لا تسألين
انا لا ادري كيف ابرر لمن توجد في غيابك
الكلمات التي قلتها لهم
قالوا عرفناها ومضوا متشابكين الايدي
يسألون عن محطات الغائبين
قبل ان تسألين
اخبريهم انني لا اتوق لعودتهم
سيأتون ذابلين يحملون انكساراتي
تلك التي لا زالت تنتظر
الدروب التي عدت منها كثيفة العثرات
وصلت دون ان ابوح لهم بسري
لكني نسيت في الممرات دمي
تشبه تلك السطور التي نزفتها
لكنها تعودني
فحين تسألين
يرتجع في صدري صداها الموجع
مع السلامه
ذاهب الى البعيد
كالعاده
افرغ غصة الماء العالقة بعيني واتنفس
هنا يذوب الرصاص اللين القاتل
في آذار يأتي البرد على شكل رعشة مسائيه
في آذار تستريح العناوين وتختم القصائد
وحده الناي يتذكر فيضان النهر
هنا فقط يسيل من ثقوبه امواجا وشهقات
غالبا ما يتدلى صوته من المساء على هيئة وميض
كلماته التي يقولها افهمها جيدا
لهذا شيفراتها تجدد الشروخ في وجه الهدوء
المسافات صدور ترخي صرخاتها وتتفرع
انخفض وادي ولاذ به ظله
فيما اعتلى بعضه ليستحيل ضباب
لقد غاب كثيرا
اصبح سادرا يسأل عن الرحيل البعيد
ناداه سرب الغيوم المتجهات نحو المغيب
وتلاشى
مجدولة بالاماني
تعدين بتلات الزهور
تعبرين الطريق بكل تأني
تلتقطين الاغاني القديمه
عن لا يدهسها المشغولين بجراحهم
ان لم تكونين يمامة
من هي التي صدحت في الاجمه
مجدولة بالنور
روان وعينيها تقحمني العتمة
مهما يكن
سأحتال على الخدر والوخز
احتشد
واجيء اجمع عن الصنوبر تغاريدك
لا تسألين عن الكلمات التي لم تقال بعد
انا لا اتذكر معظم الرسائل
دائما مشغول بك
كلما عدت
اسأل عنك
اجد الحبر لم يجف بعد
فيما انا انتظرك
يجيء الجواب بلباقة عاطفيه
قل كلمة
حينها انالا استطيع ان اقول شيئا
تذكره
الامر لا يخلو من جزع
تاركا ايامك سدى
تماما كأنك تقفز فوق الساقية
لكنك تسأل لماذا مضت
هكذا بدون ان تشعر بها
او مكلله بالملل
او تشطب انتظار تدق بقلبك عقارب الساعه
لم يكن الامر مزعج بقدر نسيانك لشيء ما
شيء لا يدور
يشبه الارض تحت قدميك
ينحني مثل وادي
ثم تسأل
عن سكين
يبتر درب طويل
لمنفى لا ينتهي
ذاك الوادي
العابق بالماء الساكن
لونه الترابي يغسل الريح
الشمس على طرفه الغربي تتماوج
واهازيج القيصوم تجاوبها الضفادي
على بعد فرسخ غدير آخر يرضع ثديه العائدون
احطت بكل جوانبه ومرغت باعتلاله وجهي
الاصدقاء بعيدون ونسيتهم عند حافته
بينما الديدحان اتخذ نجعة ابعد
ولانها اعطت كل ما لديها
تلك الشقائق لا تلبث ان تنزع قبعاتها الحمراء
عندما اراها سافرة
ينقبض قلبي
كحفنة الماء
سال من بين اصابعي
اوشك ان اعود خائبا من غير نيروز
لقد اعتدت عليهم
حتى انني اخاطبهم دون اكتراث بهم
غالبا ما انسى انهم اصبحوا شخوص ليل موحش
لكني استمع الى اغانيهم التي لا زالت تعزف لسعادتهم
وهذا الفراغ اصبح بحرا فيما يحيطني صدري
ينموا على اطرافي ارخبيل واستحيل جزيرة مهجوره