~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 1,551
عدد  مرات الظهور : 48,966,560


عدد مرات النقر : 1,551
عدد  مرات الظهور : 48,966,560

العودة   منتديات وهج الذكرى > وهج الادب المنقول مما راق لي > ❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧
❦ وهـج القصص والخيال ❦ ❧ لكل ما يروق لنا من قصص او خاطرة
 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-13-2023
Dody غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام الترحيب بالاعضاء الجدد 
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4079
 تاريخ التسجيل : Dec 2022
 فترة الأقامة : 941 يوم
 أخر زيارة : 02-24-2023 (06:07 PM)
 المشاركات : 476 [ + ]
 التقييم : 110
 معدل التقييم : Dody will become famous soon enoughDody will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 71
تم شكره 55 مرة في 30 مشاركة

اوسمتي

افتراضي السكوت (قصة قصيرة)





دعا الثريُّ زملاءه التجار الكبار إلى مأدبة عشاء في حديقة بيته الريفي الكبير، ودعا كذلك صديقه المثقف الموسوعي، ليتحف به الضيوف الذين لا يعرفونه.

في أثناء الغداء الدسم الحافل بما لذ وطاب، كان المثقف صامتًا، منشغلاً بالأصناف المتعددة من لحم الطيور والفطائر، في حين كان باقي الضيوف وصاحب المأدبة يتبادلون الأحاديث عن السوق وأحواله ما بين المضغة والرشفة.

بعد مدة، رفع عامل الحديقة بقايا الطعام، في حين كانت أنفاس الرجال تخرج بصعوبة من التخمة، وقد بدا على بعضهم النعاس.

ثم تفرَّغ لوضع الشاي على (الكانون)، وهو جالس تحت أرجلهم. وبعد قليل، عندما بدأت أنفاسهم الثقيلة تنتظم قليلا مع النسيم المنعش، فاتَحَ صاحبُ المأدبة صديقَه في قضية ساخنة من قضايا الساعة، كأنما يفتتح الجلسة، أو كحاوٍ يخرج ثعبانه.. ففهم المعنيُّ الإشارة.

أسند ظهره، ومط شفتيه، وحرك فمه يمنة ويسرة؛ كأنما ينشطه، بدأ يتكلّم ببطء شديد، والكلمات تخرج ممطوطة مفخَّمة، منتفخة، كحية مستنفرة. ثم أسرع شيئًا فشيئًا، فبدأت تسعى، فتمطوا واحدًا تلو الآخر، وبدءوا يتكلمون، هذا على استحياء؛ خوفًا من أن يتهم بالجهل، وهذا بحماسة؛ يريد أن يعجب المثقف والبقية، والجالس عند الأرض لم يبرح مكانه إلا ليوزع الأكواب الصغيرة من الشاي الثقيل، كان رأسه يلف ببطء في البدء، حسبما كانت سرعة المحاورة حوله وعدد من ابتدروها، وشيئاً فشيئاً بدأ الرأس يلف سريعًا.. ونجمُ الجلسة حريص على السيطرة، وقد شم شهوةَ البعض لمناجزته.

بدأ يصحح لهذا، ويشرح لهذا، وينتقد رأي هذا، في ساعتين من الكلام في السياسة والأدب والاقتصاد والبورصة والفن، ونميمة المجتمع. والرجل الجالس أمامهم على الأرض، ينفخ في الحطب حينًا، وينظر للنجم حينًا، بعين حمراء قد آذاها الدخان، يقدم الأكواب ويتراجع جالساً ينظر للرجل المتكلّم أو لمناجزيه أو للمختبئين فيه.

والخلاصة أن المثقف أثار إعجابَ الحضور جميعًا، وبدا الفارقُ بينه وبين من حاوروه واضحًا، فهدأت السرعة، وارتفعت الأفعى في الختام؛ كلمات ممطوطة مفخَّمة، ثم ارتخت معلنة انتصارها بصمت الحاضرين إزاء الأبهة.. ثم سأله صاحب المأدبة؛ متباهيا به، عن عدد اللغات التي يتكلَّم بها؟ فأجاب: أتكلم بست لغات.

ونظر النجم للغريم الذي لم ينزل الحلبة، أي للرجل الأحمر العينين المنكب على النفخ في الحطب، فوضع الرجل وجهه في عُدته بين السطل والحطب المشتعل، لا يصدق أنه على مرمى بصر هذا، وقال:
- وماذا عنك أنت؟
- أنا؟!.... أستطيع أن أسكت بستّ لغات..!

رماها، وألقى وجهه ناحية الحطب مرة أخرى.






المواضيع المتشابهه:




رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Dody على المشاركة المفيدة:
 (02-13-2023)
 
كاتب الموضوع Dody مشاركات 6 المشاهدات 234  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 7 (إعادة تعين)
, , , , , ,
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 11:46 AM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah