في زقاق مظلم بجانب إحدى الحانات في وسط مدينة ليدز، تسأل امرأة أربعينية صحافي "الغارديان": "أنت لست من الشرطة.. أأنت كذلك؟".
ومع نظرة شك تعلو وجهها، وخوف من تأكيد السؤال، خاصة وهي تقف مع 3 رجال يرتدون أقنعة لعقد صفقة شراء بعض السلع الغذائية المسروقة.
وتتكون الصفقة التي كانت على وشك تنفيذها من أكثر من 20 علبة من اللحوم المصنعة وبعض علب الصلصة، والتي تزيد قيمة كل واحدة منها عن 6.25 جنيه إسترليني، لكن الثلاثي طلب منها 40 جنيهاً إسترلينياً مقابل كل شيء، فيما حصلت هي عليهم مقابل 30 جنيهاً إسترلينياً فقط.
خبير للعربية: السوق المصرية على موعد مع مرحلة جديدة من الصعود
قصص اقتصادية
خاصخبير للعربية: السوق المصرية على موعد مع مرحلة جديدة من الصعود
وقال أحد الرجال الثلاثة – وهو لص متاجر – "صفقة جيدة جداً!"، بينما يلوح لها زميله مودعاً وهي تكافح من أجل حمل الحقائب الثقيلة.
وقال لصحيفة "الغارديان"، إن المرأة هي واحدة من "عدد كبير" من الأشخاص العاديين الذين هم عملاء منتظمون في السوق السوداء، وليس لديهم مشكلة في نقل المنتجات في غضون دقائق من سرقتها، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية Business".
اليوم هي اللحوم ولكن في بعض الأحيان تكون الشوكولاتة أو أقراص الغسيل أو الكحول - أياً كانت العناصر ذات القيمة العالية التي يمكنهم الاستيلاء عليها من أرفف السوبر ماركت في وسط ليدز، المدينة التي تم الكشف عنها في وقت سابق من هذا العام كعاصمة للسرقة من المتاجر في إنجلترا، حيث سجلت 2157 سرقة متجر في 12 شهراً.
زارت صحيفة الغارديان هذا المكان، وهو واحد من العديد من الأماكن المنتشرة في جميع أنحاء وسط المدينة - بعضها على مرأى من الجميع - لأنه مكان معروف جيداً حيث يجني اللصوص من المتاجر ثمار مآثرهم.
وقال أحد اللصوص، إنه يسرق من المتاجر بدافع الضرورة، بسبب التأخير في حصوله على معاشه التقاعدي، بما يعني أنه لا يحصل على المزايا التي يحق له الحصول عليها.
وأضاف: "أحصل على 240 جنيهاً إسترلينياً تكفيني لمدة شهر". "ويذهب 150 جنيهاً إسترلينياً منها إلى أطفالي، لذا لدي 90 جنيهاً إسترلينياً لأعيش عليها. تلك الـ 90 جنيهاً إسترلينياً، يمكنني أن أكسبها، كما رأيت للتو، من خلال سرقتين من متجر خلال ساعة عمل واحدة".
الثلاثي يسرق المتاجر معاً - ثلاثة معاطف أفضل من معطف واحد، وفقاً لما ذكروه لصحافي "الغارديان".
وأضاف أحد اللصوص: "ربما لن أفعل ما أفعله إذا حصلت على المزايا العادلة، أو كان لدي عمل منتظم".
بعد يومين، امتلأ الزقاق بمجموعة جديدة، وإن كانت متشابهة، من الشخصيات. يقول أحد المشترين، وهو رجل طويل القامة يبلغ من العمر 25 عاماً ويرتدي ملابس مقلدة، إنه لا يرى أي مأزق أخلاقي حول شراء البضائع المسروقة. "تذهب إلى المتجر وترى عرضاً على شيء ما، هذا ما يبدو عليه الأمر"، وهو يقول: "إذا كان بإمكانك الحصول عليها بسعر رخيص، فلماذا لا تفعل ذلك؟".
لكن البعض الآخر متضارب. تقول تينا، امرأة في الأربعينيات من عمرها، إنها بدأت مؤخراً فقط في شراء سلع من سارقي المتاجر بعد أن تركها حدث صادم في وضع مالي مرعب.
وقالت: "قبل ذلك، كانت لدي وظيفة جيدة حقاً"، موضحة أنها كانت تعمل حتى وقت سابق من هذا العام كمديرة مكتب، لكنها كانت تكافح من أجل الاحتفاظ بوظيفتها بعد أن اغتصبها شخص غريب.
وأضافت أن والديها، اللذين يعملان في وظائف مهنية، سيشعران بالخجل إذا عرفا أن بعض طعام الأسرة مغتصب من المتاجر. "إذا علموا أنني فعلت هذا، فسيشعرون بالرعب. لا أستطيع أن أعيب عليهم لكنهم ما زالوا لا يفهمون ما يعنيه عدم معرفة من أين ستأتي وجبتك التالية".
12-28-2023
عاصمة السرقة في إنجلترا.. كيف تبدو سوقها السوداء؟
رد: عاصمة السرقة في إنجلترا.. كيف تبدو سوقها السوداء؟
رد: عاصمة السرقة في إنجلترا.. كيف تبدو سوقها السوداء؟
.gif "little10 (1)")
العرض العادي
