~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
تفسير قوله تعالى: { وعلم آدم الأسماء كلها... }
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
قوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ قوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 31]. لما كان قول الملائكة: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ﴾ [البقرة: 30] فيه إشارةٌ منهم إلى فضلهم على الخليفة الذي يجعله الله في الأرض؛ أراد الله أن يُبيِّنَ لهم فضل آدم عليهم بالعلم، وكمال حكمة الله عز وجل وعلمه، فقال: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ ﴾ الآيات. وقد جاء في بعض الآثار أنهم قالوا: "لن يخلق ربُّنا خلقًا هو أكرم عليه منا، أو إلا كنا أعلم منه"[1]. قوله: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾: هذا بعد قوله: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، يدلُّ على أن هذا الخليفةَ هو آدم عليه السلام، وهو أبو البشر، خلَقَه الله عز وجل بيده من أديم الأرض وطينها؛ ولهذا سمِّي آدم، وقيل: سمِّي آدم لأُدمتِه؛ فليس بالأبيض الباهق، ولا الأسود الحالك، لكنه بين ذلك. و"ال" في "الأسماء" للاستغراق، و"كلها" للتوكيد. أي: وعلَّم الله عز وجل آدمَ عليه السلام الأسماءَ كلَّها؛ أي: أسماءَ كلِّ شيء، ومنها أسماء الملائكة، وأسماء ذريته من الأنبياء وغيرهم. كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يجمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربِّنا فيُريحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدمَ، فيقولون له: أنت أبو البشر، خلَقَك الله بيده، وأسْجَدَ لك الملائكة، وعلَّمك أسماء كلِّ شيء، فاشفع لنا إلى ربِّنا حتى يريحنا))[2]. أي: علَّمه الأسماء كلَّها ومسمياتها؛ بدليل قوله تعالى بعده: ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ ﴾ [البقرة: 31] بضمير وإشارة العقلاء. واختلف هل المراد بذلك الأسماء والمسميات الحاضرة والمعروفة، وهي ما يحتاجه آدم وبنوه في ذلك الوقت، واستدل له بظاهر قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾. وقال بعضهم: المراد بذلك الأسماء والمسميات كلها مطلقًا؛ لظاهر الآية ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ ﴾؛ أي: ثم عرض عز وجل هذه المسمياتِ على الملائكة امتحانًا لهم هل يعرفونها أم لا؟ ﴿ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾النبأ: الخبر العظيم ذو الأهمية والفائدةِ الكبيرة، فهو أخص من الخبر، قال تعالى: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ: 1، 2]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴾ [ص: 67]. أي: أَخبِروني بأسماء هؤلاء المسميات. وعبَّر بضمير العقلاء في قوله: ﴿ عَرَضَهُمْ ﴾، وأشار بإشارة العقلاء ﴿ هَؤُلَاءِ ﴾؛ تغليبًا لجانب العقلاء من المسميات. وفي الآية تقرير وتوكيد لقوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]، وتحدٍّ وتعجيز لهم، وبيان لقلة عِلمِهم؛ ولهذا قال بعده: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 31]. أي: إن كنتم صادقين في قولكم: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ الآية [البقرة: 30] في ظنكم أن هؤلاء الذين سأستخلفُهم في الأرض سيَعصونني، ويُفسِدون في الأرض، ويسفكون الدماء، وأني لم أخلُق خلقًا إلا كنتم أفضلَ وأعلمَ منهم. [1] انظر "جامع البيان" (1/ 523، 532- 533). [2] أخرجه البخاري في التوحيد (6/ 75)، ومسلم في الإيمان (193)، وابن ماجه في الزهد (2/ 43). المواضيع المتشابهه:
|
07-18-2021 | #5 |
|
رد: تفسير قوله تعالى: { وعلم آدم الأسماء كلها... }
جزاك الله خير جزاء ونفع بك
سلمت اناملك ويعطيك العافيه ع الطرح القيم في أنتظار المزيد من مواضيعك الرائعة تحية محملة بباقة ورد لـروحكـ السعاده الدائمــه كنت هنا اميرة الحب |
|
كاتب الموضوع | روح الأمل | مشاركات | 6 | المشاهدات | 988 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 02-15-2024, 04:45 PM (إعادة تعين) (حذف) | |
لا توجد أسماء لعرضهـا. |
|
|