بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
تم استخراج هذا الابداع الفني من جوف تل اثري في الموصل!
فلننظر باحترام ومهابة الى هذه المسلة المنحوتة من حجر كلسي ابيض بارتفاعها الكبير المقارب للثلاثة امتار ، وتسمى باسم "المسلة البيضاء".
تفاجئنا المسلة بكتلتها الضخمة ، كأنها قطعة فنية تنتمى للعصر الحديث ، رغم انها تعود إلى عهد الملك آشور ناصربال الأول ويعود تاريخها إلى الدولة الآشورية القديمة ما بين العامين 1050-1031 قبل الميلاد
وتتدرج قمتها الى ثلاث طبقات، كأن الفنان العراقي هنا يريد ايصال رسالته الى السماء .
عانى الملك الآشوري اشورناصربال الاول من قلق وجودي ارّقه كثيراً ، كما ارق (كلكامش) من قبله ، اذ انه اراد ان يخلد أعماله و بطولاته ، فالتجأ الى التوجيه بنحت هذه المسلة، لكي ينقش بالكتابة المسمارية بطولاته على سطوحها الاربعة التي شملت حملاته الحربية الناجحة ، وفتحه للمدن القوية ، ومشاهد تقديم الجزية من الاقوام المغلوبة ، وفعاليات صراعه مع الاسود ، وتلك هي اشهر موضوعات النحت البارز الآشوري شيوعاً !
كانت هذه المسلة العظيمة تزين اهم ساحات مدينة نينوى الآشورية ، لتقدم للناس مشهداً يمزج التاريخ والمآثر البطولية في نسيج ابداعي مميز .. وانتهجت حاليا اغلب دول العالم هذا النهج بتزيين ساحاتها الشهيرة بأقدم و اهم التماثيل التاريخية.
المسلة معروضة الآن في المتحف البريطاني بلندن.
___________________________
المصدر : تاريخ الفن في بلاد الرافدين_ زهير صاحب/ الجزء الثالث
مراجعة وتنسيق ناطق ابراهيم العبيدي
01-26-2024
تاريخ العراق القديم/المسالة البيضاء للدولة الاشورية
العرض العادي
