~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
كل أذى له عند الله ثوابٌ، وأجرٌ لا يُكْفَرُ
سعيد مصطفى دياب
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾.[1] تأمل قَولَه تَعَالَى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ...... ﴾، كيف عقب الله تعالى دعاءهم بالفاء التي تدل على الترتيب مع التعقيب، وتأمل قوله: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ ﴾، ولم يقل: (فأجابهم)، وبين اسْتَجَابَ وأَجَابَ بون شاسع فلفظ: اسْتَجَابَ أَخَصُّ مِنْ أَجَابَ؛ لِأَنَّ لفظ اسْتَجَابَ يُقَالُ لِمَنْ قَبِلَ مَا دُعِيَ إِلَيْهِ، وَلفظ أَجَابَ يُقَالُ لِمَنْ أَجَابَ بِالْقَبُولِ وَبِالرَّدِّ. وأيضًا في اسْتَجَابَ معنى لا يوجد في أَجَابَ وهو العناية بالسؤالِ والتَّحَرِّي لِلْجَوَابِ وَالتَّهَيُّؤُ لَهُ. ثم تأمل تقديم الجار والمجرور في: ﴿ لَهُمْ ﴾، ليدل على الاختصاص فهذه الاستجابة الفورية خاصة بأولئك الأبرار. ثم تأمل لفظ: ﴿ رَبُّهُمْ ﴾، في هذا الموضع وما قال: (فاستجاب لهم الله)؛ لأن من مقتضى الربوبية التعهد بالرعاية فتلك عناية أخرى بهم. ثم تأمل ذلك الحصر الذي لم يستثني أحدًا من صالحيهم، على تفاوتهم في الصلاح؛ ﴿ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ﴾، فكأنه وهب المقصرين للمجدين المجتهدين، ووعدهم وعدًا شاملًا بقبول أعمالهم. ثم تأمل ذلك التفصيل في خصال الخير التي عملوها، الذي يغمر القلوب بالطمأنينة، ويفيض عليها من الرضا ما يملؤها سكينة وسرورًا: ﴿ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا ﴾، ولم لا، وكلُ عناءٍ مسطَّرٌ، وكلُ همٍ وغمٍ مدوَّنٌ، وكلُ أذى له عند الله ثوابٌ، وأجرٌ لا يُكْفَرُ، ولصاحبه فضلٌ لا يُنْسَى، فكيف بالقتل في سبيل الله؟ وفي تعداد خصال الخير التي وفقهم الله تعالى إليها، يتجلى معنى قولِهِ تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾، فمنه التوفيق والسدادُ، وبفضله الإعانةُ والقبولُ، ومع ذلك يُثِيبُ عَلَى الْقَلِيلِ بِالْكَثِيرِ، ويتقبل أحسن العمل، ويتجاوز عن الكثير من الزلل. [1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 195. المواضيع المتشابهه: |
12-14-2022 | #2 |
|
رد: كل أذى له عند الله ثوابٌ، وأجرٌ لا يُكْفَرُ
روح الأمل
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك سلمت أناملك على الطرح القيم ويعطيك العافية لطيب الجهد وتميز العطاء ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعك مع ارق تحية لقبك الفرح كنت هنا اميرة الحب |
|
كاتب الموضوع | روح الأمل | مشاركات | 8 | المشاهدات | 304 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 9 (إعادة تعين) | |
, , , , , , , , |
|
|