ثمة شيء كثيب مُوغلٌ في العمق
يروي مشاعره ... يلثم ثغر حبه ...
ويعزف لحنه ... ليجذب البعيد نحوه
ليظل بذلك دوما منه قريب ...
يحاول لفت انتباهه ...
يُلوّحُ بيده
يصفق
يصفر
ولا
مجيب!
عبثا يحاول !!
فمن يحبها في صمم عن ذاك العويل !!
ليبقى النحيب صدى ... يواسي غربته ...
وذاك الحب القديم
يرسم ملامحها ...
يستلهمها من طيفها ...
حين يعاود المجيء ...
ليرحل بعدها من جديد
ذاك هو حاله ... يقضي به وقته ...
بين تنهدات ... وبكاءٍ شديد
ففي حضورها المتقطع ...
واحاسيسها البسيطة ...
رائحة العمر
فكم كان لحضورها ...
عظيم السرور
وفي همسها ...
أغاريد الطيور
وفي ريحها ...
عبق الزهور
وللنبض الذي يحمله قلبها ...
بحر من حلم جميل ...
نبضي يخفق بقربهم ...
وفي بعدهم يخبو عليل !
ليطوقني ...:
الوسن
و
السهاد
و
السهر
ويخالط آهاتي الحنين
يحيط بي الشيء نفسه ،
واحساس يَلتَصِقُ بصوت كلماته الليل
فيحيط بي من ذاك :
اليأس
و
القنوط
و
الوجوم
حبها واشتياقي لها ...
واشياء من خيالاتي ... وفضاءاتي المنسية ...
لم تَندثر ... ولم يطويها داعي الرحيل
ولم تُمَزِق صفحاتها مقاصل
الهجر الكئيب
أغني أغنية الشوق ...
والقلب يردد بلحن حزين
و" ذاك الصدى يُلقيني في قعر وادٍ سحيق " .