عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 560,273

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > واحة الطفل المسلم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-18-2021
الغريبة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل : Apr 2016
 فترة الأقامة : 2889 يوم
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم : 6639
 معدل التقييم : الغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond reputeالغريبة has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
جديد المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة



السلام عليكم أحبتي الصغار
كيف حالكم يا صغاري اتمنى تكونوا بخير
مطيعين لله وللوالدين .. محبين للخير
بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك
اهاده الله علينا وعلى الامة الاسلامية بالخير
واليمن والبركات
احب ان اهدي لأبنائي وأخوتي الآباء هذه السلسة
في تربية الصغار على الصلاة والتعلق بها
فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يأنس بالصلاة
ويجد فيها راحته المنشودة فكان يقول عليه الصلاة والسلام
لبلال رضي الله عنه " أرحنا بها يا بلال " اي بالصلاة
فهي عمود هذا الدين كما في الحديث

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله،
أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار،
قال: ((لقد سألت عن عظيمٍ، وإنه ليسيرٌ على من يسره
الله تعالى عليه: تعبدُ الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة،
وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت))،

ثم قال: ((ألا أدلك على أبواب الخير؟
الصوم جُنَّةٌ، والصدقـة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار،
وصلاة الرجل في جوف الليل
،
ثم تلا: ï´؟ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ï´¾ [السجدة: 16].

ثم قال: ((ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((رأس الأمر: الإسلام، وعموده: الصلاة، وذروة سنامه: الجهاد)).
ثم قال: ((ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟))
فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: ((كف عليك هذا))،
قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وسوف تخصص هذه المساحة لفهرس المشاركات
والتي سوف توضع روابطها فو الانتهاء من السلسلة بإذن الله
سائلة الله القبول وان يفيد بهذا العمل
ابنائي واخوتي من الآباء والأمهات في توجيه
ابنائهم وغرس الدين والقيم في نفوسهم
منذ نعومة اظفارهم
وكل عام انتم بخير

[gdwl]
فهرس المشاركات

المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة (المقدمة)

صرف الصلاة والعبادة لله وحده

الصلاة أحد الأركان

الصلاة هي الحد بين المسلم والكافر

حكم الصلاة: الوجوب

أجر المحافظة على الصلاة

سوء عاقبة من أضاع الصلاة

الانشغال عن الصلاة

الاطمئنان والخشوع في الصلاة

فضل الصلاة لوقتها

بعض أحكام الصلاة"]بعض أحكام الصلاة

صلاة الجماعة

تابع صلاة الجماعة (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ ïپ´: عَنِ النَّبِيِّ ïپ²: مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ )

إمامة قارئ القرآن

لا ينفع الإنسان إلا عمله

إِلى أولياء الأمور

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي

المراجع

[/gdwl]


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :



[media]https://www.youtube.com/v/ewzNjWgnLqw[/media]







آخر تعديل الغريبة يوم 03-18-2021 في 02:22 AM.
رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (03-18-2021)
قديم 03-18-2021   #2


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة




المشكاة
في
تربية الصّغار عَلى الصّلاة

إعداد
حسان بن سالم عيد
غفر الله له ولوالديه

مراجعة وتقريظ
الشيخ :

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم وتقريظ


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الأولى والثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ العزيز الحكيم الذي قال ïپ‌وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ،
مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
ïپ› ( ).
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الذي قال: « … وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ »( )،
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وبعد:
فهذه آيات بينات من كلام الله جل وعلا شفعتها بقول وسنة خاتم الأنبياء
والمرسلين صلى الله عليه وسلم تبين أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام،

وجمعت هذه الآيات والأحاديث لينتفع بها الصغار، وخاصة الأطفال الناشئة الذين يدرسون
في حلقات تحفيظ القرآن الكريم؛ لِمَا رأيت الحاجة إِلى ذلك؛
ولأنّهم في محل القدوة لغيرهم.
ولأهمية الصلاة فقد فرضها الله سبحانه من فوق سبع سماوات( )،
وبين الله عز وجل أهميتها وأجرها وسوء عاقبة من ضيعها في مواضع كثيرة من كتابه الكريم،
وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وضّح أنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ
وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ - وسيأتي -.
فيجب أن نعوّد أولادنا على الصلاة والمحافظة عليها والخشوع فيها من الصغر؛
لأن من شَبَّ على شيء شاب عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
« مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ،
وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ
»( ).
والآيات والأحاديث وإن كان هدف جمعها الرئيسي هو الصلاة إلا أنها جامعة
لكل أبواب الخير التي تهم المسلم، مثل توحيد الله، وبقية أركان الإسلام،
وبر الوالدين، وصلة الرحم، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وقول الصدق، واجتناب الكبائر والفواحش والمحرمات…الخ،
وهي ليست مرجعاً شاملاً لكل ما يتعلق بالصلاة، ولكنها بداية
فقط يستفيد منها الطلاب - بحول الله -،
ويمكن أن يشرحها لهم معلمهم: كل يوم آية أو حديثاً أو أكثر،
ويمكن أن نشجع الطلاب على حفظ الأحاديث بإجراء المسابقات
والجوائز على حفظها وفهمها، ويمكن أن يتولى شرحها الطالب
أمام زملائه ويُعلِّق على شرحه المعلم، وغير ذلك من الأمور
التربوية المعروفة التي تخدم الهدف المنشود.
والآيات الكريمة مضبوطة على ما يوافق رواية حفص عن عاصم،
وتفسير الآيات اقتبسته - بتصرف - من (التفسير الميسر) كما سيأتي في المراجع،
والأحاديث جمعتها أولاً مما اتفق عليه البخاري ومسلم، ثم ما انفرد به أحدهما.
وهناك بعض التصرف في نقل الحديث، مثل: حذف الأسانيد، أ
و اختيار رواية واحدة للحديث، أَوْ عبارة واحدة إِذَا شك الراوي.
وترقيم الأحاديث كان حسب ترقيم: (العالمية) وهو برنامج على
جهاز الحاسوب كما سيأتي في المراجع. وشرح الأحاديث كان المرجع
فيه إِلى: (( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )) لابن حجر،
و (( شرح مسلم )) للنووي ، و (( وتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي )) ،
و (( شرح سنن النسائي )) للسندي وآخر للسيوطي ، و (( عون المعبود شرح سنن أبي داود )) ،
و (( شرح سنن ابن ماجة )) للسندي ، و (( المنتقى شرح موطأ مالك)) ،
وفيض القدير شرح الجامع الصغير ،
كما هو مبين في مراجع الحاسوب.
هذا ، ووجدت من المفيد إضافة مطوية بعنوان
(أبناؤنا والصلاة) لـ(عبد الملك القاسم)
طباعة دار القاسم بالرياض ، وهي موجهة لأولياء الأمور.

هذا وقد تفضل الشيخ :
وأسأل الله ïپ• أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لعمل
كل ما يرضيه؛ إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
ïپ‌رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًاïپ›.( )

وكتبه: حسان بن سالم عيد
غفر الله له ولوالديه
الطائف: الاثنين, 18 من رجب 1421هـ الموافق: ‏16‏‏/‏10‏‏/‏2000‏م






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) الذاريات (56-58).
( 2) رواه أحمد في: باقي مسند المكثرين، باقي المسند السابق ،ح13526
والنسائي في كتاب عشرة النساء، باب حب النساء، ح3879.

( 3) انظر: الحديث المتفق عليه: البخاري، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، ح336،
ومسلم، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله إِلى السماوات وفرض الصلوات، ح234.
( 4) رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة، 418،
واللفظ له، ورواه الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء متى يؤمر الصبي
بالصلاة، ح372 وقال ’’حَدِيثُ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ،
وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَقُ،
وَقَالا: مَا تَرَكَ الْغُلامُ بَعْدَ الْعَشْرِ مِنَ الصَّلاةِ فَإِنَّهُ يُعِيدُ ‘‘،،
ورواه الدارمي في كتاب الصلاة، باب متى يؤمر الصبي بالصلاة،
ح1395، ورواه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة،
مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، ح6402.
( 5) سورة الفرقان [الآية : 74] ..



يتبع بإذن الله





 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (03-18-2021)
قديم 03-18-2021   #3


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة




صرف الصلاة والعبادة لله وحده
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) ïپ‌إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُïپ›( ).
المعنى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) إنا نخصك وحدك
بالطاعة والعبادة، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا،
فالأمر كله بيدك، لا يملك منه أحد مثقال ذرة.
وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئاً من أنواع العبادة إلا لله وحده،
وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير الله، ومن أمراض الرياء، والعجب، والكبرياء.
* * *
2) ïپ‌قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
ïپ› ().
وَنُسُكِي : الذبح.
المعنى: (قُلْ) - يا محمد - لهؤلاء المشركين:
(إِنَّ صَلاَتِي، وَنُسُكِي) أَيْ: ذبحي لله وحده،
لا للأصنام، ولا للأموات، ولا للجن، ولا لغير ذلك مما تذبحونه لغير الله،
وعلى غير اسمه كما تفعلون، (وَمَحْيَايَ) وحياتي،
(وَمَمَاتِي) وموتي (لِلّهِ)
تعالى (رَبِّ الْعَالَمِينَ).
(لاَ شَرِيكَ لَهُ) في ألوهيته ولا في ربوبيته
ولا في صفاته وأسمائه، (وَبِذَلِكَ) التوحيد الخالص
(أُمِرْتُ) أمرني ربي جلّ وعلا،
(وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) أول من أقرّ
وانقاد لله من هذه الأمة.
* * *
مِنْ سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم:
1) حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه:
أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي سَفَرٍ
فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ أَوْ بِزِمَامِهَا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي
مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَكَفَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ أَوْ لَقَدْ هُدِيَ، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟
قَالَ: فَأَعَادَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،
وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ
( 3).

أَعْرَابِيًّا : البدوي، أي: الذي يسكن البادية. عَرَضَ : بدا وظهر.
بِخِطَامِ : حبل يقلد به البعير ويعقد على أنفه لينقاد.
نَاقَتِهِ : الأنثى من الإبل.
بِزِمَامِهَا : الزمام: ما تقاد به الدابة.
وَتَصِلُ : الصلة: البر وحسن المعاملة.
الرَّحِمَ : القرابة. دَعِ : اترك.

المعنى: أن أبا أَيُّوبٍ الأَنْصَارِيِّ وهو الصحابي الجليل :
خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف ، و يقال : ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم ،
أبو أيوب الأنصاري الخزرجى . تُوُفِّي سنة : 50 هـ و قيل بعدها .
قال: بينما كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ وكان راكباً ناقته
إذ ظهر أَعْرَابِيّ في طريق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ،
فَأَخَذَ الأعرابي بحبل نَاقَة النبي صلى الله عليه وسلم لتقف الناقة
ويتمكن من سؤال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ هذا الأعرابي:
يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَخْبِرْنِي وأرشدني إِلى عمل إِذَا عملته يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ
وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَكَفَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ
ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ وهُدِيَ هذا السائل؛ لأنه سأل عن شيء مهم،
وهو مراد كل مؤمن أن ينجو من النار ويدخل الجنة. فماذا يعمل؟
قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ قُلْتَ أيها الأعرابي؟
فَأَعَادَ الأعرابي سؤاله السابق وهو: أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَمَا يُبَاعِدُنِي
مِنَ النَّارِ، فَقَالَ له النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

• أولاً: تَعْبُدُ اللَّهَ وحده لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا؛
لأن الله سبحانه لا شريك له في ألوهيته ولا في ربوبيته ولا في صفاته
وأسمائه. والعبادة لابد أن يكون فيها إخلاص وترك الرياء.
• ثانياً: تُقِيمُ الصَّلاةَ التي أمر الله بها على الوجه
الذي شرعه وبينه.
• ثالثاً: وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ المفروضة إِلى أهلها.
• رابعاً: وَتَصِلُ الرَّحِمَ أي: تحسن إلى أقاربك
ذوي رحمك بما تيسر على حسب حالك وحالهم من إنفاق أو سلام
أو زيارة أو طاعتهم أو غير ذلك.

وخص الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأعمال نظراً إلى حال السائل،
كأنه كان لا يصل رحمه فأمره به؛ لأنه المهم بالنسبة إليه.
ويؤخذ منه تخصيص بعض الأعمال بالحض عليها بحسب حال المخاطب
وافتقاره للتنبيه عليها أكثر مما سواها، إما لِمَشَقَّتِها عليه، وإما لتسهيله في أمرها.
وقولـه صلى الله عليه وسلم: (دَعِ النَّاقَةَ)؛ لأن الأعرابي كان ممسكاً بخطامها
أو زمامها ليتمكن من سؤاله بلا مشقة، فلما حصل جوابه قال اترك الناقة لتمشي.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
( 1) الفاتحة (5).
( 2) الأنعام (162-163).
( 3) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، ح14.





 


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2021   #4


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة





الصلاة أحد الأركان
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) ïپ‌الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِïپ›
( ).
المعنى: الذين وعدناهم بنصرنا هم
(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ)، واستخلفناهم فيها
بإظهارهم على عدوهم، (أَقَامُوا الصَّلاةَ) بأدائها في أوقاتها بحدودها،
(وَآتَوُا الزَّكَاةَ) وأخرجوا زكاة أموالهم إِلى أهلها،
(وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ) وهو كل ما أمر الله به
من حقوقه وحقوق عباده.
(وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ) وهو كل ما نهى الله عنه،
(وَلِلَّهِ) وحده
(عَاقِبَةُ)
مصير (الأُمُورِ) كلها. والعاقبة للتقوى.

* * *

2) ïپ‌اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ
إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَïپ›
( ).

الْفَحْشَاءِ : ما عظم قبحه من الذنوب.
الْمُنْكَرِ : ما رفضه الشرع ونص على قبحه.

المعنى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ) أُنزل
(إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ) هذا القرآن، واعمل به،
(وَأَقِمِ) وَأَدِّ (الصَّلاةَ) بحدودها،
(إِنَّ) المحافظة على (الصَّلاةَ تَنْهَى)
صاحبها (عَنِ) الوقوع في (الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)
المعاصي والمنكرات؛ وذلك لأن المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها،
يستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير؛ وتقل أَوْ تنعدم رغبته في الشر،
(وَلَذِكْرُ اللَّهِ) في الصلاة وغيرها،
أعظم و(أَكْبَرُ) وأفضل من كل شيء.
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) من خير وشر،
فيجازيكم على ذلك أكمل الجزاء وأوفاه.

* * *

3) ïپ‌وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِïپ›
( ).

مُخْلِصِينَ : قاصدين وجه الله الدِّينَ : العبادة.
حُنَفَاءَ : مائلين عن الباطل إلى الإسلام.
دِينُ الْقَيِّمَةِ : الملة المستقيمة.

المعنى: (وَمَا أُمِرُوا) في سائر الشرائع
(إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ) وحده (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) قاصدين بعبادتهم وجهه
(حُنَفَاءَ) مائلين عن الشرك إِلى الإيمان،
(وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا)
ويُؤَدُّوا (الزَّكَاةَ) (وَذَلِكَ) هو (دِينُ الْقَيِّمَةِ) دين الاستقامة، وهو الإسلام.

* * *

مِنْ سُنَّة الرسول ïپ²:
1) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ،
وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ
( ).

يُوَحَّدَ : أَيْ: يُفْرَد بالتوحيد
المعنى : روى هذا الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا -
وهو : عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكي المدني ،
أسلم قَديماً مع أبيه و هو صغير لم يبلغ الحلم ، و هاجر معه ،
و شهد الخندق و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و هو شقيق حفصة أم المؤمنين ، مات سنة ثلاث وسبعين .

ومعنى الحديث : أن الدين عند الله الإسلام،
وهو مبني عَلَى خَمْسَة أركان:

1) عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، أي: يفرد بالتوحيد، بمعنى: أن يُعبَد الله وحده، ويُكفَر بما دونه.
2) وَعلى إِقَامِ الصَّلاةِ بأدائها في أوقاتها بحدودها، والمداومة عليها.
3) وعلى إِيتَاءِ الزَّكَاةِ، أي: إخراج زكاة الأموال إِلى أهلها.
4) وَعلى صِيَامِ شهر رَمَضَانَ، وهو الشهر التاسع من الشهور القمرية.
5) وَعلى الْحَجِّ إِلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً.
وهذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين، وعليه اعتماده، وقد جمع أركانه. والله أعلم.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) الحج (41).
(2) العنكبوت (45).
(3) البينة (5).
(4) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب الإيمان، باب بيان
أركان الإسلام ودعائمه العظام…، ح 19.


يتبع بإذن الله






 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (03-18-2021)
قديم 03-18-2021   #5


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة





الصلاة هي الحد بين المسلم والكافر
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) ïپ‌فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ
حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا
وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌïپ›
( ).

انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ : انقضت الأشهر الأربعة التي كانت عهداً.
وَخُذُوهُمْ : ائسروهم.
وَاحْصُرُوهُمْ : احبسوهم أَوْ امنعوهم من التصرف في البلاد.
كُلَّ مَرْصَدٍ : كل طريق وممر ومكان مُراقَب.

المعنى: (فَإِذَا انْسَلَخَ) انقضت (الأَشْهُرُ الْحُرُمُ)
الأشهر الأربعة التي أمَّنْتُم فيها المشركين،
(فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) فأعلنوا الحرب على أعداء
الله حَيْثُ كانوا.
(وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ) واقصدوهم بالحصار في معاقلهم. (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) وترصدوا لهم في طرقهم.
(فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ) فإن رجعوا عن كفرهم
ودخلوا الإسلام والْتَزموا شرائعه من إقام الصلاة وإخراج الزكاة،
(فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) فاتركوهم،
فقد أصبحوا إخوانكم في الإسلام.
(إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ) لمن تاب وأناب، (رَحِيمٌ) بهم.

* * *

2) ïپ‌فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ
فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَïپ›
( ).

المعنى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ) فإن أقلعوا عن عبادة غير الله،
ونطقوا بكلمة التوحيد، والْتَزموا شرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة،
(فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) فإنهم إخوانكم في الإسلام،
(وَنُفَصِّلُ) ونبين (الآيَاتِ) ونوضحها
(لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ينتفعون بها.

* * *

مِنْ سُنَّة الرسول ïپ²:
1) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا
أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ.
فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ
( ).

عَصَمُوا : حفظوا ومنعوا.

المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابن عمر - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - وهو : عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ،
أبو عبد الرحمن المكي المدني ، أسلم قَديماً مع أبيه و هو صغير لم يبلغ الحلم ،
و هاجر معه ، و شهد الخندق و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و هو شقيق حفصة أم المؤمنين ، مات سنة ثلاث وسبعين ،
(قَالَ) عبد الله بن عمر : (قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم : أُمِرْتُ)
أي: أمرني ربي (أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ) حَتَّى يفعلوا ما يأتي:

• (يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) وحده لا شريك له،
ويشهدوا (أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ)، وهو خاتم النبيين والمرسلين.
• (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ): أي: يداوموا على الإتيان بها بشروطها.
• (وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ): أي: يخرجوا زكاة أموالهم إِلى أهلها.

وخص الصلاة والزكاة لعظمهما والاهتمام بأمرهما، لأنهما أُمَّا العبادات البدنية والمالية.
(فَإِذَا فَعَلُوا) ذلك: بأن شهدوا بالوحدانية لله،
وبالرسالة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة إِلى أهلها
- (عَصَمُوا) أي: منعوا (مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ)؛
لأنه لا يجوز قتالهم بعد ما فعلوا ذلك، (إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) في أمر سرائرهم.
وفيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام.
وفيه دليل على قبول الأعمال الظاهرة والحكم بما يقتضيه الظاهر،
والاكتفاء في قبول الإيمان بالاعتقاد الجازم. ويؤخذ منه ترك تكفير
أهل البدع المقرين بالتوحيد الملتزمين للشرائع، وقبول توبة الكافر من كفره،
من غير تفصيل بين كفر ظاهر أو باطن.

* * *

2) حَدِيثُ جَابِر ïپ´ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ
( ).

المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجى السلمي ،
أبو عبد الله و يقال أبو عبد الرحمن ، و يقال أبو محمد المدني صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و ابن صاحبه . توفي بعد سنة 70 هـ بالمدينة المنورة.
ومعنى الحديث: أن الحد الفاصل بين الرجل والشرك بالله هو ترك الصلاة.
ومعنى بينه وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه
لم يترك الصلاة، فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل، بل دخل فيه.

وتارك الصلاة إن كان منكراً لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين،
خارج من ملة الإسلام إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام،
ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه.
وإن كان تركه تكاسلاً مع اعتقاده وجوبها كما هو حال كثير من الناس
فذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر.

واحتج العلماء على قتل تارك الصلاة بقوله تعالى:
ïپ‌ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ïپ› ( )
وقوله صلى الله عليه وسلم: « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا
أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ.
فَإِذَا فَعَلُوا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَ هُمْ وَأَمْوَالَهُمْ( )»
والله أعلم.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التوبة (5).
(2) التوبة (11).
(3) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس
حتى يقولوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ …، ح33.
(4) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، ح116.
(5) التوبة (5).
(6) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس
حتى يقولوا لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ …، ح33. وسبق.


يتبع بإذن الله




 


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الغريبة على المشاركة المفيدة:
 (03-18-2021)
قديم 03-18-2021   #6


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة




حكم الصلاة: الوجوب
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) ïپ‌وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌïپ›
( ).

المعنى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ) بالله ورسوله (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ) أنصار
(بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ) الناس (بِالْمَعْرُوفِ) بالإيمان والعمل الصالح، (وَيَنْهَوْنَ)
الناس (عَنِ الْمُنْكَرِ) الكفر والمعاصي، (وَيُقِيمُونَ) ويؤدون (الصَّلاةَ، وَيُؤْتُونَ)
ويعطون (الزَّكَاةَ، وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)، وينتهون عما نهو عنه.
(أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته. (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ)
في ملكه، (حَكِيمٌ) في تشريعاته وأحكامه.

* * *

2) ïپ‌قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌïپ›
( ).

بَيْعٌ : فدية. خِلالٌ : صداقة ومحبة.

المعنى: (قُلْ) - يا محمد - (لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا: يُقِيمُوا) يؤدوا (الصَّلاةَ) بحدودها،
(وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ) ويخرجوا بعض ما أعطيناهم من المال في وجوه الخير
(سِرًّا وَعَلانِيَةً) مسرّين ذلك ومعلنين. (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ) يوم القيامة الذي
(لا) ينفع (بَيْعٌ) فداء (فِيهِ وَلا خِلالٌ) صداقة.

* * *

3) ïپ‌وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىïپ› ( ).

وَاصْطَبِرْ : داوم.
المعنى: (وَأْمُرْ) - يا محمد - (أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) واصطبر على أدائها،
(لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا) مالاً، (نَحْنُ نَرْزُقُكَ) ونعطيك. (وَالْعَاقِبَةُ) الصالحة
في الدنيا والآخرة (لِلتَّقْوَى) لأهل التقوى.

* * *

4) ïپ‌وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ. وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ
مِنْ حَرَجٍ. مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ.
وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ.
فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ. فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُïپ›
( ).

هُوَ اجْتَبَاكُمْ : هو اختاركم لدينه وعبادته ونُصرته. الدِّينِ : شريعة الإسلام.
حَرَجٍ : ضيق بتكليف يشُق ويعسُر. مِلَّةَ : شريعة.
مَوْلاكُمْ : مالككم وناصركم ومتولي أموركم. وَاعْتَصِمُوا : الْزَمُوا وتمسكوا.

المعنى: (وَجَاهِدُوا) الكفار والظلمة، والنفس، والشيطان (فِي اللَّهِ)
مخلصين فيه النية لله عز وجل مسلمين له قلوبكم وجوارحكم
(حَقَّ جِهَادِهِ) جهاداً عظيماً. (هُوَ اجْتَبَاكُمْ) هو اصطفاكم لحمل هذا الدين.
(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقد مَنَّ عليكم بأن جعل شريعتكم سمحة،
ليس فيها تضييق ولا تشديد في تكاليفها وأحكامها، كما كان في بعض الأمم قبلكم.
(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) هذه الملة السمحة هي ملة أبيكم إبراهيم.
(هُوَ) الله جل وعلا (سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) في الكتب المنَزلة السابقة،
(وَفِي هَذَا) القرآن. وقد اختصكم بهذا الاختيار؛ (لِيَكُونَ الرَّسُولُ)
خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم (شَهِيدًا) شاهداً (عَلَيْكُمْ)
بأنه بلَّغكم رسالة ربه، (وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الأمم أن رسلهم
قد بلَّغتهم بما أخبركم الله به في كتابه. فعليكم أن تعرفوا لهذه النعمة قدرها،
فتشكروها، وتحافظوا على معالم دين الله: (فَأَقِيمُوا) أدوا (الصَّلاةَ) بأركانها وشروطها،
(وَآتُوا) أخرجوا (الزَّكَاةَ) المفروضة، (وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ) الْجئوا إِلى الله سبحانه،
(هُوَ مَوْلاكُمْ) فتوكلوا عليه، (فَنِعْمَ الْمَوْلَى) ) فهو نعم المولى
لمن تولاه، (وَنِعْمَ النَّصِيرُ) لمن استنصره.

* * *

5) ïپ‌فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا. فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ. ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا. كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَïپ›
( ).

فَأَقِمْ وَجْهَكَ : قوِّمْه وعَدِّلْه. لِلدِّينِ : دين التوحيد والإسلام.
حَنِيفًا : مائلاً إِلَيْهِ مستقيماً عليه. فِطْرَةَ اللَّه : الْزموها وهي دين الإسلام.
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا : جَبلَهُم وطَبَعَهُم عليها. لِخَلْقِ اللَّهِ : لدينه الذي فطرهم عليه.
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ : المستقيم الذي لا عوج فيه. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ :
راجعين إِلَيْهِ بالتوبة والإخلاص.
فَرَّقُوا دِينَهُمْ : بدّلوا دينهم شِيَعًا : فِرَقاً مختلفة الأهواء.

المعنى: (فَأَقِمْ) - يا محمد أنت ومن اتبعك - (وَجْهَكَ لِلدِّينِ) واستمر على الدين
الذي شرعه الله لك. (حَنِيفًا) مائلاً إِلَيْهِ مستقيماً عليه.
والْزموا (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)، وهو الإسلام الذي فطر الله الناس عليه.
فبقاؤكم عليه، وتمسككم به، تمسك بفطرة الله من الإيمان بالله وحده.
(لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) ودينه. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) فهو الطريق المستقيم
الموصل إِلى رضا الله رب العالمين وجنته.
(وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) أن الذي أمرتك به - يا محمد - هو الذين الحق
دون سواه. (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) وكونوا راجعين إِلى الله بالتوبة وإخلاص العمل له،
(وَاتَّقُوهُ) بفعل الأوامر واجتناب النواهي، (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) تامة بأركانها
وواجباتها وشروطها، (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) مع الله غيره في العبادة.
ولا تكونوا من المشركين وأهل الأهواء والبدع. (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ)
بدّلوا دينهم، وغيّروه، فأخذوا بعضه، وتركوا بعضه، تبعاً لأهوائهم.
(وَكَانُوا شِيَعًا) فصاروا فرقاً وأحزاباً، يتشيعون لرؤسائهم وأحزابهم وآرائهم،
يعين بعضهم بعضاً على الباطل. (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) مسرورون،
يحكمون لأنفسهم بأنهم على الحق وغيرهم على الباطل.

* * *

مِنْ سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم:
1) حَدِيثُ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى
شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ
أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ. فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا
لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي
فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ؛
فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ
( ).

افْتَرَضَ : أَوْجَب وَكَرَائِمَ : أعز وأفضل أموالهم إِلى نفوسهم.

المعنى: روى هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمرو
الأنصاري الخزرجى ، أبو عبد الرحمن المدني ، توفي سنة : 18 هـ بالشام.
(قَالَ) معاذ بن جبلرضي الله عنه: (بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم )
إِلى اليمن وكان سنة عشر قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم , وقيل غير ذلك ،

واتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد أبي بكر،
ثم توجه إلى الشام فمات بها سنة 18 هـ , واختُلف هل كان معاذ والياً أو قاضياً؟.
(قَالَ) له الرسول صلى الله عليه وسلم : (إِنَّكَ) يا معاذ
(تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ)، أَيْ: اليهود فقد كثروا يومئذ في أقطار اليمن،

وكان أصل دخول اليهود في اليمن في زمن أسعد وهو تبع الأصغر.
(فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ) أَيْ:
فادعهم بالتدريج إلى ديننا شيئاً فشيئاً، ولا تدعهم إلى كله دفعة؛
لئلا يمنعهم من دخولهم فيه ما يجدون فيه من كثرة مخالفته لدينهم.
وإنما وقعت البداية بالشهادتين لأنهما أصل الدين الذي لا يصح شيء
غيرهما إلا بهما. وهذا يدل على أن اليهود والنصارى ليسوا بعارفين الله تعالى ؛
وإن كانوا يعبدونه , ويظهرون معرفته .

وقال العلماء : ما عرف الله تعالى
من شبهه وجسمه من اليهود , أو أجاز عليه البداء , أو أضاف إليه الولد منهم ,
أو أضاف إليه الصاحبة والولد , وأجاز الحلول عليه , والانتقال والامتزاج من النصارى ,
أو وصفه بما لا يليق به , أو أضاف إليه الشريك والمعاند في خلقه من المجوس
والثنوية فمعبودهم الذي عبدوه ليس هو الله وإن سموه به إذ ليس موصوفا
بصفات الإله الواجبة له .

فإذن ما عرفوا الله سبحانه. (فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ)
أَيْ: شهدوا وانقادوا للإسلام، (فَأَعْلِمْهُمْ) من الإعلام بمعنى الإخبار
(أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ) الفجر ، والظهر ، والعصر ،
والمغرب ، والعشاء (فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ . فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ
فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً) أَيْ: زكاة لأموالهم ،
(تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ
فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ) جمع كريمة وهي خيار المال أو أفضله،
أَيْ: احترز من أخذ خيار أموالهم، والنكتة فيه أن الزكاة لمواساة
الفقراء فلا يناسب ذلك الإجحاف بمال الأغنياء إلا إن رضوا بذلك،
(وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ) أَيْ: اتق الظلم خشية أن يدعو عليك المظلوم،
وفيه تنبيه على المنع من جميع أنواع الظلم، والنكتة في ذكره عقب
المنع من أخذ كرائم الأموال الإشارة إلى أن أخذها ظلم ؛

(فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا) أي : دعوة المظلوم (وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ)
أَيْ: أنها مسموعة عند الله تعالى
ولا تُرَدّ . وقيل هو كناية عن سرعة القبول ، وفي حديث آخر عن رَسُول
اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : « اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ
وَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَإِنَّهُ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ »
( ).

وفي حديث معاذ :
 أن السنة أن الكفار يدعون إلى التوحيد قبل القتال.
 وفيه أنه لا يحكم بإسلامه إلا بالنطق بالشهادتين.
واستدل به على أنه لا يكفي في الإسلام الاقتصار
على شهادة أن لا إله إلا الله حتى يضيف إليها الشهادة
لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة.

 وفيه أن الصلوات الخمس تجب في كل يوم وليلة.
 وفيه بيان عظم تحريم الظلم , وأن الإمام ينبغي أن يعظ ولاته ,
ويأمرهم بتقوى الله تعالى , ويبالغ في نهيهم عن الظلم, ويعرفهم قبح عاقبته ،
وتوصية الإمام عامله فيما يحتاج إليه من الأحكام وغيرها.
 وفيه أنه يحرم على الساعي أخذ كرائم المال في أداء الزكاة بل يأخذ الوسط؛
لأن الزكاة لمواساة الفقراء , فلا يناسب ذلك الإجحاف بالمالك إلا برضاه.
ويحرم على رب المال إخراج شر المال .
 واستدل به على أن الإمام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها
إما بنفسه وإما بنائبه , فمن امتنع منها أخذت منه قهراً.
 وهذا الحديث ليس مسوقا لتفاصيل الشرائع بل لكيفية الدعوة إلى الشرائع
إجمالاً، وأما تفاصيلها فذاك أمر مفوض إلى معرفة معاذ رضي الله عنه ،
فترك ذكر الصوم والحج في هذا الحديث لا يضر، كما لا يضر
ترك تفاصيل الصلاة والزكاة.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التوبة (71).
(2) إبراهيم (31).
(3) طه (132).
(4) الحج (78).
(5) الروم (30-32).
(6) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب الإيمان، باب الدعاء إِلى الشهادتين وشرائع الإسلام، ح27.
(7) رواه أحمد في : باقي مسند المكثرين ، مسند أنس بن مالك ، ح12091.



يتبع بإذن الله






 


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2021   #7
[IMG]http


الصورة الرمزية وردة الغرام
وردة الغرام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3621
 تاريخ التسجيل :  Aug 2020
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (03:44 PM)
 المشاركات : 231,950 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~





أي خيول سترك أعناقها في أساور هذا الندي

فهي مهرة يصعب ترويضها

قلب لا يعرف المستحيل
لوني المفضل : Beige
شكراً: 27,134
تم شكره 8,632 مرة في 6,518 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة



بارك الله بجهودك الطيبة وجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك

بانتظار جديدك حبيبتي



 
 توقيع :


اشكرك من كل قلبي حبيبتي نجمتنا



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ وردة الغرام على المشاركة المفيدة:
 (03-18-2021)
قديم 03-18-2021   #8


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة




أجر المحافظة على الصلاة
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) ïپ‌وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَïپ› ( ).

يُمَسِّكُونَ : يعملون بما فيه.

المعنى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ) يتمسّكون (بِالْكِتَابِ)، ويعملون بما فيه
من العقائد والأحكام، (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) ويحافظون على الصلاة
بحدودها، ولا يضيعون أوقاتها، (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)
فإن الله يثيبهم على أعمالهم الصالحة، ولا يضيعها.

* * *
2) ïپ‌إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ. لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ،
إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ. وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ. ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا
مِنْ عِبَادِنَا، فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
بِإِذْنِ اللَّهِ، ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ. جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا
مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا. وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ، إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ. الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ
مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ
مِنْ عَذَابِهَا، كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ. وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ. أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ
مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَ كُمُ النَّذِيرُ. فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ïپ›
( ).

تَبُورَ : تكسد وتهلك. اصْطَفَيْنَا : اخترنا.

ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ : رجحت سيئاته. مُقْتَصِدٌ : استوت حسناته وسيئاته.
سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ : رجحت حسناته. الْحَزَنَ : كل ما يحزن ويغم.
أَحَلَّنَا : أنزلَنا. الْمُقَامَةِ : الإقامة الدائمة في الجنة.
نَصَبٌ : تعب. لُغُوبٌ : إعياء.
يَصْطَرِخُونَ : يستغيثون. النَّذِيرُ : الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه القرآن.

المعنى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ) يقرؤون القرآن، ويعملون به،
(وَأَقَامُوا) وداوموا على (الصَّلاةَ) في أوقاتها، (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ)
من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة (سِرًّا وَعَلانِيَةً) وجهراً. هؤلاء
(يَرْجُونَ) بذلك (تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) لن تكسد ولن تهلك، ألا وهي رضا ربهم،
والفوز بجزيل ثوابه؛ (لِيُوَفِّيَهُمْ) الله تعالى (أُجُورَهُمْ) ثواب أعمالهم
كاملاً غير منقوص، (وَيَزِيدَهُمْ) ويضاعف لهم الحسنات (مِنْ فَضْلِهِ).
(إِنَّهُ) إن الله (غَفُورٌ) لسيئاتهم، (شَكُورٌ) لحسناتهم، يثيبهم عليها الجزيل
من الثواب. (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا) أنزلناه (إِلَيْكَ) - يا محمد -
(مِنَ الْكِتَابِ) القرآن (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا) المصدّق (لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)
للكتب التي أنزلها الله على رسله قبلك. (إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ)
لا يخفى عليه شيء. (ثُمَّ أَوْرَثْنَا) أعطينا - بعد هلاك الأمم -
(الْكِتَابَ) القرآن (الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا) اخترناهم (مِنْ عِبَادِنَا) أمة محمد ïپ²:

(فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) بفعل بعض المعاصي. (وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ).
وهو المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات. (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
بِإِذْنِ اللَّهِ)، أَيْ: مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة فرضها ونفلها، (ذَلِكَ)
الإعطاء للكتاب واصطفاء هذه الأمة (هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ). (جَنَّاتُ عَدْنٍ)
إقامة دائمة للذين أورثهم الله كتابه (يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ
مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا)، (وَلِبَاسُهُمْ) المعتاد (فِيهَا) في الجنة (حَرِيرٌ) أَيْ:
ثياب رقيقة. (وَقَالُوا) حين دخلوا الجنة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا)
كل (الْحَزَنَ، إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ)؛ حَيْثُ غفر لنا الزلات (شَكُورٌ)؛ حَيْثُ قبل
منا الحسنات وضاعفها. وهو (الَّذِي أَحَلَّنَا) أنزلنا (دَارَ الْمُقَامَةِ) الجنة (مِنْ فَضْلِهِ)،
(لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ) تعب (وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) إعياء.

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ) الموقدة، (لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ) بالموت،
(فَيَمُوتُوا) ويستريحوا، (وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا)، (كَذَلِكَ)
ومثل ذلك الجزاء (نَجْزِي) يجزي الله عز وجل (كُلَّ كَفُورٍ) جحود له
ولرسوله. (وَهُمْ) وهؤلاء الكفار (يَصْطَرِخُونَ) يصرخون من شدة العذاب
(فِيهَا) في نار جهنم مستغيثين: (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا) من نار جهنم، وردَّنا إِلى
الدنيا (نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) نعمله في حياتنا الدنيا،
فنؤمن بدل الكفر. فيقول لهم: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ) نُمْهِلْكم في الحياة
قدْراً وافياً من العمر، (مَا يَتَذَكَّرُ) يتعظ (فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) اتعظ،
(وَجَاءَ كُمُ النَّذِيرُ) النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم تتذكروا
ولم تتعظوا؟. (فَذُوقُوا) عذاب جهنم، (فَمَا) فليس (لِلظَّالِمِينَ)
للكافرين (مِنْ نَصِيرٍ) ناصر ينصرهم من عذاب الله.

* * *

3) ïپ‌قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىïپ›( ).

تَزَكَّى : تطهر من دنس الذنوب.

المعنى: (قَدْ أَفْلَحَ) فاز (مَنْ تَزَكَّى) من طهّر نفسه من الأخلاق السيئة،
(وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) وذكر الله، فوحّده ودعاه وعمل بما يرضيه، (فَصَلَّى)
وأقام الصلاة في أوقاتها ابتغاء رضوان الله وامتثالاً لشرعه.

* * *

مِنْ سُنَّة الرسول ïپ²:
1) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَقُولُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى
رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ
( ).

المعنى : (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ) وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي
اليماني تُوفِّيَ سنة 57هـ بالمدينة المنورة (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَقُولُ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ) أَيْ: صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب
والعشاء ، إِذَا داوم عليهن ، ( وَ ) من صلاة (الْجُمْعَة إِلَى) صلاة (الْجُمْعَةِ)
إِذَا أداها احتساباً لله ، ( وَ ) من شهر (رَمَضَان إِلَى) شهر (رَمَضَانَ)
إِذَا صامه احتساباً لله (مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ) من الذنوب (إِذَا اجْتَنَبَ)
فاعلها الذنوب (الْكَبَائِر) ، أَيْ: لم يرتكب الكبائر مثل الإشراك بالله
و السحر وغيرهما ، ومعناه إن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر
فإنها لا تغفر إلا بالتوبة الصحيحة أو رحمة الله تعالى وفضله ،
وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات.

* * *

2) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ
فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً
( ).

المعنى : (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه) وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي
اليماني تُوفِّيَ سنة 57هـ بالمدينة المنورة. (قَالَ) أبو هريرة :
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ)
فأحسن الوضوء ؛ بأن راعى فروضه وشروطه وآدابه
(ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ) وهي المساجد ؛ (لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً
مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ) وهي الصلوات الخمس والجمعة (كَانَتْ خَطْوَتَاهُ
إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً) تمحو سيئة . ( وَ ) الخطوة (الأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً).
فأي فضل بعد هذا !.

* * *

3) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ.
وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا. قَالُوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي،
وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ. فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ
أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ
بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ،
أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ: أَلا هَلُمَّ،
فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا
( ).

خَيْلٌ غُرٌّ : التي في جبهتها بياض. خيل مُحَجَّلَة : الخيل التي قوائمها بيضاء.
خَيْلٍ دُهْمٍ : الشديدة السواد. خيل بُهْمٍ : الخالصة السواد.
غُرًّا : نور يسطع من جباههم. مُحَجَّلِينَ : نور يسطع من أيديهم وأرجلهم.
فَرَطُهُمْ : سابقهم ومتقدمهم. لَيُذَادَنَّ : الذود: المنع والدفع.
هَلُمَّ : تعالوا أو أقبلوا. سُحْقًا : بُعْداً.

المعنى : (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه) وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي
اليماني تُوفِّيَ سنة 57هـ بالمدينة المنورة: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم أَتَى الْمَقْبَرَةَ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ) أهل (دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) يسلم
عليهم مع كونهم أمواتاً، (وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا)
تمنٍّ منه صلى الله عليه وسلم لرؤية من يأتي بعده من أمته. (قَالُوا) أي :
الصحابة : (أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ) صلى الله عليه وسلم :
(أَنْتُمْ أَصْحَابِي ؛ وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ) وهذا ليس نفيا لأخوتهم
ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة فهؤلاء إخوة صحابة ، والذين
لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة. (فَقَالُوا: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ
أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ)؟ يعنون أنه لم يرهم في الدنيا فبأيّ شيء يعرفهم
في الآخرة؟ (فَقَالَ) صلى الله عليه وسلم : (أَرَأَيْتَ) أَيْ: أخبرني والخطاب
مع كل من يصلح له من الحاضرين أو السائلين، (لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ)
التي في جبهتها بياض ، (مُحَجَّلَةٌ) الخيل التي قوائمها بيضاء (بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ)
الشديدة السواد (بُهْمٍ) الخالصة السواد (أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا) نور يسطع من جباههم (مُحَجَّلِينَ) نور يسطع من أيديهم
وأرجلهم. جعلنا الله منهم برحمته. وهذا يدل على أن سائر الأمم لا تكون
على هذه الصفة ؛ ولذلك يعرف الغر المحجلين منهم ، (مِنَ) آثار (الْوُضُوءِ)
يريد صلى الله عليه وسلم أنه يعرفهم بسيماهم ؛ كما يعرف ذو الخيل
الغر المحجلة خيله في جملة خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ. (وَأَنَا فَرَطُهُمْ) سابقهم
ومتقدمهم (عَلَى الْحَوْضِ) ويجدونه صلى الله عليه وسلم عند الحوض
يهيئ لهم ما يحتاجون إليه. (أَلا لَيُذَادَنَّ) الذود: المنع والدفع (رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي
كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ) يعني : لا يفعلن رجل فعلاً يذاد به عن حوضي ؛
كما يذاد البعير الضال (أُنَادِيهِمْ: أَلا هَلُمَّ) تعالوا أو أقبلوا ، يحتمل
هذا أن المنافقين والمرتدين وكل من توضأ منهم مسلماً فإنه يحشر بالغرة
والتحجيل من أثر الوضوء، ولذلك يدعوهم النبي صلى الله عليه وسلم ،
(فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا) بُعْداً بُعْداً. قيل معنى بَدَّلُوا :
غَيَّرُوا سنتك، ويحتمل أن يكون ذلك لمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم
فبَدَّلَ بعده من أهل الردة ، ويحتمل أن يكونوا ممن يأتي بعده إلى يوم القيامة .

ومما يدل عليه الحديث :

 إباحة زيارة القبور بضوابطها الشرعية.
 جواز التمني لا سيما في الخير ولقاء الفضلاء وأهل الصلاح.
 البشارة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا -
فهنيئا لمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرطه.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأعراف (170).
(2) فاطر (29-37).
(3) الأعلى (14-15).
(4) رواه مسلم في كتاب الطهارة، باب الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ…، ح344.
(5) رواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب المشي إِلى الصلاة تمحى به الخطايا… ح1070.
(6) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب الطهارة،
باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء،ح 367.


يتبع بإذن الله






 


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2021   #9


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة





سوء عاقبة من أضاع الصلاة
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) (‌فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ( ).

خَلْفٌ : ذرية وأتباع فاسدين. غَيًّا : خسراناً.

المعنى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ) فأتى من بعد هؤلاء
المنعم عليهم (خَلْفٌ) ) أتباع سوء (أَضَاعُوا الصَّلاةَ) تركوا الصلاة كلها، أو فوّتوا
وقتها، أو تركوا أركانها وواجباتها، (وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ) واتبعوا ما يوافق شهواتهم
ويلائمها، (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) شراً وضلالاً وخيبة في جهنم.

* * *

2) (‌كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ،
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ الْمُجْرِمِينَ، مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ،
وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ،
حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ. فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)
( ).

رَهِينَةٌ : محبوسة مرهونة بعملها. مَا سَلَكَكُمْ : أَيّ شيء أدخلكم.
نَخُوضُ : نشرع في الباطل لا نبالي به. الدِّينِ : البعث والحساب والجزاء.

المعنى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) محبوسة بعملها،
مرهونة عند الله بكسبها، ولا تُفَك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات.
(إِلاَّ) المسلمين المخلصين (أَصْحَابَ الْيَمِينِ) الذين فكّوا رقابهم بالطاعة،
هم (فِي جَنَّاتٍ) لا يُدْرَك وصفها، (يَتَسَاءَ لُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ) يسأل بعضهم بعضاً
عن الكافرين الذين أجرموا في حق أنفسهم: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) ما الذي أدخلكم جهنم،
وجعلكم تذوقون سعيرها؟. (قَالُوا) قال المجرمون: (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) في الدنيا،
(وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) ولم نكن نتصدق ونحسن للفقراء والمساكين،
(وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغواية والضلالة،
(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) الحساب والجزاء، (حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) جاءنا الموت،
ونحن في تلك الضلالات والمنكرات. (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)
جميعاً من الملائكة والنبيين وغيرهم؛ لأن الشفاعة إنما تكون
لمن ارتضاه الله، وأذن لشفيعه.

* * *

3) (‌كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ، وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ، وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ،
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ، إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ، فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى،
وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى، أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى،
ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى)
( ).

بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ : وصلت الروح أعلى الصدر. مَنْ رَاقٍ : من يداويه وينجيه من الموت.
الْفِرَاقُ : فراق الدنيا. وَالْتَفَّتِ : الْتَوَتْ أَوْ الْتَصَقَتْ.
الْمَسَاقُ : سوق العباد للجزاء. وَتَوَلَّى : أعرض.
يَتَمَطَّى : يتبختر في مشيته مختالاً. أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى : قاربك من يهلكك.

المعنى: (كَلاَّ) حقاً (إِذَا بَلَغَتِ) وصلت الروح إِلى (التَّرَاقِيَ)
أعالي الصدر، (وَقِيلَ) وقال بعض الحاضرين لبعض: (مَنْ رَاقٍ) هل من راق
يرقيه ويشفيه مما هو فيه؟. (وَظَنَّ أَنَّهُ) وأيقن المحتضر أن الذي نزل به هو (الْفِرَاقُ)
فراق الدنيا؛ لمعاينته ملائكة الموت. (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)
واتصلت شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة. (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (الْمَسَاقُ)
مساق العباد يوم القيامة: إما إِلى الجنة وإما إِلى النار. (فَلا صَدَّقَ)
فلا آمن الكافر بالرسول والقرآن، (وَلا صَلَّى) ولا أدى لله تعالى فرائض الصلاة،
(وَلَكِنْ كَذَّبَ) بالقرآن، (وَتَوَلَّى) وأعرض عن الإيمان، (ثُمَّ ذَهَبَ) مضى (إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى)
يتبختر مختالاً في مشيته. (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى) هلاك لك فهلاك، (ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى)
ثم هلاك لك فهلاك.

* * *

مِنْ سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم:
1) حَدِيثُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ عُرِضَتْ
عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ،
وَلا صَلاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ، وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ
( ).

المعنى : (حَدِيثُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه)
وهو : حميل بن بصرة بن وقاص الغفاري ،
توفي في مرو. (قَالَ) أبو بصرة الغفاري: (صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم)
صلاة (الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ) وَادٍ مِنْ أَوْدِيَتِهِمْ وهو موضع معروف (فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ)
أي : صَلاةَ الْعَصْرِ (عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا
كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ) فيه فضيلة صلاة العصر وشدة الحث عليها. (وَلا صَلاةَ بَعْدَهَا)
أَيْ: بعد صلاة العصر (حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ، وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ) كناية
عن غروب الشمس لأن بغروبها يظهر الشاهد . والأَعْرَابُ يُسَمُّونَ الْكَوْكَبَ شَاهِدَ اللَّيْلِ.

* * *

2) حَدِيثُ سَمُرَة بْنُ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا؟
قَالَ: فَيَقُصُّ عَلَيْهِ
مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ: إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي،
وَإِنَّهُمَا قَالا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ
وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ
فَيَتَهَدْهَدُ الْحَجَرُ هَاهُنَا فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ
كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا:
سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا
فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ،
وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ،
وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، قَالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ
بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ

كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى، قَالَ:
قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا
فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ، قَالَ: فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ
وَأَصْوَاتٌ، قَالَ: فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ،
وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا،
قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاءِ؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، قَالَ:
فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ
وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ
حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي
قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ
ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا:
مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ،

قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً،
وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا، وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ قَالَ:
قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ فِيهَا
مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لا أَكَادُ أَرَى
رَأْسَهُ طُولاً فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ،
قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ مَا هَؤُلاءِ؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ،
قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ
مِنْهَا وَلا أَحْسَنَ، قَالَ: قَالا لِي: ارْقَ فِيهَا، قَالَ: فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا
إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا،
فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ
مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، قَالَ: قَالا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا
فِي ذَلِكَ النَّهَرِ، قَالَ: وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَ هُ الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ،

فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ فَصَارُوا
فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، قَالَ: قَالا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ،
قَالَ: فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ، قَالَ: قَالا لِي:
هَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالا:
أَمَّا الآنَ فَلا وَأَنْتَ دَاخِلَهُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا،

فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟ قَالَ: قَالا لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ: أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ
الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ
وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ
إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو
مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ
الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي
أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا،

وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا فَإِنَّهُ
مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ
صلى الله عليه وسلم ، وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ
عَلَى الْفِطْرَةِ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ،
وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ قَبِيحًا
فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ
( ).

غَدَاةٍ : الصبح. فَيَثْلَغُ : يكسر ويشج.
فَيَتَهَدْهَدُ : ينحط ويتدحرج. بِكَلُّوبٍ : حديدة معوجة الرأس.
فَيُشَرْشِرُ : يشق ويقطع. شِدْقَهُ : جانب فمه.
التَّنُّورِ : الفرن الذي يخبز فيه. لَغَطٌ : أصوات لا تفهم.
ضَوْضَوْا : ارتفع صوتهم ولغطهم. فَيَفْغَرُ : فيفتح.
يَحُشُّهَا : يوقدها ويزيدها اشتعالاً. ارْقَ : اصعد وارتفع.
شَطْرٌ : نصف. الْمَحْضُ : الخالص.
الرَّبَابَةِ : السحابة البيضاء المنفردة. يَغْدُو : يخرج أول النهار.
الآفَاقَ : ما بين السماء والأرض وَيُلْقَمُ : يأخذ بفمه.
الْفِطْرَةِ : الخلقة التي خلقه الله عليها قبل أن يتعلم الكفر والفسوق.
تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ : غفر الله لهم.

المعنى : (حَدِيثُ سَمُرَة بْنُ جُنْدُبٍ رضي الله عنه )
هو أبو سعيد سَمُرَة بْنُ جُنْدُبٍ بن هلال الفزاري توفي بالبصرة سنة 58هـ.
(قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) إِذَا صَلَّى صَلاة الصُّبح
أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِه فَقَالَ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ قَالَ سَمُرَة
فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ رُؤْيَا قَصَّهَا فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ. فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ
هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ قُلْنَا لا ، قَال أنتم ما رأيتم شيئاَ
لَكِنِّي رأيت رؤيا فاسمعوا مني .

وكان صلى الله عليه وسلم (مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ) عقب صلاة الفجر غالباً :
(هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا؟ قَالَ) سَمُرَة بْنُ جُنْدُبٍ رضي الله عنه : (فَيَقُصُّ عَلَيْهِ)
صلى الله عليه وسلم (مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ) أي :
الصحابة يقصون عليه رؤياهم التي رأوها ،

(وَإِنَّهُ قَالَ) صلى الله عليه وسلم (ذَاتَ غَدَاةٍ) بعد صلاة الفجر :
(إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ) جبريل وميكائيل - كما سيأتي آخر الحديث -
أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ. (وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي)
أرسلاني , يقال ابتعثه إذا أثاره وأذهبه , (وَإِنَّهُمَا قَالا لِي: انْطَلِقْ ،
وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا) إلى أرض فضاء أو أرض مستوية , (وَإِنَّا أَتَيْنَا)
مررنا (عَلَى رَجُلٍ) آدمي (مُضْطَجِع)ٍ مستلقٍ على قفاه (وَإِذَا آخَرُ)
يعني : مَلَك ، (قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي) يسقط (بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ)
أي : وبيد الملك صخرة يضرب بها هامة الأدمي، (فَيَثْلَغُ) يكسر ويشج
(رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ) ينحط ويتدحرج والمراد أنه دفع الحجر من علو إلى أسفل ,
وتدهده إذا انحط, فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ (الْحَجَرُ هَاهُنَا) أَيْ: إلى جهة الضارب.
(فَيَتْبَعُ) الملك (الْحَجَرَ) أَيْ: الذي رمى به (فَيَأْخُذُهُ) . فإذا ذهب ليأخذه
(فَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِ) أَيْ: إلى الذي شدخ رأسه (حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ)
حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ . (ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ
مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى) أي : فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ ، فيصنع مثل ذلك ،
وهكذا يعذب على ذنبه . وما ذنبه؟ هذا ما نعرفه آخر الحديث .
(قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ).
يعني : انطلق وسنخبرك بعد ذلك.

(قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا) مررنا (عَلَى رَجُلٍ) آدمي (مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ)
مَلَك يعذبه (قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ) والمعنى : وبيد الملك حديدة معوجة الرأس
(مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ) وإِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ
(فَيُشَرْشِرُ) يشق ويقطع (شِدْقَهُ) جانب فمه (إِلَى قَفَاهُ) حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ،
(وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، قَالَ: ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ)
ثم يخرجه , فيدخله في شدقه الآخر (فَيَفْعَلُ بِهِ) أي : بِشِدْقِهِ الآخَرِ
(مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ
الْجَانِبُ كَمَا كَانَ) أي : وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا ، (ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ
مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى) وهكذا يعذب على ذنبه . وما ذنبه؟
هذا ما نعرفه آخر الحديث . (قَالَ: قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ؟
قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ). يعني : انطلق وسنخبرك بعد ذلك.

(فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا) مررنا (عَلَى) ثَقْبٍ (مِثْلِ) بناء (التَّنُّورِ) الفرن الذي يخبز فيه ،
أَعْلاهُ ضَيِّقٌ ، وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ ، يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا (قَالَ: فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ) أصوات لا تفهم (وَأَصْوَاتٌ، قَالَ: فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ
رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ) نار تأتيهم
من أسفل ، فَإِذَا اقْتَرَبَت ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا فَإِذَا خَمَدَتْ
رَجَعُوا فِيهَا. (فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا) أَيْ: رفعوا أصواتهم
مختلطة. والضوضاة والضوضاء : أصوات الناس ولغطهم
وكذا الضوضى. وهكذا يعذبون على ذنبهم . وما ذنبهم؟
هذا ما نعرفه آخر الحديث . (قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاءِ؟ قَالَ:
قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ). يعني : انطلق وسنخبرك بعد ذلك.

(قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ)
على نهر من دم (وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ) آدمي مذنب في الدنيا (سَابِحٌ يَسْبَحُ)
أي : يعوم ذلك الآدمي في هذا النهر. (وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ
قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي)
السابح -يريد أن يخرج من نهر الدم - من جهة (ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ)
وهو الملك (فَيَفْغَرُ) فيفتح السابح (لَهُ فَاهُ) فمه (فَيُلْقِمُهُ) الملك (حَجَرًا)
فيأخذه السابح بفمه ، (فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ)
فتح (لَهُ فَاهُ) فمه (فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا) فيأخذه السابح بفمه ،
والمعنى : فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الآدمي الَّذِي فِي النَّهَرِ
فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِمهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ ،
فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِمهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ ،
وهكذا يعذب على ذنبه . وما ذنبه؟ هذا ما نعرفه آخر الحديث .
(قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ).
يعني: انطلق وسنخبرك بعد ذلك.

(قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً)
أَيْ: قبيح المنظر . ، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا) يوقدها ويزيدها اشتعالاً،
يقال : حششت النار أحشها حشا : أوقدتها , حششت النار بالحطب :
ضممت ما تفرق من الحطب إلى النار , حش ناره : حركها .
(وَيَسْعَى حَوْلَهَا، قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟ قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ).
يعني : انطلق وسنخبرك بعد ذلك.

(فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ) يقال : أعتمت الروضة غطاها الخصب
(فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَيِ الرَّوْضَةِ) وسطها (رَجُلٌ طَوِيلٌ)
قائم (لا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ
وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ) أصل هذا الكلام : وإذا حول الرجل ولدان ما رأيت
ولدانا قط أكثر منهم , (قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا) الرجل الطويل؟
(مَا هَؤُلاءِ) الولدان ؟ (قَالَ: قَالا لِي: انْطَلِقِ انْطَلِقْ).
يعني : انطلق وسنخبرك بعد ذلك.

(قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ) خَضْرَاءَ (عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ
أَعْظَمَ مِنْهَا وَلا أَحْسَنَ) وفِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، (قَالَ: قَالا لِي: ارْقَ)
اصعد وارتفع (فِيهَا، قَالَ: فَارْتَقَيْنَا) فصعدنا وارتفعنا (فِيهَا) فَصَعِدَا بِي
فِي الشَّجَرَةِ (فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ)جمع لبنة ،
وأصلها : ما يبني به من طين ، (فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا، فَفُتِحَ لَنَا،
فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ) نصف (مِنْ خَلْقِهِمْ) أي : هيئتهم
(كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ) نصف (كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ) كل واحد منهم
نصفه حسن ونصفه قبيح ، (قَالَ: قَالا لَهُمُ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ)
بصيغة فعل الأمر بالوقوع , والمراد أنهم ينغمسون فيه ليغسل
تلك الصفة بهذا الماء الخاص . (قَالَ: وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ) أي : يجرى عرضاً،
(يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ) الخالص (فِي الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ،
ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ) أَيْ: صار القبيح كالشطر الحسن ,
ولذلك قال : (فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ).

(قَالَ: قَالا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ، قَالَ: فَسَمَا بَصَرِي)
أي : نظر إلى فوق , (صُعُدًا) ارتفع كثيراً (فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ)
السحابة البيضاء المنفردة، (قَالَ: قَالا لِي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ،
قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالا: أَمَّا الآنَ فَلا
وَأَنْتَ دَاخِلَهُ) فقلت دعاني أدخل منْزلي , قالا : أنه بقي لك عمر لم تستكمله ,
ولو استكملته أتيت منْزلك ، (قَالَ: قُلْتُ لَهُمَا: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ
مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟) قُلْتُ : طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ ،
فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ . قَالا : نَعَمْ . (قَالَ: قَالا لِي: أَمَا) بتخفيف الميم (إِنَّا سَنُخْبِرُكَ):

(أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ) يكسر ويشج (رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ)
عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ (فَيَرْفُضُهُ) رفض القرآن بعد حفظه جناية عظيمة ؛
لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه فلما رفض أشرف الأشياء
وهو القرآن عوقب في أشرف أعضائه وهو الرأس ، يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
(وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ) جُعلت العقوبة في رأس هذه النومة عن الصلاة ،
والنوم موضعه الرأس.

(وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ) يُشق ويُقطع (شِدْقُهُ) جانب فمه
(إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ)
يخرج منه مبكراً، أي: يخرج أول النهار (فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ) ما بين
السماء والأرض، وشرشرة شدق الكاذب إنزال العقوبة بمحل المعصية ,
وعلى هذا تجرى العقوبة في الآخرة بخلاف الدنيا . وإنما استحق التعذيب
لما ينشأ عن تلك الكذبة من المفاسد وهو فيها مختار غير مكره ولا ملجأ .
والعقوبة عليه وعلى أمثاله.

(وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ) الفرن الذي يخبز
فيه (فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي) والحكمة في إتيان العذاب من تحتهم كون
جنايتهم من أعضائهم السفلى .

(وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ) يأخذ بفمه
(الْحَجَرَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا) إنما عوقب آكل الربا بسباحته في النهر الأحمر
وإلقامه الحجارة لأن أصل الربا يجرى في الذهب والذهب أحمر ,
وأما إلقام الملك له الحجر فإنه إشارة إلى أنه لا يغني عنه شيئا
وكذلك الربا فإن صاحبه يتخيل أن ماله يزداد والله من ورائه محقه .

(وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا) يوقدها ويزيدها اشتعالاً
(وَيَسْعَى حَوْلَهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ). إنما كان كريه الرؤية
لأن في ذلك زيادة في عذاب أهل النار.
(وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم ، )
وإنما اختص إبراهيم ؛ لأنه أبو المسلمين,
قال تعالى ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ )( )
وقال تعالى (‌ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ )( )،

(وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ) أي : إبراهيم صلى الله عليه وسلم ،
(فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ) الخلقة التي خلقه الله عليها قبل أن يتعلم الكفر والفسوق.

(قَالَ) الراوي: (فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ) من الذين كانوا يستمعون لهذا الحديث:
(يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم
وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ)، وظاهره أنه صلى الله عليه وسلم ألحقهم بأولاد المسلمين
في حكم الآخرة، ولا يعارض قوله في حديث آخر: (هم من أبائهم)؛ لأن ذلك حكم الدنيا.

(وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ) نصف (مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ) نصف
(قَبِيحًا فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا) أَيْ: عمل كل منهم
عملا صالحا وخلطه بعمل سيء . (تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ) غفر الله لهم.

وفي حديث آخر : (وَالدَّارُ الأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ : دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ .
وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ . وَأَنَا جِبْرِيلُ ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ . فَارْفَعْ رَأْسَكَ)
والكلام موجه للرسول صلى الله عليه وسلم ، (فَرَفَعْتُ رَأْسِي،
فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ . قَالا) يعني :
جبريل وميكائيل : (ذَاكَ مَنْزِلُكَ) يا محمد . (قُلْتُ) القائل رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي . قَالا : إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ
عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ ، فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ).

وفي هذا الحديث من الفوائد
 فيه دليل لاستحباب إقبال الإمام المصلي بعد سلامه على أصحابه .
 فيه استحباب السؤال عن الرؤيا والمبادرة إلى تأويلها
وتعجيلها أول النهار لهذا الحديث ,
ولأن الذهن جمع قبل أن يتشعب بإشغاله في معايش الدنيا ,
ولأن عهد الرائي قريب لم يطرأ عليه ما يهوش الرؤيا عليه ,
ولأنه قد يكون فيها ما يستحب تعجيله كالحث على خير ,
أو التحذير من معصية , ونحو ذلك .
 وفيه إباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ونحوهما بعد صلاة الصبح .
 وفيه أن استدبار القبلة في جلوسه للعلم أو غيره مباح . والله أعلم .
 أن الإسراء وقع مراراً يقظة ومناماً على أنحاء شتى .
 وفيه أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ .
 والتحذير من النوم عن الصلاة المكتوبة , وعن رفض القرآن لمن يحفظه ,
وعن الزنا وأكل الربا وتعمد الكذب .
 وفيه الحث على طلب العلم واتباع من يلتمس منه ذلك .
 وفيه فضل الشهداء وأن منازلهم في الجنة أرفع المنازل .
 وفيه أن من استوت حسناته وسيئاته يتجاوز الله عنهم ,
اللهم تجاوز عنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
 وفيه أن الاهتمام بأمر الرؤيا بالسؤال عنها وفضل تعبيرها واستحباب
ذلك بعد صلاة الصبح لأنه الوقت الذي يكون فيه البال مجتمعا .
 وفيه استقبال الإمام أصحابه بعد الصلاة إذا لم يكن بعدها
راتبة وأراد أن يعظهم أو يفتيهم أو يحكم بينهم .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
( ) مريم (59).
(1) المدثر (38-48).
(2) القيامة (26-35).
(3) رواه مسلم في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها،
باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها،ح1372.
(4) رواه البخاري في كتاب: التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، ح6525.
(5) سورة الحج [الآية : 78] .
(6) سورة آل عمران [الآية : 68] ..


يتبع بإذن الله




 


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2021   #10


الصورة الرمزية الغريبة
الغريبة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2186
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-12-2022 (05:49 PM)
 المشاركات : 13,322 [ + ]
 التقييم :  6639
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 3,941
تم شكره 1,897 مرة في 1,149 مشاركة
افتراضي رد: المشكاة في تربية الصّغار عَلى الصّلاة





الانشغال عن الصلاة
مِنَ القُرآنِ الكرِيم:
1) ïپ‌فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَïپ› ( ).

فَوَيْلٌ : عذاب أو هلاك أو واد في جهنم. لِلْمُصَلِّينَ : نفاقاً ورياء.
سَاهُونَ : غافلون غير مبالين بها.

المعنى: (فَوَيْلٌ) فعذاب شديد (لِلْمُصَلِّينَ)
نفاقاً ورياء (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) لاهون، لا يقيمونها على وجهها،
ولا يؤدونها في وقتها.

* * *

2) ïپ‌وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ
إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى
وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَïپ›
( ).

المعنى: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ
إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) وسبب عدم قبول نفقاتهم أنهم أضمروا
الكفر بالله عزو وجل وتكذيب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ،.
(وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى) متثاقلون.
(وَلا يُنْفِقُونَ) الأموال (إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ). فهم لا يرجون ثواب
هذه الفرائض، ولا يخشون على تركها عقاباً بسبب كفرهم.

* * *

مِنْ سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم:
1) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ: الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ
( ).

وُتِرَ أَهْلَهُ : فقد أهله وماله.

المعنى : روى هذا الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ابن عمر - رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا - وهو :
عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى ، أبو عبد الرحمن المكي المدني ،
أسلم قَديماً مع أبيه و هو صغير لم يبلغ الحلم ، و هاجر معه ،
و شهد الخندق و ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و هو شقيق حفصة أم المؤمنين ، مات سنة ثلاث وسبعين
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاةُ الْعَصْرِ)
أَيْ: بغروب الشمس ، وقيل بفوات الوقت المختار ومجيء وقت الإصفرار ،
وقيل بفوت الجماعة والإمام ، وخص العصر لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيها ،
أو لأن العصر لا عذر لأحد في تفويتها ، والله تعالى يخص ما شاء بما شاء
من الفضيلة (كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ)
روي بنصب اللامين ورفعهما ,
والنصب هو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور على أنه مفعول ثان ,

ومن رفع فعلى ما لم يسم فاعله . ومعناه : انتزع منه أهله وماله .

وأما على رواية النصب : معناه نقص هو أهله وماله وسلبه ,
فبقي بلا أهل ولا مال , والمراد أنه حصل له من النقصان في الآجر
في الآخرة ما لو وزن بنقص الدنيا لما وازنه إلا نقصان
من نقص أهله وماله . والله أعلم .

وفي هذا الحديث :
• إشارة إلى تحقير الدنيا وأن قليل العمل خير من كثير منها .
• التغليظ على من تفوته العصر .
• من فرط في صلاته فقد أتى كبيرة يجب عليه الأسف والندم عليها والتوبة منها .

* * *

2) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ: يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلاثَ عُقَدٍ
إِذَا نَامَ بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً. فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ
عُقْدَةٌ. وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ. فَإِذَا صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ
فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ. وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ
( ).

المعنى : (حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه)
وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني تُوفِّيَ سنة 57هـ .
(أَنَّ النَّبِيَّ) محمد (صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَعْقِدُ ) بكسر القاف
أَيْ: يشد ( الشَّيْطَانُ) أَيْ: إبليس أو بعض جنوده (عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ) :
أَيْ: قفاه ومؤخره ، وقيل وسطه (ثَلاثَ عُقَدٍ) جمع عقدة ،
والمراد بها عقد الكسل . واختلف في هذا العقد فقيل هو على
حقيقته وأنه كما يعقد الساحر من يسحره ، وأكثر من يفعله النساء
تأخذ إحداهن الخيط فتعقد منه عقدة وتتكلم عليه بالسحر فيتأثر
المسحور عند ذلك ,

ومنه قوله تعالى ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ )( )
وعلى هذا فالمعقود شيء عند قافية الرأس لا قافية الرأس نفسها ،
وقيل مجاز كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم بفعل الساحر بالمسحور بجامع
المنع من التصرف ( إِذَا نَامَ بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ) أَيْ: بيده تأكيداً أو إحكاماً ،
قيل معنى يضرب يحجب الحس عن النائم حتى لا يستيقظ ،

ومنه قوله تعالى ( فضربنا على آذانهم ) أَيْ: حجبنا
الحس أن يلج في آذانهم فينتبهوا (عَلَيْكَ لَيْلاً طَوِيلاً) بالنصب على الإغراء ،
كأنه يوسوس له بأنه بقي من الليلة قطعة طويلة فيتأخر عن القيام
(فَإِذَا اسْتَيْقَظَ) أَيْ: من نوم الغفلة (فَذَكَرَ اللَّهَ) بقلبه أو لسانه ،
ولا يتعين للذكر شيء مخصوص لا يجزئ غيره , بل كل ما صدق
عليه ذكر الله أجزأ ، وفيه الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ ,

وجاءت فيه أذكار مخصوصة مشهورة في الصحيح (انْحَلَّتْ) أَيْ:
انفتحت (عُقْدَةٌ) أي : عقدة الغفلة (وَإِذَا تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عَنْهُ عُقْدَتَانِ) أي :
انحلت عقدة ثانية وهي عقدة النجاسة , وتم بها عقدتان (فَإِذَا صَلَّى)
ولو ركعتين (انْحَلَّتِ الْعُقَدُ) بلفظ الجمع أَيْ : انحلَّت العقدة الثالثة
وهي عقدة الكسالة والبطالة ويها انحلت العُقَد كلها (فَأَصْبَحَ) أي :
دخل في الصباح أو صار (نَشِيطًا) أَيْ: للعبادة (طَيِّبَ النَّفْسِ) أَيْ:
ذات فرح لأنه تخلص عن وثاق الشيطان وتخفف عنه أعباء الغفلة
والنسيان وحصل له رضا الرحمن، وصار مسروراً بما وفقه الله له
من الطاعة , وبما وعده من الثواب , وبما زال عنه من عقد الشيطان
(وَإِلاَّ) أي : وإن لم يفعل كذلك بل أطاع الشيطان ونام حتى
تفوته صلاة الصبح ، أوحتى تفوته صلاة التهجد (أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ)
محزون القلب كثير الهم متحيراً في أمره (كَسْلانَ) أي :
لا يحصل مراده فيما يقصده من أموره لأنه مقيد بقيد الشيطان ومبعد عن قرب الرحمن .

وظاهر الحديث أن من لم يجمع بين الأمور الثلاثة وهي :
الذكر والوضوء والصلاة, فهو داخل فيمن يصبح خبيث النفس كسلان .
وهذا الذم يختص بمن لم يقم إلى صلاته وضيعها ,
أما من كانت عادته القيام إلى الصلاة المكتوبة أو إلى النافلة بالليل
فغلبته عينه فنام بغير إرادته وبدون تقصير منه فقد ثبت أن الله
يكتب له أجر صلاته ونومه عليه صدقة ؛ لأن نيته كانت في القيام .

* * *

3) حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ حِينَ انْصَرَفَ مِنَ الظُّهْرِ
وَدَارُهُ بِجَنْبِ الْمَسْجِدِ. فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ: أَصَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ؟ فَقُلْنَا لَهُ:
إِنَّمَا انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ. قَالَ: فَصَلَّوُا الْعَصْرَ. فَقُمْنَا فَصَلَّيْنَا.
فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
تِلْكَ صَلاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ
الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً
( ).

يَرْقُبُ : ينتظر. قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ : ناحيتا رأسه وجانباه.

المعنى : (حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه)
وهو : أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب
ابن عامر بن غنم بن عدى بن النجار الأنصارى النجارى ، أبو حمزة المدنى ،
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه ، توفي سنة : 92 هـ
و قيل 93 هـ (عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
فِي دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ حِينَ انْصَرَفَ) أَيْ: العلاء بن عبد الرحمن (مِنَ الظُّهْرِ
وَدَارُهُ بِجَنْبِ الْمَسْجِدِ) أَيْ: دار أنس بن مالك (فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ) أي : على أنس
(قَالَ) أنس: (أَصَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ؟ فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّمَا انْصَرَفْنَا السَّاعَةَ مِنَ الظُّهْرِ.

قَالَ: فَصَلَّوُا الْعَصْرَ. فَقُمْنَا فَصَلَّيْنَا. فَلَمَّا انْصَرَفْنَا قَالَ) أنس:
(سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تِلْكَ)
أَيْ: الصلاة المتأخرة عن الوقت (صَلاةُ الْمُنَافِقِ) فيه : تصريح بذم
تأخير صلاة العصر بلا عذر (يَجْلِسُ) يحتمل أن يريد بذلك أن تأخيرهم
كان لغير عذر ولا شغل وأنه لو أوجب تأخيره نسيان أو غلبه
لم يكن من عمل المنافقين (يَرْقُبُ الشَّمْسَ) أَيْ: ينتظرها
(حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ) أي : قربت من الغروب ،

والمراد أن الشيطان يحاذيها بقرنيه عند غروبها , وكذا عند طلوعها ;
لأن الكفار يسجدون لها حينئذ فيقارنها ليكون الساجدون لها في صورة الساجدين له ,
ويخيل لنفسه ولأعوانه أنهم إنما يسجدون له ، (قَامَ) هذا المتكاسل
إلى الصلاة (فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا) المراد بالنقر سرعة الحركات كنقر الطائر ،
وعبر بالنقر إشارة لقلة خشوعه وتسرعه في ركوعه وسجوده
(لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً) تصريح بذم من صلى مسرعا بحيث
لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار , وإنما خص العصر بالذكر
لأنها الصلاة الوسطى , وقيل إنما خصها لأنها تأتي في وقت
تعب الناس من مقاساة أعمالهم . وهذا الحديث صريح في التبكير
بصلاة العصر في أول وقتها وأن وقتها يدخل بمصير ظل الشيء مثله .

* * *

4) حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: َ إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنْ الصَّلاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا
إِذَا ذَكَرَهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ïپ‌ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِيïپ›
( ).

المعنى : (حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه)
وهو : أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب
ابن عامر بن غنم بن عدى بن النجار الأنصارى النجارى ، أبو حمزة المدنى ،
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه ، توفي سنة : 92 هـ و قيل 93 هـ
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: َ إِذَا رَقَدَ) نام (أَحَدُكُمْ عَنْ الصَّلاةِ
أَوْ غَفَلَ عَنْهَا) نسيها (فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا) معناه : لا يجزئه إلا الصلاة مثلها
ولا يلزمه مع ذلك شيء آخر (فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ïپ‌ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِيïپ› لتذكرني فيها .

ويجب القضاء على العامد ؛ لأنه إذا وجب القضاء على الناسي
- مع سقوط الإثم ورفع الحرج عنه - فالعامد أولى مع بقاء الإثم عليه .
ويمكن أن يقال إن إثم العامد بإخراجه الصلاة عن وقتها باق عليه ولو قضاها ,
يخلاف الناسي فإنه لا إثم عليه مطلقاً , ووجوب القضاء على العامد
بالخطاب الأول لأنه قد خوطب بالصلاة وترتبت في ذمته فصارت دينا عليه ,
والدين لا يسقط إلا بأدائه فيأثم بإخراجه لها عن الوقت المحدود لها
ويسقط عنه الطلب بأدائها , فمن أفطر في رمضان عامدا
فإنه يجب عليه أن يقضيه مع بقاء إثم الإفطار عليه ,

واستدل بالحديث على أن شرع من قبلنا شرع لنا ،
ما لم يرد ناسخ ؛ لأن المخاطب بالآية المذكورة موسى
عليه الصلاة والسلام , وهو الصحيح في الأصول .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
( ) الماعون (4-5).
( ) التوبة (54).
( ) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب الصلاة، باب التغليظ
في تفويت صلاة العصر، ح991.
( ) متفق عليه واللفظ لمسلم في صلاة المسافرين وقصرها،
باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، ح1295.
( )سورة الفلق [الآية : 5] . .
( ) متفق عليه واللفظ لمسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب استحباب التبكير بالعصر، ح987.
( ) الآية في سورة طه (14)، والحديث متفق واللفظ لمسلم
في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة…، ح1104.


يتبع بإذن الله






 


رد مع اقتباس
إضافة رد

(عرض التفاصيل الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 03-04-2024, 12:57 AM (إعادة تعين) (حذف)
لا توجد أسماء لعرضهـا.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:52 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون