قلبٌ و راحلة..؛

[align=justify]

لدي راحلة لم ترتاح، و انا لم أكلّ..! قد يكون لنا - انا و دابتي!- من العناء ما يكفي شرق الأرض، و من طول السير ما يرهق غرب الأرض! راحلتي تبحث عن اشياء لا تعرفها..هي فقط أضناها البحث، و أعياها الرحيل..!
هذا ذنبٌ أقترفه قلبي، و بالتحديد الجزء الأيسر منه.. يُقال بأن الجحيم إلى اليسار.. و أن الجنة دوماً إلى اليمين.. ابحث عن الجنة.. ثم أجد قلبي ينشطر إلى فلقتين كلتيهما يسار.! يالله ماذا أعمل بهذا القلب الأيسر؟! هذا القلب الذي أقحوحل و أجدب، لم يعد فيه شجرة أو حتى غصن قديم.. كل النباتات تهرب من قلبي.. كل الأوراق.. كل الأزهار، حتى غُصن الزيتون الذي عاهدني، وبايعني تحت ستار القفص الصدري.. اقسم لي ثلاثاً بإنه سيصمد في وجه الجفاف، و الريح.. و حرارة الصيف.. هذا زمن تخون فيه أغصان الزيتون أشجارها.. ترحل عن أراضيها.. يساورني شك بأن ثمة يهود في صدري يقومون بنفس العمل الذي يقوم بهِ يهود بني إسرائيل..! ليس لإن قلبي فلسطين.. فأنا لم أبكي على فلسطين منذُ أن وُلدت.. ولم ادعي زوراً بأنني سأشارك في معركة تحرير الأرض المقدسة.. لدي مهمة أكبر، و قضية أصعب.. بشكل يجعل كل فلسطينات هذا الكون – أي القضايا – اهون بكثير من فلسطيني الخاصة بي! لم يعُد قلبي مرتعاً خصباً للجرافات فقط.. بل بات منطقة محظورة.. منطقة ملغومة، منطقة قابلة للإشتعال في أي وقت..! هذا القلب الذي اختار أن يكون فلقتين كلاهما يسار.. الذي اختار أن يكون في صدري إلى اليسار قليلاً..لا يلبث حتى يسوق راحلتي من شِعاب إلى شِعاب اخرى.. لا يقر على حال ابدا..لهفة جائعة إلى كل ما يصبو إليه! شغوف توّاق..غير أن همي يكبر هممي! وهذا لا يعني أن قلبي قلب عمر بن عبدالعزيز الذي به من الهمّه ما أبلغه همه! بل لدي من الهمّ ما يبغلني هممي..؛
قال لي قلبي بأن لديه من الهمم ما يشطر الرواسي، و يبلغني القمم.. اسِتاق راحلتي بحثاً عن القمة، و لكنه سقط في أول حفرة حفرتها له بيدي! لم اكن اعرف بأنه سيسقط هذا السقوط، و في المقابل لم اعرف ان سيواصل المسير بهذه السرعة ثم يكون عبئاً عليّ.. فلا الحفر تردعه.. و لاطول الطريق يضنيه..!
ببساطة قلبي بلطجي.!

[/align]

[align=justify]

إليكِ انتِ.. ربما لأول مرة أخبركِ بمدى اقترابي منك، هذا الإقتراب غير مصطنع، وغير مخطط له سلفاً.. ربما يشعرني هذا بحرج جداً لو قلت لكِ ذلك، انا فقط ارسل هذه الرسالة لي شخصياً..كي أقتنع من الداخل بأنني قد عملت الواجب تجاه شعور بدأ في الإندياح المبرمج لقلبي..!
شعور بالألفة لكل شيء يصدر منك..كلام/شعور..و حتى النقد، إن الشيء الوحيد الذي يفسر ذلك هو التخاطر العاطفي! رغم أني لم اسمع يوماً منكِ شيء يوحي بذلك تجاهي.. صديقتي الجميلة لدي قدرة على فهم بعض التصرفات الإيحائية، حتى وإن كانت غير مقصودة أو معد لها سلفاً..لدي قدرة على تفكيك الحروف، وإعادة رسمها بشكل أكثر دقة، وتحديد اتجاهها، و معرفة ابعادها..!

... ليس لدي نبوءات، ولم اضرب الرمل يوماً..فاشل في قراءة الكف و الفنجان.. فقط استطيع تقليب الحروف، و إعادة رسمها بما يكفي لإقناعي بصحة ذلك الشعور.. قد يكون هذا تهوّر عاطفي أو مغامرة لغوية أو ضلال فكري، و دعوة لإنحراف ثنائي متوازن يسمح لكلا الطرفين بالتعبير الصادق أو المفتعل أحياناً..كان علي أن اكتب لكِ هذه الرسالة ك عربون وفاء و تقدير للأشياء الصادرة منك تجاهي، حتى ولو كان من بين تلك الأشياء "لامبالاة" احياناً، مقصودةً كانت أو غير مقصودة..!
هذا الكلام ينطلق من دافع شخصي، ليس له علاقة من بعيد أو من قريب بأي شيء آخر، لذا كان لزاماً علي أن اترك لكِ رسالة مفتوحة.. لايهم إن تلقفتها ايادي العابثين، أو دُقت فيها اسافين المغرضين..!

برجس؛
مساء ليس هذا المساء..!

[/align]

أ

خي \ برجس


مساءك هذا المساء جميل كطقس هذا المساء

امتعني .... ادهشني .... ابهرني

واعادني بالذاكره الي للسان الهند العربي

الشاعر الكبير \ محمد اقبال من خلال قصيدته

حديث الروح للأرواح يسري

جميل ذالك الشدو الفكري بصوت عال

دام القك اخي \ برجس

[align=justify]

يا جبل اللي بعيد..

خلفك حبايبنا..
بتموج مثل العيد..
وهمك متعبنا..
اشتئنا لمواعيد..
كذا تعزبنا..!
يا جبل اللي بعيد
أول لحبايبنا..
بعدوا الحبايب بيعدوا بعدوا الحبايب
ع جبل عالي بيعدوا و القلب دايب
بعدوا الحبايب بيعدوا بيعدوا ..

...فيروز الصوت الذي يشبه الكهوف و بيوت النحل، الصوت الذي يجري في خلايا الذكرى.. الصوت الذي يشبه فتاة اسكتلندية تعرض ساقيها على التنوّرة وتقطف اصابعها ثمر الفراولة..!
في هذه الأغنية لطيفة جداً كعادتها دائماً..خفيفة الوقع، مؤلمة المعنى..صوتها يفسح للروح مدى لا يُرى والله..تفتح للصفاء القلوب،! فيروز الصوت الذي يُسمع من اغوار الصدر..الصوت الذي يسمع من احتكاك ارداف الغيوم بالجبال، الصوت الريفي الذي يحكي اساطير العشق البدائي البسيط..!
مثل هذه الأغنية يجب أن لا تنتهي.. يجب أن تمتد في كل صباحات الكون.؛

[/align]

ابداع حرف
ابداع الكلم
ابداع الاحاسيس
متابع بصمت وشغف بآن واحد
سلمت الانامل واليراع التي خطت لنا هذا
مودتي

[align=justify]

هبت رياح الصيف و تغير الجوّ،،
وانا وليفي ما يداني سمووووومه..!! *

نعم هبت، و عصفت بنا مساء هذا اليوم، و بدأت درجات الحرارة تتصاعد بشكل سريع، و مزعج..!
لم يعد يهم الصيف، و لم تعد تهمني رياحه..ولا أفول نجم فيه و بزوغ نجم آخر، ولا يغريني السراب كثيراً، و لايشد أنتباهي بلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية.. ليس بوسعي النظر في مقياس درجة الحرارة.. و لامطاردة الظل، و البحث عن غصن شجرة قد شاخ و هرم.. و يبّست أعواده وباتت غير صالحة سوى لإيقاد النار في فصل الشتاء القارس، ولا حتى البحث عن غصن أخضر يتمايل مع نسمات الفجر.. ليس بوسعي البحث عن مكان أستظل فيه، و ارتاح من عناء سخونة الصيف و اتقاد الرمل من تحت اقدامي..! لم يعد بإمكاني إضاعة المزيد من الوقت في البحث، و المحاولة.. و كثيراً من الفشل، إن المزيد من المبالاة، و أخذ الأمور على محمل الجدْ بات مزعج بشكل كبير لي! بات مؤذي لمشاعري، و راحتي وهناء عيشي،!
اخشى أن يكون مزيداً من التفكير هو الطريق السهل للشيب في رأسي.. في عارض ذقني.. في حواجبي.. اخشى الشيب أكثر من خشيتي للأعداء..أكثر من خشيتي للأصدقاء المراوغين .. أكثر من خشيتي للغد، وما يحمل.. للأمس و ما حمل.. لليوم بكل ما فيه من إرهاصات،!

إن الشيء الذي يهمني و يوقض فيّ المشاعر التي اصابها الشتاء بالسبات العميق هو حال وليفي مع الصيف، فهذه مقدمات الصيف، و هذه رسائل انذاره تنطلق من كل صوب وجهة، و وليفي لديه حساسية مفرطة تجاه الصيف، وتجاه ازدحام سماؤه بالغبار و حبيبات الرمل المتطايره، التي لا يمنعها مانع عن تجاوز النوافذ، ولا يردعها رادع عن ملء العيون و الأنوف..!
الله يعدي الصيف على خير ؛

هو يحسبن شمس الضحى سيدي ضوّ،،
ريان عوده زايد ٍ بالنعوووووووووومه !!*

*عيسى الأحسائي!

[/align]

سالم:
تقديري الجمْ لردك الجميل، و كلماتك الكويسة جداً،!
قليلون هم الذين يجيدون كتابة الكلام الكويس في هذا الزمن الأغبر..


أسير السراب:
نسيت يا صديقي أن تقول ابداع الكذب! انا اكذب هنا أكثر من اي شيء آخر،
عندما يقولون لي:فلان يكتبْ، لا استوعبها إلا أن فلان يكذب ،!
يكتب، و يكذب.. فعلان لفاعل واحد.. والله الموفق.

برجس

كلماتك وقطرا ت حروفك قد تمازجت حروفها
وعزفت لحناً مفعماً بـالروعة والسحر والجمال
ماأجمل وما أرق تلك المشاعر والأحاسيس
التي خطها لنا قلمك الساحر
تسلم أناملك الذهبيه لروعة ماخطه قلمك من جمال
لاحرمنا جديدك فنحن بشتياق لهذه الدرر المذهبه
جوريه حمراء لروحك العذبه ؛؛؛

[align=justify]

كل الكلام سأرتجله، لن أقول شيء اعددت لهُ مُسبقاً.. أو بيّت النية لقوله، هذا كلام عفوي و غير مخطط له.. هذا فقط تدفق القلب و تدافع المشاعر.. عندما تتدافع المشاعر تزدحم الكلمات على لساني و تدفع بقوة للخروج.. لتتطاير في الهواء، و تنتشر تحت سد الأفق.. تصل إلى أقصى نقطة تقودها إليك.. تمررها عبر مسامعك.. لتلج إلى قلبك، و تستقر في ذهنك.. في عقلك.!
كم وددت أن اكون عصفور يفر من عشه الصبح، قبيل الفجر بقليل.. ليقف على نافذتك قبل أن تستيقظي، قبل أن يغادر النوم عينيك المملؤتان بالإتساع.. بإزدياد رقعة السواد في وسطها على البياض.. عيناكِ المرسومتانِ بعناية فائقة.. إنها عناية الله يا جميلتي، و قدرة الله فوق كل شيء.. سأكون عصفور على نافذتك اُسابق الضوء إليكِ و أسبقه! اسابق نسمات البحر، و الهواء العليل القادم من الشرق.! فأنا أحق من كل عصافير هذا الكون بكِ ، و أحق من كل فوتونات الشمسِ بك!
لي الأحقية في أن ارى شعرك المتموج.. و عنقكِ المنقاد إلى اعلى وكأنه اراد أن يلامس العلو! يلامس حدود سقف الهمام.. لي الحق في أن تكون المصافحة الأولى لكلتا عيناي في كل ذات صباح هي مصافحة جبينك، مصافحة ابتسامتك.. مصافحة رمشك الكسول، و قدكِ المنقاد إلى الأسفل.. و صباح الخير الكلمة التي تحاول البقاء كثيراً بين شفتيكِ و لكنها تخرج قسراً تاركةً خلفها لثغة لسان لم تكن يوماً مصطنعة ،!

[/align]

[align=justify]

كأني للتوّ استيقظت من نوم عميق، في حين مضى لي أكثر من عشرين ساعة لم يكحل مقلة عيني النوم.. و لم اتوقف عن العمل داخل قاعة التدريب..أمضيت جلّ وقتي لإعداد ورشة عمل سأقوم أنا واحد الزملاء بإلقائها على ملأ من المتدربات، المستجدات و اللواتي أمضين فترة طويلة في العمل، و لكن دون تدريب.!
بعد الإعداد.. وبعد الإنتهاء من التدريب، كان يجب علينا أن نذهب كالعادة للمقهى المطل على البحر، للراحة و التأمل في ذوات الخلق، و لأخذ الفيد باك النهائي على الورشة.! وبعد أن طلبنا من السيد مؤمن قهوة المساء، وبدأنا في النقاش انا و زميلي..قال لي وقلت له، اثنى علي واثنيت عليه، نقدني في مواضع، ونقدته في اخرى! و نحن هكذا على هذا الحال.. حتى شقت فتاة طريقة للطاولة التي امامنا جلست، و وضعت حقيبتها على كرسي بجانبها.!
ربما هذا ما جعلني كأنما استيقظت من النوم للتوّ، ربما هو ما دفعني للنشاط و الحيوية من جديد بعد يوم حافل بالتعب..إنها الفتاة الفاتنة اللعوب، التي لا تصطنع الحركات ولا المواقف، فكل شيء فيها كان بديهياً رغم خروجه عن المألوف، ورغم ألفته من القلوب!
إن الله جعل تلك الفتاة تخترق القلوب، وتصل إلى اقصى نقطة في القلب، تجول فيها وتصول.. لم أرى في حياتي فتاة بهذا الشكل تتفجر بآيات الجمال.. وكأن جمال فتيات هذا الزمن يُستمد منها، كان لي فيها آية السحرة، وتعاويذ الرهبان..إن مثل هذا الموقف يضفي على الزمان قدسية ملائكية..في داخل الروح! إن هذه الفتاة في نظري ماهي إلا آمال فتى شبّت، و شاخت على قلبه و روحه!
إنها فردوس تجر خلفها أذيال الحسن والبهاء.. تجر خلفها الجمال و الحب والفتنة.. على خطاها يزهر الورد، وينتشي الياسمين، و من بين خصلات شعرها ينشأ الغمام فيضللها، و يروي جسدها المرتوي أصلاً..إنها رعبوبة تختلف عن كل بنات جيلها والجيل الذي سبق..! هي ليل الهوى، وآمال عريضة من المنى.. هي حكاية كل زوار المقهى ومرتادية تلك الليلة وعشر ليال أخريات.!
و لأول مرة أرى فيها "مؤمن" النادل بهذه النشاط والحيوية، والإبتسامة التي حلت عليه فجأه، خلافاً لبقية الليالي التي دائماً ما يكون فيها مُتعب مرهق..إن هذا ما يفسر معنى الجمال، ومعنى ميول النفس البشرية إليه..تلك الفتاة أيقضت ذلك المقهى وجعلته يتأجج طاقة و حيوية! لا أدري كيف يفسر جمال تلك الفتاة فيزيائياً.. ربما هو طاقة كامنة تتخذ الجمال أحد أشكالها لتتحول فيما بعد طاقة حركية في الآخرين.!
لو كان للأرصاد الجوية وقتها طريق على قلبي لوجدوا فيه أعتى الزلال وأشدها فتكاً، ولوجدوا فيها ضغطاً جوياً هائلاً، ولوجدوا أنزلاقات مربكة لكل مرتاديه وساكنيه، وتسونامي أشد قسوة من تسونامي اليابان! إن الرعشات المفاجئة التي تضرب قلوبنا و الخوف والرهبة.. في مثل هذه المواقفة تعطي انطباعاً مغايراً للأنطباع المعتاد.! هذا الحب المفاجئ وهذه فعائله، تغيّر كل انماط الحياة وتقلب جلّ الموازين..!

برجس ذاتُ غزل ،!

[/align]