لست أرى الموت إلا رجعة الروح إلى عالم أنشئ لها من أعمالهاا في رحمة الله ونقمته ،
فنحن على الأرض نبني لأرواحنا في السماء ، ومنا من يبتني لنفسه المدينة العظيمة بخيراته وحسناته ومن يبني لروحه السجن الضيق الوعر بآثامه وجرائمه !!
ألا أيها المصلي ، حين تقف لصلاتك ... فتكون أشبه بشمعه تقف في المحراب ، ليتك تكن واعياً لمعنى الكلمة الأولى التي تبدأ بها صلاتك ... ( الله أكبر ) !
إن هذه الكلمة تعني : أيا إلهي إنما أمحو ذاتي في جلال ذاتك ، وأني حين أرفع كفي بالتكبير ... فإني أزيح العالم ... وما فيه ورائي .. وآتيك وحدك .
إن التكبير في بداية الصلاة ... تماماً كما التكبير حين تقديم الأضاحي ، فكأنما تقول لله تعالى ، ها أنا ذا ..
أذبح كل رغبة لي ... بل وأنثر ذاتي ، قربانا لك وحدك .. وكانما يصبح الجسد حينئذٍ ( إسماعيل ) ، وتكون الروح ( إبراهيم ) فحين تقول الروح ( الله أكبر ) ، يسلم الجسد كل رغبة له ويمتثل ، وحين تقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) يسيل الدم ويرفع القربان .
جلال الدين الرومي
"-تغيرتَ؟
-لا..بل نضجت كثيرا
-كيف؟
-تعلّمت أن الصمت أفضل من ردّ بارد يقتل
وأن العزلة رغم مرارتها أحن ممن لايشعر بك
وأن الوعود كثيرة والأعذار كاذبة
وأن الكلمات لم تعد تؤثر بي أو تبهرني
وحدها المواقف والأفعال هي من تقوم بذلك
وألّا طاقة بي لخيبة أخرى
وأن نفسي أولى بي منهم"