سهمِ الـردى

*** * ***
شـادنٌ تـأمُـلُ مــنْ نــبــع الــهـوى :8: شـَرْبَـةً تـشـفـِـيْ بـها نـَـقـْـعَ الصَدَا

فأتــتْ تــرنــو بــِطـَــرْفٍ ســاهـمٍ :8: وَيَــــدٍ تــرجـُـــفُ لا شـُــلـّــتْ يــــدا

وخُـطـًى تــَعْـثــُرُ في دربِ الـهـوى :8: مـثــلَما طـفــلٌ بــخـطــوٍ قـد بــدا

وفــــــؤادٍ نـــَبـــَــتَ الـــحُـــــبُّ بـــهِ :8: وَنَــمــا يَــسْــقِــيْــهِ طــَلٌّ وَنَدَى

قــبْــلَ حِـــيْـــنٍ بـــدأتْ رحــلـــتــُـــهُ :8: بئسَ_ إذ فــاتَ الأوانُ_ المُبْتَدَا

وَاسْــتــَــوَى سِــــرّاً بــِلــَيْـلٍ أَلـْـيَــلٍ :8: وكـسـاهُ الـصـمـتُ ثــوباً أسـودا

غـابَــت الأنــوارُ عــنــه فـاخـتــفى :8:هل يَـرَى مَنْ عاشَ لَيْـلِاً سَرْمَدا ؟


*** * ***
أيُّــهـــا الــحُــــبُّ تـــأخـَــرْتَ فَـــدَع:8: لـَــوْمَ مَـــعْــذورٍ إذا الـعُــذرُ بَـــدَا

كــم قــرَعْــتَ البـابَ تَرْجُو فــَتــْحَهُ :8: إنّــمــا تــقــرعُ بــابــاً مُـــؤْصَـدَا

لــن يَـــعُــودَ الـقــلبُ يـومـاً للهوى :8: لــيــسَ كُــلُّ الـعَــوْدِ دَوْماً أحْمَدَا

وشــجــا الـعـُــشّـاقِ مــا يــأسرني :8: أَتــْهَــمَ العِشــْقُ بـهِم أوْ أنــْجَــدَا

*** * ***
يــا حــبــيــبــاً بــاح بــالــودِّ الـــذي :8: ظــلَّ مكـتوماً على طولِ الـمدى

لا تـَسَـلــْــنِيْ كــيــفَ لــم آبَـــهْ لــَهُ :8: لــَـسْــتُ بالــسِــرِّ عــليـماً أبَـــدَا

*** * ***
أيُّها الــبَــيَّــاعُ يَــبْــغِــيْ مَــكـْــسَــباً :8:إنّ سُــوْقَ الـحُبِّ عِــنْـدِيْ كَسَدَا

جــاءَ مَــنْ يَشـْـرِيْـكَ فــَلـْـتــَهْنـَأْ بــِهِ (_ رَبـِـحَ الـبَــيْــعُ فلا تـَقــْبــِضْ يَدَا

وَاغـْــنـَــمِ الـعُــمْــرَ نـعـيـماً غــامِراً (_ وَاحْيَ في يَوْمِكَ عَــيْــشَ السُعَدَا

وَدَعِ الأمــــــسَ ومــــا مــَـــرَّ بــِـــهِ : إنّ أحْــلَــى الـعُــمْرِ تلقاهُ غَدَا

[/align]

[/cell][/tabletext][/align]