سرك الرعوي
من بين تلك التلال وانحدار السهول وهبوب العواصف
والرياح والشمس بتفتيتها بطريقة جعلت التربة هناك
بيضاء لامعة كما لو كانت مخضلة بندى الصباح الباكر
والنهار لا زال يسمع فيه صوت النهر حفيف الهواء
والليل كان يبدو لم يتقدم كثيرا فهناك كان جالس
علي أعلي قمم الجبال رجل ريفي رعوي يمسك
بيده قلم وأوراق كثيرة ما بينها حروف مبعثرة
وكلمات تائهة وسطور تروي حكاية ذلك المكان .....
((( فمن الصعب الحكم علي الأشياء من هنا ..'،، يجب
أن تتعمق داخل الحياة الريفية لتعرف سرك الرعوي
من هنا ومن خلال استحضارها في الذاكرة التي لا
تماثل الواقع بأي حال ...فهذا كان يبدو أنني أتذكر
البداية أضع نفسك مكاني وفكر ...وانظر ...وتابع ...
عندما تواصل القراءة وتتندمج معي وتشعر بالحروف
والسطور سوف أقول لك بأن كان هذا صورة للكآبة !!!!
أعلم جيدا بأنك في عجلة من أمرك لتعرف ذلك الريفي
وسره الرعوي ...ولكن انتظر ...سيزداد الجمال في
وسط ذلك المكان حيث لا يسمع سوى صوت الريح
دون نبتة واحدة تصد الهواء ظللنا هناك ....
حسنا ...حسنا ...تابع قراءة حروفي المبعثرة قبل
أن تسقط من أعلي قمم الجبال وتطير مع الهواء
وتسبح في الفضاء وتسقط أرضا في بئرا بلا ماء
وهذا يكون كحال جسدك الذي يغطي بالتراب ....!!
أعرف أنها هكذا الواحد يعتاد هنا ....أما هناك فأنا
علي يقين بأنك لا تستطيع الحصول علي مثلها...
كنت اظن بإنني لطالما رأيت أشخاص كثيرون في
مثل حالي يسافرون وتذهب حياتهم في أماكن
مفعما بالآمال .....جربت بأن أفعل مثلهم وتخليت
عن الحياة الريفية بعت أثر لا يقدر بثمن ....!!
بعت ما قد كان يملكه جدي ووالدي ....!! وسافرت
وقلت في نفسي لن اجلس إلي جانبها تلك الأرض
ثانية سأستأنف طريقي غدا في الصباح إنني أريد
الآن السفر إلي الشمال ...وأذهب للبحر لاصطياد
الحيتان ...ورؤية حياة غير تلك الحياة الريفية
البسيطة ....ورغم إنني تخليت عن حياتي التي
كان قلبي معلق بها في تلك الحياة الريفية
عندئذ ربما أبقي مدة أطول ......!! وإذا بإنني سمعت
بضحكة ساخرة وبنظرات مذبوحة ....وبقول بفظاعة
ليس إلا كلمات مجروحة ....بقول بدوي ...ريفي ....
رعوي .....أمعن النظر فيهن جميعا ...وشعرت
للحظات بسيطة بأن حياتي وكأن بجانبي
تلك الأشياء التي تأخذني لعالمي وحياتي الريفية
علبة كرتونية بيضاء كأنما تختبئ في ظل زجاجة !!!
وبقولهم لماذا جئت ...لماذا أنت هنا ...الآن بالظبط
اليوم نطقت بقول وماذا إذا كنت ريفي أعيش
حياة ريفية بسيطة جميلة يملأها البساطة
الهدوء دون صخب دون بكاء دون صراخات قاتلة
أجل الحياة ما بين المدينة والريف فرق شاسع
كأن ما بينهم تقاطع رصاصة تفصلهم شهقة باكية
ولكنني بلا اكتراث وليس علي الطريقة الأوربية
فلن ترتعش يداي رغم تلك السخرية من حياة رجل ريفي
إنني لست خائفا من اجاباتي علي أسئلتكم ....ولا
محاولا أن أغطي ذهولي الذي يعتم عليا ...
ما الفرق ما بين المديني والريفي حتي لو كان
متحضر ...ليس المكان هو الفرق وإنما برؤيتكم
لحالهم علي أنهم أشخاص حمقي مغفلون غير
متحضرون....!!
أتعلم يا من تقرأ الآن سطوري الأخيرة من أوراقي
المبعثرة وحروف التائهة ...يمكنني مواصلة
الحديث معك دون عناء ....ولكنني عدت حديثا
عجوزا منتهيا سيموت في أرضه التي اعتاد
العيش بها منذ الصغر فلقد إستعاد أرضه واصبح
الآن محاضر جامعي درس
اللغات الأجنبية رغم إنني أعيش حياة ريفية
بسيطة فهذا هو سري الرعوي يا من
كنت علي عجلة من أمرك لتعرف سري يا تلميذي
الصغير)) .
تمت بحمد الله .
كنت علي وشك جعلها رواية ولكن اختصرت النهاية
وجعلتها قصة قصيرة اتمني أن تنال اعجابكم جميعا
يارب العالمين .
بقلمي ..// قلب لا يعرف المستحيل // وردة الغرام
بتاريخ ..// 26 /11//2021