~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 1,596
عدد  مرات الظهور : 53,946,447


عدد مرات النقر : 1,596
عدد  مرات الظهور : 53,946,447

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-20-2023
عبد العزيز غير متواجد حالياً
    Male
اوسمتي
الكاتب المميز تكريم اكتوبر وسام الترحيب بالاعضاء الجدد 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4049
 تاريخ التسجيل : Oct 2022
 فترة الأقامة : 1023 يوم
 أخر زيارة : 05-03-2025 (08:32 PM)
 المشاركات : 16,472 [ + ]
 التقييم : 11248
 معدل التقييم : عبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond reputeعبد العزيز has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 10
تم شكره 236 مرة في 148 مشاركة

اوسمتي

افتراضي الّلقاءُ !













في أحد الأيام عندما ذهب السَّيِّدُ في نُزْهَةٍ مع عائلته بالقارب أخذت الكتابَ وذهبتْ إلى ضَريْحِ هاردل وقالتْ : ألْقَتْ بي عصا التَّرْحالِ في المدينة التي تَسْتَوْطنها ، فأضلَّتْنا سماءٌ واحدةٌ ، وأقلَّتنا أرضٌ واحدةٌ ، وضَمَّنا بلدٌ واحدٌ ، ولم تَشَأ الأقدارُ أن تَجْمَعَنا إلا بعد مَمَاتكَ ، وكم وددتُ لو كان اللقاءُ سَعيداً ، خَالياً من الشَّجن وذرْفَ الدموع ، تُبَادلني فيه التَّحيَّةَ والعناقَ ، لا لقاء كَهْلَةٍ لرِمَّةٍ باليَةٍ .
انْظرْ إليَّ ، لقد تَغضَّنَ وجهي ، وشابَ رأسي ، واحْدودبَ ظهري ، ولكن قلبي ظل كما عهدته في شبابه قلب الكاعب النابض بالحُبِّ والحنين إلى مرآك ، فوا أسفي ألا أَصلَ إليكَ إلا بعد فوات الأوان !وبعد مُواراتكَ الثَّرى !
لقد كتبْتُكَ بقلبي روايةً لا تَزول ، ونظَمْتُكَ قصيدةً لا تمَّحي ، ورسمتكَ لوحةً بديعةً لا نَظيرَ لها ، ووسَمْتكَ حُبَّاً لا تَطاله الأيامُ ، ولا تَنال منه ، وبعَثْتُكَ كلَّ يومٍ وليلةٍ أمنيةً إلى السماء .
لا تَعْلمُ كم اختلستُ النَّظرَ إليكَ وأنتَ مع سيرفال ، وكم راقبْتُكَ وأنتَ جالسٌ تحتَ الشجرة مع سيدرا تَتَحدَّثان وتُقَهْقهان ، ولا تَعْلمُ كم وددتُ لو أني رَسَمْتُكَ في ذلك العَهْدِ لأنْظُرَ إلى صُورتكَ كلَّما أرَّقني الحنينُ وأناجيها وأبثها ألمي وشجني ، ولا تَعْلمُ كم وددتُ لو أنَّكَ أخذتَ بيدي وجُلْنا حول الرَّابية ، وعَدَونا بجانب الجَدْول ، وتناولنا غداءنا تحت الشَّجرة ، واحتسينا الشاي عند السَّاقية ولكنها الأقدار .
ثم أسْبَلَتْ ناظريها ثم قالتْ: كم وددتُ لو عاد شبابي ! لأكْتُبَ فيكَ روايةً تَصلُ شُهْرَتها عنان السَّماء ، وتَسيرُ بذكرها الرُّكبان ، ولكن لي في قصَّتكَ التي أوْدَعْتها الكتاب الذي معي بعض السَّلوى ، وأنَّى لي أن أكْتُبَ في هذا العمر الذي أصبحتُ فيه على مشارف القبر ، فقد رَقَّ جِلْدِي ، وَوَهَنَ عَظْمي ، وَوَهَى جَلَدِي .
انْظُرْ إلى الطُّيورِ الشَّادية ، والجَدَاول الجارية ، والأشْجَارِ الباسقة ، والأزْهَارِ العابقة ، لكأن شَدْوها زفراتي وأنيني ، وجَرَيَانها دُموعي ، وبُسُوقها طول شجني ، وتَفَتُّحها تَفَتُّح أبواب الأمل التي لا تَلْبَثُ أن تُؤْصَد .¬
ثم صَمَتَتْ وأطالت الصَّمْتَ ثم قالتْ : اعذرني سأقولها فهي كالطَّودِ الأشَمِّ الذي يَكادُ يُخْمدُ أنفاسي .
ثم صمَتَتْ واسْتَجْمعتْ قواها لتقول الكلمة التي طالما أرادتْ قولها : حبيبي هاردل ، حبيبي هاردل ، حبيبي هاردل .
ثم جَثَتْ على ركبتيها وانْخَرَطتْ في البُكاءِ من جديدٍ ، ثم أخرجتْ صندوق الجواهر ومدَّته أمام الضَّريح وقالتْ : ها أنذا أُقَدِّمُ إليكَ أمانتكَ التي أعطيتني إياها في جزيرة النرمليلا التي قَذَفتْكَ الأمواجُ إليها مع قلبي الذي لم يَمْلكْهُ سواكَ ، وأَعدُكَ عند عودتي إلى المدينة أن أنْشُرَ كتابكَ الذي كتَبْتَه ، وأحْتَفظَ به تذكاراً إلى أن يُواريني ضريحي .
ثم وضعتْ صندوقَ الجواهر الذي أعطاها إياه هاردل في جزيرة النرمليلا ونَحَتَتْ على نَصْبِ قَبْرهِ هذه الكلمات : سَأُديرُ ظهري لكلِّ شيءٍ ، وأمحو من قلبي كلَّ ذكرى إلا ذكراكَ كما أدرتَ ظهركَ للدُّنيا ونعيمها ، وقضيتَ نَحْبكَ بهدوء بلا ضَجيجٍ ولا عَجيجٍ في مكانٍ ناءٍ لا أنيسَ لكَ به ولا حبيب ، ولم تُسَاعفْكَ الأقدار فتَقْضي نَحْبَكَ في دياركَ ومرابع طفولتكَ بين أهلكَ وأحبائك .
ثم رفعتْ رأسها وقالتْ : هاجرتَ كهجرة الطُّيور مع فارق أن الطُّيورَ تَعُود أما أنتَ فهاجرتَ بلا إيابٍ ، وتَوَارتْ شَمْسُ عُمركَ خلف وادي الغيابِ السَّحيقِ الذي لا أوبة منه ، وهاهي شمسي تُوشكُ على الأفول ، فقطار العمر يَمْضي في الطريق المرسوم له إلى مَحَطَّةِ النِّهاية بلا إياب .





 توقيع :
قد –وايم الله- وصمتموني بالكبر والتعالي ولم أستروحْ نَفْثَهُما ! ولكنني الآن سأريكم حين أَسْتَرْوحُ نَفْثَ الشيطان لمدة دقيقةٍ كيفَ أَكُونُ !

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ عبد العزيز على المشاركة المفيدة:
 (08-24-2023),  (08-23-2023)
 
كاتب الموضوع عبد العزيز مشاركات 18 المشاهدات 1921  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 07-11-2025, 01:02 PM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 02:02 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah