العجوز الحالم.......!!

أحب أن أقف هنا بصورة خاصة لأروي حكاية

تجمع بها شخصيات استثنائية ونادرة ويجب أن

تؤدي ببراعة لتصل مضمونها بشكل صحيح لكي

يفهمها جيداً القارئ........

فهناك أشياء مبهمة لا تفهم...... فإن كثرة

الكلام تزيد من مخاطر الوقوع في الخطأ....

تبقي كتلك الأصوات المختلطة.......!!

ومن هنا البداية .......(( العجوز الحالم)) .

يحكي أن ثلاثة أصدقاء عملوا معا وبجد تام في

تشييد برج وعندما تم الإنتهاء من عملهم عاد

الصديق الأصغر منهم سناً إلي بيته كان متعب

جدا......

كانت تنتظره زوجته لكي تعطي له

الطعام وكانت زوجاتهم بالتناوب يرسلون الطعام

أثناء عملهم......لكن من بين تلك الاصدقاء

الثلاثة..

صديق يكره زوجته ويحب زوجه الصديق الأصغر

سناً.......!!!!


..فكر في حيلة لكي يتخلص منه .......

هنا تلاعب الشيطان في عقله.......

وفكر في التخلص منه بفكرة شيطانية لم تخطر

علي بال أحدا ما..........!! .

جعل الصديقين في غرفة منفصلة عن الأخرى.....

ولكن الصديق الأوسط كان يجلس لهذا السبب

في ابعد مكان ممكن عن النار خشية

بأن يقترب أحد بهدوء من الخلف ويلقي بكيس

من القماش علي ظله ويحمله نصف مشنوق....

طلب من الصديق الأصغر سناً بأن هذه الليلة

ينام في تلك الغرفة......

والصديق الأكبر عندما اطمن بأن كل الأمور

تسير على ما يرام ذهب بتخفي ويسير على

أطراف أنامله بهدوء تام......

كان في تلك الأثناء الصديق الأوسط

هو في غرفة الصديق الأصغر سناً......

كان مستيقظا واستبد القلق والتوتر عليه .....

شعر بأن هناك شيئاً ما سيحدث في تلك الليلة!!

رغم أنه حل التعب عليه إلا أن القلق جعل النعاس

يذهب بعيدا عنه......

وحينما قرر الصديق الأكبر في الغدر والشرع

بالقتل ......ودخل غرفة الصديق الأصغر سناً

ظن بأنه هو من ينام بها ..... واقفل الباب جيدا...

واقترب نحو رأس الصديق الأوسط......

وحينها تحدث الصديق الأوسط ماذا دهاك....؟!!

أيها الحالم العجوز ....؟!.

لما تسير بتعجل وكأن اليوم بالنسبة لك

يوم عيد ....... أكنت تظن بأن الضحية هي أنا.....

أم ستضمن عما قريب المتسول الذي قتل

صديقه الذي كنت تتكئ عليه لمساعدتك حتي

قبل مني .........عيناك مريضتان تختفيان تحت

ضمادة سوداء لا ترى سوى الشر ..الغدر ..الكره..

الحقد الدفين في التخلص منه لكي تحصل علي

ما تريده........!!

صعق الصديق الأكبر وراح يثرثر بصوتا خافت.....

ويظل يتنفس بصوتا واهنا فأنا لا أريد القتل....!!

ومن ثم تلا صمتاً تماماً ما زالت عيناه

يمتلئان بأنفاس الحياة......

رد الصديق الأوسط.... لم يفقدا شيئاً عند نومه

واسمع الآن دقات قلبك ....ثم بعد ذلك هذا القلب

الذي ينتمي إلي الشر سوف يتوقف عن الخفقان

في لحظة انطفأت عيناك عن الخير كنجمتين

انعكستا في صهريج خاو من الماء .......!!

عندئذ عقلك يصبح عاما وراء عام بشكل معجز عن

التفكير بما حدث ومن تلقاء نفسك تموت منتحرا

فمن كثرة التفكير في كيفية التخلص من الجثة

والحصول علي الزوجة ومن ثم العيش برفاهية

معها......

إلا تعتقد بأن زوجته تحبك وعلي الفور تذهب

معك دون التفكير بحالها وبحال زوجها ........

فأنت مخطأ تماماً فإنها تزوجته لأنه طيب

القلب لا يعرف سوى الخير والأجمل من ذلك

بأنها تحمل داخل احشائها طفله الأول .....

عد من حيث أتيت..... فأنت لست بذلك التواضع

الذي عنده ... فأنت متعجرف الذي ينتمي إلي

الأصول البائسة يا أيها العجوز الحالم ........!! .

وفي الصباح الباكر غادر العجوز الحالم المباني

السكنية......

وعاد الصديقين الأصغر سناً والأوسط معا إلي

بيوتهم من دون أن يعرف سبب مغادرة

الصديق الأكبر عنهم.........!! .


فالعبرة منها ......

ليس كل صديق يستحق الثقة التامة........

فهناك من يدعي الصداقه لهدف ما....

وهناك من يقف إلي جانبك ويساندك في يوما ما


إلي هنا تكون هذه نهايه الحكاية التي رواها

قلبي لكم اتمني أن تنال إعجابكم......

بقلمي المتواضع.....قلب لا يعرف المستحيل...

وردة الغرام

بتاريخ...13 //7 // 2022