~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~

عدد مرات النقر : 303
عدد  مرات الظهور : 1,273,982


عدد مرات النقر : 303
عدد  مرات الظهور : 1,273,982

العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > علوم القرآن والتلاوات
علوم القرآن والتلاوات شقُ طريقاً نحوالجنة
التعليمـــات روابط مفيدة
إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-20-2022
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
اوسمتي
تكريم اكتوبر المراقبة المتميزة وسام العيد مع الجوري مسابقة نجم سهيل 
لوني المفضل Green
 رقم العضوية : 3574
 تاريخ التسجيل : Jun 2020
 فترة الأقامة : 1415 يوم
 أخر زيارة : 10-24-2023 (12:55 PM)
 المشاركات : 24,462 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 1
تم شكره 1,871 مرة في 1,517 مشاركة

اوسمتي

اسلامي فوائد حول نزول القرآن



[caps]
فوائد حول نزول القرآن



(بحث مستخرج من الإتقان للسيوطي والبرهان للزركشي مع زيادات)


بعد عَرضِنا للمكِّي والمدني في نزول القرآن الكريم نَعرِض لعددٍ من الفوائد المتعلقة بنزولِ القرآن، يتبيَّن من خلالها بعض الحالات التي عرَضَت مع نزول الآيات والسُّوَر على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الحالات تتعلق بزمن النزول أو مُلابَساته أو ظروف التَّنزيل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومِن هذه الحالات حالةُ السَّفر والحضَر، وحالة الليل والنهار، وحالة الصيف والشتاء، وحالة النوم واليقظة؛ كما نتَناول الأقوالَ في أوائلِ ما نزَل، وأواخر ما نزل من القرآن، ومعنى الأوَّلية بين ما هو أوليَّة مطلقة، أو أولية مخصوصة، وكذلك بالنسبة لأواخر ما نزل، وذلك على النحو التالي:
أولاً - الحضري والسَّفري:
أمثلة الحضري كثيرة.

وأما السفري فله أمثلة منها:
1 - ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، نزَلَت بمكَّة عام حجة الوداع.

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال: لما طاف النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال له عُمر: هذا مَقام أبينا إبراهيم، قال: قال: (نعم)، قال: أفلا نَتَّخذُه مُصلًّى! فنزلَت.

وأخرج ابن مردويه من طريق عمرِو بن ميمونٍ عن عمر بن الخطاب أنه مرَّ بمقام إبراهيم فقال: يا رسول الله، أليس نقوم مقام خَليل ربِّنا؟ قال: (بلى)، قال: أفلا نتَّخذه مُصلًّى! فلم يَلبَث إلا يسيرًا حتى نزلَت.

قال ابن الحصار: نزلت إما في عمرة القضاء أو في غزوة الفتح أو في حجة الوداع.

2 - ﴿ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا ﴾ [البقرة: 189] الآية.
رَوى ابنُ جرير عن الزُّهْريِّ أنها نزلَت في عمرة الحديبية. وعن السُّديِّ أنها نزلت في حجة الوداع.

3 - ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196].
أخرج ابن أبي حاتم عن صَفوانَ بن أميَّة قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُتضمِّخٌ بالزعفران، عليه جُبَّة، فقال: كيف تأمُرني في عمرتي؟ فنزلَت، فقال: (أين السَّائل عن العمرة؟ ألقِ عنك ثيابَك ثم اغتسِل...) الحديث.

4 - ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ ﴾ [البقرة: 196] الآية.
نزلَت بالحديبية؛ كما أخرجه أحمدُ عن كَعبِ بن عُجْرةَ الذي نزلَت فيه، والواحديُّ عن ابن عبَّاس.

5 - ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ ﴾ [البقرة: 285] الآية.
قيل: نزلَت يوم فتح مكَّة، ولم أقِف له على دليل.

6 - ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ ﴾ [البقرة: 281] الآية.
نزلَت بمِنًى عامَ حجة الوداع؛ فيما أخرجه البيهقيُّ في الدلائل.

7 - ﴿ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [آل عمران: 172] الآية.
أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس أنها نزلَت بحَمْراء الأسَد.

8 - آية التيمُّم في النساء.
أخرج ابن مَرْدويه عن الأَسْلَعِ بن شَرِيك أنَّها نزلت في بعض أسفار النبي صلى الله عليه وسلم.

9 - ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].
نزلَت يوم الفتح في جوف الكعبة؛ كما أخرجه سُنَيد في تفسيره عن ابن جُرَيج، وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس.

10 - ﴿ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ ﴾ [النساء: 102] الآية.
نزَلَت بعُسْفانَ بين الظهر والعصر؛ كما أخرجه أحمد عن أبي عيَّاش الزُّرَقي.

11 - [لعل الصواب وضع رقم خاص لهذه الفقرة] ومنها: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ﴾ [النساء: 176].
وأخرج البزار وغيره عن حذيفة أنها نزلَت على النبي صلى الله عليه وسلم في مَسيرٍ له.

12 - أول المائدة.
أخرج البيهقي في شُعَب الإيمان عن أسماءَ بنت يَزيدَ أنها نزلَت بمنًى، وأخرج في الدلائل عن أم عَمرٍو عن عمِّها أنها نزلت في مَسيرٍ له.

وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب قال: نزلَت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة.

13 - ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3] في الصَّحيح عن عُمر أنها نزلَت عشية عرَفة يوم الجمعة عام حجة الوداع، وله طرق كثيرة.

14 - آية التيمُّم.
في الصحيح عن عائشة أنها نزلت بالبيداء وهم داخلون المدينة. وفي لفظ "بالبيداء أو بذات الجيش".

قال ابن عبدالبرِّ في التمهيد: يقال: إنه كان في غزوة بني المصطَلِق، وجزَم به في الاستذكار، وسَبَقه إلى ذلك ابنُ سعد وابنُ حِبَّان.

15 - ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ ﴾ [المائدة: 11] الآية.
أخرج ابن جرير عن قتادةَ قال: ذُكِر لنا أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببَطْن نَخل في غزوة بني المصطلق، حين أراد بَنو ثَعلبة وبنو مُحاربٍ أن يَفتِكوا به، فأطلعَه الله على ذلك.

16 - ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67].
في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة أنها نزلَت في السفر.

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر أنها نزلت في ذات الرِّقاع بأعلى نخل في غزوة بني أنمار.

17 - أول الأنفال.
نزلَت ببدر عَقِب الوقعة كما أخرجَه أحمد عن سعد بن أبي وقاص.

18 - ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 9] الآية.
نزلت ببدر أيضًا كما أخرجه الترمذيُّ عن عمر.

19 - ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ ﴾ [التوبة: 34] الآية.
نزلت في بعض أسفاره كما أخرجه أحمدُ عن ثوبان.

[لعل الصواب وضع رقم خاص لهذه الفقرة] ومنها قوله: ﴿ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا ﴾ [التوبة: 42] الآيات.
نزلَت في غزوة تبوك؛ كما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس.

20 - ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ﴾ [التوبة: 65].
نزلت في غزوة تبوك؛ كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر.

21 - ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [التوبة: 113] الآية.
أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت لما خرَج النبيُّ صلى الله عليه وسلم معتمرًا، وهبط من ثنيَّة عُسفان، فزار قبر أمه واستأذن في الاستغفار لها.

22 - خاتمة النحل.
أخرج البيهقي في الدلائل والبزَّار عن أبي هريرة أنها نزلت بأحُد والنبيُّ صلى الله عليه وسلم واقفٌ على حمزة حين استشهد.

وأخرج الترمذي والحاكم عن أُبيِّ بن كعب أنها نزلت يوم فتح مكة.

23 - أول الحج.
أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين قال: "لما نزلَت على النبي صلى الله عليه وسلم:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1] إلى قوله: ﴿ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]، نزلت عليه هذه وهو في سفر..." الحديث. وعند ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنها نزلت في مسيره في غزوة بني المصطلق ومنها: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ ﴾ [الحج: 19] الآيات.

قال القاضي جلال الدين البلقيني: الظاهر أنها نزَلت يوم بدر وقت المبارزة؛ لما فيه من الإشارة بهذا.

24 - ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ﴾ [الحج: 39] الآية.
أخرج الترمذي عن ابن عباس قال: لما أُخرِج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: "أخرَجوا نبيَّهم! ليَهلِكُنَّ". فنزلَت.

قال ابن الحصار: استنبَط بعضهم من هذا الحديث أنها نزلت في سفر الهجرة.

25 - ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ﴾ [الفرقان: 45] الآية.
قال ابن حبيب: نزلت بالطائف.
قال السيوطي: لم أقف له على مُستنَد.

26 - ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ﴾ [القصص: 85].
نزلت بالجُحْفة في سفر الهجرة؛ كما أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحَّاك.

27 - أول الرُّوم.
روى الترمذي عن أبي سعيد قال: لما كان يوم بدر ظهرَت الروم على فارس، فأَعجبَ ذلك المؤمنين، فنزلت: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ ﴾ [الروم: 1، 2] إلى قوله: ﴿ بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 5]؛ قال الترمذي: غُلبَت الروم؛ يَعني بالفتح.

28 - ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ﴾ [الزخرف: 45] الآية.
قال ابن حبيب: نزلت في بيت المقدس ليلة الإسراء.

29 - ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً ﴾ [محمد: 13] الآية.
قال السَّخاوي: قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما توجَّه مُهاجرًا إلى المدينة، وقف ونظر إلى مكة وبكى، فنزلَت.

30 - سورة الفتح.
أخرج الحاكم عن المِسْوَر بن مَخْرمةَ ومَروانَ بنِ الحكم قالا: نزلَت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية مِن أولها إلى آخرها، وفي المستدرك أيضًا من حديث مَجمَع بن جارية أن أوَّلها نزل بكُرَاع الغميم.

31 - ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ﴾ [الحجرات: 13] الآية.
أخرج الواحديُّ عن ابنِ أبي مُليكَة أنها نزلت بمكة يوم الفتح لما رَقِي بلالٌ على ظهر الكعبة وأذَّن، فقال بعض الناس: أهذا العبد الأسود يؤذِّن على ظهر الكعبة؟!

32 -﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [الواقعة: 82].
أخرج ابن أبي حاتم قال: نزلت في رجل من الأنصار في غزوة تبوك لما نزَلوا الحِجْر فأمرَهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألاَّ يَحملوا من مائها شيئًا، ثم ارتحل، ثم نَزل منزلاً آخَر وليس معهم ماء، فشَكَوا ذلك، فدَعا، فأرسل الله سحابة، فأمطرت عليهم حتى استقَوا منها، فقال رجلٌ مِن المنافقين: إنما مُطِرنا بِنَوْء كذا! فنزَلَت.

33 - آية الامتحان: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ﴾ [الممتحنة: 10] الآية.
أخرج ابنُ جَرير عن الزُّهري أنها نزلت بأسفل الحديبية.

34 - سورة المنافقين.
أخرج الترمذي عن زيدِ بن أرقم أنها نزلت ليلاً في غزوة تبوك. وأخرج سفيان أنها في غزوة بني المصطلق، وبه جزَم ابنُ إسحاق وغيره.

35 - سورة المرسلات.
أخرج الشيخان عن ابن مسعود: قال: "بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غارٍ بمِنًى إذ نزلَت عليه: ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ ﴾ [المرسلات: 1]"؛ الحديث.

36 - سورة المطففين، أو بعضها.
حكى النَّسفي وغيره أنها نزلت في سفر الهجرة قبل دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة.

37 - أول سورة اقرأ.
نزل بغار حراء؛ كما في الصحيحين.

38 - النصر.
أخرج البزَّار والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال: أنزلت هذه السورة: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسطَ أيام التشريق، فعرَف أنه الوداع، فأمر بناقته القصواء فرحلت، ثم قام فخطب الناس، فذَكَر خطبته المشهورة.

ثانيًا - النهاري والليلي:
أمثلة النهاري كثيرة.
قال ابن حبيب: نزل أكثر القرآن نهارًا.

وأما الليل فله أمثلة منها:
1 - آية تحويل القبلة.
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر: بينما الناس بقُبَاء في صلاة الصبح إذا أتاهم آتٍ فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أُنزل عليه الليلةَ قُرآن، وقد أُمِر أن يَستقبل القبلة [الكعبةَ، فاستقبِلوها].

وروى مسلمٌ عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي نحوَ بيتِ المقدس، فنزلَت: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144] الآية، فمرَّ رجلٌ من بني سلمة وهم رُكوع في صلاة الفجر، وقد صلَّوْا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة قد حُوِّلَت، فمالوا كلهم نحو القبلة.

وفي الصحيحين عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قِبَل بيت المقدس ستَّة عشر - أو سبعةَ عشر - شهرًا وكان يُعجِبه أن تكون قبلتُه قِبَل البيت، وإنه أول صلاة صلاها العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجلٌ ممن صلى معه فمرَّ على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلَّيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل الكعبة، فدَارُوا كما هم قِبَل البيت.

فهذا يَقتضي أنها نزلَت نهارًا بين الظهر والعصر.

قال القاضي جلال الدين: والأرجحُ بمقتضى الاستدلال نزولُها بالليل؛ لأن قضية أهل قباء كانت في الصبح، وقباء قريبةٌ من المدينة، فيَبعُد أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّر البيان لهم من العصر إلى الصبح.

وقال ابن حجر: الأقوى أنَّ نزولها كان نهارًا. والجواب عن حديث ابن عمر أن الخبر وصل وقتَ العصر إلى مَن هو داخل المدينة وهم بَنو حارثة، ووصَل وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة وهم بَنو عمرِو بن عوف أهل قباء. وقوله: "قد أُنزِل عليه الليلة" مَجازٌ؛ مِن إطلاق الليلة على بعضِ اليوم الماضي والذي يَليه.

قال السيوطي: ويؤيد هذا ما أخرجَه النَّسائي عن أبي سعيدِ بن المُعلَّى قال: مرَرنا يومًا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ على المنبر، فقلتُ: لقد حدثَ أمر، فجلستُ فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144] حتى فرَغ منها، ثم نزَل فصلَّى الظهر.

2 - أواخر آل عمران.
أخرج ابن حبَّان في صحيحه، وابنُ المنذر عن عائشة أنَّ بلالاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُؤذِنُه لصلاة الصبح، فوجَده يَبكي، فقال: يا رسول الله، ما يُبكيك؟ قال: (وما يَمنعني أن أبكيَ وقد أُنزل عليَّ هذه الليلةَ: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190])! ثم قال: (ويلٌ لمَن قرأَها ولم يتفكَّر)!

3 - ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67].
أخرج الترمذيُّ والحاكم عن عائشةَ قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحرَس، حتى نزلَت فأخرج رأسَه من القُبَّة، فقال: (أيها الناس، انصرِفوا؛ فقد عصَمني الله).

وأخرج الطبراني عن عِصْمةَ بن مالكٍ الخَطْميِّ قال: كنا نَحرس رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالليل، حتى نزَلَت، فترك الحرَس.

4 - سورة الأنعام.
أخرج الطبراني وأبو عُبيد في فَضائل القرآن عن ابن عباس قال: نزلَت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة، حولَها سبعون ألفَ ملك يَجْأرون بالتَّسبيح.

5 - آية الثلاثة الذين خُلِّفوا.
ففي الصحيحين من حديث كعب: فأنزل الله توبتنا حين بَقِي الثُّلث الأخير من الليل.

6 - سورة مريم.
روى الطبراني وأبو عبيد عن ابن عباس [أبي بكر بن عبدالله بن أبي مريم عن أبيه عن جدِّه] قال: أَتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: وُلِدَت لي الليلةَ جاريةٌ، فقال: والليلةَ أُنزلَت عليَّ سورة مريم، سَمِّها مريم.

7 - أول الحج.
أخرج ابن مردويه عن عِمران بن حُصين أنها نزلَت والنبيُّ صلى الله عليه وسلم في سفر، وقد نعس بعضُ القوم وتفرَّق بعضهم، فرفَع بها صوته... الحديث.

8 - آية الإذن في خروج النِّسوة في الأحزاب.
قال القاضي جلال الدين: والظاهر أنها: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ ﴾ [الأحزاب: 59] الآية؛ ففي البخاريِّ عن عائشة: خرجَت سَودةُ بعدما ضُرب الحجاب لحاجتِها - وكانت امرأة جَسيمة لا تَخْفى على مَن يعرفها - فرآها عُمر، فقال: يا سودة أمَا والله ما تَخفَينَ علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفَأَت راجعةً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشَّى وفي يده عِرْق، فقلتُ: يا رسول الله، خرجتُ لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا، فأوحى الله إليه وإن العِرْق في يده ما وضَعه، فقال: إنه قد أُذِن لكُنَّ أن تَخرجن لحاجتِكن.

قال القاضي جلال الدِّين: وإنما قلنا: إنَّ ذلك كان ليلاً؛ لأنهن إنما كُنَّ يَخرجن للحاجة ليلاً؛ كما في الصحيح عن عائشة في حديث الإفك.

9 - ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ﴾ [الزخرف: 45] على قول ابن حبيب: إنها نزلت ليلة الإسراء.

10 - أول الفتح.
ففي البخاري من حديث: (لقد أُنزِلَت عليَّ الليلةَ سورةٌ هي أحبُّ إليَّ مما طلَعَت عليه الشمس) فقرأ: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1]... الحديث.

11 - سورة المرسلات.
قال السَّخاوي: رُوي عن ابن مسعود أنها نزلت ليلةَ الجنِّ بحِرَاء.

قلتُ: هذا أثرٌ لا يُعرف، ثم رأيتُ في صحيح الإسماعيلي وهو "مستخرَجُه على البخاري" أنها نزلَت ليلة عرَفة بغار مِنًى وهو في الصحيحين بدون قوله: "ليلة عرفة"، والمراد بها ليلة التاسع من ذي الحجة فإنها التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يَبيتها بمِنًى.

12 - المعوِّذتان.
عن عُقبة بن عامرٍ الجُهَني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُنزلَت عليَّ الليلة آياتٌ لم يُرَ مِثلهن؛ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]).

ما نزل بين الليل والنهار في وقت الصبح وذلك آيات:
1 - آية التيمم في المائدة.
ففي الصحيح عن عائشة: وحضَرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ﴾ [المائدة: 6] إلى قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 6].

2 - ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ﴾ [آل عمران: 128].
ففي الصَّحيح أنها نزلت وهو في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح، حين أراد أن يَقنُت؛ يَدعو على أبي سُفيان ومَن ذُكر معه.


ثالثًا - الصيفي والشتائي:
من أمثلة الصيفي:
1 - قال الواحدي: أنزل الله في الكَلالة آيتَين: إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء، والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها.

وفي صحيح مسلم عن عُمر: ما راجعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعتُه في الكلالة، وما أغلَظ في شيءٍ ما أغلظ لي فيه حتَّى طعَن بأصبعه في صدري، وقال: (يا عمر، ألاَ تَكفيك آيةُ الصَّيف التي في آخر سورة النساء!).

وفي المستدرك عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما الكلالة؟ قال: (أمَا سمعتَ الآية التي نزلَت في الصيف: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ﴾ [النساء: 176])، وذلك في سفر حجة الوداع.

فيُعدُّ من الصيفيِّ ما نزل فيها؛ كأوَّل المائدة، وقوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 281]، وآية الدَّين، وسورة النصر.

2 - الآيات النازلة في غزوة تبوك.
فقد كانت في شدة الحر؛ أخرجه البيهقي في الدلائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يَخرج في وجهٍ مِن مَغازيه إلا أظهَر أنه يُريد غيره، غير أنه في غزوة تبوك قال: (يا أيها الناس، إني أريد الروم)، فأعلمَهم، وذلك في زمان البأس وشدة الحرِّ وجدب البلاد، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجَدِّ بن قَيس: (هل لك في بَنات بَني الأصفَر؟) قال: يا رسول الله، لقد عَلِم قومي أنَّه ليس أحَدٌ أشدَّ عَجبًا بالنِّساء مني، وإني أخاف إن رأيتُ نساء بني الأصفر أن يَفتِنَّني، فائذن لي. فأنزل الله: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي ﴾ [التوبة: 49] الآية.

وقال رجلٌ من المنافقين: لا تَنفِروا في الحر، فأنزل الله: ﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ﴾ [التوبة: 81].
ومن أمثلة الشِّتائي:
1 - ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ ﴾ [النور: 11] إلى قوله: ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26].
ففي الصحيح عن عائشة أنَّها نزلَت في يوم شاتٍ.

2 - الآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب؛ فقد كانت في البرد.
ففي حديث حُذيفة: تفرَّق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ الأحزاب إلا اثني عشَر رجلاً، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (قم، فانطلِق إلى عسكر الأحزاب) قلت: يا رسول الله، والذي بعَثَك بالحقِّ ما قمتُ لك - إلا حياءً - من البرد... الحديث، وفيه فأنزل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ ﴾ [الأحزاب: 9] إلى آخرها؛ (أخرجه البيهقي في الدلائل).

رابعًا - الفراشي والنومي:
من أمثلة الفراشي:
1 - ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67]؛ كما تقدم.

2 - آية الثلاثة الذين خُلِّفوا؛ ففي الصحيح أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثُه، وهو صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة.

واستشكل الجمع بين هذا وقولِه صلى الله عليه وسلم في حقِّ عائشة: (ما نزل عليَّ الوحي في فراشِ امرأة غيرها). قال القاضي جلال الدين: ولعل هذا كان قَبل القصة التي نزل الوحيُ فيها في فراش أم سلمة.

قال السيوطي: ظَفرتُ بما يؤخذ منه الجوابُ الذي هو أحسنُ مِن هذا؛ فقد روى أبو يعلى في مُسنَدِه عن عائشة قالت: "أُعطيتُ تِسعًا..." الحديث. وفيه: "وإن كان الوحي ليَنزل عليه وهو في أهله، فيَنصرفون عنه، وإن كان ليَنزِل عليه وأنا معه في لحافه".

وعلى هذا لا معارضة بين الحديثين؛ كما لا يخفى.

من أمثلة النومي:
1 - سورة الكوثر.
لما رَوى مسلمٌ عن أنس قال: بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين أظهُرِنا إذْ أغفى إغفاءة ثم رفَع رأسه مُتبسِّمًا فقلنا: ما أضحَكَك يا رسول الله؟ فقال: (أُنزل عليَّ آنفًا سورة) فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 - 3].

قال الإمام الرافعيُّ في أماليه: فهُم فاهمون مِن الحديث أن السورة نزلَت في تلك الإغفاءة.

وقالوا: من الوحي ما كان يَأتيه في النوم؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي. قال: وهذا صحيح، لكن الأشبه أن يُقال: إنَّ القرآن كلَّه نزَل في اليقظة، وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة، أو عُرض عليه الكوثر الذي وردَت فيه السورة، فقرَأها عليهم وفسَّرَها لهم.

ثم قال: ووَرد في بعض الروايات أنه أُغمي عليه، وقد يُحمل ذلك على الحالة التي كانت تَعتريه عند نزول الوحي ويقال لها: بُرَحاءُ الوحي.

قال السُّيوطي: الذي قاله الرافعيُّ في غاية الاتِّجاه، وهو الذي كنتُ أَميل إليه قبل الوقوف عليه، والتأويل الأخير أصحُّ من الأول؛ لأن قوله: (أُنزل عليَّ آنفًا) يَدْفع كونَها نزَلَت قبل ذلك؛ بل نقول: نزلت في تلك الحالة، وليس الإغفاء إغفاء نوم، بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي؛ فقد ذكر العلماء أنه كان يُؤخَذ عن الدنيا.

خامسًا - الأرضي والسمائي:
إنَّ مِن القرآن سَمائيًّا وأرضيًّا، وما نزل بين السماء والأرض، وما نزل تحت الأرض في الغار.

قال هبة الله المفسِّر: نزل القرآن بين مكة والمدينة، إلا ستَّ آياتٍ نزلَت لا في الأرض ولا في السماء:

ثلاث في سورة الصافات: ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ﴾ [الصافات: 164] الآيات الثلاث.

وواحدة في الزخرف: ﴿ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ﴾ [الزخرف: 45] الآية.

والآيتان من آخر سورة البقرة.

نزَلَت ليلةَ المعراج.

قال ابنُ العربي: ولعله أراد في الفضاء بين السماء والأرض.
قال: وأمَّا ما نزَل تحت الأرض فسورة المرسَلات؛ كما في الصحيح عن ابن مسعود.

قال السيوطي: أما الآيات المتقدمة فلم أقِف على مستند لما ذكَره فيها إلا آخِرَ البقرة، فيمكن أن يُستدَلَّ بما أخرجه مسلمٌ عن ابن مسعود: لَمَّا أُسرِيَ برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى... الحديث.

وفيه: "فأُعطي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثًا؛ أُعطي الصَّلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغُفِر لمن لا يشرك من أمته بالله شيئًا المُقحِمات".

وفي الكامل للهذلي نزلت: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ ﴾ [البقرة: 285] إلى آخِرِها بقاب قوسَين.

سادسًا - معرفة أول ما نزل:
اختُلِف في أول ما نَزل من القرآن على أقوال:
القول الأول:
أوَّل ما نزل قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1].

روى الشَّيخان وغيرهما عن عائشة قالت: "أوَّلُ ما بُدِئ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقةُ في النوم، فكان لا يَرى رؤيا إلا جاءت مِثلَ فَلَق الصُّبح، ثم حُبِّب إليه الخَلاء، فكان يأتي حِراء فيتَحنَّث فيه اللياليَ ذَوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها، فتُزوِّده لمِثلها، حتى فجَأه الحقُّ وهو في غار حِراء، فجاءه الملَكُ فيه، فقال: اقرأ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقلتُ: ما أنا بقارئ، فأخَذني فغطَّني حتى بلَغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلتُ: ما أنا بقارئ، فغطني الثانيةَ حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1] حتى بلغ: ﴿ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5])، فرجَع بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تَرجُف بَوادرُه..." الحديث.

وأخرج الحاكم في المستدرك والبيهقيُّ في الدلائل وصحَّحاه عن عائشة قالت: "أولُ سورة نزلَت مِن القرآن: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1]".

القول الثاني:
أول ما نزل ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1].

روى الشيخان عن سلمة بن عبدالرحمن قال: سألتُ جابر بن عبدالله: أيُّ القرآن أُنزِل قبلُ؟ قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1]، قلتُ: أو ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1]؟ قال: أحدِّثُكم ما حدَّثَنا به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إني جاورتُ بحِراء، فلمَّا قضيتُ جواري نزَلت فاستبطنتُ الواديَ، فنظرتُ أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي، ثم نظرت إلى السماء فإذا هو - يعني: جبريل - فأخذَتني رجفة، فأتيتُ خديجةَ فأمَرتهم فدثَّروني، فأنزل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1، 2]).

وأجاب عن القول الأول بأجوبة:
أحدُها: أن السؤال كان عن نُزول سورة كاملة، فبيَّن أن سورة المدثر نزلَت بكمالها قبل نزول تمام سورة اقرأ؛ فإنها أوَّل ما نزَل منها صدرُها. ويؤيِّد هذا ما في الصَّحيحين أيضًا عن أبي سَلمة عن جابر: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدِّث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: (بينا أنا أمشي سمعتُ صوتًا من السماء، فرفعتُ رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء على كرسيٍّ بين السماء والأرض، فرجعتُ فقلت: زملوني زملوني فدثروني، فأنزل الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾[المدثر: 1]).

فقوله: (الملك الذي جاءني بحراء) يدلُّ على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي نزَل فيها: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1].

ثانيها: أن مُراد جابر بالأوَّلية أوَّليةٌ مخصوصة بما بعدَ فترة الوحي، لا أولية مطلقة.

ثالثها: أن المراد أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار، وعبَّر بعضهم عن هذا بقوله: أول ما نزل للنبوة: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1] وأول ما نزل للرسالة: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1].

رابعها: أنَّ المراد أول ما نزل بسبب متقدِّم وهو ما وقع من التدثُّر الناشئ عن الرعب، وأما اقرأ فنزلت ابتداءً بغير سبب متقدِّم.

خامسها: أن جابرًا استخرَج ذلك باجتهاده، وليس هو من روايته، فيُقدَّم عليه ما روَتْه عائشة.

وأحسن هذه الأجوبة الأول والأخير.

القول الثالث:
سورة الفاتحة.
قال في الكشاف: ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أنَّ أول سورة نزلت "اقرأ "، وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب.

قال ابن حجر: والذي ذهَب إليه أكثر الأئمة هو الأول، وأما الذي نسبه صاحب الكشاف إلى الأكثر فلم يَقُل به إلا عددٌ أقلُّ مِن القليل بالنسبة إلى مَن قال بالأول، وحجته ما أخرجه البيهقي في الدلائل والواحدي عن أبي ميسرة عَمرِو بن شُرَحْبيلَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: (إني إذا خَلوتُ وَحدي سمعتُ نداءً؛ فقَدْ واللهِ خشيتُ أن يكون هذا أمرًا)، فقالت: مَعاذ الله! ما كان الله ليَفعل بك؛ فوالله إنَّك لتؤدِّي الأمانة وتَصِل الرحم وتَصدُق الحديث.

فلمَّا دخل أبو بكر ذكرَت خديجةُ حديثه له وقالت: اذهَب مع محمدٍ إلى ورَقة. فانطلَقا فقصَّا عليه، فقال: (إذا خلوتُ وحدي سمعتُ نداءً خلفي: يا محمدُ يا محمد! فأنطلق هاربًا في الأفق)، فقال: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول، ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه: يا محمد، قل: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 1، 2] حتى بلغ: ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]؛ الحديث.

هذا مرسل رجاله ثقات. وقال البيهقي: إن كان محفوظًا يحتمل أن يكون خبرًا عن نزولها بعدما نزلت عليه ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1] والمدثر.
القول الرابع:
بسم الله الرحمن الرحيم؛ حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولاً زائدًا.

وأخرج الواحديُّ بإسناده عن عكرمة والحسن، قالا: أول ما نزل من القرآن: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾، وأول سورة: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1].

أخرج ابنُ جرير وغيرُه من طريق الضحَّاك عن ابن عباس قال: أول ما نزَل جبريلُ على النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد استعِذ، ثم قل: بسم الله الرحمن الرحيم.

قال السيوطي: وعندي أن هذا لا يُعدُّ قولاً برأسه؛ فإنه مِن ضرورة نزول السُّورة نزولُ البَسملة معها؛ فهي أول آيةٍ نزلت على الإطلاق.

ووَرد في أولِ ما نزل حديثٌ آخَر: روى الشَّيخان عن عائشة، قالت: "إنَّ أول ما نزل سورةٌ من المفصَّل، فيها ذِكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام".

وقد استشكل هذا بأن أول ما نزل ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1]، وليس فيها ذِكرُ الجنَّة والنار، وأُجيبَ بأنَّ من مقدره؛ أي: مِن أول ما نزل، والمراد سورة المدثر؛ فإنها أول ما نزل بعد فترة الوحي، وفي آخرها ذكرُ الجنة والنار؛ فلعل آخرها نزل قبل نزول بقية ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1].
القول الخامس:
أخرج الواحدي من طريق الحسين بن واقد، قال: سمعتُ عليَّ بن الحسين يقول: أول سورة نزلت بمكة ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1]، وآخر سورة نزلت بها المؤمنون، ويقال: العنكبوت. وأول سورة نزلت بالمدينة: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ [المطففين: 1]، وآخر سورة نزلت بها: ﴿ بَرَاءَةٌ ﴾ [التوبة: 1]، وأول سورة أعلنَها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكَّة النَّجم.

وفي شرح البخاريِّ لابن حجر: اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة أنزلت بالمدينة. وفي دعوى الاتفاق نظر؛ لقول عليِّ بن الحسين المذكور.
القول السادس:
عن جابر بن زيد قال: أولُ ما أنزل الله من القرآن بمكة: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ﴾ [العلق: 1]، ثم: ﴿ ن وَالْقَلَمِ ﴾ [القلم: 1]، ثم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ [المزمل: 1]، ثم: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾ [المدثر: 1]، ثم: الفاتحة، ثم: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ [المسد: 1]، ثم: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1]، ثم: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، ثم: ﴿ وَالْفَجْرِ ﴾ [الفجر: 1]، ثم: ﴿ وَالضُّحَى ﴾ [الضحى: 1]، ثم: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ ﴾ [الشرح: 1]، ثم: ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ [العصر: 1]، ثم: ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ﴾ [العاديات: 1]، ثم ﴿ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]، ثم: ﴿ أَلْهَاكُمُ ﴾ [التكاثر: 1]، ثم: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ ﴾ [الماعون: 1]، ثم: الكافرون، ثم: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ﴾ [الفيل: 1]، ثم: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، ثم: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1]، ثم: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، ثم: ﴿ وَالنَّجْمِ ﴾ [النجم: 1]، ثم: ﴿ عَبَسَ ﴾ [عبس: 1]، ثم: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا ﴾ [يوسف: 2]، ثم: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ [الشمس: 1]، ثم: ﴿ الْبُرُوجِ ﴾ [البروج: 1]، ثم: ﴿ وَالتِّينِ ﴾ [التين: 1]، ثم: ﴿ لِإِيلَافِ ﴾ [قريش: 1]، ثم: ﴿ الْقَارِعَةُ ﴾ [القارعة: 1]، ثم: ﴿ الْقِيَامَةِ ﴾ [القيامة: 1]، ثم: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]، ثم: ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ ﴾ [المرسلات: 1]، ثم: ﴿ ق ﴾ [ق: 1]، ثم: ﴿ الْبَلَدِ ﴾ [البلد: 1]، ثم: ﴿ الطَّارِقِ ﴾ [الطارق: 1]، ثم: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ﴾ [القمر: 1]، ثم: ﴿ ص ﴾ [ص: 1]، ثم: {الأعراف}، ثم: {الجن}، ثم: {يس}، ثم: {الفرقان}، ثم: الملائكة، ثم: ﴿ كهيعص ﴾ [مريم: 1]، ثم: {طه}، ثم: {الواقعة}، ثم: {الشعراء}، ثم: ﴿ طسم ﴾ [القصص: 1] {سليمان}، ثم: ﴿ طسم ﴾ القَصَص، ثم: بني إسرائيل، ثم التاسعة يعني: {يونس}، ثم: {هود}، ثم: {يوسف}، ثم: {الحجر}، ثم: {الأنعام}، ثم: {الصافات}، ثم: {لقمان}، ثم: {سبأ}، ثم: {الزمر}، ثم: {حم} المؤمن، ثم: ﴿ حم ﴾ [فصلت: 1] السجدة، ثم: ﴿ حم ﴾ الزخرف، ثم: ﴿ حم ﴾ الدخان، ثم: ﴿ حم ﴾ الجاثية، ثم: ﴿ حم ﴾ الأحقاف، ثم: {الذاريات}، ثم: {الغاشية}، ثم: {الكهف}، ثم: ﴿ حم عسق ﴾، ثم: ﴿ تنزيل ﴾ [السجدة،1]، ثم: {الأنبياء}، ثم: النحل أربعين، وبقيتها بالمدينة، ثم: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا ﴾ [نوح: 1]، ثم: {الطور}، ثم: {المؤمنون}، ثم: {تبارك}، ثم: {الحاقة}، ثم: ﴿ سَأَلَ ﴾ [المعارج: 1]، ثم: ﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [النبأ: 1]، ثم: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ ﴾ [النازعات: 1]، ثم: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾ [الانفطار: 1]، ثم: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1]، ثم: {الروم}، ثم: {العنكبوت}، ثم: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ [المطففين: 1] فذاك ما أنزل بمكة.

وأنزل بالمدينة سورة البقرة ثم: {آل عمران}، ثم: {الأنفال}، ثم: {الأحزاب}، ثم: {المائدة}، ثم: {الممتحنة}، ثم: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ﴾ [النصر: 1]، ثم: {النور}، ثم: {الحج}، ثم: {المنافقون}، ثم: {المجادلة}، ثم: {الحجرات}، ثم: {التحريم}، ثم: {الجمعة}، ثم: {التغابن}، ثم: ﴿ سَبَّحَ ﴾ [الصف: 1] الحواريِّين، ثم: {الفتح}، ثم: {التوبة} وخاتمة القرآن.

قال السيوطي: هذا سياقٌ غريب، وفي هذا الترتيب نظر، وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن.


أوائلُ مخصوصة:
أول ما نزَل في القتال: فيه أقوال منها:
روى الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: أول آية نزلت في القتال: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ﴾ [الحج: 39].

وأخرج ابنُ جَرير عن أبي العالية قال: أول آية نزلت في القتال بالمدينة: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ﴾ [البقرة: 190].

وفي الإكليل للحاكم: إن أول ما نزل في القتال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ﴾ [التوبة: 111].

أول ما نزل في شأن القتل: آية الإسراء: ﴿ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا ﴾ [الإسراء: 33]... الآية؛ أخرجه ابن جرير عن الضحاك.
أول ما نزل في الخمر:
روى الطَّيالسي في مسنده - عن ابن عمر قال: نزل في الخمر ثلاثُ آيات فأول شيء: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ﴾ [البقرة: 219] الآية، فقيل: حرمت الخمر فقالوا: يا رسول الله، دَعْنا ننتفع بها كما قال الله، فسكَت عنهم، ثم نزلت هذه الآية: ﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾ [النساء: 43]، فقيل: حرمت الخمر، فقالوا: يا رسول الله، لا نشربها قرب الصلاة، فسكَت عنهم ثم نزلت: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ﴾ [المائدة: 90]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حرمت الخمر).

أول آية نزلت في الأطعمة:
في مكة:
آية الأنعام: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا ﴾ [الأنعام: 145]، ثم آية النحل: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا ﴾ [النحل: 114]... إلى آخرها.

وبالمدينة:
آية البقرة: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ ﴾ [البقرة: 173] الآية، ثم آية المائدة: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [المائدة: 3] الآية؛ قاله ابن الحصار.

أول سورة أنزلت فيها سجدة:
روى البخاري عن ابن مسعود قال: أول سورة أُنزلت فيها سجدة: النجم.

أول ما أنزل الله من سورة التوبة:
عن مجاهد في قوله: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ﴾ [التوبة: 25]، قال: هي أول ما أنزل الله من سورة براءة.

وعن أبي الضُّحى قال: أول ما نزل من براءة: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ﴾ [التوبة: 41]، ثم نزل أولها ثم نزل آخرها.

وعن أبي مالك قال: كان أول براءة: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ﴾ [التوبة: 41] سنوات، ثم أنزلت براءة أول السورة، فألفت بها أربعون آية.

وعن عامر في قوله: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ﴾ [التوبة: 41]، قال: هي أول آية نزلت في براءة في غزوة تبوك، فلما رجع من تبوك نزلت براءة إلا ثمان وثلاثين آية من أولها.

أول ما نزل من آل عمران:
عن سعيد بن جبير قال: أول ما نزل من آل عمران: ﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 138]، ثم أُنزلَت بقيتها يوم أحد.

سابعًا - آخر ما نزل:
فيه أقوال منها:
الأول:
روى الشيخان عن البراء بن عازب قال: آخر آية نزلت: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ﴾ [النساء: 176]، وآخر سورة نزلت براءة.

الثاني:
وأخرج البخاريُّ عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الرِّبى.

وروى البيهقي عن عمر مثله، والمراد بها قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 278]، وعند أحمد وابن ماجه عن عمر: مِن آخر ما نزل آيةُ الربى.

وعند ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولاً آية الربى.

الثالث:
وأخرج النَّسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ ﴾ [البقرة: 281] الآية.

عن ابن عباس قال: آخرُ آية نزلَت: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281] الآية، وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحَدٌ وثمانون يومًا.

وأخرج ابن أبي حاتم عن سَعيد بن جُبير قال: آخِرُ ما نزل من القرآن كله: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281] الآية، وعاش النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسعَ ليال، ثم مات ليلة الاثنين لليلتَين خَلَتا من ربيع الأول.

وأخرج ابن جرير مثله عن ابن جريج.

وأخرج من طريق عطية عن أبي سعيد قال: آخر آية نزلت: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281] الآية.

الرابع:
أخرج أبو عُبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخِرُ القرآن عَهدًا بالعرش آية الرِّبى وآية الدَّين.

وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدًا بالعرش آية الدَّين؛ مرسل صحيح الإسناد.

قال السيوطي: ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في: آية الربى، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا ﴾ [البقرة: 281] وآية الدَّين؛ لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة؛ كترتيبها في المصحف، ولأنها في قصة واحدة، فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر، وذلك صحيح، وقول البراء: آخر ما نزل: ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ ﴾ [النساء: 176]؛ أي: في شأن الفرائض.

وقال ابن حجر في شرح البخاري: طريق الجمع بين القولين في آية الربا، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا ﴾ [البقرة: 281] أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربى؛ إذ هي معطوفةٌ عليهنَّ، ويُجمَع بين ذلك وبين قولِ البراء بأن الآيتين نزَلَتا جميعًا، فيَصدُق أن كلاًّ منهما آخِرٌ بالنسبة لما عداهما، ويحتمل أن تكون الآخريَّة في آية النساء مقيَّدةً بما يتعلق بالمواريث، بخلاف آية البقرة، ويحتمل عكسه، والأول أرجح؛ لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول.

الخامس:
وفي المستدرك عن أُبيِّ بن كعب قال: آخر آية نزلت: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [التوبة: 128] إلى آخر السورة.

ورَوى عبدالله بن أحمد في زَوائد المسند أنَّهم جمَعوا القرآن في خلافة أبي بكر، وكان رجالٌ يَكتبون، فلما انتهَوا إلى هذه الآية من سورة براءة: ﴿ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 127]؛ ظَنُّوا أنَّ هذا آخِرُ ما نزَل من القرآن، فقال لهم أبيُّ بن كعب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأَني بعدها آيتين: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [التوبة: 128] إلى قوله: ﴿ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]، وقال: هذا آخر ما نزل من القرآن قال: فختم بما فتح به: بالله الذي لا إله إلا هو، وهو قوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

السادس:
أخرج مسلمٌ عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1].

السابع:
أخرج الترمذيُّ والحاكم عن عائشة، قالت: "آخر سورة نزَلَت المائدة؛ فما وجَدتُم فيها من حلال فاستَحِلُّوه..."؛ الحديث.

وأخرجَا أيضًا عن عبدالله بن عمرٍو قال: آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح.

قلتُ: يعني ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ﴾ [النصر: 1]، وفي حديث عثمان المشهور: براءة من آخر القرآن نزولاً.

الجمع بين الأقوال:
قال البيهقي: يُجمَع بين هذه الاختلافات - إن صحَّت - بأنَّ كل واحد أجاب بما عنده.

وقال القاضي أبو بكر: هذه الأقوال ليس فيها شيءٌ مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكلٌّ قاله بضربٍ من الاجتهاد وغَلَبةِ الظن، ويحتمل أن كلاًّ منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه، أو قبل مرضه بقليل، وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يَسمعه هو. ويحتمل أيضًا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول مع آياتٍ نزَلَت معها، فيُؤمَر برَسمِ ما نزل معها بعد رسم تلك، فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.

أقوال غريبة:
ومن غريب ما ورد في ذلك ما أخرجَه ابنُ جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنَّه تَلا هذه الآية: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ ﴾ [الكهف: 110] الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن. قال ابن كثير: هذا أثر مشكِل، ولعله أراد أنه لم يَنزل بعدها آيةٌ تَنسَخُها، ولا تغير حكمها، بل هي مثبتة محكمة.

قلت: ومِثله ما أخرجه البخاريُّ وغيره عن ابن عباس قال: نزلَت هذه الآية: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ﴾ [النساء: 93] هي آخر ما نزَل، وما نسَخَها شيء.

وعند أحمدَ والنَّسائي عنه: لقد نزلَت في آخر ما نزل، ما نسَخَها شيء.

وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ ﴾ [آل عمران: 195] إلى آخرِها.

قلتُ: وذلك أنها قالت: يا رسول الله، أرى الله يَذكر الرِّجال ولا يذكر النساء؟ فنزلت: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 32] ونزلت: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ﴾ [الأحزاب: 35]، ونزلَت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولاً، أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.

وأخرج ابن جرير عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له، وأقام الصلاة وآتى الزكاة، فارقها والله عنه راضٍ). قال أنس: وتصديقُ ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل: ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ﴾ [التوبة: 11] الآية.

قلت: يعني في آخر سورة نزَلَت.

وفي البرهان لإمام الحرمين - الجويني -: إنَّ قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا ﴾ [الأنعام: 145] الآية، مِن آخر ما نزل. وتعَقَّبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق، ولم يَرِد نقلٌ بتأخُّرِ هذه الآية عن نزول السورة، بل هي في محاجَّة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة.

تنبيه:
من المشكل على ما تقدم قولُه تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]؛ فإنَّها نزلَت بعرفة عام حجة الوداع، وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها، وقد صرَّح بذلك جماعةٌ منهم السُّدي، فقال: لم يَنزل بعدها حَلالٌ ولا حرام، مع أنه واردٌ في آية الرِّبى والدَّين والكلالة أنَّها نزلَت بعد ذلك.

وقد استشكل ذلك ابنُ جرير وقال: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإفرادِهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه، حتى حجَّه المسلمون لا يُخالطهم المشركون. ثم أيَّده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس، قال: كان المشركون والمسلمون يَحجُّون جميعًا، فلما نزلت براءة نُفِي المشركون عن البيت، وحجَّ المسلمون لا يُشاركهم في البيت الحرام أحدٌ مِن المشركين، فكان ذلك من تمام النعمة ﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ [المائدة: 3].

والله الموفق للصواب.
[/caps]

المواضيع المتشابهه:



 توقيع :


آخر تعديل روح الأمل يوم 07-22-2022 في 10:03 AM.
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ ملكة الحنان على المشاركة المفيدة:
 (07-20-2022),  (07-29-2022),  (07-20-2022)
قديم 07-20-2022   #2


الصورة الرمزية انسان و ملاك
انسان و ملاك متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 93
 تاريخ التسجيل :  Oct 2010
 أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (12:00 PM)
 المشاركات : 51,504 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 16,359
تم شكره 9,564 مرة في 7,495 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



ملكة الحنان

بارك الله فيك وجزاكِ خيرا

ان شاء الله

يارب

خالص الشكر والاحترام



 
 توقيع :


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ انسان و ملاك على المشاركة المفيدة:
 (07-20-2022)
قديم 07-20-2022   #3
[IMG]http


الصورة الرمزية وردة الغرام
وردة الغرام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3621
 تاريخ التسجيل :  Aug 2020
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (06:54 AM)
 المشاركات : 232,148 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~





أي خيول سترك أعناقها في أساور هذا الندي

فهي مهرة يصعب ترويضها

قلب لا يعرف المستحيل
لوني المفضل : Beige
شكراً: 27,364
تم شكره 8,744 مرة في 6,627 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



بارك الله في جهودك الطيبة وجزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يارب العالمين

بانتظار جديدك بكل شوق حبيبتي ملوكه



 
 توقيع :


اشكرك من كل قلبي حبيبتي نجمتنا



رد مع اقتباس
قديم 07-20-2022   #4


الصورة الرمزية شموخ الكلمة
شموخ الكلمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2093
 تاريخ التسجيل :  Feb 2016
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (12:39 AM)
 المشاركات : 53,442 [ + ]
 التقييم :  7666
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
شكراً: 133
تم شكره 2,311 مرة في 1,896 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



بارك الله فيك على الطرح القيــم
جزاك الله خيـر ونفـع بـك





 
 توقيع :


يسلم قلبك نجمـة ليـل



رد مع اقتباس
قديم 07-22-2022   #5


الصورة الرمزية ملكة الحنان
ملكة الحنان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3574
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : 10-24-2023 (12:55 PM)
 المشاركات : 24,462 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Green
شكراً: 1
تم شكره 1,871 مرة في 1,517 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



انسان وملاك

سعدت بحضورك وتشريفك لمتصفحي
لاحرمني الله منك ومن روعة جديدك




 


رد مع اقتباس
قديم 07-22-2022   #6


الصورة الرمزية ملكة الحنان
ملكة الحنان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3574
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : 10-24-2023 (12:55 PM)
 المشاركات : 24,462 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Green
شكراً: 1
تم شكره 1,871 مرة في 1,517 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



وردة



سعدت بحضورك وتشريفك لمتصفحي
لاحرمني الله منك ومن روعة جديدك




 


رد مع اقتباس
قديم 07-22-2022   #7


الصورة الرمزية ملكة الحنان
ملكة الحنان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3574
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : 10-24-2023 (12:55 PM)
 المشاركات : 24,462 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Green
شكراً: 1
تم شكره 1,871 مرة في 1,517 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



شموخ الكلمة
سعدت بحضورك وتشريفك لمتصفحي
لاحرمني الله منك ومن روعة جديدك




 


رد مع اقتباس
قديم 07-25-2022   #8


الصورة الرمزية ريماس
ريماس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1531
 تاريخ التسجيل :  Jun 2014
 أخر زيارة : 02-26-2024 (10:42 PM)
 المشاركات : 81,587 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 1,710
تم شكره 4,734 مرة في 3,962 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



،

،


الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
كل الشكر لك على ماقدمت .،
دمت بخير وسعادة ...

:



 
 توقيع :






رد مع اقتباس
قديم 07-29-2022   #9


الصورة الرمزية همس المطر
همس المطر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2568
 تاريخ التسجيل :  Oct 2017
 أخر زيارة : منذ 54 دقيقة (12:13 PM)
 المشاركات : 223,281 [ + ]
 التقييم :  2111227722
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Rosybrown
شكراً: 12,942
تم شكره 10,857 مرة في 8,307 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



جزاكِ الله خير الجزاء
و
جعله الله في ميزان حسناتك



 
 توقيع :






رد مع اقتباس
قديم 07-31-2022   #10


الصورة الرمزية ملكة الحنان
ملكة الحنان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3574
 تاريخ التسجيل :  Jun 2020
 أخر زيارة : 10-24-2023 (12:55 PM)
 المشاركات : 24,462 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Green
شكراً: 1
تم شكره 1,871 مرة في 1,517 مشاركة

اوسمتي

افتراضي رد: فوائد حول نزول القرآن



ريماس

اسعدني مرورك بمتصفحي
الله مايحرمني هالطله وتشريف المرور العطر




 


رد مع اقتباس
إضافة رد
كاتب الموضوع ملكة الحنان مشاركات 10 المشاهدات 781  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 8 (إعادة تعين)
, , , , , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 01:07 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون
Designed and Developed by : Jinan al.klmah