عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2022   #25


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 4 أسابيع (04:18 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) هل تصح إطلاق صفة أولياء الله على كل من هب ودب ..؟












كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله
( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ

وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،
ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
أحبتي وأخوتي في الله
مرحب بكم في هذه الجمعة وعلى منبرها
الطيب الذي نجلس متربعين حوله لنتعلم
أمور ديننا ودنيانا وكيفية تنظيم معيشتنا وجعلها
لا تتنافى مع ما خلقنا الله لأجلها في هذه الدنيا
وهو العبادة فقط .....ولا شيء اخر الا العبادة
عندما قال تعالى في مُحكم تنزيلة :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
اي خلقنا سبحانه وتعالى لعبادته وتوحيده
وعدم الاشراك به أو دعوة غيره لطلب الرزق
ولتيسير امور حياتنا من عباد خلقهم الله تعالى لعبادته
وليس ليكونوا شركاء له يدعوهم الاخرين ويتمسحون
بهم لطلب الرزق وقضاء حوائجهم
وفي هذه الجمعة اخوتنا الكرام
نتحدث عن مُصطلح تم تغيير معناه وجعله
ينطبق على من ليس مؤهل له
وهو أسم لفئة أكرمها الله سبحانه وتعالى ووصفهم
بصفات المؤمنين الذين ارتضى من عباده
وهم أولياء الله ......
الذين قال فيهم تعالى ووصفهم بقوله :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
فمن هم اولياء الله الذين جلت قدرته على جعلهم
في مأمن من عذابه وجعلهم سعداء لايخالجهم الحزن
ولا الهم ولا الكدر ......؟
ولماذا قال تعالى فيهم هذا الكلام ليبقى الى اخر الزمان
قرآن يُتلى ويُتعبد به ...الى يوم القيامة ....؟
وهل هم بشر مثلنا أم هم فئة لانستطيع ان ننافسهم
على مرضاة الله ولا حُبه ولا القُرب منه .....؟
وهل صفاتهم يمكن إيجادها في هذا الزمن
أم تواجدوا في فترة زمنية محددة فقط .....؟
واخيراً
هل كل من هب ودب يستحق
أن يُطلق عليه صفة اولياء الله......؟
وهل هناك فرق بين أولياء الله الصالحين
الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم
وبين أولياء الشيطان الذين أتخذتهم
العقول الناقصة والأيمان الضعيف
والأبتداع الفجّ الذين أشركوا بالله ....؟
وهل صفات أولياء الله الصالحين
هي نفسها صفات أولياء الشيطان
الذين جُعلت مقابرهم وأضرحتهم مكان للتبرك
والزيارة وطلب الحاجة
وبمعنى أصح جُعلوا شركاء لله ......؟
كل هذه الأستفهامات سنقف عندها
ونحاول سبر أغوار معانيها لنعرف ونتعلم
ونتيقن أن ما تم ذكره في القرآن الكريم
من وصف لفئة من الناس هم بالفعل من يستحقون
هذه التسمية .....؟
وكذلك نفهم ونكتشف سوياً أن أولياء الشيطان
الذين يوالون الشيطان ويتخذون إنحرافاته وبِدعه
ووساوسه وخيالاته مصدر للتشريع والأتباع .....
اخوتنا الكرام
فلنقف عند لغتنا العربية كالمعتاد
لنسبر أغوار هذا المصطلح ولنتعرف على
المعنى الفعلي لكلمة أو صفة ( ولي )
وجمعها ( أولياء ) ....
فحينما نتكلم عنهم يعلم القارئ عن من نتكلم
فقديماً عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم
بالرسالة والتشريع الرباني كان عرب الجاهلية
يعلمون ويعرفون معاني كل كلمة يتم ذكرها في القرآن
الكريم ، فلا يحتاجون لقواميس الترجمة أو التعريف
لفهم كلمة ومعرفة معانيها
أما في زمننا هذا مع ضَعف لغتنا العربية أصبح
فهم الكلمات القرآنية فيه مشقة فنلجأ لقواميس
اللغة العربية لتترجم لنا معاني الكلمات والأسماء
فكلمة أو تسمية ( ولي ) أو أولياء
جاءت في معجم اللغة العربية المعاصرة وتعني:
وَلْي
( مفرد ) : مصدر ولَى وولِيَ.
وَليّ ( مفرد )
جمعها ( وليُّون وأولياء،) مؤوليّة، جمعها (ولايا:(
وتعنيكلُّ من كُلِّف بأمرٍ أو قام به
فمثلاً وليّ أمر الطالب
دعا المديرُ
أولياءَ أمور الطلاب إلى الاجتماع" ،
أولياء الشَّأن :
( أصحاب السُّلطات، )
وليُّ الله
): المطيع له،)
وليُّ اليتيم
(الذي يلي أمرَه ويقوم بكفايته.(
أينصير وحليف
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا).
أيمُحبٌّ تابع، مطيع، من توالت طاعته
لله ولرسوله من غير تخلّل عِصْيان
{أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
ولَى
يلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ ،
ولَى فلانًا : دنا منه وقرُب
جلست ممّا يليه- َكُلْ مِمَّا يَلِيكَ [حديث]:
ممّا يقاربك
ولِيَ
يَلِي، لِ/ لِهْ، وَلْيًا، فهو والٍ، والمفعول مَوْلِيّ ، ولِي فلانًا :
وَلاَهُ، دنا منه، قَرُب "ولي أباه في الفََضْل".
تَبعه مباشرة، أو من غير فَصْل
الرَّبيع يلي الشِّتاء- سيأتي شَرْح الكلام فيما يلي".
ولِيَ
مختار الصحاح
‏ولي‏
‏ ‏(‏الْوَلْيُ‏)‏ بسكون اللام القرب والدنو يقال‏
‏ تباعد بعد وَلْيٍ‏.‏ وكل مما ‏(‏يَلِيكَ‏)‏
أي مما يقاربك، يقال منه‏:‏ ‏(‏وَلِيَه‏)‏ يليه بالكسر فيهما شاذ‏.‏ و‏(‏أَوْلاهُ‏)‏ الشيء ‏(‏فوَلِيَهُ‏)‏‏.‏
وكذا ‏(‏وَلِيَ الْوَالِي‏)‏ البلد
و‏(‏وَلِيَ‏)‏ الرجل البيع ‏(‏وِلاَيَةً‏)‏ فيهما‏.‏
‏(‏وأَوْلاه‏)‏ معروفا‏.‏ ويقال في التعجب‏:‏
ما أولاه للمعروف وهو شاذ‏.‏
و‏(‏وَلاّهُ‏)‏ الأمير عمل كذا‏.‏
و‏(‏وَلاَّه‏)‏ بيع الشيء‏.‏
و‏(‏تَوَلَّى‏)‏ العمل تقلَّد‏.‏
وتولَّى عنه أعرض‏.‏
و‏(‏وَلَّى‏)‏ هاربا أدبر‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولكل وجهة هو موليها‏}‏ أي مستقبلها
معجم لغة الفقهاء
الولي
بفتح الواو وكسر اللام جمعها ( أولياء ،)
كل من ولي أمرا أو قام به .
ذكرا كان أو أنثى .
وقد يؤنث بالهاء فيقال :
ولية - ولي الدم :
ورثة القتيل - ولي القاصر :
أبوه أو جده لأبيه - النصير ،
ومنه : { وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}
المحب والصديق ، ومنه :
{لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ)
كل هذه المعاني اخوتي الكرام تصب كلها
في معنى أن الولي هو المُحب والمُنفذ للامر الذي
يصدر له بدون نقصان أو تكاسل أو اعتراض
وبذلك الولاية هي :
ضد العداوة، وأصل الولاية هي :
المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد‏.‏
وقد قيل‏:‏
إن الولي سمى ولياً من موالاته للطاعات
أي متابعته لها، والتقرب الى الله بها دون كلل أوملل
‏‏ والولي بمعنى القريب،
فيقال‏:‏ هذا يلي هذا، أي يقرب منه‏.‏
وهنا يأتي كلام الله سبحانه وتعالى ليؤكد
هذا المعنى
في وصف أولياء الله على أنهم
1. أنهم الذين آمنوا بالله حق الايمان
2. الذين أتقوا الله حق تقاته
3. والذين يوفون بالعهد
4. والذين أستقاموا وقالوا ربنا الله
5. وهم الذين لم يتخذوا شركاء لله
6. والذين يدعون للخير ويأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر ويعملون الصالحات
7. وهم الذين يتقربون الى الله بكل ما من شأنه
يقوي الصِلة بينهم وبين الله ....
كل هذه الصفات جعلت من هذه الفئة الطيبة
مُقربة من الله سبحانه وتعالى
فجزاهم الله خير جزاء بأن قال في حقهم :
1 . لاخوف عليهم في الدنيا ولا في الاخرة
فلا يشعرون به ولا يعيشونه
2. ولا يحزنون ويشعرون بالبؤس والشقاء والحزن
3. وعندما قالوا ربنا الله ثم استقاموا
قال فيه رب العِزّة تتنزل عليهم الملائكة وتطمئنهم
أن لا تخافوا ولا تخزنوا .....
4. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة
لاتبديل لكلمات الله
في الحياة الدّنيا:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الغالبون فقال:
( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا
فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) المائدة
وفي تفسير لأبن كثير لهذه الآية الكريمة قوله :
فكل من رضي بولاية الله ورسوله
والمؤمنين فهو مفلح في الدنيا والآخرة
ومنصور في الدنيا والآخرة
; ولهذا قال الله تعالى في هذه الآية الكريمة
) ومن يتول الله ورسوله
( والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( أ. هـ
أمّا في ساعة توديع الحياة الدّنيا:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الآمنون، فقال تعالى
: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا
وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي
كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
نحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي
أنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ31 ) فصّلت
اخوتنا الكرام
عندما يقول الله سبحانه وتعالى في آياته :
( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ

ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64).يونس
يستفتح الله تعالى هذه الآية بأداة
الاستفتاح والتّنبيه، وذلك لنُصغِي
إليه الأسماع والآذان، ونفتح له الفؤاد والجنان،
ليحدّثك عن وعده لأوليائه،
وأنصاره وأحبّائه، أن:
لا خوفٌ عليهم فيما هو آت،
ولا حزن على ما قد مضى
أو فات، ويبشّرهم بشارة ظاهرة،
بالسّعادة في الدّنيا والآخرة،
كما قال تعالى في قوله الحق :
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا
بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
التوبة:
أمّا يوم القيامة:
فقد كتب الله كتابا لا تبديل فيه
أنّ أولياءه هم الفائزون
فقال تعالى في سورة الزخرف يؤكد أن
لاخوف ولا حزن لعباده واولياءه الذين آمنوا
بآياته وكانوا مسلمين فقال :
: ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ
) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)
ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)
الزّخرف
أخوتنا المؤمنون
هنا يأتي السؤال المهم والذي بُنيت عليه هذه الخطبة
وهو من هم أولياء الله
الذين قصدهم الله في آياته الكريمة.....؟
أهم الذين تُبنى عليهم الأضرحة والقباب
ويقصدونهم الناس لطلب الحاجات دون العزيز الوهاب ....؟
أهم الذين إبتدعوا بِدع ما أنزل الله بها من سلطان...
وجعلوا الناس العوام وحتى المتعالمين يسيرون في فلك
شركهم وفأوحوا الى مريديهم بأن النافع والضار ليس
الله سبحانه وتعالى ......بل هذا الولي الذي يرقد في هذا القبر...؟
أهم الذين زرعوا في عقول العوام والمتعاليمن
أن الضر والنفع هو بالتقرب لأولياء الشيطان سُكان القبور
والقِباب الذين يقولون عنهم أنهم أولياء صالحون ...؟
أهم الذين يقولون أن زيارة قبورهم وروضاتهم
تعادل الحج والعمرة لبيت الله الحرام ....؟
أهولاء هم من يدّعون أنهم أولياء الله الصالحين
في الوقت نفسه يخالفون القرآن والسُنة مخالفة صريحة
ويدّعون أن مصدر التشريع ليس القرآن الذي أُنزل
على الرسول الله صلى الله عليه وسلم بل مصدر التشريع عند أهل الصوفية
القبوريين الذين يعكفون رُكعا سُجدا للاضرحه والقبور
مصدر تشريعهم هو الالهام والروأ التى يراها الولي الذي
يزعمون أنه ولي صالح ومن اولياء الله الصالحين ...
وليس ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أحكام تشريعية ومنهج رباني.....؟
هذا هو الفكر العقيم اخوتنا الافاضل
الذي شاع لدى عامة المسلمين قروناً طويلة
ظنوا أن ولاية الله لعباده
إنما هي مخصصة لخاصة الناس
ولايمكن بحال من الاحوال أن يندرج تحتها إنسان اخر
فجعلوا هالة من الرعب والخوف والقدسية
تحيط بسكان القبور والقِباب والأضرحة
وزرعوا في عقولهم أن الولي في هذا الزمن
ينافس الله في تدبير الكون والضر والنفع
وأن هذا المُدّعي بالولاية يرى نفسه
أنه تجاوز العبادة ولم يعد يحتاج اليها
لانه في اعتقاده قد وصل لمقام يفوق مقام الانبياء والرُسل
ولم يفهموا أن التقوى هي أساس
بناء الصالحين
فكل من آمن واتقى وصدق بالحسنى
كان من أولياء الله الصالحين وعلى رأسهم صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم
والتابعين لهم بأحسان في القرون
الثلاثة الأولى وما بعدها ممن إتبع المنهج
الصحيح وهو الكتاب والسُنة
أما من إدعى أنه ولي لله ومن الصالحين
ولم تنطبق عليه شروط أولياء الله الحقيقيين
فنستطيع أن نقول وبكل ثقة في الله
أن هؤلاء هم اولياء الشيطان
لانهم لم يفهموا ولم يتدبروا كلام الله
الله الّذي فسّر لنا معنى الوليّ فقال:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} ؟
أي:
إنّ الّذين حقّقوا توحيده والإيمان به
ولم يُشركوا به شيئا،
{وَكَانُوا يَتَّقُونَ}، فما من شيء أمرهم
إلاّ فعلوه، وما من شيء نهاهم عنه إلاّ اجتنبوه،
وإن زلّت بهم الأقدام وضلّت بهم الأفهام تابوا إليه واستغفروه
:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف:196].
فالصّالحون من عباد الله هم أولياؤه،
وأهله وأحبّاؤه.
ولكن اخوتنا الكرام
عندما إبتعد أكثر الناس عن فهم صفات الصالحين
اضاعوا ما وعدهم الله به من الامن :
{لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}
فصاروا
أشدّ النّاس هلعا، وأكثرهم فزعا،
وأشدّهم في الحياة طمعا،
يُفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين
ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكرون.
{وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}
فصار كثير منهم
مثالا للحزن والشّقاء، تحت حرّ البأساء والضرّاء.
فكانوا لاتنطبق عليهم هذه الآية الكريمة:
{يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[آل عمران: من الآية104].
ففي هذا الزمن بعد ما كثُرت الفتن
والشِرك بالله وإتخاذ القبور وسُكانها أساس
لقضاء الحوائج
ظهرت فئة تُطلق على نفسها أو على شيوخها
وصف ولقب ( ولي صالح )
ومن فئة ( أولياء الله الصالحين )
والأصح أن هؤلاء هم أولياء ولكن ليسوا أولياء الله
بل أولياء الشيطان .....
فإين هؤلاء أولياء الشيطان
من أولياء الله تعالى
الّذين تنبعِث من وجوههم أنوار الطّاعة،
وتباشير الصّلاح،.....؟
قال ابن عبّاس رضي الله عنه:
أولياء الله تعالى الّذين إذا رُؤوا ذُكِر الله تعالى "[1].
أولياء الله الّذين إذا أقسموا على الله أبرّهم،
وإذا استنصروه نصرهم.
وهم أولياء الله الّذين قال فيهم
المولى تبارك وتعالى
في الحديث القدسي الّذي رواه البخاري:
(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ،
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ
إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي
يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ،
وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا،
وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،
وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )).
فكيف السّبيل إلى بلوغ ولاية الله عزّ وجلّ ؟
وقد قسّم أهل العلم طرق لبلوغ
مقام الولاية لله سبحانه وتعالى والتقرب منه
الباب الأول
الأيمان
هو الأيمان المُطلق بالله سبحانه وتعالى
فمن صفة اولياء الله هو إيمانهم وتقواهم
والباب الثاني
العلم الشرعي
وهو العِلم الشرعي الذي من خلاله
يتم معرفة توحيد الله وفهم التشريعات
حتى تتم العبادة والدعوة الى الله على بصيرة
حيث قال تعالى :
، ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
المجادلة
الباب الثّالث :
العبادة الخالصة لله
العبادة والإكثار منها .. العبادة التي
من أجلها خُلِق ابن آدم،
العبادة الّتي جعلها الله أجمل حلّة وأفضل وسام،
وأشرف منزل وأعظم مقام،
وكفى بها شرفا أنّها تُدخِلُك في زمرة
من ناداهم المولى تعالى قائلا:
{يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:68]..
كفاها شرفا أنّك تدخل بها تحت
من وصفهم بقوله:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[البقرة: من الآية186]،
حتّى يأتيَ نصر الله وانتصاره:
{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105].
وحتّى ينادى نداءً طال انتظاره:
{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}
أقوال علماء أهل السُنة والجماعة
في مسألة ومفهوم الأولياء
نأتي أخوتنا الكرام
لأقوال العلماء الأفاضل في مسألة
مقارنة أولياء الشيطان
بأولياء الله والتفريق بينهم
ليعلم المسلم حقيقة الأمر من أن عباد الله
المخلصين هم أولياء الله الذين لاخوف عليهم
ولا هم يحزنون
أما أولياء الشيطان الذين يدعون للشرك بالله
فمأواهم جنهم وبئس المصير
وهنا أقوال بعض أهل العلم من اهل السُنة والجماعة
في التعريف بالفروقات الشاسعة بين
الحق والباطل وبين الصادق والكاذب
وهذا شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله
في كتابه
( الفرقانُ بينَ أولياءِ الرَّحمَنِ وأولياءِ الشَّيْطانِ )
( الجزء الحادي عشر)
في التفريق بين أولياء الله وأولياء الشيطان
قوله :
: وإذا عرف أن الناس فيهم
‏( ‏أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )
فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء كما
فرق الله ورسوله بينهما
فأولياء الله هم المؤمنون المتقون
كما قال تعالى‏:‏
‏{‏‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ‏}‏‏ ‏[‏يونس ‏:‏62‏-‏ 63‏]‏‏
.‏ وفي الحديث الصحيح الذى رواه البخاري
وغيره عن أبى هريرة رضى الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏يقول الله‏:‏ من عادى لي ولياً
فقد بارزنى بالمحاربة أو
فقد آذنته الحرب وما تقرب إلي عبدي
بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي
يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به،
وبصره الذى يبصر به، ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشى بها، فبي يسمع، وبي يبصر،
وبي يبطش، وبى يمشى‏.‏ ولئن سألني لأعطينه،
ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت
عن شىء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس
عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته
ولا بد له منه‏" وهذا أصح حديث يروى
في الأولياء،
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه من عادى
ولياً لله فقد بارز الله بالمحاربة ‏.
‏ وفي حديث آخر‏:‏
وإني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب‏
‏‏ أي آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذ
الليث الحرب ثأره،
وهذا لأن أولياء الله هم الذين آمنوا به
ووالوه، فأحبوا ما يحب وأبغضوا ما يبغض،
ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط،
وأمروا بما يأمر ونهوا عما نهى،
وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا
من يحب أن يمنع، كما في الترمذى
وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏
‏أوثق عرى الإيمان‏:‏ الحب في الله والبغض في الله‏
وفي حديث آخر رواه أبو داود قال‏:‏ ‏‏
‏ومن أحب لله وأبغض لله
وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان
. و ‏( الولاية‏ )
ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب،
وأصل العداوة البغض والبعد‏.‏
وقد قيل‏:‏
إن الولي سمى ولياً من موالاته للطاعات
أي متابعته لها، والأول أصح‏. ‏‏
كان ولى الله هو المرافق المتابع له
فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه
ويأمره به وينهى عنه كان المعادى
لوليه معادياً له كما قال الله تعالى‏:‏
‏{‏‏لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ‏}‏‏ ‏....‏الممتحنة‏:‏ 1‏
فمن عادى أولياء الله فقد عاداه،
ومن عاداه فقد حاربه، فلهذا قال‏:‏ ‏‏
‏ومن عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة‏
‏‏‏.‏ وأفضل أولياء الله هم أنبياؤه
، وأفضل أنبيائه هم المرسلون منهم،
وأفضل المرسلين أولو العزم‏:‏
نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى‏:‏
‏{‏‏شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً
وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى
أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا‏}‏‏ ... الشورى‏:‏ 13
وقال تعالى‏:‏
‏{‏‏وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ
وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ
وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً‏}‏‏ الأحزاب‏:‏ 8-7‏
.‏ وأفضل أولى العزم محمد صلى الله عليه وسلم
خاتم النبيين
وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم
إذا وفدوا، صاحب المقام المحمود
الذى يغبطه به الأولون والآخرون،
وصاحب لواء الحمد،
وصاحب الحوض المورود،
وشفيع الخلائق يوم القيامة
وصاحب الوسيلة والفضيلة،
الذى بعثه بأفضل كتبه وشرع له أفضل
شرائع دينه، وجعل أمته خير أمة
أخرجت للناس، وجمع له ولأمته
، قال الحسن البصري رحمه الله ‏:‏
ادعى قوم أنهم يحبون الله
فأنزل الله هذه الآية محنة لهم،
وقد بين الله فيها أن
من اتبع الرسول فإن الله يحبه،
ومن ادعى محبة الله ولم يتبع
الرسول صلى الله عليه وسلم فليس من أولياء الله،
وإن كان كثير من الناس يظنون
في أنفسهم أو في غيرهم أنهم
من أولياء الله ولا يكونون من أولياء الله،
فاليهود والنصارى يدعون أنهم
أولياء الله وأحباؤه‏.
‏‏ قال تعالى‏:‏
‏{‏‏قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ‏}‏‏
الآية المائدة‏:‏ 18
وقال تعالى‏:‏
‏{وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى
تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ‏}‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏‏وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏‏
البقرة ‏:‏111- 112‏ ‏. ‏‏
وكان مشركو العرب يدعون أنهم
أهل الله لسكناهم مكة، ومجاورتهم البيت،
وكانوا يستكبرون به على غيرهم،
كما قال تعالى‏:‏
‏{‏‏قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ ع
َلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ}‏‏ ‏[‏المؤمنون‏:‏ 66- 67‏]‏،
وقال تعالى‏:‏
‏{‏‏وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ‏}
‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ‏}
‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏30 ـ 34‏]‏
فبين سبحانه أن المشركين ليسوا أولياءه‏.
‏ ولا أولياء بيته، إنما أولياؤه المتقون ‏.
وثبت في الصحيحين
عن عمرو بن العاص رضى الله عنه قال‏:
‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول جهاراً من غير سر‏:
‏ ‏‏"‏إن آل فلان ليسوا لي بأولياء يعنى
طائفة من أقاربه إنما ولى الله وصالح المؤمنين‏
‏‏ وهذا موافق لقوله تعالى‏:‏
‏{‏‏فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ}‏‏
الآية ‏[‏ التحريم‏:‏ 4‏]‏‏.‏
وصالح المؤمنين هو من كان صالحاً من المؤمنين، وهم المؤمنون المتقون أولياء الله‏.
‏ ودخل في ذلك أبو بكر وعمر وعثمان
وعلى، وسائر أهل بيعة الرضوان
الذين بايعوا تحت الشجرة،
وكانوا ألفاً وأربعمائة،
وكلهم في الجنة كما ثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏‏
‏لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة
‏‏ ومثل هذا الحديث الآخر‏:‏ ‏‏
‏إن أوليائي المتقون أيا كانوا وحيث كانوا
‏‏‏. ‏‏ كما أن من الكفار من يدعى
أنه ولى الله وليس ولياً لله، بل عدو له،
فكذلك من المنافقين الذين يظهرون
الإسلام يقرون في الظاهر بشهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وأنه مرسل إلى جميع الإنس، ....
( انتهى كلام أبن تيميه )
فقال الشيخ أبن باز رحمه الله
في الأجابة على سؤال يخص أولياء الشيطان
فكان كالأتي :
السؤال
من العراق في آخر رسالته:
يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي،
ورأيته بنفسي يلعب القمار،
ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقربين،
وحدثني الثقات بأنه يسب الله ورسوله ï·؛،
فلما أنكرت هذا العمل الشنيع
ادعى مريدوه وأصحابه بأن هذه حاله في الظاهر،
أما في باطنه فهو مؤمن،
فما حكم الشرع في مثل هذا؟
الجواب للشيخ أبن باز قوله:
هذا زنديق وليس بمؤمن،
بل مثل هذا من أولياء الشيطان،
فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى،
قال الله سبحانه
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)يونس
هكذا في سورة يونس،
هذه صفة أولياء الله؛ أهل الإيمان والتقوى
في الظاهر والباطن،
وقال
( وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) الأنفال
وفي الحديث الصحيح
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال :
وسَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
جِهارًا غيرَ سِرٍّ يقولُ:
ألا إنَّ آلَ أبِي -يَعْنِي فُلانًا- لَيْسُوا لي بأَوْلِياءَ،
إنَّما ولِيِّيَ اللَّهُ وصالِحُ المُؤْمِنِينَ. ( صحيح مُسلم )
فأولياء الله وأولياء رسوله ï·؛
هم المؤمنون هم أهل التقوى،
فالذي يتظاهر بعدم الصلاة وبعدم الصوم
وبسب الله ورسوله هذا ليس من أولياء الله،
بل هو من أولياء الشيطان،
والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل،
يجب على ولاة الأمور إذا عرفوا مثل هذا
أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن تارك الصلاة كافر،
يستتاب فإن تاب وإلا قتل،
وأما سب الله ورسوله فهذا يقتل
ومن غير استتابة عند جمع من أهل العلم؛
لأن جريمته عظيمة، وقال قوم:
يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
فالحاصل أن هذا الرجل وأشباهه
ليس من أولياء الله، ولكنه من أولياء الشيطان،
والذين يناصرونه ويذبون عنه ويقولون:
إنه في الظاهر هكذا، ولكنه في الباطن مؤمن،
هؤلاء من جنسه،
هؤلاء خبثاء من أولياء الشيطان،
وهم أنصار الشر والفساد،
وهذا من شأن بعض الصوفية المخذولين،
فيجب التنبه لهذا،
وقد قال العلماء رحمة الله عليهم
فيمن يدعى له الولاية، قالوا:
لو طار في الهواء أو مشى على الماء
فلا يعتبر أنه من أولياء الله حتى ينظر
في أعماله، وحتى يوزن بميزان الشريعة،
فإن استقام أمره في ميزان الشريعة،
وعلم أنه مستقيم على طاعة الله ورسوله،
كاف عن محارم الله ورسوله،
فهذا هو المؤمن وهو الولي،
وإن رئي منه ما يدل على فسقه
واقترافه المحارم أو تضييعه الواجبات؛
فهذا دليل على أنه من أولياء الشيطان
وليس من أولياء الله
كما نص على
هذا الشافعي رحمه وأحمد وغيره من أهل العلم.
فالحاصل أن مثل هذا من أولياء الشيطان،
والواجب على من عرف ذلك
أن يرفع بأمره إلى ولاة الأمور حتى
يعامل بما يجب من استتابته وقتله إن لم يتب،
أو قتله مطلقاً إن كان يسب الله ورسوله،
فإن جمعاً من أهل العلم يرون أنه يقتل
من غير استتابة، نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير. انتهى كلام الشيخ بن باز
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نصل اخوتنا الكرام
لتلخيص هذه الخطبة والتى تُعني
بأولياء الله الصالحين الذين تم ذكرهم
في القرآن الكريم وفي السُنة المطهرة
والذين تم تعريفهم لنا من قِبل
علماء أهل السُنة والجماعة
على أنهم هم الأتقياء الأوفياء
لأوامر ونواهي الله سبحانه وتعالى
فكانوا خير من اتقى
وخير من عمل واتبع منهج ونهج
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخير من آمن وعمل صالحاً
فإستحقوا أن يكونوا أولياء الله
فأعطاهم الله من فضله العميم
في الدنيا والاخرة
فلم يأمروا بمنكر
ولم يشركوا بالله
ولم يدّعوا العِصمة أو الكمال
ولم يطلبوا ممن يحيطون بهم
أن يقدسوهم ويتوسلوا لهم لطلب الحاجات
ولم يوصوا ببناء القباب والأضرحة
لزيارتها والتبرك على أعتابها
ولم يخالفوا ما أمر الله به من تشريعات
ولا أحكام ولم يسقطوا فرائض
فُرضت عليهم بحجة أنهم وصلوا للمبتغى
فلا حاجة للعبادة
كما يفعل أولياء الشيطان
فيكفي أن منهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسملم
وكل من إتقى وعمل عملاَ صالحاً
وتقرب به الى الله حتى أتاه اليقين
وولاية الله موافقته بأن تحب ما يحب
وتبغض ما يبغض
وتكره ما يكره وتسخط ما يسخط
وتوالي من يوالي وتعادي من يعادي
ويقول أبن تيمية.
والمراد بولي الله العالم بالله
المواظب على طاعته المخلص في عبادته
. وقال ابن القيم رحمه الله:
فالولاية هي عبارة عن موافقة
الولي الحميد في محابه ومساخطه
(وقال أيضاً رحمه الله:
فولي الله هو القريب منه المختص به
وقال ابن تيمية رحمه الله:
والولاية هي الإيمان والتقوى
المتضمنة للتقرب بالفرائض والنوافل
. وقال أيضاً رحمه الله
فولي الله من والاه بالموافقة له في محبوباته
ومرضاته وتقرب إليه بما أمر به من طاعته
وقال السيوطي رحمه الله:
وهو العارف بالله حسب ما يمكن،
المواظب على الطاعات المجتنب للمعاصي
المعرض عن الانهماك في اللذات
أما أولياء الشيطان
فقد قال الله تعالى فيهم :
قال مبينًا أولياءَ الشيطان
: ï´؟ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ

عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ï´¾ [النحل: 98 - 100]،
وقال - تعالى
-: ï´؟ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ï´¾ [النساء: 76]
، وقال - تعالى
-: ï´؟ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا
إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ
أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي
وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ï´¾ [الكهف: 50
وقال - تعالى
-: ï´؟ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ
وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا
* أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ï´¾
[النساء: 119 - 121]،
وقال – تعالى
-: ï´؟ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا
لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ
وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إ
ِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ
فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ï´¾
[آل عمران: 173 - 175].
فأولياء الشيطان هم
أتْباعُه العاصون لله - عزَّ وجلَّ –
المخالفون لكتابه
ولسُنة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم
- المغرورون بتزيين الشيطان
ووعْده لهم؛
ï´؟ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ï´¾.
فتكفي مخازيهم وموبقاتهم وشركهم
وخزعبلاتهم وخيالتهم المريضة
وهلوساتهم الشيطانية التى تأمرهم
وتوحى لهم أن مقامهم يناهز مقام الأنبياء
بل أكثر من ذلك
حتى صنفوا الكتب والمراجع لتقنين
وبث الخوف والهلوسة والرعب في قلوب
من ضعفت قلوبهم وانحدروا لمستنقع الضعف
والاستكانة والبُعد عن الدين بتشريعاته
وأحكامه وأوصوله
فإصبحوا يلجأؤون لمثل هؤلاء أأمة الشيطان
يتبركون بهم ويستجدونهم وينذرون لهم
ويذبحون لهم الذبائح
بحجة أنهم من أهل الله وأصفيائه وأحبائه
في الوقت نفسه هم من يقولون
كُفرا وشركاً بواحاً فقد قالوا في وصاياهم
ولكن الصوفية خصصوا لولاية الله سبحانه وتعالى أعداداً معينة

في حدود الأربعين أو الثلاثمائة
أو غيرها من الأعداد التي يذكرها المتصوفة
لمن يطلقون عليهم أنهم أولياء الله
وأصبحوا يصفونهم بأوصاف لا تليق
إلا بالله سبحانه وتعالى
حيث ادعوا بأن الأولياء يعلمون الغيب
ويتصرفون في الكون تصرفاً مطلقاً
ويدعون ويستغاث بهم من دون الله
وهذه كلها معتقدات فاسدة دخيلة على الإسلام
جلبها المتصوفة من الطوائف الوثنية الضالة
التي تعبد البشر من دون الله.
ما هي الكرامات وخوارق الأشياء
عند أولياء الله الصالحين
وعند أولياء الشيطان
وما مدى صحتها .......؟
وتوضيح لبعض المصطلحات
مثل خوارق الاشياء والكرامات
وما تعنيه
وقد أوضح العلماء في قولهم :
فقد خلق الله سبحانه وتعالى
هذا الكون وسيره على سنن محكمة مطردة
لا تتعارض ولا تتخلف،
وربط المسببات بأسبابها
والنتائج بمقدماتها وأودع
في الأشياء خواصها، فالنار للإحراق،
والماء للإرواء والطعام للجائع،
ثم هذا النظام الكوني البديع المتناسق
الشمس والقمر والنجوم، وتعاقب الليل والنهار..
كل بنظام محكم، فإذا لم ترتبط الأسباب بنتائجها
وخرقت هذه العادة المألوفة
بإذن الله لمصلحة دينية
أو دعاء رجل صالح،
فهذا الخرق إذا كان لنبي فهو معجزة،
وإذا كان لأناس صالحين
فهو كرامة وهذه الكرامة إن حصلت
لولي حقاً فهي الحقيقة تدخل
في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وتحصل ببركة إتباعه.
وهذه الخوارق إما أن تكون من جهة
العلم بأن يسمع النبي ما لا يسمع غيره أو يرى ما لا يراه
غيره يقظة ومناماً أو يعلم مالا يعلم
غيره حياً وإلهاماً أو فراسة صادقة
لعبد صالح، وإما أن تكون من باب القدرة
والتأثير مثل دعوة مستجابة
أو تكثير الطعام وعدم إحراق النار،
وقد حصل للصحابة رضوان الله عليهم
كرامات من هذا النوع وكانت إما لحاجة
أو حجة في الدين،
ومثال على ذلك اخوتنا الكرام
أن هناك كرامات حدثت للصحابه
رضوان الله تعالى عليهم بدون أن يطلبوها
بالرياضات الروحية كما تفعل الزنادقة الصوفية
بل أتت تكريماً لهم من الله على حُسن ايمانهم
وتقوتهم وصلاحهم ....
إن كرامات أولياء الله
لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى
والولي لله هو المحافظ على الفرائض
والسنن والنوافل، عالماً بأمر الله
عاملاً بما يعلم فمن صفت عقيدته
وصح عمله كان ولياً لله يستحق
إكرام الله له إن شاء، فهذا إذا خرقت له
العادة لا تضر ولا يغتر بذلك ولا تصيبه رعونه،
وقد لا تحصل لمن
هو أفضل منه فليست هي بحد ذاتها
دليلاً على الأفضلية،
فالصديق رضي الله عنه
لم يحتج إليها، وحصلت لغيره من الصحابة،
كما أنه ليس كل من خرقت له العادة
يكون ولياً لله كما أنه ليس كل من حصل
له نِعَمٌ دنيوية تعد كرامة له،
ثالثاً: هناك سؤال مهم في هذا الصدد
وهو لماذا كانت هذه الحوادث من
خرق العادات قليلة في زمن الصحابة
والتابعين ثم كثرت بعدئذ ؟
هذه حوادث صحيحة
وقعت للصحابة رضوان الله عليهم،
وأكثر منها وقع في عصر ما بعد التابعين.
فأهل السنة
لا ينكرون الكرامات كما ينكرها المبتدعة،
وهم يعلمون أن الله الذي وضع الأسباب
ومسبباتها قادر على خرق هذه السنن
لعبد من عباده،
كما أكرم الله سبحانه
أم أيمن رضي الله عنها
عندما هاجرت وليس معها زاد
ولا ماء فكادت تموت من العطش
وكانت صائمة، فلما كان وقت الفطر
سمعت حساً على رأسها فإذا دلو معلق
فشربت منه،
وكان
البراء بن مالك
إذا أقسم على الله أبرَّ قسمه
، وكان
سعد بن أبي وقاص
مستجاب الدعوة،
مشى أمير الجيوش الإسلامية
في البحرين العلاء بن الحضرمي
وجنوده فوق الماء لما أعترضهم البحر
ولم يكن معهم سفن تحملهم
ولكن الصوفية جعلوا مجرد وقوعها
دليلاً على فضل صاحبها
حتى ولو وقعت من فاجر
قالوا هذه كرامة لشيخ الطريقة
أولاً: هذه الخوارق كانت تقع للصحابة
دون تكلف منهم أو تطلب لها أو رياضات
روحية يستجلبون بها هذه الخوارق،
بل تقع إكراماً من الله لهم أو دعاء
يرون فيه مصلحة دينية
إما لحجة أو لحاجة للمسلمين
كما كانت معجزات نبيهم صلى الله عليه وسلم،
يجيب ابن تيمية:
أنها بحسب حاجة الرجل فإذا احتاج إليها
ضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه فيها ما يقوي
إيمانه ويكون من هو أكمل ولاية منه
مستغنياً عن ذلك لعلو درجته
، كما أن عدم وجودها لا يضر المسلم
ولا ينقص ذلك في مرتبته والصحابة مع علو
مرتبتهم جاءتهم هذه الخوارق إكراماً لهم
أو لحاجة في الدين، وكثرتها في
المتأخرين دليل على ما قاله ابن تيمية
أو لتطلبهم إياها بالرياضة الروحية.
ثانياً
إن معجزة هذا الدين الكبرى
هو القرآن الكريم الذي أنزله الله على
قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما
طلب منه صلى الله عليه وسلم
معجزات مادية رفض ذلك
لأن هذا ليس هو منهج هذا الدين
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الطلب،
قال تعالى:
( وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ
الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ
نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا
أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ
أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ
وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا
نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي
هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولا( الاسراء 93(
ومن اشهر الكرامات
والخزعبلات التى يتفوه بها مريدي
أولياء الشيطان الذين فاقوا كل تصور
وضربوا بعرض الحائط التوحيد
وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث خاض فيه أيضاً الشعراني،
عبد الوهّاب بن أحمد بن علي الأنصاري
المشهور بـالشعراني
وهو من علماء الصوفية وكبيرهم وناقل
ومؤيد لكذبهم وخيالاتهم التى يسمونها كرامات
إنها جرائم حشدها الشعراني
في طبقاته على أنها كرامات
لأولئك الذين زعم كذباً
أنهم أولياء أقل ما فيها الاستهانة
بجرائم اللواط والزنا والشذوذ الجنسي
- كما يسمى في عصرنا –
ومن هؤلاء السيد البدوي
الذي تتم عبادة قبره وشد الرحال إليه
فقد نشر أحد أتباع البدوي كرامات هذا
المُدعي وأظهرها على أنها من معجزاته
ليرهب بها أنصاره ومريديه
منها :
يقول محمد عثمان البرهاني في كتابهِ
«تبرئة الذمة في نصح الأمة»
وهذا الكاتب من مريدي البدوي فنقل
عن السيد البدوي قوله :
«دعا الله بثلاثِ دعواتٍ،
فأجاب الله دعوتين
وأبطل الثالثة؛
دعا الله أن يشفّعهُ في كل من زار قبره،
فأجابَ الله ذلك،
( فكيف بالله عليكم اخوتنا الكرام
يدعوا ولي الشيطان هذا أن يشفع
لكل من زار قبره وروضته ويتمسح بهما )
فهل وصل به التبجح أن أعطى لنفسه حق الشفاعة
والتى يقول عنها الله سبحانه وتعالى
( لايشفع عنده الا بأذنه )
فهل هذا من الدين ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم
في رفض البدعة وعدم اتباعها ...)
ويستكمل الكاتب ويقول
ودعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره،
فأجاب الله ذلك، ودعا الله أن يدخله النار
، فرد الطب، فسألوا: لمـاذا؟
فقال: لأني لو دخلتها فتمرغت فيها
تصير حشيشاَ أخضر،
وحقٌّ على الله ألا يعذّب بها الكافرين......
فأي كذب وزور وبهتان يقوله ولي الشيطان هذا
هاهو الان يكذب على الله سبحانه وتعالى
ويوهم اتباعه أن مقامه أكبر من مقام الانبياء والرٌسل
والملائكة مجتمعه ....!!!!!!!!
اخوتنا الكرام
بالرغم من وضوح الرؤية والحقيقة
في عدم اتباع البِدع والاهواء والانحرافات
والشركيات والجماعات التى حادت عن طريق
اهل السُنة والجماعة التى تتخذ
كتاب الله وسُنة رسوله منهج وطريق لهم
بالرغم من وجود احاديث صحيحة
وآيات واضحة تبين بطلان الانحرافات
والاختلافات واتخاذ القبور والمقبورين
والاستجداء لغير الله
بالرغم من ذلك يظهر من يعارض
هذا التوجه الرباني الصحيح
من علماء يًحسبون على الدين من الازهر
وعلى رأسهم شيخ الأزهر وهو
يزور قبر البدوي برفقة وزراء عرب
وهنا يقول أحد تُبع البدوي ومريديه
عن هذه الزيارات بقوله :
وعلي الرغم من تلك الفتاوي والأصوات
الشاذة يتوافد أحباب آل البيت
هنا إلي ضريح السيد البدوي
طلبا للمدد من شيخ العرب.
وكان آخره زيارة الدكتور شوقي علام
مفتي الجمهورية
وبرفقته وزير الأوقاف الفلسطيني الجديد،
يوسف إدعيس والدكتور
عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ
الطرق الصوفية إلي مقام
«شيخ العرب» بالمسجد الأحمدي
في مدينة طنطا، لتأدية صلاة الجمعة وزيارة الضريح .
هنا في رحاب المسجد الأحمدي
تستشعر المكانة الخاصة للسيد أحمد البدوي
في نفوس المصريين،
حيث يتوافد ملايين الزوار
علي مدار العام إلي المسجد الأحمدي
بمدينة طنطا طلبا للمدد
وطمعا في قضاء الحاجات،
وتقيم المشيخة العامة للطرق الصوفية
كل عام مولدا للسيد البدوي يحضره
)الله اكبر اخوتنا الافاضل )
اذا كان أحد علماء وصاحب دار الأفتاء
يزور ضريح البدوي ويلتمس منه
البركة والمدد والعون وقضاء الحاجة
ويعلنها جهاراً نهاراً
فكيف بالعوام الذين يتبعون هؤلاء المتعالمين
ويسيرون على مسيرهم ......؟
. أبوالحسن الشاذلي
يقول بن بطوطة عن كرامة
أبي الحسن الشاذلي:
«أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه
أبي العباس المرسي،
أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة،
ويجعل طريقه على صعيد مصر،
ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده،
إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف،
ويعود على الدرب الكبير إلى بلده،
فلما كان في بعض السنين،
وهي آخر سنة خرج فيها، قال لخادمه:
استصحب فأساً وقفة وحنوطاً،
وما يجهز به الميت فقال له الخادم:
ولم ذا يا سيدي؟ فقال له:
في حميثرا سوف ترى.
حميثرا في صعيد مصر
، في صحراء عيذاب، وبها عين ماء زعاق،
وهي كثيرة الضباع.
ويكمل بن بطوطة: «فلما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن،
وصلى ركعتين،
وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك، وقد زرت قبره

مكتوب عليه اسمه ونسبه متصلاً بالحسن بن علي رضي الله عنه
حتى بعض علماء الازهر يحتفون بكرامات
الشيخ الشاذلي في كتاب .
فى كتاب «درة الأسرار»،
للدكتور عبدالحليم محمود
، شيخ الأزهر الأسبق،
يحكى عن كرامات الشيخ الكثيرة
ويحتفى به في كتابه، مؤكداً أن:
«له من العلم الكثير»،
ومن إحدى الكرامات
التي ذكرها الشيخ في كتابه
أنالله كلّمه على جبل زغوان
أي أن الله سبحانه وتعالى

كلّم الشاذلي بدون حجاب.......!!!!!!
، وهو الجبل الذي اعتكف الشاذلي على قمته،
وتحنّث.
وهذه احدى خزعبلات واكاذيب
ولي الشيطان ابراهيم الدسوقي
الذي له ضريح وقبر وروضه يفد اليها
الزوار وعُبّاد القبور ليتمسحوا به
في مصر
حيث نُسب له كرامات خيالية
أن تمساح النيل -كان منتشرا في نهر النيل بمصر في ذلك الوقت –

خطف صبيا من على شاطئ قرب منزل الدسوقي هذا
فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد
، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل:
«معشر التماسيح، من ابتلع صبيًا فليعيده»
، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-
، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حيًا
في وجود الناس، وقال للتمساح:
«مت؛ فمات في حينها...!!!!!!!!!
وهذا ولي الشيطان المشهور ب المرسي أبو العباس
والمشهور أنه مُطلع على أسرار الكون
يحكى مريدى المرسى أبوالعباس
وريث الطريقة الشاذلية
من أبا الحسن الشاذلي أنه
كان لديه قدرة على معرفة ما يدور
فى خاطر الرجل أمامه فيخبره به،
وأنه يفكر فى كذا وكذا،
ويقول أبو العباس عن نفسه:
(والله ما سار الأولياء والأبدال من قاف حتى يلقوا واحداً مثلنا،

فإذا لقوه كان بغيتهم، ثم قال:
وبالله لا إله إلا هو، ما من ولي لله كان
أو كائن إلا وقد أطلعني الله عليه
وعلى اسمه ونسبه وكم حظه من الله
أخوتنا وأحبتنا في الله
لابد أن نقول لأنفسنا قبل أن نكتب وندعوا
وننصح الاخرين ، نقول كلمة تذكرنا بحالنا
وهي أن نعبد الله على بصيرة
أي على علم بتوحيده سبحانه وتعالى
وعدم الاشراك به وإتباع نهج ومنج
الرسولصلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار
ونبذ كل ما من شأنه فيه بِدع وابتداع
واتباع لغير من فهم الكتاب والسُنة
وما عملوا به أهل السُنة والجماعة من السلف الصالح
ولنحذر ممن يتقول على الله وعلى رسوله
بأدعاء الولاية وأنه ولي صالح
ينفع ويضر ويجلب الحبيب ويشفي المريض
ويأتي بالرزق ويُصلح الاحوال
فهؤلاء هم أولياء الشيطان
فنحذر منهم ومن قبابهم وقبورهم وروضاتهم
فإن اتبعناهم فقد أشركنا بالله
وكفرنا بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
اخوتنا الكرام
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا
من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اللهم تقبّل منّا والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم أجعلنا ممن يفعلون مايقولون
ولا تجعلنا ممن لايطابق قوله عمله
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ
وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك ولايتقيك ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها


المواضيع المتشابهه:


 
 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )



التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 01-21-2022 الساعة 05:21 PM

6 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (01-08-2022),  (03-29-2022),  (04-13-2022),  (03-30-2022),  (01-08-2022),  (04-10-2022)