ثر الحضارة العربية الاسلامية في بعث النهضة الأوروبية

- (إن الدين الذي في عنق أوروبا وسائر القارات الأخرى تجاه العرب كبير جدا وليس له وفاء إلا بالاعتراف بما كان لهم من فضل السبق في الابتكار والاختراع ونسبة هذه الابتكارات والاختراعات إلى علمائهم وليس سلبهم إياها )-
***زيغريد هونكه ***
-ذهب الكاتب الروماني سولينوس إلى أن البحر المتوسط يربط آسيا وأوروبا وإفريقيا ويشكل طريقا مائيا ينشط ميدان الحضارة البشرية فقد تأثرت حضارة الإغريق بالحضارة المصرية والفينيقية واستطاعت روما إقامة امبراطورية واسعة شملت البلاد المطلة على ضفافه وساعد على انتشار المسيحية وكان بمثابة المعبر الرئيسي الذي يربط الدول الاسلامية بالعالم الغربي
كانت أوروبا تعاني من التخلف الحضاري قبل عصر النهضة في حين عرف العالم الاسلامي قمة الازدهار والتطور خاصة في ميدان التعليم حيث عرف هذا الأخير حركة واسعة في التأليف الذي تناول النظريات العلمية والفلسفية والانسانية ومن منطلق قرب هذا الاشعاع الفكري من اوروبا فقد ساهم في بعث النهضة بها
ومن وسائل انتقال الحضارة الاسلامية إلى أوروبا العلاقات التجارية حيث اتسعت رقعة الفتوحات الاسلامية وتمكن المسلمون من السيطرة على الطرق التجارية وإذا كانت التجارة تبادلا للسلع في ظاهرها فإنها في المضمون تبادل للأفكار والثقافات والخبرات الصناعية والعلمية أي تبادل للحضارات مثل صناعة الزجاج التي تعلمها البنادقة في القرن 13 ميلادي من بلاد الشام وصناعة الورق التي أخذ الأوروبيون أسرارها من المغاربة وكذلك الشأن بالنسبة للمعرفة العلمية كعلم الحساب أما النقل البحري فالعرب هم أول من جلب سفينة بشراع مثلث إلى البحر المتوسط واقتبس عنهم الأوروبيون بناء سفن تعبر المحيط الأطلسي كما أن المصطلحات البحرية المستخدمة بعد القرن 10 ميلادي في اوروبا أصلها عربي ، ومن بين الوسائل أيضا الحروب فبعد قدوم الصليبيين إلى الشام وفي فترات السلم استفاد الصليبيون مما وصل إليه المسلمون من أسليب التقدم ولم يكن الأوروبيون يعرفون معنى التسامح والاخلاق الفاضلة ، يقول الراهب روبرت عن سلوكهم : ( كانوا يجوبون كاللبؤات التي اختطفت صغارها ليرووا غليلهم من التقتيل ) إلا أنهم تحضروا أثناء مجاورتهم للمسلمين حيث يقول المستشرق الفرنسي جوستاف : ( تخلص النصارى من همجيتهم بفضل اتصالهم بالعرب )
ومن بين الوسائل أيضا إرسال البعثات الطلابية إلى البلاد الاسلامية حيث بواسطتهم انتقلت العلوم إلى الغرب الأوروبي كما نقلوا الكتب النفيسة وأدخلوا الأرقام العربية إلى أوروبا ( جربرت أريلاك ) وعلوم الطب عن طريق قسطنطين الإفريقي الذي أسس الدراسات الطبية في أوروبا وعلم الحساب عن طريق ليوناردو فيبوناتشي وبما أن العرب تفوقوا في علم الرياضيات فقد ساعد ذلك على نفوقهم في علم الفلك بدليل المراصد التي انتشرت في البلاد الاسلامية وقد تمكن العلماء الأوروبيون من الاطلاع على هذه العلوم الحية عن طريق اسبانيا ففي سنة 1106 م تنصر أحد العلماء اليهود الذي درس في الجامعات الاسلامية في قرطبة وهاجر إلى فرنسا ثم انجلترا حيث ساهم في إرساء دعائم مدرسة علمية خرجت جيلا من الطلبة الذين ترجموا التراث العربي الاسلامي وقد عكف الاوروبيون على ترجمة التراث الاسلامي بعد جمعه لبعث الحركة العلمية في قاراتهم منذ أوائل القرن 11 م وأسسوا لذلك مراكز متخصصة وأساتذة خبراء تلقوا تكوينهم في البلاد الاسلامية
ومن بين العوامل أيضا هجرة علماء بيزنطة بعد سقوط القسطنطينية حيث استمر التراث اليوناني وكانت علوم اليونان تدرس وتدون باستمرار وعند سقوط القسطنطينية في يد الاتراك هاجر عدد كبير من علماء بيزنطة إلى غرب أوروبا حاملين معهم مؤلفات ضخمة في الطب والفلسفة والكيمياء والرياضيات والتي أدخلت إلى الجامعات وتم ترجمتها
- يرى لمؤرخون الأوروبيون أن النهضة في أوروبا مرتبطة بعلوم اليونان عقب سقوط الامبراطورية البيزنطية لكن ما هو مؤكد تاريخيا أن كل ما لدى العالم القديم الكلاسيكي من علوم وتكنولوجيا انتقل قبل ذلك بوقت طويل إلى أوروبا عن طريق العرب قبل عام 1100 م وانتهى قرب الوقت الذي سقطت فيه القسطنطينية ومن بين أهم الأعمال التي
ترجمت إلى العربية واخذت طريقها إلى أوروبا المؤلفات الطبية لجالينوس وأبقراط كما تؤكده المستشرقة الامانية زيغريد هونكه من أسبقية دخول علوم العرب إلى أوروبا ....
وللمزيد من الاطلاع قم بتصفح كتابها ( شمس العرب تسطع على الغرب ) ..................................

-قمت بانتقاء هذا الموضوع من محاضرات أستاذي الدكتور باقة - أستاذ محاضر بجامعة الحاج لخضر- باتنة -

المواضيع المتشابهه:

• (تم الاستبدال من الاشراف لعدم الصحة) حقيقة الإعجاز العلمي المزعوم في حروف البسملة
• تحميل كتاب الخلافة الاسلامية بين نظم الحكم المعاصرة
• هاتريك ميسي ورونالدو وهزيمة تشيلسي .. الأبرز في الدوريات الأوروبية هذا الاسبوع
• قوانين قسم الصوتيات والمرئيات الاسلامية...

عبد الغاني
شكرا لانتقاءك لنا هذه المختصرات اوجيزة من فضل
الحضارة العربية والاسلامية في تقدم الامم الاخرى
لكن ولكن
لماذا نحن اصحاب هذه العلوم كلها اصبحنا بالصف الاخير

اترى ان المشكلة بعقولنا التي اصبحت لا تستوعب العلوم

ام اتجاهنا الى الفكر الاتكالي واتكالنا على غيرنا ليفكر بدلا عنا

ام اصابنا الغرور بماضي الاجداد واوهمنا انفسنا بفكرة كان ابي

شكرا لك اخي مرة اخرى

واعذر مروري البسيط لان الموضوع يحتاج لمؤلفات ووقفات طويلة


مودتي

اهلا بالاخ الكريم مهدي :
الغرب حين اخذو بناصية هذه العلوم اول ما اهتموا به هو بناء الانسان فما فائدة هذه العلوم اذا كان الفكر الذي سيحتويها او يتفاعل معها او يستفيد منها فاسدا أو عليلا
لقد اهملنا بناء الانسان كخطوة اولى كان لا بد منها كي لا تحيد المبادئ عن اسسها وكي تحفظ للاجيال قيما تصحح الوجهات وتحول دون تعلق الفكر بمنطق المادة دون سواه . ذلك الانسان السوي في فكره ونهجه وحده من يحمل هذه الرسالة ويحفظها للجيال
ويبقى اولا وآخرا ابتعادنا عن تعاليم الاسلام التي رفعت من قدر العلم وجعلت ممن يحيد عن اهدافه الحقيقية يتهاوى في الحضيض فالعلم الذي لا يؤدي الى معرفة الله يبقى مجرد شكل صوري لا يؤدي أي دور في حياة الانسان
سرني كثيرا مرورك الكريم اخي مهدي وتعقيبك الذي اوردت ، فهذا السؤال يدور في خلد كل انسان يغير على أمته فجزاك الله خير الجزاء ودمت ودام حضورك يثري صفحات المنتدى بكل ما راق وجميل
اعذب التحايا

لا باس من التعقيب والتحاور لان لموضوع صراحة يستحق وقفات
واعترف اني لست من المتخصصين لكن ساتكلم بما اراه والاحظه
وما استنبطته ن ردك اخي عبد الغاني
لان ردك بحد ذاته يعتبر ذو قيمه كبيرة
فت معي باننا نحن الدول المتخلفه تركيبة مجتمعاتنا خاطئة من اساسها
عندما اقول اساسها بالطبع اقصد المنضومة العصرية
وهي ظهور دول عربية متفرقه بجميع المجالات
فكان همنا انشاء دول واهملنا العنصر الاساسي لموكنات الدولة وهو الانسان الذي سيعيش ويصنع الدوله
فكرتنا كانت مقلوبة للمفهوم
فالشعب هو من يصنع الدولة
وليست الدولة هي من تصنع الشعب
او الفرد والمجتمع ان صح تعبيري
وما نتائج ما نحن فيه الا سبب اختياراتنا واتباع الهروب من مواجهة اخطائنا وحلها
وتعليق فشلنا على اشياء لا اعرف با اسميها
وغرورنا وعدم اعترافنا بفشلنا
راق لي الموث هنا اخي عبد الغاني
وتاكد ان سيكون لي عودة اخرى باذن الله
دمت بود