وهج الثقافة والادب للاخبار الثقافية والادبية بعيداً عن الفن والفنانين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
وقرأتُ فيهنَّ بُكائي !
لبابة أبو صالح
لحبُّ غيثٌ غائبٌ .. و الأرواحُ هلكتْ جوعًا " نزلتُ من جـنتي , و كأنني أرتدُّ أعوامًا إلى الماضي السحيق , و لكن بجسدٍ مختلفٍ و رأسٍ أحملهُ معي جميعه أينما ذهبت .. بدتْ الأشياءُ صغيرةً على غير عهدي بها ؛ فالمدرسةُ ضيقة و الفتياتُ صغيراتٌ , و بعضي يحملني لأسير بينهن و يتأملنني و كأنني من المريخِ .. سرتُ في الأروقةِ و الوجوهُ تسحبني إلى وجهٍ كنتُ ألبَسُهُ أيامَ كنتُ مثلهن .. و بدتْ دمعتي تنبتُ في وجدانٍ قديمٍ , و قدْ تحوَّلتُ إلى كبيرةٍ !! لستُ أحكي قصتي مع هذا العالمِ , فقدْ كانتْ عادية جدًّا , الصباحُ و التأنق ثمَّ التأملُ في وجوههن الشاحبة .. كان كل هذا عاديًّا إلى درجةٍ جعلت دمعتي تنمو كشوكةٍ في حلقي .. وأبتلعها مع كلِّ شهيق جديد ! بدأ البكاءُ فعلا حين دخلتُ الفصل للتعرف على الطالباتِ .. لا أذكر أنني تعبتُ في ذبِّ الفوضى خارجًا , و لكن عيونهن المحملقة بلا استحياءٍ في وجهي , و ابتساماتهن المشرعَة المخبئة نكاتٍ و عباراتٍ ساخرة, كانت صعبةً علي لعِظَمِ خوائها !.. بعد دقائق قلةٍ أحببتهن برغم كلِّ الشغبِ الذي مارسنه , و كلِّ الأسئلةِ الوقحةِ التي طرحنها, و برغم أصواتِهنَّ الصاخبةِ و ثرثرتهن الشقية .. أحببتهن لِسرٍّ فيهن إلى حدِّ أني أشفقت على نفسي من هذا الحبِّ ! دار بيننا حديثٌ عن القراءةِ و العقل، و أن الإنسانَ يعبر عن نفسه وعليه أن يحسن في هذا التعبير , و أن خلف ملامحهن المشاغبة عملقةً مُشرقة .. سكتنَ و كأنهن ينبشن معي عن أنفسهن , و قد أحببنَ هذه اللعبةَ .. حاورنني .. حتى لمعتْ في عيونهن أنوارُ التأملِ فيما أقول , و تقلصتْ ابتساماتهن .. و أصغينَ ببراءةٍ بدأتْ تطفو على ملامحَ كانت باهتةً شاحبة ! انتهى زمن الحصة , ولوَّحتُ بابتسامةٍ مُحبَّةٍ لهنَّ أني سأخرج .. لكنَّ الكلمةَ البيضاءَ كانت قد تحوَّلت إلى سنابل قمحٍ ذهبيةٍ في أرواحهن .. فهمسن معاً و كأنهن مُتفقات : " ابقي يا أستاذة .. نريدك .. فكلامك حلو جدّاً " .. و انفجرَت ذاتي تبكي , إذ أثمر حُبي حُبًّا ذهبيا .. ويلاهُ و ويلي من فتنته ! و خلوتُ بعدها أقرعُ صمتي بسؤالٍ مُتعبٍ : " أين يخبئ الكبار الحبَّ عن هذه الأرواح الغضة , لنـقابلَها و كأنها أشباحُ طفولةٍ مسروقة .. لا براءةً تستوجبها الطفولة .. " محزنٌ هذا العالَمُ .. جِدًّا .. جِدًّا !! |
12-08-2021 | #8 |
|
رد: وقرأتُ فيهنَّ بُكائي !
.. فاح العبق وأندلق عطركم يا احبة لاجف مداد هذا السكب يأبى آلآبدآع آلآ وآن يگون ملازما لكم صفَحَه ترتَقِي بِالْجمَال الْعَاطِر لَاعَدَمَنَا رَوْعَة مَجُهُوْدِكم دُمْتم بِوِد وَكُل الْوَرْد |
|
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 7 (إعادة تعين) | |
, , , , , , |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|