هناك قصة طريفة عن الأب الذي أرسل ابنه لباريس كي يدرس الطب ثم بعد عامين قرر أن يزوره في غربته .. راح الفتى الفخور يجوب بأبيه معالم المدينة وهو يشرح له : هنا ملهى كذا الليلي .. هنا مرقص كذا .. هنا بار كذا .. هنا مسرح كذا ··
في النهاية كانت هناك بناية عملاقة عجز الابن عن معرفة كنهها ، فهو لم يلحظ وجودها قط قبل اليوم .. هكذا اتجه الأب إلى أحد الواقفين ليسأله عن هذا المكان .. قال الرجل :
يعيش الإنسان مسكونا بالحنين . مأساته تُختصر بحرفيْ " لو " ، إنه ابن الندم .
لا يشعر بقيمة الأشياء حتى تُسْلَب منه ،
ولا يُقدِّر قيمة الأماكِن حتى يُغادرها..
••
الإنسان يُبتلى ثم يُبتلى ليعرف أن كل ما فيه إنْ هو إلا وديعة الغيبُ فيه،فما شاء الله نفع وإن كان سببًا من الضُّر، وما شاء الله ضرَّ وإن لم يكن إلا نفعًا.