تعنيف الاطفال وبقاء اثره في النفس للكبر

في احد المواقع كتبت شابة مشكلتها ومعاناتها النفسيه بالنص

السلام عليكم بنات... اني حالياً عمري 23 سنة... لمن كنت طفلة كان والدي يعنفني كان يضربني ضرب مؤلم كان يضربني بالصوندة ويحمي السجينة ويخليهة على ادية ولسه باقي اثر على ايدي😢😭 جنت اني طفلة وكثيرة الحركة اني واخواني كنا كلش نشطين فكان والدي يضربنا احيانا كان يرش علينا مي حار بفصل الصيف ومرات يطلعنا نمشي بالممر واحنة حافين والكاع حارة وتجوي رجليهة لمن كبرت ووعيت كلت لازم اعذره يجي من الشغل تعبان والجو حار وكهرباء ماكو معذور واحنة أطفال نزعجه بس هذا الشي إثر على حياتي هواية الضرب أبد ما راح من بالي لحد هاي اللحضة أتذكر شنو من مشاعر مؤلمة عشت انقهر على نفسي اكول طفلة وما عندي قدرة أدافع عن نفسي انقهر على حالي سنين أني انام على المخدة مبللة من الدموع واكعد الصبح عيوني مورمة وحتى نتيجة هذا الضغط صارت عندي شراهة بالأكل ووزني يصعد باستمرار وبسبب حالتي النفسية سويت عملية بجهازي الهضمي ولحد الإعدادية هو همينة ضل يضربني رغم بنية شابة وجبيرة بالحذاء يدك على رأسي والله ويشمر السلة بوجهي ويكعدني الصبح على صوت العرك والاهاين وبس يتعارك وياي ويصيح نفسيتي تعبت حييييل أثناء دراستي الجامعية اجتني عروض زواج وكنت أرفض فكرة الزواج وعندي خوف انو ينعاد نفس الشي بية فقررت انو أعالج نفسي وقريت كتب وشفت أطباء نفسيين وشفت دكاترة أجانب الحمد لله نفسيتي تحسنت وصرت أحسن صرت أتذكر أيام طفولتي ولكن مو مثل ذاك الألم النفسي القوي و رحت تخصص علم نفس حتى أعالج نفسيتي وتخرجت واني لحد الآن ما متزوجة تجيني قسمة كبل أرفض أحس بقرف وخوف من الرجال الكلام اللي كلته فوك نقطة ببحر من عذاب طفولتي... وهو لحد الآن يذب عليه حجي وينكد عليه عيشتي إذا يشوفني اضحك او اسولف وية اخواتي يغثني...تعبت نفسيتي حيل وما عندي طاقة بعد وآلله ما أعرف شنو أسوي احترك وهج شبابي بالالم والاهاين والضرب وأني كلشي ما مفتهمة شلون صرت 23 سنة صح احنة كملنا دراسة اني واخواني واخوي الجبير صار كابتن طيار والثاني صار مهندس وأني خلصت علم النفس والزغار بعدهن متوسطة بس من نكعد اني واخواني نسولف بالموضوع ولسه كلنا ما ناسينه وما متزوجين لحد الآن يكولون نخاف نظلم أبنائنا بالتربية... آسفة طولت عليجن حبايب بس اني فعلا هسة بأمس الحاجة للنصيحة ...و عروض زواج بعد ما تجيني من تخرجت وكعدت بالبيت

وقد تأثرت فعلاً بماورد في رسالتها
فكان ردي عليها الآتي :

ابنتي
ليس هنالك احن من قلوب الاباء والامهات
لعله واقع تحت تاثير وضغط نفسي كبير
بالمقابل اليس هناك جوانب ايجابيه
مثل حرصه علي دراستكم وجلبه لمستلزماتكم مثلاً
ضغوط الحياة الماديه تجعل الرجل عاملاً وتتفرغ المراة لتربية الابناء ويبقى في نفس الرجل الشرقي انه لم يؤدي دوره في التربيه فيعمد لطرق قاسيه في الضرب والكلام
بعد ان يموت الاباء يدرك الابناء كم كان هذا الضرب حناناً لا اهانه والتعنيف حرص بعضه وقسوة من خوف من مجتمع لا يرحم
الذين تعرضوا للضرب قي صغرهم فهموا مبكرا الصواب من الخطأ بدلاً من وقوعهم بالمحظور
وربما ثقافة الاب قاصره ويظن ان الضرب تربيه
لست مع الضرب لكنني ابرر لك فعل والدك لكي لا تحقدي عليه بل تعذريه وتجعلين تلك الذكريات دروساً الهمتك النجاح والاستقامة بالحياة
انتي متعافيه نفسياً لانك ادركتِ اي الم تعانين وحين تجتازين ذلك فتلك نعمة اخرى
لن اتحدث لك عن اباء يدمنون الخمر ويتعاطون وينتهكون حرمة اجساد ابناءهم وهم موجودين فعلاً وامام ذلك يكون ذلك العقاب الذي تعرضتي له عادياً وربما بسبطاً مع كثرة الابناء وسطوة ضغوط الحياة
كوني بخير

فجاءني ردها المطمئن :

لا يوجد في قلبي ذرة حقد أو كراهية إتجاهه أو إتجاه اي شخص أساءَ إليَ أبداً... ولكن أحياناً تمر عليّ هذه الأوقات العصيبة التي أتذكر فيها كم كنت اعتصر من الألم والحزن بسبب أفعاله وللعلم لازال يقذفني بالكثير من الكلام الجارح...ولكنني أيضاً اسامحه إذ لا فائدة من الحقد والكراهية...دائماً أنظر إلى إيجابياته لكن كما قلت تمر عليّ أوقات أشعر فيها بالحزن... ولكنني أشكر الباري على كل ما حصل في حياتي لكونه جعلني أدرك أشياء كثيرة وأنا في سن صغير جداً... حقاً إن هذهِ الذكريات كانت دروساً قاسية تعلمتها في سن مبكر من حياتي... أشكرك من صميم قلبي على تعليقك الجميل...
ولطالما وعدت نفسي بأني سأحميها سأفعل... أعدكِ بأنني سأكون بخير🌼🌺💕🌺💕🌺🌺💕🌺💕🌺🌼