~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رواية الخميائي _ تحت المجهر _
السلام عليكم سادتي الأكارم / هي محاولة متواضعة مني للوقوف على بعض فصول الرواية : ومع استدلالهم واستلهامهم من ذلك الإرث العلمي والحضاري للعرب خاصة ، وللعجم عامة من المسلمين ، لا بد أن يحشروا بعض المغالطات ، ليلبسوها طهارة تلك الإنجازات التي فتحت أعين العالم لما يسمى العلم النظري والتجريبي ، ليضعوا أقدامهم على طريق العلم ، لتكون انطلاقتهم بذلك النَفَس ، الذي تنفسه القدماء من علماء العرب والعجم من بني الإسلام ، وإن كانت براءة الاكتشافات والاختراعات ادرجوها في قوائم انجازاتهم ! الرواية في مجملها تعرج على البحث عن الذات ، جاعلة صفحة الكون ناطقة لا يفهمها إلا من أصغى لهمهماته ، وفك شفرة أسراره ، ينطلق من فكره بديهية بسيطة ، ينطلق من محيطه الضيق ، ليلاقي الفضاء الفسيح الذي يضج بالأسرار ، يمر على مواقف وشخوص تبين له معالم الطريق ، من رؤيا قضت مضجعه ، إلى أمل يتبلور ليرى فيه مستقبله ، يخرُج من حيز الرعي ومناجاة الأغنام ، التي حوى وتعلم همسها وحركتها ، إلى أن تدرَّج في حمل واكتناز مخيلته من معلومات ، فد تقاصر عقله المنكفي على ذاته أن يستوعب كنهها ، يحدوه الفضول لتعلم المزيد حديث ، فوجد في رصد المعرفة متعة ، تُضفي لحياته طعم لم يذق حلاوته من قبل ، أناخ مطية بحثه في أول مراحله ، عند تلك المنجمة ، ليجد عندها ذلك التفسير لتلك الرؤيا التي تكررت في منامه مرتين ، ليستصحب معه تلك الفكرة التي غُرست في مخيلته والفكرة ، عن أولئك الغجر الذين لا يعرفون معنى للحياة ، غير النصب والاحتيال ، ومع هذا وذاك ساقه الفضول لكشف المجهول ، متناسيا ذلك المخوف من النصب والإحتيال ، وما طلب المنجمة نصيبها من ذلك الكنز المدفون ، إلا إعادة الروح لجسده ، حيث جعلت من ذلك فرصة الهروب من استقطاع ما لديه من نقود ، لينتقل بعد ذلك بتجربة أخرى ، ليلتقي بذلك العجوز الذي كان له الأثر البالغ في فتح أفاق تفكيره ، بحيث رافقه بحديثه في غالب رحلته ، وكأنه ظله الذي لا يفارقه ، حيث بين له بعض الأمور وأرشده على بعض الإشارات ، وإن كان في تبيانها نوع من الغموض ، ليجعل له مساحة يعمل بها عقله ، ليصل بنفسه للمقصود . ما زلتُ أبحر في تلك الرواية التي تعج وتضج بالإشارات ، والرموز ، والإيحاءات : نجدُ في طياتها الحكمة ، العبرة ، التوجيه ، الدعوة ، المراجعة ، تنساب بين مساماتها بعض المصطلحات ، أو الأفكار التي تحتاج لتنقية ، والوقوف على أعتابها ، لكونها تخالف المبادئ ، وما نؤمن به من ضوابط الشرع من حرمة ، وفي المحصلة : في طواف ذلك الشاب الباحث عن الكنز الذي " نتجوَّز" وصف ذلك الكنز على أنه كنزا ماديا ومجازيا ، ليفتح الأبواب بسعيه الحثيث ، ليعرف حقيقة نفسه وذاته ، أخذ الخيط الموصل للحقيقة من ذلك الملك العجوز ، جميلة هي تلكم اللفتة عندما ساق تلك التجربة مع ذلك الباحث عن الزمردة ، وبعد البحث وتحطيم تسعمائة وتسعا وتسعين حجرا ، كان الدرس أن الإنسان لا يستسلم ، فلربما يكون النجاح في المحاولة التالية ، نتوقف ليعاود أنفاسه ويعيد نشاطه ، ولعل الواحد منا يسير في الحياة متخبط خبط عشواء ، ليس له هدف يعيش من أجله ، ولربما حالفنا الحظ حين يُساق لنا من ينبهنا ، ويوقفنا مع ذواتنا ، ولعل انفراجة وافقت ساعة راحة البال ، لتغير لنا نمط الحياة ، للنتقل من رتابتها إلى تجديدها ، يمر الساعي عن الجديد وما يجعله متناغما مع الكون ، باحثا عن إكسير هذه الحياة ، وبينما هو مجد في طلبه صادقا ، ومؤمنا بقضيته ، تعتريه الظروف وتغالبه حشرجات النفس ، حين يخفق القلب ويجذبه نحو ما يُسكّن به همّه ، وتُنعش روحه ، ولربما كان ذلك مثبطا قدم عزيمته ، فما كان حبه لتلك الفتاة إلا بابا من أبواب البلاء والإبتلاء ، لتقاس به درجة اليقين بهدفه ، تنحرف بوصلة المجد ، ولعل في ذلك زيادة ، وتبيانا بأن الرحلة لم ، ولن تكون مفروشة بالورود ، بل يتلفعها الشوك ، وكم هو جميل ذلك الإنسجام والتلاحم ، عندما يغوص الإنسان في ذاته ومكوناته ، يستمع لنبض قلبه وجوارحه ، لتكون لغة تتجاوز المعاجم الشارحة لمعناها ، لوجود ذلك الرابط المتلازم ، الذي يكون القلب هو المستودع ، والبصر والبصيرة اللتانِ تقودان ذلك الإنسان ، الذي يُضفي عليه المصداقية ، ولكوننا نحن معاشر المسلمين لنا شريعتنا ، وما يضبط حركتنا وسكوننا هو البوصلة ، التي عليها نسير ، فقد كفانا الله مؤنة البحث عن الصانع الأول لكل الخلق ، ما ينقصنا هو تسخير تلك الحصيلة العقدية في عملية التأمل والتدبر في الكون ، أما فيما جاء في الرواية ، فهو بحث مُضني يستحق العناء لبلوغ الحقيقة المطلقة ، التي تجمعُ شتات المبعثر في جنبات هذه الكون . تلك الأسطورة : هي سر الحياة التي يحيا من أجل تحقيق غايتها ذلك الإنسان المدرك لحقيقتها ، تنشأ كحلم وأمنية يتبعه سعي ، وعمل يحصنها يقين ، وإيمان يظللها ، وينافح ، ويكافح عنها أمل ، واللبيب من يتدرج في الوصول للغاية الأسمى ، بحيث يُجدد الأهداف ، فالإنسان قد يصل لمبتغاه ، حينها تنطفي جذوة المبادرة والحراك ، ولعل هُنالك مغالبة تحول بينه وبين الوصول لهدفه ، من هنا : كان لزاما أن يُجد ، ويضع في الحسبان البدائل ، وما نراه اليوم تلك الأمنيات ، التي أودعت في مستودعات التسويف والإهمال ! ليكون المستحيل هو حقيقة الحالم ، والوسنان ، ولنا في بطل قصتنا خير مثال في ترحاله ، وانتقاله من حال إلى حال . نجد لتحركات بطل الرواية اشارات يجدها تُطل برأسها ، بين فينة وأخرى كنافخة لروح عزيمته ، إذا ما توارت عنه معالم الطريق ، فالإشارات قد تكون معالم ، وقد تكون مؤشرات ومنبهات ، وقد تكون علامات وبراهين صدق لذاك المقال لذاك الناصح . المواضيع المتشابهه: |
09-22-2022 | #2 |
|
رد: رواية الخميائي _ تحت المجهر _
وفي ذاك الفصل ، والحديث عن تلكم الرحلة التي كانت وجهتها الصحراء القاحلة ، كنت بين الماضين والممتطين لتلك الركاب ، اتنقل بفكري اعيش المشهد ، وكم شدني ذاك النداء من قبل الدليل وقائد المسير ، حيث طلب منهم القسم كل بما يؤمن به ، أكان بالله رب العالمين ، أكان المسيح ، أكان بوذا ، أكانت الطبيعة وما تعدد من ذلك وما تنوعت الانتماءات والاعتمادات ، حينها رأيت في ذلك تجردا وتجريدا من كل الألقاب العلمية ، والألقاب الاجتماعية ليتساوى الجميع ، أخذت من ذلك عبرة بأن تلك المكتسبات ما هي إلا عارضة زائلة والأصل هو الباقي ، ليكون قوام الإنسان ما يؤمن بها من مبادىء ، وما يتبناها من أخلاق ، لتكون له خير زاد ، وفي الطريق وفي تلك الصحراء لا يسمع إلا صفير الريح ، ولا يشاهد إلا صحراء في مداها سراب ، انتقال من ضجيج وصباح اطفال ومزاح وشجار ما هي إلا لحظة عابرة وكانهم دخلوا حياة الموات والبرزخ فلا تسمع له همسا ! يترقبون ما ينتظرهم من أخطار ، وايديهم على صدورهم يتمتمون ويلهجون بالدعاء ، وما أن وصلوا لتلك الواحة إلا وقد خرجوا من عالم الأرواح ، ليعبروا عالم الأشهاد ، حينها تنفسوا الصعداء ، " من هنا علينا تذكر ذلك اليوم الذي نفرد فيه ، وتنتزع منا الالقاب والمسميات ، ويتخلى عنا أقرب الناس لنا ، ولا يكون لنا شفيع وانيس غير صالح الأعمال " . وفي ذاك الفصل والحديث عن تلكم الرحلة التي كانت وجهتها الصحراء القاحلة ، كنت بين الماضين والممتطين لتلك الركاب ، اتنقل بفكري اعيش المشهد ، وكم شدني ذاك النداء من قبل الدليل وقائد المسير ، حيث طلب منهم القسم كل بما يؤمن به ، أكان بالله رب العالمين ، أكان المسيح ، أكان بوذا ، أكانت الطبيعة ، وما تعدد من ذلك ، وما تنوعت الانتماءات والاعتقادات ، حينها رأيت في ذلك تجردا وتجريدا من كل الألقاب العلمية ، والألقاب الاجتماعية ليتساوى الجميع ويتوحدون بسبب ذاك المصير الذي يسقط لزوم اصطحاب أي مميزات وإنجازات . أخذت من ذلك عبرة بأن تلك المكتسبات ما هي إلا عارضة زائلة والأصل هو الباقي ، ليكون قوام الإنسان ما يؤمن بها من مبادىء ، وما يتبناها من أخلاق ، لتكون له خير زاد ، وفي الطريق وفي تلك الصحراء لا يسمع إلا صفير الريح ، ولا يشاهد إلا صحراء في مداها سراب ، انتقال من ضجيج وصباح اطفال ومزاح وشجار ما هي إلا لحظة عابرة وكانهم دخلوا حياة الموات والبرزخ ، فلا تسمع له همسا ! يترقبون ما ينتظرهم من أخطار ، وايديهم على صدورهم يتمتمون ويلهجون بالدعاء ، وما أن وصلوا لتلك الواحة إلا وقد خرجوا من عالم الأرواح ليعبروا عالم الأشهاد ، حينها تنفسوا الصعداء ، " من هنا علينا تذكر ذلك اليوم الذي نفرد فيه ، وتنتزع منا الالقاب والمسميات ، ويتخلى عنا أقرب الناس لنا ، ولا يكون لنا شفيع وانيس غير صالح الأعمال " . من تلك الصحراء القاحلة وذلك الصمت الرهيب الذي يشبه صمت اصحاب القبور ، إلى الرجوع لعالم الشهود حيث اللقاء الهادر الذي سّكنَ تلك الهواجس ، وبدد تلك المخاوف من فاجعات المفاجآت في وسط تلك الرمال ، حينها كان الفضول يحرك كوامن ذلك الانجليزي الذي يمني نفسه بلقاء ذلك الخيميائي لينهل منه العلوم ، كلٌ قد اشتغل بما جاء من اجله منه من تّبضع ، ومنهم من لاقى اهله واصحابه ، وصاحبنا اكتفى بالبحث مع ذلك الانجليزي عن طريدته ومبتغاه ، ولنا أن نعيش مع ذلك الوصف الذي وصف به النسوة من جلباب وتلك العادات والتقاليد والمعاملات ، وعرج على وجوب احترام ما يؤمنون بها من عادات ، ومع هذا عندما اجتمع بطل القصة بفاطمة ، جرى على لسانها ذلك التذمر والضيق من تلك العادات التي اتعبت كواهلهم ليجعل من تلك العادات نوع من الكبت ، والتسلط والاكراه الذي فرض عليهم عنوة ! بعيدا عن الخوض في الاحتمالات ونبش ما تخفيه وتواريه الكلمات ، نجد ذلك اللقاء لقاء بطل القصة مع تلك الفتاة ، الذي انساه مبتغاه وهدفه ، وذلك الحب الذي تجاهل الدين ، وتسور حدود المحظورات من الفوارق الطبقية ، والمجتمعية ، ليكون الحب هو العنوان والصخرة التي تحطم كل التباينات والاختلافات ، بصرف النظر عن كون ذلك من المحرمات وما يدخل في تفاصيل الشرع ، لكوننا نُعرّج على الرواية ، ولا يفوتنا ذلك الوقوف عند ذلك الخضوع ، وذلك الاسترخاء والركون إلى إلقاء عصا الترحال للوصول لذلك المنشود من الكنوز والغنى الموعود ، فقد خمدت جذوة الحماسة والإصرار بعدما شاهد واجتمع مع الحبيب ، وكأن تلك المعاني المادية تضائل وخفت بريقها أمام تلك المشاعر الجياشة ، التي تّملكت العقل والقلب وكل جارحة في ذلك المرء . ولنا أن نتأمل في ردت فعل تلك الفتاة التي داست على قلبها لتّغلبَ مصلحة ذلك المجد ، الذي قطع الأميال والفيافي والقفار من اجل ادراك المأمول ، لتكون له سنداً ، ورافداً ، ومغذياَ ، ونافخاَ في عزائمه الروح ، من ذلك نستخلص بأن ذلك الحب الذي تجرد من جاذبية العاطفة الآنية الحدوث ، التي لا ترى مستقبل الأمور هو المرشح والمؤهل ليكون جذوره في أرض الحب ليكون سرمدياَ ما بقت في الجسد الروح ، وما كان من ذلك الشاب إلا تجهيز متاع سفره بعد أن أخذ تلك الجرعات والمحفزات ليشق طريقه بأمل وتفاؤل ، فهنالك من ينتظر نجاحه ورجوعه . مُهاجر |
|
09-22-2022 | #4 |
|
رد: رواية الخميائي _ تحت المجهر _
من اجل ان يقرأ المتابع هذا التحليل وهذه النظرية جلبت لكم مختصر لرواية الخيميائي ....
ولي عودة |
|
09-22-2022 | #5 |
|
رد: رواية الخميائي _ تحت المجهر _
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
دائما تبهرونا بمواضيعك التي تفوح منها عطر الابداع والتميز لك الشكر من كل قلبي |
|
كاتب الموضوع | مُهاجر | مشاركات | 6 | المشاهدات | 676 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع منذ بعد 01-20-2024, 01:37 PM (إعادة تعين) (حذف) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|