نعيش في هذه الدنيا تتقاذفنا الامواج
نعيش بين معادلة مد و جزر
نعيش و نحن تحذونا الامال و الطموحات
و لكن ايضا تحبسنا الملمات و الاحزان و المكبوتات
فتجدنا لا نشبع و قل ما نرضئ و لسان حالنا دائما
نريد المزيد المزيد المزيد
فننساق وراء شهواتنا و نركض وراء دنيا فانية
بل و من الممكن ان نجعل من اي وسيلة كانت شرعية او لا طريقا لنحصل علئ ما نريد
فتكبر الهوة و نبتعد اكثر فاكثر عن الحلاوة
حلاوة الايمان
فكم منا اليوم هم الذين يؤدون صلاة الفجر في وقتها كما يقومون لدوامهم
كم هم من يصلون الرحم
كم هم من يعطفون علئ الصغير و يرفقون بالكبير و يقدرونه
كم هم الذين تجدهم يشبعون و جيرانهم المقربون جائعون
كم هم الذين يخافون الله في انفسهم و ابنائهم و زوجاتهم و رعيتهم
كم و كم وكم
كل لاه نفسي نفسي
و هناك في ركن ما نجد
كتابا قد غطاه الغبار
يشكو و يئن من الفرقة و الهجران
احبتي انه
اعظم كتاب في هذه الدنيا
كتاب فيه من التشريعات و الحقوق و الواجبات و الحلول الكثير الكثير
لكن لماذا يشكو الهجران
لما يشكو العزلة
و لو كان يتكلم لبكئ مما يجده من هجر
لانه استبدل
بموسيقئ
و افلام
و مسلسلات
و مسرحيات
و مجلات هابطة
و رفقة سوء
و لا نكاد نعرفه الا عند المصائب
او عندما نجد ما نكره
افهذا ما يستحقه ...
و بالمقابل نجد اناسا من هذا الزمان
جعلوا منه تشريعا و دستورا
تجد في وجوههم نورا
و في قلوبهم سكينة و في صدورهم طمانينة لماذا
و كيف و هم يسعون في هذه الدنيا و يطمحون الئ المراتب العليا
هل هي احجية
لا و ربي
و لكنها معادلة من عرفوا الرحمن و علموا الطريق الصحيحة
طريق الربح في الدنيا الفانية و الاخرة الباقية
.
يبدؤون يومهم من قبيل الفجر لكي يكونوا من المستغفرين بالاسحار
و يصلون الفجر حاضرا لكي يشملهم حفظ الرحمن
و يصلون الرحم و يسالون عن الجار
.
تجد في حركاتهم سكناتهم تصرفاهم ترجمة حقة للقران الكريم و سنة المصطفئ صلى الله عليه و سلم العطره
قد يقول أحدنا و لكنهم بالتأكيد لم يمروا بملمات و هموم لهذا نجدهم هكذا لان بالهم خال من الهموم و صدورهم منشرحة لراحة البال
لا و ربي ليس لهذا السبب
بل من الممكن ان يكونوا من اكثر الناس بلاءا او علئ الاقل قد مسهم بلاء
ليمحصهم الرحمن و لكنهم عرفوا التجارة الرابحة و استطاعوا ان يقرضوا الرحمن قرضا حسنا
كيف
.
.
كما قلت سلفآ اصبحت تصرفاتهم و سلوكياتهم ترجمة لاعظم الكتب ""كتاب الله""الذي لا يعادله كتاب
فاصبح الابتلاء عندهم لذة
لانهم يعلمون انها انما فترة تزيدهم رفعة و قدرة علئ الصبر و التجلد
طيب و ان اشتد البلاء
ان اشتد عليهم البلاء عرفوا ان الفرج قريب
و تذكروا الدعاء الذي لم ينسوه يوما
و هذا ايضا من كتاب الله تعالئ
فان مسهم الضر قالوا
"" اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين""
.
.
و ان تاخر احدهم في الانجاب قال
"" رب لا تذرني فردا و انت خير الوارثين""
.
.
و ان استبطأ احدهم الرزق قال
"" رب اني لما انزلت الي من خير فقير""
و ان ظلم احدهم لهج لسانه و قلبه ب
"" حسبي الله و نعم الوكيل""
.
.
و ان رجوا الثبات قالوا
"" ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا"
.
.
و ان اشتد الضيق تذكروا
"" ان الله مع الصابرين""
"" و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس و الثمرات و بشر الصابرين"
.
.
و ان عظم البلاء و اشتد حتئ يكاد احدهم يختنق منه فزعوا الئ الصلاة
"" و استعينوا بالصبر و الصلاة""
ووسط كل هذا تجدهم يتحلون ب
حسن الظن بالرحمن
فهم يعلمون تماما ان الرحمن ارحم بنا من انفسنا بل و من امهاتنا
و هكذا يعيشون الدنيا بسلام و يعملون للاخرة بسلام
افلا نتأسئ بهم و نقتدي و نعيش حياتنا و لكن في ظل طاعة تريح القلب
و في ظل امل و حسن ظن بالله لاننا نعلم بانه
"" خلق الانسان في كبد""
""و افوض امري الئ الله ان الله بصير بالعباد""
"" قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا و علئ الله فليتوكل المؤمنون""
.
.
و انما هي حياة فانية نعيشها بحلوها و مرها و لكن المحظوظ فينا
هو من عرف كيف يعيشها و يستمتع فيها و لكن يعيشها كعابر سبيل
.
.
معادلة صعبة و لكنها غير مستحيلة فقط عليه ان يعيش في رحاب الله
و يضع القران في قلبه و يغلق عليه
و لا ينسئ سنة المصطفئ صل الله عليه و سلم
و اخيرا احبتي يا من هجرت القران الكريم ارجع اليه فالله غفور رحيم و تفاءل و افرح لان الله ربك
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا
ونور صدورنا .. وجلاء أحزاننا
وذهاب غمومنا وهمومنا
اللهم اجعلنا ممن يتلونه آلاء الليل وأطراف النهار
اللهم اجعله حجة لنا لا علينا
اللهم اجعله شافعا لنا يوم القيامة ..
اللهم امين اللهم آمين