قال المتكلم في الشارع العربي وعلى شاشات التلفاز: هذا رَجُلٌ (طَرْطُورٌ) في المَجْلِسِ، وهذا رئيسٌ طَرْطُورٌ، وفَتَحَ الطاء الأولى، فأحسنَ تركيبًا، وأساء ضبطًا.
فقلت له: ضبطك مرفوضٌ ؛ لسببين:
أحدهما: أنَّ الكلمة لم ترد بهذا الضبط في المعجمات العربية.
والثاني: أنَّ هَذَا الوزن لا وجود له في كلام الفصحاء، على ما قاله أبو العباس المبرد المتوفى سنة 285هـ: " لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلُولٌ بفتح الفاءِ "،[1] ونادر الوجود على ما قاله أبو سهل الهَرَويُّ المتوفى سنة 433هـ: " ليس في كلام العرب فَعْلُول بفتح الفاء وسكون العين، إلا كلمة واحدة، وهي صَعْفُوقٌ "،[2] وبنو صَعْفُوقٍ كانوا خَدَمًا ورُعَاةً باليمامة.
والصواب أن تقول: هذا رَجُلٌ (طُرْطُورٌ) في المَجْلِسِ، وهذا رئيسٌ طُرْطُورٌ، فتَضُم الطاءين، قال أبو العباس المبرد: " فالاسم من بَنَاتِ الأربعة يكون على مِثَال (فُعْلُول) وَذَلِكَ نَحْو قَوْلك: عُصْفُور "،[3] وقال أبو سهل الهروي: " وكلُّ اسمٍ على فعْلُول، فهو مضموم الأول " [4].
وقد وردت الكلمة بهذا الضبط في المعجمات العربية لتؤدي عدة معانٍ، منها: الوَغْدُ الضعيفُ من الرجال الذي لا يملك اتِّخاذَ القرارات، وإذا كان أمامك ثلاثة أشخاص فأكثر فقل: هؤلاء طَرَاطِيرُ. قال صاحب لسان العرب: والطُّرْطُورُ: الوَغْدُ الضعيفُ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْجَمْعُ: الطَّراطِيرُ ؛ وأَنشد: