كلما مرت في بالي فكرة إن لا يشيعني لمثواي الأخير محب من أهلي ولا أغسل خشية إن ينتقل مابي من مرض اصابتني كآبة حاده وحزن يكاد يضرم حريقاً في صدري
جدل كبير يدور حول من يتوفى بكورونا بين أهله وبين المشفى الذي قضى فيه نحبه أو المشفى الذي اكتشف أن الوفاة كانت بسبب الوباء
ثم بعد كل الجدل يمنع الأهل والأحبة من موارة من يحبون وتشيعيهم وتغسيلهم لا ظلماً بل خوف عليهم من إنتقال الوباء
أذن من يقوم بكل ذلك؟
هم الملائكة الأنسيين الذين يبتعدون عن كل مباهج الحياة في الصحراء البعيدة جداً كي يقوموا بما أمر ديننا لأكرام ميت
يقومون بذلك تطوعاً وحباً بالله
لا يخافون مرضاً ولا لوماً
يقول أحد ذوي متوفى بالمرض سمحت لنا الجهات الصحيه بالذهاب الى تلك المقابر بعد ١٤ يوم من حدوث الوفاة
وقد وصلنا للطريق المنقطع بعد جهد شاق وخوف وحزن مرير وعندما لاحوا لنا بما بلبسون من بدلات بيضاء لا يبدوا منهم شي كان حديثهم رقيقاً واصوتهم خافتة عذبه ومواساتهم صادقه وافهمونا كيف ان لكل مجموعة جثث يكون هناك مكاناً خاصاً حسب تاريخ الوفاة وانهم يقومون بتغسيل ودفن الموتى والصلاة عليهم
وكتابة الشواهد على القبور حتى يتسني لأهلهم التعرف على مكانهم والترحم عليهم ويكون المكان فيما بعد شاهد على الإنسانيه
هم لا يقبلون ثمناً لما يقدمون ولا أجراً ولا هديه
هم فعلا ملائكة أنسيين كما قال الله في محكم الآيات
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ60 وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم 61
إنا لله وإنا إليه راجعون
هي رحمة الله بنا ورحمة هذا الدين أن يكون به رجال بهذا المستوى من التضحية والدين والنقاء.