وَفِي الْقَلْبِ مَوْطِن يُحْمَلُ كُلُّ البائِسين . . !
مِنْ هُنَا عَبَّرُوا تَارِكِين أَوْرَدَه الْقَلْب
تَخْفِق بِأَسْرَارِهِم وَكَثِيرٌ أمنياتهم
لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أسقطهم مِن ذاكرتي
رَغِم كُلّ محاولاتي البائسة للتنكر خَلْف أَلْف ضَحِكُه
يَأْتِيَ اللّيْلُ مَحْمَلًا بِهِمْ كُلُّ مَرَّةٍ
وُجُوه عَابِرَة مُعَلَّقَة بِكُلِّ التَّفَاصِيلِ
أرهقت قَلْبِي بأحتضان مَا بِهِمْ
ثَمَّة وَحْدَهُ لَا شَيْءَ يبددها
مُحْزِن جِدًّا أَنْ لَا تَجِدُ اللقيا الَّتِي تَرَقَّبَهَا
بَعْدَ أَنْ حُمِلَتْ أَسْرَار الْآخَرِين فِيك
لِتَجِد نَفْسَك لَا تَقْوَى عَلَى البَوْح لِأَحَد
قَبْل بِضْع نبضات مِنْ الْآنَ
كُنْت أَظُنُّ أَنَّ الأشواق تَأْتِي مُتَّصِلَة بِمَن نَشْغَل تفكيرنا فِيه
إلَّا أَنَّنِي وُجِدَت أَخِيرًا
أَن كُمَّيْه الْحَمِقِ أَنَّ تنتطر
شَيْئًا لَنْ يَأْتِيَ مَهْمَا حَاوَلَت
الاقْتِرابَ مِنْهُ
لِأَنَّك لَمْ تَكُنْ إلَّا وَسِيلَةٌ فَقَط
لأستمرارية حَيَاة الْبَعْض
مُتَنَفَّس يَلَمْلَم مَا بِهِمْ لِحِين
إلَى ذَلِكَ الْبَعِيدُ الَّذِي أبْحَث عَنْه
هَل عساها نَسَمَات الْقَلْب
داعبت رُوحَك باشواقي
حَسَنًا . . سأعترف لَك أَخِيرًا
كُنْت أُحِبُّك جِدًّا
أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ صُمْت اِلْتَجَأَ إِلَيْهِ
كَانَت الْأَسْئِلَة مُعَلَّقَة بِرَأْسِي
و أَسْرَار السُّكُوت وَالْعَدَم يبعثرها فَصْلٍ آخَرَ
مِن هُدُوء الشِّفَاه وضجيج الْقَلْب
لَا يُقَاسُ الْحَبّ بِمَا تنطقه الشِّفَاه
فبالعين قَلْبٍ لَا يُخْطِئُ
يَحْكِي كُلِّ الْأَشْيَاءِ غَيْرَ الْمُبَاحَة
وَاَلَّتِي نهرب مِنْهَا إلَيْهَا
أَكْثَرَ مَا يُؤْلِم فِي الرَّحِيلِ
إنَّنَا لن نَلْتَقِي دَوْمًا مِثْلَمَا ظَنَنَّا
أنْ اسْتَيْقَظَ كُلِّ صَبَاحٍ
لِيَزْدَاد الْوَقْتِ الَّذِي تكونين لَسْت مَعِي
لو كان الْوَقْت يَسْمَح بِبَعْض الصِّدْق
لأخبرتك بتلاويح الْقَلْب المخبأة بسماء الْعِشْق
هُنَا سأنتهي لأبحث عَن تَتِمَّةٌ أُخْرَى
عنوانها مُعَلَّقٌ بِتَفَاصِيل الْعَوْد .
بقلمي / هديل الحرف