05-07-2021
|
|
النمو العقلي
يلفت نظر الآباء والأمهات تجاوب الطفل معهما ومع من حوله ، في السنة الأولى والثانية من عمره ، فيفرحون بكل بادرة يرونها أو يسمعونها تصدر من قبل هذا الوليد وخاصة إذا كان البكر أو الوحيد ، فيعجبون إذا نطق ، ويهللون إذا في المشي انطلق ، ويتباهون أمام أقرانه إذا بأفعاله سبق .............
وكل ما ذكر أمر ضروريّ وحيويّ في عملية بناء الإدراك ، فهم باهتمامهم بتصرفاته يعززون هذا الجانب فيستمر الطفل بإبداء ما لديه والتعبير بثقة وسعادة ، ولكن مع الأسف سرعان ما تنطوي صفحة الإقبال والملاحظة من قبل الوالدين لهذا الطفل بسبب الانشغال بمولود آخر ، أو الانشغال بامور هذه الدنيا .
ثمّ يترك نمو الطفل العقلي لجهده الشخصي ّ ، فيبدو ذلك في تجاوبه مع المنهاج المدرسيّ ، أو باغترافه من ينابيع الكتب التي ترضي شغفه العلمي ّ مما يميزه عن أقرانه قيتباهى به أهله وأقرباؤه وجيرانه .
وهذه الفئة هي القلة القليلة من المجتمع وهي التي تستمر في نهمها المعرفي ، فتبدو فئة مثقفة توقن أنّ غذاء العقل واجب حتميّ كما هو الحال في غذاء الجسد اليوميّ ، فأين مقام البقيّة الباقية من أفراد المجتمع ؟
إنّ كل طفل حباه الله من من القدرات العقلية ما يساعده على العيش في هذه الحياة في يسر وسداد ، لكن تلك القدرات متنوعة تنوعاً يسد حاجاتنا كبشر على كوكب الأرض ، وهذه القدرات نحتاجها جميعاً بنسب محدودة تقريباً لكننا نحتاج إلى ما يناسب طبيعة حياتنا أو مهنتنا إلى قدرة فائقة تجعلنا في قائمة المتفوقين والصالحين والمنتجين .
إن عقل الطفل بعد تمام السنتين قادر على استيعاب مدلولات الألفاظ ، وقادر على المقارنة ويرفد عقله أداة نشطة وهي الخيال ، والخيال أداة جيدة تساعده فيما بعد على استيعاب كمّ هائل من المعلومات ، وهذا الخيال سينمو بنمو الإنسان ليصبح صاحبه مخترعاً أو مبدعاً أو مفكراً يبني في خياله من واقع الوهن المتهافت واقعاً قوياً متماسكاً ، واضعاً أسساً متينة بعد تحليل سبب التهافت والضعف لنتجنبها ونستمسك بما هو أقوم ؟
المواضيع المتشابهه:
|