==((نجوم وهج ))==
أفضل مشارك : أفضل كاتب :
بيانات الجوري
اللقب
المشاركات 149691
النقاط 123459723
بيانات شمس الاصيل
اللقب
المشاركات 91472
النقاط 2147483647


العودة   منتديات وهج الذكرى > ღ القـسم الاسـلامي ღ > نفحــات ايمانيـة

نفحــات ايمانيـة يختص بالمواضيع الاسلامية العامة على منهج أهل السنة والجماعة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 04-29-2019
اندبها غير متواجد حالياً
اوسمتي
وسام الكاتب المميز الوسام الاول اجمل حصري مسابقة اندبها مسابقة اندبها 
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل : Dec 2012
 فترة الأقامة : 4103 يوم
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم : 888890339
 معدل التقييم : اندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond reputeاندبها has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً )











المنبر خطبة تمهيدية للرسول صلى الله عليه وسلم )
طاعة ولي الأمر
( حقيقة شهر رمضان )
( أمانة تربية الأبناء )
( أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر )
(هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ )
( خًطبة العيد ) ( تقبل الله مِنّا ومنكم )
(فلنحذر من هذه الصفات ) (الحسد)
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات)(البيوع المحرمة)
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( التدابر والهجران )
المنبر ( متجدد أسبوعياً ) ( فلنتخلق بهذه الأخلاق ) ( وكونوا عباد الله إخوانا )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا .. التقوى ها هنا )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( الى الذين يشتهون أكل لحم بعضهم بعض )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات) ( التباغض )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( كلمة التوحيد( 1 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( كلمة التوحيد( 2 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( الولاء والبراء )
‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) ( إحسان الظن بالله 1 )
‫المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ) (مخاطر سوء الظن بالله 2 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( عند الجوائح لاينفع الاّ الدعاء لرفعه)
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 1 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) سب الله والدين كُفر بواح....فأنتبهوا ( 2 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إن كنت تحب الرسول صلى الله عليه وسلم .... فلا تحتفل ببدعة مولده
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) كُن قدوة حسنة للناس ...واعمل بما تقول ...واحذر من النفاق
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) هل تصح إطلاق صفة أولياء الله على كل من هب ودب ..؟
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 1 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إصلحوا ذات بينكم ... وبين الناس تفوزون برضى ربكم ( 2 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ......1
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أطفالنا في صًحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ).....(. 2 والأخير )
لمنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أسعوا لتحصيل العلم قبل أن ينزعه الله من صدور العلماء )
المنبر ( متجدد أسبوعياً ) الميراث ( الاعتداء على حق المرأة واليتيم في الميراث ) ( 1 )
المبنر ( متجدد أسبوعياً ) الميراث ( ( فريضة الميراث وحقوقها وأحكام توزيعها لمستحقيها .... ) ( 2 )
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) إحذروا عدم رضى الله عنّا في هذا الزمن.....










( خطبة تمهيدية للرسول صلى الله عليه وسلم )


كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يبتدئ
خطبته بما يعرف بــ " خطبة الحاجة "
وهي أحسن ما ورد في حمد الله والثناء عليه .
ولفظها :
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)
( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

الاخوة الكرام
نلتقي مُجدداً وكلنا طمع في أن تكون أعمالنا
خالصة لوجهه الكريم وتُكتب لنا لا علينا
فقط حينما نجعل ما نكتب وما نملأ به صفحاتنا
يكون لله وبالله ولأصلاح حالنا وأحوالنا
عندها نكون بالفعل نطمع وندعوا الله أن تكون اعمالنا
خالصة لوجهه الكريم ، لاننا نريد من فعلها ان ننشر
الكلمة الطيبة والنصيحة الهادفة التى تساهم في رأب الصدع
في ما بيننا وما بين انفسنا ، فتستكين قلوبنا وتعطي
ما أراد الله بها من عطايا جليلة عظيمة تنطبق
على مُراد الله لنا
وهو العباده له وحده
وإتباع ما أرشدنا اليه من طريقة للعبادة
والتقرب والتوسل لله
عن طريق منهاج ورسالة
رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
ففي قوله تعالى في سورة الذاريات :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
(56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ
(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات
وقوله تعالى :
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
أما أن نُغرّد في اسراب منفصلين
عن ديننا وعن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم
ومنهاجه الذي إرتضاه الله لنا ونخالفه ونشاقق
ولا نتبع سبيله صلى الله عليه وسلم
ولا سبيل المؤمنين من صحابته الابرار ...
نكون قد ساء مصيرنا ونكون لجهنم حطباً
ونطعن في اقواله واعماله ونتبرأ منها
ونتبع سُبل الكافرين واعوانهم من بني جلدتنا
الذين ارادوا هدم ديننا بفلسفاتهم
وانحرافاتهم وهمجيتهم
وتأويلهم والشطط في تفسيراتهم
حتى أتوا بمنهج مغاير تماما لما جاء به
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ......
فحينما نتبع تغريدات الأسراب المختلفة الناعقة
ونقول بعدها اننا نعمل لله وبالله
فهذا غير صحيح ، والله سيكون
شاهد على مااقترفت ايدينا
وتنطبق علينا آياته الكريمة في قوله تعالى:
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115) النساء
اخوتنا الكرام
أردت بتوفيق من الله أن أعمل عملاَ أحسبه طيبا ومهماً
وهو نصب منبر أسبوعي وتحديداً كل يوم جمعة
لنعيش فيه لحظات تُذكرنا بما فعلنا طيلة الاسبوع
ونسترشد ونتدارس ونعيش اجواء صلاة الجمعة
وسيكون التحدث فيها بموضوع
مختلف في كل اسبوع لمواكبة
مانحتاجه من نصح وارشاد وتعلم وفهم وبيان
واصلاح ذات البين والدعوة لله على بصيرة
ولكن ما أراده الله كان
حيث أني لم أستطيع أن
أنشر هذه الخطبة يوم الجمعة الماضية
وذلك لسوء الأتصالات والأنقطاع المستمر
لوسائل الأتصال
ولكن لابأس حتى في وسط الأسبوع
فسيؤدي نشره للرسالة المرجوه ...
وقبل كل شيء اخوتنا الكرام
اردت في هذه الجمعة ان نستفتح
اول خطبة في منبرنا هذا
ستكون مُفصّلة وفيها من الأضافات المهمة
لبيان اهمية خُطب الجمعة
وكيف جاءت ومعلومات تاريخية
عن المنبر وما دار الحديث حوله من تفسيرات لغوية
ورسالته وحتى تصميماته الحقيقة الشرعية
فنقول والله المستعان:
تعريف المنبر
المعجم: القاموس المحيط
1. مِنْبَرٌ
جمع : مَنَابِرُ . ن ب ر.
صَعِدَ الخَطِيبُ المِنْبَرَ : مَحَلٌّ مُرْتَفِعٌ ،

أَوْ كُرْسِيٌّ مُرْتَفِعٌ يَعْتَلِيهِ الخَطِيبُ وَيَتَحَدَّثُ مِنْهُ إِلىَ الجَمْعِ .
مِنْبَرُ العَدَالَةِ : مَكَانُ جُلُوسِ القَاضِي .
مِنْبَرُ الرَّأْيِ :-: مُنْتَدَى.لأبداء الأراء..
ففي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه
قوله صلى الله عليه وسلم:
مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ
المعجم: اللغة العربية المعاصر
2. ‏ منبر ‏
‏ المكان المرتفع في قبلة المسجد
المعد ليخطب عليه الإمام ‏
أما في معجمالمصطلحات الفقهية
3. مُنبر
محل مرتفع يعتليه الخطيب
فيكلم منه الجمع ،
جمع : منابر .
المعجم: الرائد
4. المِنْبَرُ
المِنْبَرُ : مِرَقاة يرتقها الخطيبُ
أو الواعظُ في المسجد . والجمع : مَنَابرُ .
مِنْبَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ايضاحات حول منبره صلى الله عليه وسلم:
وهذا وصف لأحد العلماء لمنبره
صلى الله عليه وسلم
فمنبره له درجاته ثلاثٌ،
يرتقيها حبيبنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم؛
مُعلِّمًا ومُربِّيًا لخير جِيل في تاريخ الإسلام،
كانت لكلماته صداها في قلوب أصحابه،
يتلقَّون هَدْيَه، ويأتمرون بأمره، ويقفون عند نهيه؛
امتثالًا لقوله تعالى
: ï´؟ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ï´¾
آل عمران 31
فينطلقون بعدها مناراتِ هدى في أنحاء المعمورة،
رُسَل سلام ورحمة لدِين الرَّحمة؛ ليُخرجوا
العِبادَ مِن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد،
في وقت تَيَهان البشرية في ظلام الجهل
والشِّركِ والعبوديَّة للبشر والحجَر.....انتهي
ذكر بداية صنع المنبر او وضعه له
ففي بداية خُطب النبي صلى الله عليه وسلم
اذا خطب في الناس
في بادئ الأمر كان عليه الصلاة والسلام
يَخطب في أصحابه وهو قائم على قدميه،
فإذا أطال الوقوفَ وأحسَّ بالجَهد والتَّعب،
استند على إحدى سواري المسجد،
التي كانت من جذوع النخل.
فلما كَثُر وفودُ الناس إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم
وازداد عددُ الداخلين في دين الإسلام،
كان مُقابِلهُ كثرة قيام النبي صلى الله عليه وسلم
لهم ليعظهم ويعلِّمهم أمور دينهم؛
فبرزت هناك فِكرة المنبر،
الذي تتحقَّق فيه فائدتان:
صعود النَّبي صلى الله عليه وسلم على
مكان يستطيع جميعُ الصَّحابة المتحلِّقين حوله
بأعدادهم الكبيرة مشاهدةَ النبيِّ
والاستماع إليه بقلوبهم وأسماعهم
ومتابعته صلى الله عليه وسلم
بالقلوب والأفئدة والابصار.
عن ابن عمرَ رضي الله عنهما:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطُبُ
إلى جذع، فلما اتَّخَذ المنبَرَ تَحَوَّل إليه،
فحَنَّ الجذع، فأتاه فمسح يدَه عليه؛
(مختصر صحيح البخاري )
ومن هنا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم
قبل أن يتخذ منبر ذو درجات
كان يخطب على جذع نخله
خشبة تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وأما الجِذع الذي ضَرَب أروعَ الأمثلة في حبِّه؛
فلمَّا فارق النبيُّ صلى الله عليه وسلم الجذعَ،
وعمدَ إلى الذي صُنع له، جَزِع الجذعُ فحَنَّ كما
تحن الناقة حين فارقه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
وقد كان جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقولُ:
كان المسجدُ مسقوفًا على جُذوع من نخل،
فَكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذا خَطَبَ
يقومُ إلى جذع منها، فَلمَّا صُنع له المنبَرُ
وكان عليه، فَسمعنا لذَلك الجذعِ صَوتًا
كصَوت العشار، حتى جاء النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
فَوضَع يدَه عليها فَسكنت"؛ ( البخاري )
قصة بناء المنبر
ففي قصته تعددت الروايات عن بداية فكرة صنع المنبر
والمهم هو ظهور الحاجة للمنبر وبالتحديد
عندما كثرة الوفود الأتية للنبي صلى الله عليه وسلم
لتتعلم امور دينها ، فكانت الحاجة للمنبر
وبطريقة تمكن النبي صلى الله عليه وسلم من التحدث
اليهم ومتابعتهم له بقلوبهم وبأبصراهم وجهاً لوجه
بالأضافة أن الخطب والتحدث للناس
يتطلب وقت ووقوف للنبي صلى الله عليه وسلم
في الوقت الذي أصبح يشق عليه
صلى الله عليه وسلم
الوقوف المستمر
من هنا اصبح بناء المنبر امر مهم لأراحته
صلى الله عليه وسلم
فقد قال البخاري عن بناء المنبر:
حَدَّثَنَا خَلَّادٌ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُالوَاحِدِ بنُ أَيْمَنَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ: أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أَجْعَلُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ؛
فَإِنَّ لِي غُلَامًا نَجَّارًا؟ قَالَ: ( إِنْ شِئْتِ )
فَعَمِلَتِ المِنْبَر؛ (رواه البخاري(
أما من أي شيء تم صنع
المنبر النبوي:
تفيد الروايات الصَّحيحة أنَّ المنبر النبويَّ
صُنع من خشب الطرفاء أو الأثل،
وعن أبي حازم بن دينارٍ،
أنَّ رِجالًا أتَوا سَهل بنَ سَعدٍ السَّاعِديَّ،
وقَد امتَرَوا في المنبَر ممَّ عودُه، فَسَألوه عَن ذَلك،
فَقال: والله إنِّي لأعرفُ ممَّا هو، ولقَد رَأيتُه أوَّل يَومٍ وُضعَ،
وأوَّل يَومٍ جَلَسَ عَليه رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
أرسل رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى
فُلانةَ - امرَأةٍ من الأنصار قَد سمَّاها سهلٌ -:
( مُري غُلامك النَّجَّارَ، أن يَعمل لي أعوادًا،
أجلسُ عليهنَّ إذا كلَّمتُ النَّاس )؛ فَأمرَته،
فَعملها من طَرفاء الغابَة، ثُمَّ جاء بها،
فَأرسلتْ إلى رَسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
فَأمرَ بها فَوُضعت ها هنا، ثُمَّ رَأيتُ
رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى عليها وكبَّرَ
وهو عليها، ثُمَّ رَكع وهو عليها،
ثُمَّ نزَل القَهقَرَى،
فَسجَدَ في أصل المنبَر ثُمَّ عاد، فَلمَّا فَرَغَ أقبَل
على النَّاس، فَقال:
( أيُّها النَّاسُ، إنَّما صَنعتُ هذا لتَأتَمُّوا ولتَعَلَّموا صَلاتي )؛
صحيح البخاري
ذكر عدد درجات المنبر:
عدد درجات المنبر ثلاث درجات ( درجتان ومقعد )
أرسل رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى امرَأةٍ
قال أبو حازمٍ: إنَّه ليُسمِّيها يومئذٍ -:
( انظُري غُلامك النَّجَّارَ، يعمل لي أعوادًا أُكلِّمُ النَّاس عليها ) ؛
فَعمل هذه الثَّلاثَ دَرَجات ....رواه مسلم
من فضائل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
( 1 ) روى الإمام أحمد بسند صحيح
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
( منبري على تُرعة من تُرع الجنَّة ).
وأما التّرعة قيل هي :
المكان المرتفع ومعناه على باب من أبواب الجنة
( 2 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ما بين بيتي ومنبري روضةٌ مِن رياض الجنَّة،
ومنبري على حوضي )؛ متفقٌ عليه.
ومعناه: أنَّ منبره يُنصب على حوضه.
وقيل: إنَّ حوضه في المحشر فوق مكان منبره في الأرض.
( 3 ) عن أُم سلمةَ رضي الله عنها،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إنَّ قوائم منبري هذا رواتب في الجنة )؛
رواه أحمد والنسائي واللفظ له.
ومعنى رواتب: دائمة ثابتة.
ومن الأحكام الفقهية عند المنبر:
تعظيم إثم الحلف كذبًا عنده باللعن والنار:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال
: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم:
( مَن حلفَ على يمين آثمة عند منبَري هذا،
فليتَبوَّأ مقعده من النار، ولو على سواك أخضَر).
رواه ابن ماجه واللَّفظ له،
وابن حبان في "صحيحه"، لم يذكر السواك،
صحيح الترغيب والترهيب
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( مَن حلف عند منبري هذا بيمين كاذبة يستحلُّ
بها مالَ امرئ مسلم، فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه عدلًا ولا صرفًا )؛ رواه النسائي.
هنا يتبين اخوتنا الكرام مدى حرمة منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشديده على من يقف
على المنبر لايقول الا الصدق ولايكذب على الله
او على رسوله صلى الله عليه وسلم
ذكر المنبر عبر التاريخ:
وهنا لمحة بسيطة لتاريخ منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما أُحدث له من تغيرات وتبديلات حتى اصبح
شكله وتصميمه مُبالغ فيه فخرج عن سُنة النبي
والصحابة في بناءه والحرص على رسالته وبيانه
( 1 ) كان المنبر على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
وخلفائه الرَّاشدين يتكوَّن من درجتين ومقعد، كما سبق ذلك.
( 2 ) ولما انتقل الأمر إلى الدولة الأمويَّة،
زاد معاويةُ بن أبي سفيان في المنبر
فجعله ست درجات ومقعدًا.
( 3 ) ولما انتقل الأمر إلى الدولة العباسية ،
قام بعض الخلفاء بتجديد المنبر نظرًا لتقادم صناعته.
( 4 ) في عام 654هـ احترق المسجدُ النبويُّ الشريف
واحترق المنبر أيضًا، فأرسل الملك المظفر
صاحب اليمن منبرًا جديدًا له رمَّانتان، فنصب في
موضع المنبر النبويِّ الشريف،
وبقي عشر سنوات يُخطب عليه.
( 5 ) وفي سنة 664هـ أرسل الظَّاهر بيبرس
البندقداري منبرًا جديدًا، فقلع منبر صاحب اليمن،
ونصب منبر الظاهر محلَّه،
وخُطب عليه حتى سنة 797هـ؛
حيث بدأ فيه أكل الأرضة.
( 6 ) في عام 797هـ أرسل الظاهر برقوق
منبرًا جديدًا، حلَّ محل منبر الظاهر بيبرس.
( 7 ) في عام 820 هـ أرسل المؤيد شيخ
منبرًا جديدًا، حلَّ محل منبر الظاهر برقوق.
( 8 ) في عام 886 هـ احترق المسجد النبوي
فاحترق منبر المؤيد شيخ معه،
فبنى أهلُ المدينة منبرًا بالآجُرِّ طلي بالنورة،
ووضع في محله ظنًّا منهم صواب وضعه.
( 9 ) في عام 888 هـ أرسل الأشرف قايتباي
منبرًا من الرخام، فأزيل المنبر الذي بناه أهلُ المدينة،
ووُضع مكانه.
ذكر منبر السلطان مراد،
وهو المنبر الحالي في المسجد النبوي:


في عام 998 هـ أرسل السلطان مراد العثماني
منبرًا مصنوعًا مِن الرخام جاء في غاية الإبداع،
ودقَّة صناعته، وروعة زخرفته ونقوشه،
وطُلي بماء الذَّهب، يتكوَّن من اثنتي عشرة درجة؛
ثلاث خارج الباب، وتسعٌ داخله،
تعلوه قُبةٌ هرميةٌ لطيفة،
محمولة على أربعة أعمدة مضلعة
رشيقة من المرمر، وبابه مِن الخشب القرو،
يتكوَّن من مصراعين مزخرفين بزخارف هندسيَّة
إسلامية، مدهون باللون اللوزي الجميل،
وفوق شرفات هنَّ آية في الروعة،
كتب في وسطها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله".
وحاليًّا يتم العناية به عناية فائقة، ووُضع عليه
ورق شفَّاف لحمايته من اللَّمس؛
حفاظًا عليه، وليبقى شاهدًا على دقَّة الفن الإسلامي،
وأحد أعاجيبه الباقية.
وأما منبر قايتباي، فقد نُقل إلى مسجد قباء،
وبقي فيه حتى عام 1408؛ حيث تمت التوسعة الكبرى
لمسجد قباء، فاحتفظ به في مكتبة الملك عبدالعزيز،
ووُضع منبر السلطان مراد مكانه،
وهو الموجود في المسجد النَّبوي الشريف الآن.
أقوال العلماء في مسألة تطويل المنابر وتغييرها
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في فتح الباري:
والصحيح : أن المنبر كانَ ثلاث مراق ،

ولم يزل على ذَلِكَ في عهد خلفائه الراشدين
، ثُمَّ زاد فيهِ معاوية .
وقد عد طائفةٌ من العلماء :

تطويل المنابر من البدع المحدثة ، منهم :
ابن بطة من أصحابنا وغيره .
وقد روي في حديث مرفوع :

أن ذَلِكَ من أشراط الساعة ، ولا يثبت إسناده .
وكره بعض الشافعية المنبر الكبير جداً ،

إذا كانَ يضيق به المسجد .
قال الشيخ الالباني رحمه الله في
(صفة الصلاة النبى صلى الله عليه وسلم )
ط.المكتب الاسلامى الطبعة
الرابعة عشر ص.55
بعد ما ذكر رواية أن منبر النبى صلى الله عليه وسلم
كان من ثلاث درجات قال:
هذا هو السنة فى المنبر أن يكون ذا ثلاث درجات
لا أكثر والزيادة عليها بدعة أموية كثيرا
ما تعرض الصف للقطع و الفرار من ذلك بجعله
فى الزاوية الغربية أو المحراب بدعة أخرى
وكذلك جعله مرتفعا فى الجدار الجنوبى
كالشرفة يصعد اليها بدرج لصيق الجدار
و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم
أما رأي العلماء الأفاضل
في حكم الخطبة على منابر كثيرة الدرجات او منابر
مُستحدثة تأخذ شكل الشرفات
هنا قال العلماء الأفاضل مايأتي:
الأصل في مشروعية المنبر الأحاديث التي دلت
على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر
ومن ذلك حديث سَهْل بْن سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ :
أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فُلاَنَةَ
امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ -:
مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ ،
أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ
، فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الغَابَةِ ...
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية مسلم " فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ ".
وقد نبه أهل العلم إلى أن هذا الحديث وأمثاله
يستفاد منه استحباب خطبة الإمام
على المنبر حتى يراه الناس ويسمعوه جيدا .
فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
"
وفيه استحباب اتخاذ المنبر لكونه
أبلغ في مشاهدة الخطيب والسماع منه " .
انتهى من " فتح الباري "
فالمنبر من المستحبات باتفاق أهل العلم ،
وليس من واجبات ولا أركان خطبة الجمعة ،
وكل ما قام مقام المنبر من مكان مرتفع ،
ويؤدي المقصود : فهو كاف .
وقال النووي رحمه الله تعالى :
"
أجمع العلماء على أنه يستحب كون الخطبة على منبر
، للأحاديث الصحيحة التي أشرنا إليها ،
ولأنه أبلغ في الإعلام ،
ولأن الناس إذا شاهدوا الخطيب كان أبلغ في وعظهم ...
فإن لم يكن منبر استحب أن يقف على
موضع عال وإلا فإلى خشبة ونحوها للحديث المشهور
في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم
( كان يخطب إلى جذع قبل اتخاذ المنبر) " .
وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى :
"
ويستحب أن يصعد للخطبة على منبر ليسمع الناس ..
. وليس ذلك واجبا، فلو خطب على الأرض ،
أو على ربوة ، أو وسادة ، أو على راحلته ،
أو غير ذلك ، جاز؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم
قد كان قبل أن يصنع المنبر يقوم على الأرض " .
انتهى من " المغني "
اخوتنا الكرام
وهناك الكثير من الأحكام الواردة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الخطبة
والخطيب وأصول من يرتقي درجات المنابر
ولكن اكتفي هنا بما تم قوله ...
وبعد أن فهمنا وحاولنا ان نستوعب ماجاء في بيان
المكان الذي أصبح منطلق للكلمة ومنبع للرسالة
ومحط انظار المتلهفين لشرع الله ورسالته وهدي نبيه
المكان الذي لايقف فيه ولا عليه الا من
كان تابع لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومُتخذ كتاب الله وسُنة نبيه منهاجاً وطريقاً
فهكذا اوصى رسولنا الكريم في أن يكون
الجالس على المنبر ناقل ومنفذ لوصاياه
وعاملاً بمقتضى رسالته وتشريعاته
ولكن الله المستعان في هذا الزمان
حيث أصبحت المنابر مكان للتفرقة والفتن
والانحرافات والتضليل وهتك استار الحرمات
واحداث البِدع والضلالات .....والصراخ والعويل
في المنابر لأظهار مدى براعة الخطيب وتمكنه من السامعين
وهنا وجب على الخطيب أن يرى أصل مافعله
ويتعلم ما كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
يفعل في الخُطب سوى خطب الجمعة
او العيدين او حتى
الخُطب اليومية التى كان يفعلها
النبي صلى الله عليه وسلم
لحاجة المسلمية للتوجية والأرشاد
وبيان ما أُستجد من أمر الوحي
فقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
بالرغم من أُميّته وعدم تعمله القرأءة والكتابة
الا ان الله سبحانه وتعالى أعطاه من جوامع الكلم
ما تفرّد به عن سائر بني آدم
فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم قوله:
بعِثْت بِجَوَامِعِ الكَلِم، وَنصِرْت بِالرعْبِ
فكانت أحاديثه وخطبه تمتاز بسهولة الألفاظ،
وجودة الأسلوب، وكانت تتفرد بالعبارات القليلة،
التي تجمع المعاني العظيمة، بعيدة عن التكلف في الألفاظ،
أو الإطناب في العبارات،
وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يُحَدِّث حديثاً لو عدَّه العادُّ لأحصاه " رواه البخاري .
ومن هنا وجب على من يرتقي منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يتبع منهجه في خطبه وأن يعلم تمام العلم
مايجب فعله وقوله
فوق المنابر ويكون بالأستماع
لقوله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه مسلم :
( إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه،
فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة ) رواه مسلم .
وهنا يُفهم من قوله صلى الله عليه وسلم
أن قصر الخطبة ليس دلالة على نقص علم الخطيب
بل هي دلالة على سِعة فقهه وعلمه ومعرفته
لانه أستعاض بالتطويل والتمطيط بأستعمال الألفاظ الدّالة الواضحة
القليلة التى تختزل بين طياتها كل المعاني المطلوب توصيلها
: فقصر الخطبة علامة على فقه الرجل لكونه مطلعاً
على جوامع الألفاظ، فيعبر باللفظ الموجز البليغ
عن الألفاظ الكثيرة، فهدي النبي صلى الله عليه وسلم
في ذلك هو الاعتدال في خطبته
بين التطويل الممل والتقصير المخل،
وفي هذا يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه:
( كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قصداً،
وخطبته قصداً، يقرأ آيات من القرآن ويذكر الناس )
رواه أبو داوود ، ومعنى (قصداً):
أي متوسطة بين الطول والقصر.
أخوتنا الكرام
ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وسُنته وطريقته ورسالته فوق المنبر تتلخص في الأتي:
وبتتبع منهجه صلوات الله وسلامه عليه في خطبه،
نجد أن خطبه كانت تتسم بالقصر دون الطول،
بل كان صلى الله عليه وسلم يقول
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في إلقاء الخطبة،
أنه إذا اعتلا المنبر استقبل الناس وسلم عليهم، ثم يجلس،
وبعد أذان بلال ، يقوم ويفتتح خطبته بالحمد والثناء
على الله سبحانه والتشهد، ثم يذكر الناس
بنعم الله عليهم، ويصف جابر رضي الله عنه
حال النبي أثناء الخطبة قائلاً:
( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه،
وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش
يقول صبحكم ومساكم، ويقول أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد،
وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ) رواه مسلم .
وكان ينتقي في خطبه جوامع الكلم،
فيعلم أصحابه قواعد الإسلام وشرائعه العظام،
وكان يوصيهم بما يقربهم إلى الله سبحانه وتعالى
وإلى ما أعده لهم من النعيم المقيم في جنته،
وينهاهم عما يقربهم من سخطه وناره.
وكانت خطبه عليه الصلاة والسلام
لا تخلو من الآيات القرآنية،
فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه
كان يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك}
(سورة الزخرف:77)، رواه البخاري ،
وكان دائماً يضمن خطبه آيات التقوى،
وصح عنه أنه كان يخطب بالقرآن
حتى قرأ ذات مرة سورة ق كاملة على المنبر.
وكان صلى الله عليه وسلم يخطب في كل وقت
بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم،
فعن عمرو بن أخطب قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر،
فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا
حتى حضرت العصر
، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا
حتى غربت الشمس
، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن،
فأعلمنا أحفظنا " رواه مسلم .
وكان صلى الله عليه وسلم يراعي أحوال الناس
في خطبته، فتارة يقصر في الخطبة وهو الغالب،
وتارة أخرى يطيل الخطبة عند حاجة الناس، كما ورد
عنه ذلك في خطبة الوادع،
حيث أطال فيها لما كان فيه من المصلحة،
واجتماع الناس وتلقيهم.
وكان من كمال هديه صلى الله عليه وسلم أثناء الخطبة
، أنه ربما قطعها لحاجة، كإرشاد لأمر معين،
أو توجيه أو نصح لمخالف، فقطع خطبته
ذات مرة تنبيهاً على ضرورة صلاة ركعتين
فعن جابر رضي الله عنه قال:
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة،
إذ جاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
( أصليت يا فلان؟ ) قال: لا، قال:
( قم فاركع ركعتين) رواه البخاري و مسلم ،
وربما قطع خطبته رعاية لشعور
الأطفال كما حصل له صلى الله عليه وسلم حينما
نزل من المنبر ليحمل الحسن والحسين.
ثم إن من هديه صلى الله عليه وسلم في خطبه
أنه كان يخطب بخطبتين يجلس بينهما،
ولا يتكلم في هذا الجلوس،
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:
( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب
قائماً، ثم يقعد قعدة لا يتكلم،
ثم يقوم فيخطب خطبة أخرى ) رواه النسائي .
وكان إذا انتهى من الخطبة دعا للمؤمنين
والمؤمنات بالمغفرة والرحمة، ثم ينهي خطبته بالاستغفار.
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام
في ذلك أنه يقرأ في صلاة الجمعة
بسورة الأعلى والغاشية،
وتارة يقرأ بسورة الجمعة والمنافقون.
ومما يلحق بهذا الشأن أنه عليه الصلاة والسلام
كان لا يقتصر على إلقاء الخطبة في يوم الجمعة،
بل كانت له خطب في يومي العيدين والاستسقاء،
وربما خطب الناس في غير تلك المواطن
فقد خطب.النبي صلى الله عليه وسلم
في أول جمعة اقامها في المدينة بعد وصوله
اليها في يوم الاثنين من شهر ربيع الاول
حتى جمع أصحابه يوم الجمعة حوله وقام فيهم خطيب
فكانت خطبته الاولى في المدينة والتى حفظها ووعاها صحابته
الابرار ( رضوان الله تعالى عليهم ) فوصلت الينا
وبلغونا طريقته ( صلى الله عليه وسلم ) في الهداية
وأسلوبه الطيب في الوعظ ومنهجه الرائع في التربية
فقد ذكر ابن هشام في سيرته:
والبيهقي في دلائل النبوة
خطبته الأولى (صلى الله عليه وسلم ) حين قدم المدينة.
وهي تخالف رواية القرطبي والطبري ويبدو
من سياق الخطبتين أن التي رواها الطبري والقرطبي
فيها التنصيص
على أنها خطبة الجمعة
بينما التي رواها ابن هشام والبيهقي
لم يرد فيها إلا أنه ( صلى الله عليه وسلم )
لما قدم المدينة،
قام فيهم، فحمدا لله وأثنى عليه،
ولعله (صلى الله عليه وسلم ) خطب فيهم من غير
جمعة والله أعلم.
وأوردها كما وردت بالحرف عن البيهقي
وابن هشام.
وكل منهما يروي عن أبي سمية بن
عبد الرحمن بن عوف
الأخوة الكرام
نستمع الأن لخطبة
الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فليس هناك كلام ولا قول مع قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعن ابن هشام رحمه الله
في سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
قال. كانت أول خطبة خطبها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة
أنه قام فيهم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله
ثم قال:« أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم،
تعلمن والله ليصعقن أحدكم، ثم ليدعن غنمه ليس لها راع،
ثم ليقولن له ربه، وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالا، وأفضلت عليك، فما قدمت لنفسك، فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار لو بشق تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها،
إلى سبعمائة ضعف، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيرة ابن هشام ج الثاني ص 500-501،
ودلائل النبوة ج الثاني ص 524.
وأما رواية القرطبي، والطبري، والتى قال فيها :
وهي التي اعتمدناها، حيث فيها التنصيص
على أنه ( صلى الله عليه وسلم )
خطب خطبته في أول جمعة جمعها بالمدينة،
يقول الطبري: « حدثني يونس بن عبد الأعلى قال:
أخبرنا ابن وهب قال، حدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي
أنه بلغه عن خطبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في أول جمعة صلاها بالمدينة
في بن سالم بن عوف، ثم ذكر الخطبة وهي كالآتي:
«
الحمد لله أحمده، وأستعينه وأستغفره وأستهديه،
وأومن به ولا أكفره، وأعادي من يكفره،
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
أرسله بالهدى ودين الحق، والنور والموعظة والحكمة
على فترة من الرسل، وقلة من العلم، وضلالة من الناس،
وانقطاع من الزمان، ودنو من الساعة،
وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد،
ومن يعصي الله ورسوله فقد غوى وفرط
. وضل ضلالا بعيدا، أوصيكم بتقوى الله،
واحذروا ما حذركم الله من نفسه،
فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه،
وعون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة،
ومن يصلح بينه وبين ربه من أمره في السر والعلانية
لا ينوي إلا وجه الله، يكن له ذكرا في عاجل أمره،
وذخرا فيما بعد الموت، حين يفتقر إلى ما قدم،
وما كان سوى ذلك يود لو أنه بينه وبينه أمدا بعيدا .
ويحذركم الله نفسه، والله رءوف بالعباد"
،( سورة آل عمران- الآية: 30.)
هو الذي صدق قوله، وأنجز وعده،
لا خلف لذلك، فإنه يقول:
ما يبدل القول لدي، وما أنا بظلام للعبيد"
(سورة ق- الآية : 29)
فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله،
في السر والعلانية، فإنه
ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته، ويعظم له أجرا"
(سورة الطلاق- الآية: 5)
ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما،
وإن تقوى الله تبيض الوجوه، وترضي الرب،
وترفع الدرجة، فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله،
فقد علمكم كتابه، ونهج لكم سبيله،
ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين،
فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا من عاداه،
وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم"
(سورة الحج- الآية: 78.
وسماكم المسلمين، ليهلك من هلك عن بينة،
ويحيى من حيي عن بينة"
(سورة الأنفال- الآية: 42)،
لا حول ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله تعالى،
واعملوا لما لعد الموت، فإن الله يقضي على الناس
ولا يقضون عليه، ويملك من الناس
ولا يملكون منه، الله أكبر،
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
(تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن
وابن جرير الطبري في تاريخه )

اخوتنا الكرام
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
ولسائر المسلمين
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اللهم صلٍّ وسلم وبارك عليه
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
اللهم اهدنا واصلح بالنا
وأكرمنا ولا تُهينا واغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا على انفسنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنا لقاء ان شاء رب العباد في الجمعة القادمة
مُتحلقين حول المنبر
لنتعلم ونستزيد من هدي سيد المرسلين
وأمام المتقين صلى الله عليه وسلم
ونتدارس همومنا وأحتياجاتنا لأصلاح أنفسنا
إن كنت تحب الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تحتفل ببدعة مولده




أخوكم ....اندبها


رابط الموضوع الاصلي هنا
http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28852
للرد من خلاله وهو يختلف عن رابط النسخة الموجودة
بالمقدمة بعناصر السلسلة


المواضيع المتشابهه:



 توقيع :

الشكر والتقدير والكثير جدا من الود والأحترام للفاضلة
حُرة الحرائر التى اهدتني هذه اللمسة الطيبة
الاخت ....( نجمة ليل )




آخر تعديل اندبها يوم 12-22-2023 في 10:00 AM.
5 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (06-18-2019),  (05-03-2019),  (04-29-2019),  (05-01-2019),  (08-21-2020)
قديم 05-03-2019   #2


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( طاعة ولي الأمر )




[frame="1 10"]


( طاعة ولي الأمر )
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
فأقواله وتوجيهاته وتشريعاته صلى الله عليه وسلم
للمسلمين مأمورين بأتباعها والعمل بها والأسترشاد
بما جاء فيها مصداقاً لقوله عز وجل:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} ...
.الأحزاب: 36.
وفي تفسيرلأبن كثير لهذه الآية قال:
هذه الآية عامة في جميع الأمور ،
وذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشيء ،
فليس لأحد مخالفته
ولا اختيار لأحد هاهنا ،
ولا رأي ولا قول
وقال:
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) } ...
.آل عمران: 31.
وفي تفسير لأبن كثير لهذه الآية قال:
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ،
وليس للطريقة والسُنّة المحمدية
فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ،
حتى يتّبع الشرع المحمدي والدين النبوي
في جميع أقواله وأحواله
وقال عز من قائل:
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ
قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا
أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104)...المائدة

الاخوة المؤمنون
كل هذه الآيات الكريمة تدل وترشد وتُحرِّض
وتنبه وتدعو ا الى إتباع ما أنزل الله من تشريعات
أنزلها الله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم
وفي قوله صلى الله عليه وسلم:
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين
الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ،

وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة،
وكل بد عة ضلالة.

رواه أبوداود وغيره وصححه الألباني

فنلاحظ أخوتنا المؤمنون أننا مأمورين بأتباع
منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا خيار لنا ، الا اتباع ما جاء به
وفي هذه الجمعة سنتكلم عن مسألة مهمة
تم تأويلها وتحريفها والركوب على انقاضها للوصول
لغايات واهداف دنيوية شخصية لاتفيد الا الطائفة
المارقة الخارجة عن هدي وسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذه المسألة هي لُب اتجاهات الفِرق الضالة
والجماعات والأحزاب التى تسمي نفسها اسلامية
وهي الخروج على الحكام وولات الأمور ....
فكانت نتائج خروجهم ما شاهدناه في زمننا الحاضر
من فتن وقتل وسفك دماء وضياع للحقوق
وهتك للأعراض والرجوع بالمسلمين لعصر ماقبل الأسلام
من جور وظلم وقتل ونهب وكل مايترتب عليه ....
لاننا لم نعي تشريعات ولا توجيهات ولا سُنن
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ولا شروحات وتطبيقات الصحابة الأبرار
والتابعين لهم وتابع التابعين الذين فهموا
وأستوعبوا الأصول الشرعية والفقهية
الخاصة بأتباع وطاعة ومناصحة ولي الأمر
بل أتبعنا عُبّاد المنابر
نعم عُبّاد المنابر والمتقاتلين على عتباته
بصراخهم وعويلهم وسبهم وشتمهم لكل من يخالفهم
او لا تتطابق أفكار مُخالفيهم بأفكارهم
الضالة التى لاتجد فيها ماقله الله ولا قاله الرسول
صلى الله عليه وسلم
بل تجد فيها ما قال المعلم الفلاني والشيخ العلاني
والفقيه البارع في الصراخ وسب ولات الأمور
والخروج عليهم وقتلهم وبيع البلاد بثمن بخس
ومن بعدها يتصارعون على من يملك البلاد
ويقتاد رقاب العباد ....
ألم يعلموا هؤلاء الدُعاة أن منابرهم
وخُطبهم العصماء في تفريق صف الأمة
وصف جماعتها ، قد نُصبت على ابواب جهنم
حيث أخرج الإمامان البخارى ومسلم فى
صحيحهما من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
قال : كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ
وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا
اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ :
"نَعَمْ" قُلْتُ : وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ :
"نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ" قُلْتُ : وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ
: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي –
وفى رواية ويستنون بغير سنتي –
تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ" قُلْتُ :
فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
قَالَ : "نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ
أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا ، قَالَ
: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ :
فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ :
"تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" قُلْتُ :
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ :
"فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ
بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".
متفق عليه : البخاري ومسلم
، نعم اخوتنا المؤمنين
منابرهم نُصبت لهم على أبواب جهنم
هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه حذيفة أبن اليمان
مُبينناً وصفهم وحالاتهم
في الحديث الذي أخرجه مُسلم في صحيحه
حيث قال:
عن أبي سلام قال :
قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله
إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من
وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير
قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر
قال نعم قلت كيف قال يكون بعدي أئمة
لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي
وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين
في جثمان إنس قال قلت كيف أصنع يا رسول الله
إن أدركت ذلك
قال تسمع وتطيع للأمير
وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع "
أخرجه مسلم

كل ذلك اخوتنا المؤمنون لأنهم لم
يدركوا ويتعلموا ويعلموا ويسترشدوا
بمنهج من وضع المنابر للدعوة لله ولرسوله
ولتنظيم سير الحياة في هذه الدنيا
الم يعلموا ويدركوا هم وشيوخهم ما قاله
الله سبحانه وتعالى في حق طاعة ولي الأمر
والطعن في تسيسهم للبلاد والعباد
جهاراً نهاراً وعلى منابرهم
المليئة كذباً وزوراَ وظًلم في حق البلاد والعباد
فمن المعروف أن طاعة ولي الأمر
واجبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة
أما الكتاب فقال الله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ
وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ
فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ
إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
(59) سورة النساء
وأما السنة فقد جاءت النصوص
على وجوب طاعة ولي الأمر ما لم يصرح
بالكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان :
فعن عبادة بن الصامت قال :

" بايعنا رسول الله
على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا
وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا
وأن لا ننازع الأمر أهله قال إلا أن تروا كفراً بواحاً
عندكم فيه من الله برهان " .
أخرجه. البخاري في صحيحه

ومسلم
وعن أبن عبّاس رضى الله عنه أنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فأنه ليس
أحد يفارق الجماعة شِبراً فيموت ، الأ
مات ميتة جاهلية .....
أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما

عباد الله
والمقصود بالحاكم هو من يجلس على قمة هرم البلاد
إن كان خليفه أو ملكاَ أو أميراً أو رئيساً أو والياً
حيثُ يُعرف بالعرف المتداول والمفاهيم المعروفه
أنه حاكم البلاد وأن كل أمور البلاد والعباد أجتمعت له
أي بمعنى تكون البلد تحت قبضته وهو الذي يقوم بتسييرها
لأنه من نِعم الله تعالى العظيمة علي مخلوقاته
والتى يُحمد عليها هي تنصيب وتثبيت الأمام
أو الحاكم الذي يهتم بشوؤن الرعية
فالناس جُبلوا وطبيعوا على حُب التملك والأستئثار
وحُب الذات والطمع
فلو لم يكن عليهم سُلطان
يسوس أمورهم ويرعى
مصالحهم
لكانوا كوحوش الغاب القوي فيها يأكل الضعيف ومن

هنا جاء صدق الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه
في قوله المختزل لمعاني كبيرة تبين ما للسلطان
وولي الأمر من سطوة وقدرة على زجر وردع
كل مُخطيء ففي قوله:
إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن
ومعنى ذلك هو أن بعض الناس لا يكفهم قوارع وزواجر
ونواهي واوامر الآيات القرآنية في البُعد
عن الشر والأذى ....
ولكن هؤلاء لاينفعهم الا قوة السلطان وبطشه
لتكف شرورهم واجرامهم وردعهم
والدليل اخوتنا الكرام
في إشارة المرور كيف تنظم السير ،
فإذا تعطلت رأيت فوضى عارمة وتناحراً شديداً ،
كلٌ يريد المرور ويرى أن له حق الأولية في المرور
ويحصل الاختناق الشديد
وقد يرتقي الأمر إلى السباب والشتام واللعن
والضرب حتى يأتي شرطي المرور
فيحتاج إلى بعض الوقت
حتى يفض التناحر والاشتباك .
فإذا كان هذا الحال في اشارة مرور ؛

فكيف ببلد يُنزَع فيها السلطان
ويِضعُف فلا سلطان فيها يُحكِمُ أمرها
وينصف أصحاب الحقوق ويمنع المظالم
لذلك اخوتنا
الكرام
من نِعم الله علينا وعلى المسلمين هو وجود
السلطان أو الأمير او الملك او الحاكم الذي يحكم ويسوس
البلاد والعباد ويحافظ على دماء الرعية
فإذا كان هذا الحاكم عادل فهي نعمة
حباها الله لرعيته بأن أكرمهم بمن ينظر لأحوالهم
ويتقى الله فيهم ويحميهم
فيكفي قول
عمرو بن العاص لابنه :
سلطان عادل خير من مطر وابل ،
وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم " رواه الطبري
وطاعة ولي الأمر وعدم الخروج على جماعة المسلمين
وعلى ولي امرهم حتى وإن كان غاشم وظالم
فا بالصبر والدعاء له ونصحه يكون المسلم
قد إستبرأ ذمته من النصح للحاكم
فقد قال شيخ الأسلام أبن تيمية في مجموع الفتاوي:
" فإن الملك الظالم لابد أن يدفع الله به
من الشر أكثر من ظلمه
وقد قيل ستون سنة بامام ظالم خير
من ليلة و احدة بلا إمام
وقال " ويرجحون وجود السلطان مع ظلمه
على عدم السلطان كما قال بعض العقلاء
ستون سنة من سلطان ظالم خير
من ليلة واحد بلا سلطان وقال
كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل
وغيرهما يقولون لو كان لنا دعوة مجابة
لدعونا بها للسلطان
وقال النبى إن الله يرضى لكم ثلاثا ان
تعبدوه ولا تشركوا به شيئا
وان تعتصموا بحبل الله جميعا
ولا تفرقوا وان تناصحوا من
ولا ه الله أمركم .......رواه مسلم
روى البيهقي عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قال

لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر . قالوا :
هذا البر فكيف بالفاجر؟! قال :
إن الفاجر يؤمن الله به السبل ،
ويجاهد به العدو ، ويجيء به الفيء ،
ويقام به الحدود ، ويحج به البيت ،
ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله.
قال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ :

لَوْلَا الْأَئِمَّةُ لَمْ يَأْمَنْ لَنَا سُبْلُ
وَكَانَ أَضْعَفُنَا نَهْبًا لِأَقْوَانَا "
مجموع الفتاوى لابن تبيمية

أقوال علماء الأمة من سلفنا الصالح
في حقوق ولي الأمر كما فهموها
من هذه الأحاديث وغيرها وصارت
عقيدة للأمة يذكرونها في كتبهم:
قال الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة: 241هـ.

-رحمه الله- في رسالة شرح السنة:
والسمع وَالطَّاعَة للأئمة وأمير الْمُؤمنِينَ
الْبر والفاجر وَمن ولي الْخلَافَة
وَاجْتمعَ النَّاس عَلَيْهِ وَرَضوا بِهِ
وَمن عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ حَتَّى صَار
خَليفَة وَسمي أَمِير الْمُؤمنِينَ...
وقال: وَمن خرج على إِمَام من أَئِمَّة الْمُسلمين

وَقد كَانُوا اجْتَمعُوا عَلَيْهِ وأقروا بالخلافة
بِأَيّ وَجه كَانَ بِالرِّضَا أَو الْغَلَبَة فقد شقّ هَذَا
الْخَارِج عَصا الْمُسلمين وَخَالف الْآثَار عَن
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن
مَاتَ الْخَارِج عَلَيْهِ مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة،..
وقال: لَا يحل قتال السُّلْطَان وَلَا الْخُرُوج
عَلَيْهِ لأحد من النَّاس فَمن فعل ذَلِك
فَهُوَ مُبْتَدع على غير السّنة وَالطَّرِيق.
( أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل ص: 47 )
قال الإمام أبو إبراهيم المزني،

المتوفى سنة: 264هـ. -رحمه الله تعالى-:
وَالطَّاعَة لأولي الْأَمر فِيمَا كَانَ عِنْد الله عز وَجل
مرضيا وَاجْتنَاب مَا كَانَ عِنْد الله مسخطا،
وَترك الْخُرُوج عِنْد تعديهم وجورهم وَالتَّوْبَة
إِلَى الله عز وَجل كَيْمَا يعْطف بهم على رعيتهم،اهـ
[شرح السنة للمزني ص: 84].
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي المصري

المتوفى سنة: 321هـ -رحمه الله تعالى-:
وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى أَئِمَّتِنَا وَوُلَاةِ أُمُورِنَا
وإن جاروا، ولا ندعوا عَلَيْهِمْ وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَتِهِمْ ،
وَنَرَى طَاعَتَهُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَرِيضَةً،
مَا لَمْ يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةٍ وَنَدْعُو لَهُمْ بِالصَّلَاحِ
والمعافاة، ونتبع السنة والجماعة، ونجتنب الشذوذ
والخلاف والفرقة،.. اهـ
[متن الطحاوية بتعليق الألباني ص: 69].
قال الإمام ابو الحسن الأشعري،

المتوفى سنة: 324هـ. -رحمه الله تعالى-:
وأجمعوا على السمع والطاعة لأئمة المسلمين
وعلى أن كل من ولي شيئاً من أمورهم عن رضى
أو غلبة وامتدت طاعته من بر وفاجر
لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل،
وعلى أن يغزوا معهم العدو، ويحج معهم البيت،
وتدفع إليهم الصدقات إذا طلبوها ويصلى خلفهم
الجمع والأعياد، اهـ.
[رسالة إلى أهل الثغر بباب الأبواب ص: 169].
قال الحافظ النووي، المتوفى سنة:

676هـ. -رحمه الله تعالى- :
وَأَمَّا النَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَمُعَاوَنَتُهُمْ
عَلَى الْحَقِّ وَطَاعَتُهُمْ فِيهِ وأمرهم به وتنبيهم
وَتَذْكِيرُهُمْ بِرِفْقٍ وَلُطْفٍ وَإِعْلَامُهُمْ بِمَا غَفَلُوا عَنْهُ
وَلَمْ يَبْلُغْهُمْ مِنْ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ وَتَرْكُ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ
وَتَأَلُّفُ قُلُوبِ النَّاسِ لِطَاعَتِهِمْ قَالَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ
وَمِنَ النَّصِيحَةِ لَهُمُ الصَّلَاةُ خَلْفَهُمْ وَالْجِهَادُ مَعَهُمْ
وَأَدَاءُ الصَّدَقَاتِ إِلَيْهِمْ وَتَرْكُ الْخُرُوجِ بِالسَّيْفِ
عَلَيْهِمْ إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ حَيْفٌ أَوْ سُوءُ عِشْرَةٍ
وَأَنْ لَا يُغَرُّوا بِالثَّنَاءِ الْكَاذِبِ عَلَيْهِمْ
وَأَنْ يُدْعَى لَهُمْ بِالصَّلَاحِ وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى
أَنَّ الْمُرَادَ بِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْخُلَفَاءُ
وَغَيْرُهُمْ ممن يقوم بأمور المسملين
مِنْ أَصْحَابِ الْوِلَايَاتِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ
وَحَكَاهُ أَيْضًا الْخَطَّابِيُّ
[شرح النووي على مسلم 2/ 39].
وقال أيضاً:

وَأَمَّا الْخُرُوجُ عَلَيْهِمْ وَقِتَالُهُمْ فَحَرَامٌ
بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانُوا فَسَقَةً ظَالِمِينَ
وَقَدْ تَظَاهَرَتِ الْأَحَادِيثُ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْتُهُ
وَأَجْمَعَ أَهْلُ السُّنَّةِ أَنَّهُ لَا يَنْعَزِلُ السُّلْطَانُ بِالْفِسْقِ
وَأَمَّا الْوَجْهُ الْمَذْكُورُ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا
أَنَّهُ يَنْعَزِلُ وَحُكِيَ عَنِ الْمُعْتَزِلَةِ أَيْضًا فَغَلَطٌ مِنْ قَائِلِهِ
مُخَالِفٌ لِلْإِجْمَاعِ قَالَ الْعُلَمَاءُ وَسَبَبُ عَدَمِ انْعِزَالِهِ
وَتَحْرِيمِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفِتَنِ
وَإِرَاقَةِ الدِّمَاءِ وَفَسَادِ ذَاتِ الْبَيْنِ فَتَكُونُ الْمَفْسَدَةُ فِي
عَزْلِهِ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي بَقَائِه. اهـ.
[شرح النووي على مسلم 12/ 229-
كتاب : الإمارة باب : وجوب طاعة الأمراء

أ
ما رأي وقول علماء الأمة

أهل السُنة والجماعة فيلخصه العالم الشيخ أبن باز
رحمه الله في الندوة التى عقدها في جامعة الملك فيصل
حيث أجاب على أسئلة عن موضوع
ولي الأمر ما له وما عليه
فقال :
أهمية الطاعة بالمعروف في استقامة أمور الأمة
شدد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
على وجوب طاعة ولاة الأمر في المعروف؛
لأن بهذه الطاعة تستقيم أمور الأمة ويحصل الأمن
والاستقرار ويأمن الناس من الفتنة.
وأوضح فضيلته أن المراد بولاة الأمر هم العلماء والأمراء
والحكام ذوو السلطان.
وأكد سماحته أن وجوب طاعتهم تكون في المعروف

وليس في معصية الله عز وجل، وأوضح سماحته
أن الحاكم الذي يأمر بالمعصية لا يطاع في هذه المعصية
دون أن يكون للرعية حق الخروج على الإمام بسبب ذلك.
وأوضح سماحته متى يجوز الخروج على الحاكم!

والتي ضبطها الشرع الكريم بوجود الرعية من
الحكام كفرا بواحا عندهم " الخارجين "
من الله فيه برهان مع القدرة والاستطاعة
على التغيير، فإن عدموا القدرة لعجزهم فليس لهم
الخروج ولو رأوا كفرا بواحا؛ لأن خروجهم فيه
فساد للأمة ويضر الناس ويوجب الفتنة
وهو ما يتعارض ودوافع الخروج الشرعي
وهو الإصلاح ومنفعة الناس والأمة.
وأوضح سماحته أنه في هذه الحالة تكتفي الرعية

ببذل النصح والكلام بالحق والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وبهذا تبرأ الذمة.
وأوضح سماحته في معرض إجابته عن الأسئلة

التي طرحت عليه في ندوة عقدت بجامع
الإمام فيصل بن تركي في الرياض
أهمية الطاعة وملازمة الجماعة
وعظم الوعيد من الله ورسوله
لمن أراد شق عصا الطاعة وفرق المسلمين
سؤال: ما المراد بطاعة ولاة الأمر في الآية،
هل هم العلماء أم الحكام ولو كانوا ظالمين
لأنفسهم ولشعوبهم؟
جواب: يقول الله عز وجل

: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا.....( النساء 59 )
وأولو الأمر هم:
العلماء والأمراء أمراء المسلمين

وعلماؤهم يطاعون في طاعة الله
إذا أمروا بطاعة الله وليس في معصية الله.
فالعلماء والأمراء يطاعون في المعروف،

لأن بهذا تستقيم الأحوال ويحصل الأمن وتنفذ
الأوامر وينصف المظلوم ويردع الظالم،
أما إذا لم يطاعوا فسدت الأمور وأكل القوي
الضعيف- فالواجب أن يطاعوا في طاعة الله في
المعروف سواء كانوا أمراء أو علماء-
العالم يبين
حكم الله والأمير ينفذ حكم الله هذا هو الصواب
في أولي الأمر، هم العلماء بالله وبشرعه وهم أمراء
المسلمين عليهم أن ينفذوا أمر الله، وعلى الرعية
أن تسمع لعلمائها في الحق وأن تسمع لأمرائها في
المعروف- أما إذا أمروا بمعصية سواء كان الآمر أميرا
أو عالما فإنهم لا يطاعون في ذلك، إذا قال لك أمير:
اشرب الخمر فلا تشربها، أو إذا قال لك:
كل الربا فلا تأكله، وهكذا مع العالم إذا
أمرك بمعصية الله فلا تطعه، والتقي لا يأمر
بذلك لكن قد يأمر بذلك العالم الفاسق.
والمقصود أنه إذا أمرك العالم أو الأمير بشيء

من معاصي الله فلا تطعه في معاصي الله،
إنما الطاعة في المعروف كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم :
لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق
لكن لا يجوز الخروج على الأئمة وإن عصوا،
بل يجب السمع والطاعة في المعروف
مع المناصحة ولا تنزعن
يدا من طاعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
على المرء السمع والطاعة، في المنشط والمكره،
وفيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية الله،
فإن أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة،
ويقول عليه الصلاة والسلام:
من رأى من أميره شيئاً من معصية الله فليكره
ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة
فإنه من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية،
وقال عليه الصلاة والسلام:
من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق
جماعتكم وأن يشق عصاكم فاقتلوه كائنا من كان.
والمقصود أن الواجب السمع والطاعة في

المعروف لولاة الأمور من الأمراء والعلماء،
وبهذا تنتظم الأمور
وتصلح الأحوال ويأمن الناس وينصف
المظلوم ويردع الظالم وتأمن السبل،
ولا يجوز الخروج على ولاة الأمور
وشق العصا إلا إذا وجد منهم كفر بواح عند
الخارجين عليه من الله برهان ويستطيعون
بخروجهم أن ينفعوا المسلمين
وأن يزيلوا الظلم وأن يقيموا دولة صالحة،
أما إذا كانوا لا يستطيعون فليس لهم الخروج
ولو رأوا كفرا بواحا. لأن خروجهم يضر الناس
ويفسد الأمة ويوجب الفتنة والقتل بغير الحق
، ولكن إذا كانت عندهم القدرة والقوة على أن
يزيلوا هذا الوالي الكافر فليزيلوه وليضعوا مكانه
واليا صالحا ينفذ أمر الله فعليهم ذلك إذا وجدوا
كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان وعندهم
قدرة على نصر الحق وإيجاد البديل الصالح وتنفيذ الحق.
سؤال: هل عجزهم يعتبر براءة للذمة أي ذمتهم؟
جواب: نعم، يتكلمون بالحق ويأمرون بالمعروف

وينهون عن المنكر ويكفي ذلك، والمعروف
هو ما ليس بمعصية، فيدخل فيه المستحب
والواجب والمباح، كله معروف مثل:
الأمر بعدم مخالفة الإشارة في الطريق فعند
إشارة الوقوف يجب الوقوف.
لأن هذا ينفع المسلمين وهو في الإصلاح وهكذا ما أشبهه..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الحمد الله والصلاة والسلام على
رسول الله
الأخوة المؤمنون
بعد كل ماتم سرده وبيانه وتوضيحه لأحد ركائز
أعتقاد أهل السُنة والجماعة في عدم شق عصا
الطاعة والخروح على رأي الجماعة ونظامهم وولي أمرهم
في المحافظة على الصف والنسيج الأجتماعي
وعدم إهدار الدماء والطاقات والتشرذم وضياع
الحقوق والواجبات والتى نراها الأن في هذا الزمن
حينما أستمع من لايعرف ولا يتحقق من تشريعاتنا
ولا من هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
في المحافظة على الدماء والأعراض والحرمات
من أن تُهتك او يُعتدى عليها بحجة التغيير والأصلاح
والذي حصل اخوتنا الكرام
أن أمتنا الأسلامية العربية بالتحديد أُبتليت بدُعاة
وقفوا على منابر لهدم الصٍلة بين الحاكم والمحكوم
وصرخوا ليل نهار للخروج على ولاة الامر في معضم
الدول العربية بُغية الأصلاح
ولكن الذي حصل بعد ما فارقوا الجماعة ونظامهم
وبعد أن نزعوا يد الطاعة من حكامهم ظهرت المطامع
في الوصول للسلطة والقتل لأجلها وهتك الأعتراض بسببها
كل ذلك حصل ولازال يجري في الدول التى تعتقد أنها ستأتي
بالخير من خلال تغيير حُكامها
وأصبح النصراني الكافر يصول ويجول
في بلداننا العربية المسلمة ، بلا رادع
من سلطان او ولي امر

لان الكل مشغول بالتقاتل على المناصب والمزايا
وسرقة اموال الشعوب التى خرجت على حكامها
ولكن المفاسد التى حدثت أشد وأنكل من المصالح المرجوه
والمنتظرة ومن هنا ظهرت المطامع والقبلية والجهوية
والعشائرية والمناطقية بالأضافة أن اعداء الأمة
من الفئات والطوائف المارقة من الخوارج ودُعاة الفتنة
ظهروا وبرزوا بمفاهيمهم الخاطئة فمارسوا تكفيرهم لمخالفيهم
وادعائهم أن السبيل هو تكوين دولة خارجية
تكفر من تشاء وتقتل
من تشاء بأسم الدين ......
كل ذلك والعالم الكافر ينتظر النتيجة التى زرع نتاجها
وصنع رجالها في ديارهم من ثم أرسلوهم لتقويض النسيج
الأسلامي للمجتمع المسلم وأيهامهم بأن الخير يأتي
بالخروج على حكامهم ومقاتلتهم
ولازالت الدول النصرانية الكافرة ومعهم أصحاب المنابر
المنصوبة على نار جهنم لازالوا ينادون يومياً
للخروج وتقويض النُظم والقوانين في البلدان التى لازالت
تحترم حكامها وولات امورها
ببث الدسائس والفتن بين ابناءها
وكل ذلك اخوتنا الكرام
يأتي لاننا لم ننظر لهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في فكرة المحافظة وعدم الخروج على الأمراء والحكام
والدعاء لهم ومناصحتهم حتى
ينصلح حالهم وحالنا معهم ....
لان المفاسد تكون أكثر من المصالح المرجوة من الخروج
والأدلة واضحة جليه في الدول العربية التى أُبتليت بهذا الأمر
كما قال أحد العلماء :
ولا يعرف هذا إلا أهل العلم،
فنحن نتمسك بسنة الرسول بواسطة
أهل العلم الذين يعرفوننا بها،
ويدلوننا عليها، ما كل أحد يعرف سنه الرسول
، وسنه الخلفاء الراشدين، إلا أهل العلم والبصيرة
، فهم دليلنا وثقتنا إلى سُنة
الرسول صلى الله عليه وسلم،
فهذا هو الطريق الصحيح عند الاختلاف وعند الفتن،
طاعة ولاة الأمور، ولما أخبر صلى الله عليه وسلم
عن تغير الأحوال بعده صلى الله عليه وسلم،
وأنه يأتي بعده تغييرات ويأتي بعده اختلافات،
ويأتي بعده فتن، ودعاة ضلال،
قال له حذيفة رضي الله عنه
ما تأمرني إن أدركني ذلك،
قال أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم،
تلزم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين،
قال فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة،
قال اعتزل تلك الفرق كلها
ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت
وأنت على ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم
أمر بلزوم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين،
لأن هذا فيه النجاة من الفتن، والاجتماع رحمة،
الاجتماع على الحق رحمة، والاختلاف عذاب وشقاء.
ومما يؤلف بين الناس ويجمع القلوب ويجمع الكلمة،
طاعة أولي الأمر، من الأمراء والعلماء بالضوابط
التي جاءت بها الأدلة، هذا هو سبيل النجاة وسبيل الفلاح
فمن كان عالماً بذلك فالحمد لله يعمل بعلمه،
ومن لم يكن عالماً فإنه يرجع إلى العلماء،
الذين هم من أولي الأمر، ولا نستهن بالعلماء،
فأنهم النجوم تقتدي بها في ظلمات البر والبحر
، وإذا فقدوا والعياذ بالله ضاعت الأمة ولا ينفع
أن يكون فيهم متعالمون أو فيهم رؤوس جهال
يفتونهم بغير علم، فيضلون ويضلون.....انتهى
، وعندما يكثر الخوض ويكثر التعالم
والتعالم أو المُتعالم اخوتنا الكرام
هو الذي يدّعي العلم وهو جاهل
ويفتي الناس وهو لايعلم أصول التشريع ولا مقاصدها
فيتبع في علمه الزائف ، أمثاله من المتعالمين
الذين يأخذون بأقوال أأمتهم وكبرائهم بدون علم
ولا إتباع أهل الطريق الناجية من أقوال السلف الصالح
كما في هذا الزمان وتكثر الفتاوى
والأقوال المنتشرة في الفضائيات ووسائل الأتصال المختلفة
والمواقع المشبوهه وغيرها، يحصل الإرتباك،
فعندما يحصل ذلك فلا مناص من أن
نرجع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم
(عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين)
ومن كان عليها من أهل العلم والثبات
ونترك أقوال الناس نترك الفوضى
نرجع إلى الانضباط والإتلاف والتمسك بالكتاب والسنة،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي
ولكم فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله والتمسك بهدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم
والاستعداد لموسم الخيرات ومرتع الأعمال
الصالحات من قيام وقراءة قرآن
والذي فيه ليلة من أفضل الليالي طوال الشهور
ففيه الأفضلية في كل شيء
في نهاره من صيام
وفي ليله من قيام
وفي ايامه من عبادات مقامها
مُختلف عن سائر الأيام ...
وسنوفيه حقه في الحديث
على منبرنا هذا ...

عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
اللهم بارك لنا وأحفظنا من شرور الفتن
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم ....اندبها

[/frame]


الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28854
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (طاعة ولي الأمر)



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:09 AM

2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (05-08-2019),  (08-21-2020)
قديم 05-10-2019   #3


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( حقيقة شهر رمضان )



[frame="1 10"]



( حقيقة شهر رمضان )






( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )
اخوتنا المؤمنين
لاخير في الكلام إلّا كلام الله وهدي نبيه
صلى الله عليه وسلم
فقد قال عز وجل في مُحكم تنزيله
شارحاً ومُبيناً أن أيام الله يوم خلق الأرض والسماء
هي ستة أيام وأن عِدة الشهور إثنى عشر شهراً
منها أربعة حُرم حيث قال تعالى:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ [التوبة:36
ففي تفسير لأبن كثير رحمه الله تعالى
لهذه الآية
فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ....التوبة 36
أنه قال:
وعن ابن عباس في قوله تعالى :
( فلا تظلموا فيهن أنفسكم )
في كلهن ثم اختص
من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرامًا
وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم
والعمل الصالح والأجر أعظم ،
وقال قتادة في قوله:
فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم
إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة
ووزرًا من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء ، وقال :
إن الله اصطفى صفايا من خلقه :
اصطفى من الملائكة رسلاً،
ومن الناس رسلاً،
واصطفى من الكلام ذكره،
واصطفى من الأرض المساجد ،
واصطفى من الشهور
رمضان والأشهر الحرم،
واصطفى من الأيام يوم الجمعة ،
واصطفى من الليالي ليلة القدر،
فعظموا ما عظّم الله .
فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به
عند أهل الفهم وأهل العقل .
انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله :
تفسير سورة التوبة آية 36
وهنا أخوتنا الكرام
عندما نعلم بأن حُرمات الله سوى في الشهور أو الأيام
لابد من أن يتم تحريمها وتعظيم الحرمة فيها
كذلك حينما يفضِّل الله أيام وشهور قد إصطفاها
على سائر الأيام والشهور
أيضاَ لابد من أن نعظمّها ونعطيها حقها من
التقدير والتفضيل والتبجيل
وإن لانعتدي على ماحرمه الله
او على مافضّله الله
فطالما فضّل الله عز وجل يوم بعينه أو شهر بعينه
او شهور بعينها فهذا يعني أنه أعطي من الخير الوفير
لكل من يُعظِم تلك الايام او الشهور
أخوتنا الكرام
في هذه الأيام المباركة نعيش في ما فضّله الله من الشهور
وهو ليس من الأشهر الأربعة الحُرم
ففضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير
من الشهور و جعلة أفضل شهور العام
ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن
و فية ينزل القدر و تُغفر الذنوب
و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار
و فية تُصفد الشياطين
و هو شهر البركة و شهر الأرحام ,
و فية ليلة هى خير من ألف شهر ,
و فيه قال صلى الله عليه وسلم:
الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم
فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل:
إني امرؤ صائم .......
رواه البخاري ومسلم
وقال أيضاُ صلى الله عليه وسلم :
من قام رمضان إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه البخاري ومسلم
و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس ،
وكان أجود ما يكون في رمضان ،
كان أجود بالخير من الريح المرسلة
متفق علي
، وقال صلى الله عليه وسلم :
أفضل الصدقة في رمضان
فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم
و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع الطاعات
و الخيرات و يأمر الناس بصله الارحام
فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه لعدة اسباب منها
زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل
و الشعور بعزة العبادة و لذتها
, كما أن الرسول صلى الله عليه و سلم
كان يعتكف العشر الأخير من رمضان
و قال الذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه و سلم
عمرة في رمضان تعدل حجة أخرجه البخاري
. فما اعظم هذا الشهر و ما اعظم العبادة فيه
, و عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال
لما حضر رمضان :
قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامة
تفتح فية ابوب الجنة و تُغلق فية أبواب الجحيم
و تُغل فية الشياطين , فية ليلة خير من ألف شهر
من حُرم خيرها فقد حُرم
رواة أحمد و النسائى و البيهقى
, و عن النبى صلى الله عليه و سلم قال:
الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة
و رمضان إلى رمضان مكفرات
لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر
رواة مسلم
و عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من صام رمضان و عرف حدودة
و تحفظ مما كان ينبغى ان يتحفظ منة ,
كفر ما قبلة ....
رواة أحمد في مُسنده
و عن ابى هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
من صام رمضان إيماناً و إحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبة .....
رواة أحمد و أصحاب السنن.
خصائص وفضائل
شهر رمضان ...
وقد تميز عن بقية الشهور بجملة من
الخصائص والفضائل ومن ذلك :
1- أن الله عز وجل جعل صومه الركن الرابع
من أركان الإسلام , كما قال تعالى :
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) البقرة / 185
وهذا يعني إخوتنا الكرام
أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد
الذي جعله الله وقت ومكان تنفيذ إحدى
أركان الأسلام وهو الصوم
حيث ثبت في الصحيحين البخاري ، ومسلم
من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: بني الإسلام على خمس
شهادة أن لا إله إلا الله ,
وأن محمدا عبد الله ورسوله ,
وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة ،
وصوم رمضان , وحج البيت..... .
2- أن الله عز وجل أنزل فيه القرآن ,
كما قال تعالى في الآية :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )
البقرة / 185 ،
وَقَال سُبْحَانَهُ وتَعَالَى
: إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ .
أن الله جعل فيه ليلة القدر ,
التي هي خير من ألف شهر ,
كما قال تعالى :
( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ
مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) القدر 1الى5 .
وقال أيضا :
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ... الدخان 3 .
فَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَى رَمَضَانَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ ,
وَفِي بَيَانِ مَنْزِلَةِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ
نَزَلَتْ سُورَةُ الْقَدْرِ وَوَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا :
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ , تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ
وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ
لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " رواه النسائي وأحمد
صححه الألباني في صحيح الترغيب
وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا

غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
رواه البخاري ومسلم
4 أن الله عز وجل جعل صيامه
وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب
كما ثبت في الصحيحين البخاري ، ومسلم
من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
وقد أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى سُنِّيَّةِ
قِيَامِ لَيَالِيِ رَمَضَانَ
وَقَدْ ذَكَرَ النَّوَوِيُّ
أَنَّ الْمُرَادَ بِقِيَامِ رَمَضَانَ صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ
يَعْنِي أَنَّهُ يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ مِنْ الْقِيَامِ بِصَلَاةِ التَّرَاوِيحِ .
5 أن الله عز وجل يفتح فيه أبواب الجنان
ويُغلق فيه أبواب النيران
ويُصفِّد فيه الشياطين
كما ثبت في الصحيحين البخاري ، ومسلم
من حديث أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة
وغلقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين.
6 أن لله في كل ليلة منه عتقاء من النار
روى الإمام أحمد
من حديث أبي أُمامة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
لله عند كل فطر عتقاء
. قال المنذري :
إسناده لا بأس به .
وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
وروى البزار من حديث أبي سعيد قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة
يعني في رمضان
وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة .
7 أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب
التي سبقته من رمضان الذي قبله
إذا اجتنبت الكبائر
, كما ثبت في صحيح مسلم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة
ورمضان إلى رمضان،مكفرات

ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.
8 أن صيامه يعدل صيام عشرة أشهر
كما يدل على ذلك ما ثبت في صحيح مسلم
من حديث أبي أيوب الأنصاري قال :
من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر
. وروى أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر
وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام السنة....
9أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف
كتب له قيام ليلة ،
لما ثبت عند أبي داود
وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
وصححه الألباني في "صلاة التراويح"
10 أن العمرة فيه تعدل حجة ،
روى البخاري ومسلم
عن ابن عباس قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار :
ما منعك أن تحجي معنا ؟ قالت :
لم يكن لنا إلا ناضحان , فحج أبو ولدها وابنها على ناضح
وترك لنا ناضحا ننضح عليه ، قال :
فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة
, وفي رواية لمسلم : حجة معي
والناضح هو بعير يسقون عليه .
11 أنه يُسن الاعْتِكَافُ فِيهِ
لِمُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ
كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ
يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى
ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ
رواه البخاري ومسلم
12يُسْتَحَبُّ فِي رَمَضَانَ اسْتِحْبَابًا
مُؤَكَّدًا مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ وَكَثْرَةُ تِلاوَتِهِ
وَتَكُونُ مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ بِأَنْ يَقْرَأَ عَلَى غَيْرِهِ
وَيَقْرَأَ غَيْرُهُ عَلَيْهِ , وَدَلِيلُ الاسْتِحْبَابِ :
أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ
رواه البخاري ومسلم
وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مُسْتَحَبَّةٌ مُطْلَقًا
وَلَكِنَّهَا فِي رَمَضَانَ آكَدُ .
13- يستحب في رمضان تَفْطِيرُ الصَّائِمِ :
لِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ
غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا
رواه الترمذي وابن ماجه
وصححه الألباني في صحيح الترمذي
اخوتنا المؤمنون الكرام
لعلكم معي من أن الأدلة والشواهد على تعظيم
الله لشهر رمضان كثيرة ومتعددة وقد اتت إلينا صحيحة
من أن مايُعظِمًه الله يجب أن نُعَظِمَهُ نحن
أي نحترمه ونُجله ونسعى بقدراتنا وبالإستعانة بالله
سبحانه وتعالى في ان يوفقنا في صيامه وقيامه
وإعطاءه حقه من التبجيل والأحترام كما فعل
الرسول صلى الله عليه وسلم وأيضاَ كما فعلت صحابته الكرام
أما أن نقول نعم شهر رمضان مهم ومُقدس
من ناحية اخرى نتعدى فيه على الحرمات ونسفك
فيه الدماء ونعتدي فيه على بعض من أجل أسباب
دنيوية وقتيه لا تُسمن ولا تُغني من جوع
ولانهتم او نُبالي بعدم تحصيل الخيرات والبركات
من هذا الموسم المليء بالطاعات والخيرات الوفيرة
ولكن اخوتنا الكرام
فلنتحدث بصراحة وبدون مواربه
ولا ننافق بعضنا ونقول الحقيقة ولانخجل منها
ونعترف بأننا لسنا ممن يحرصون على هذا الشهر
فنعطيه حقه في كل شيء
( الاّ من رحمه الله )
ولكن السواد الأعظم يقول ولا يفعل
ففي حقيقة الأمر نحن بالفعل نستعد له كل عام
فلا نظلم أنفسنا وإياكم بأننا لم نستعد له
فا بالفعل قمنا بالأستعداد ولكن ليس لشد الِمئزر
للقيام وقرأءة القرآن وتحصيل الأجر والثواب
ومراجعة أنفسنا وأعمالنا وما تم انجازه لصالحنا
وما حُصِّل وسُجٍّل علينا في صحائفنا طوال العام ...
بل الأستعداد في البحث عن مايلهينا في هذا الشهر
فنرى ( الأستديوهات العربية المسلمة وغير المسلمة )
وللأسف حتى الدول الغير مُسلمة
ينشط فيها شياطين الأنس من فنانين
خلاعة وتعري فيسوقون نتاجاتهم الحصرية
في كل سنة وبالتحديد في شهر رمضان
للدول التى تعتبر نفسها أنها مُسلمة ....
تستعد لشهر الطاعات والخيرات والبركات
تستعد له بالمسلسلات المصرية والسورية
والخليجية والتركية والهندية ...
ولايكثر الأهتمام بهذه الموبقات الا في هذا الشهر
ولايُصبح الحديث والشوق لهذا الشهر إلّا عن أحدث
الأنتاجات العربية للوجوه الكالحة ممن يدّعون ( فنانين )
ويتنافسون في من هو الأقدر ليس
لعمل مسابقات ومناشط اسلامية تخدم القرآن
والتدارس لسُنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
والتذكير بأن العمر قصير والزاد قليل
والفتن مُقبلة علينا ليل نهار لاينقطع تواصلها
بل يتنافسون على من هو الذي يستطيع
أن يستميل قلوب المشاهدين للفنانة المشهورة
التى شدّت ونفخت جسمها طول العام
لتظهره في برامجها ومسلسلاتها في رمضان
التى صرّحت وبكل صفاقة أنها لاتصوم
لان الصيام يضر بجسمها وتقاسيمه....!!!
أو الفنانة ا لتى إنجرّت خلف شياطين الأنس
ونزعت حجابها وتتكلم بكل سوء أدب على الأوامر
المُلزمة بالتنفيذ لأوامر خالقها للحجاب ...
تتكلم وتحرف وتتجرأ على الله فتقول :
لم أعد فتنه يُفتتن بي
بل أصبحت من القواعد من النساء ...
اللاتي لاحرج في تبرجهن وخلع الحجاب من على
رؤوسهِنّ ...وأنني نادمة على سنوات تحجبي ...!!!
أو تلك الموبقة سيئة السمعة التى صرّحت
بصريح العبارة وامام وسائل الأعلام
والمواقع الأجتماعية انها تنصّرت ولها صور
في أحدى الكنائس تحضر ما يُسمى بالقدّاس
وتركت الأسلام لانه دين تخلف ورجعية وإجبار
أو الذي يستهزأ بأوامر الله وبالدين
وتشريعاته ويتندر على سُنن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويُضحِك ويهرج للناس ويقول جهاراً نهاراً
انا لا أصوم ولا أذكر أني صمت يوماً ...
أو كالتي تم تسويقها على أنها من بلد مسلم
مثل تركيا فتبرجت وتعرت وفعلت كل شيء
فأستقبلتها النساء والفتيات المسلمات
في بلداننا بالترحاب والحُب والتقدير
فأصبحت صورها منتشرة داخل الحجرات الخاصة
ومُلصقة في الملفات الشخصية على المنتديات...
فصدّروا لنا كل المفاسد
حتى تقليعات الملابس وطريقة تصفيف الشعر
فظهرت علينا تقليعة إطالة اللحى مع حلاقة الرأس
على شكل ( قزعة ) فأستقبلها الشباب
بترحاب وأفتخروا في من يطيل لحيته
تشبهاً بالفنان التركي المشهور...
أما أن يلتزموا بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم
بإعفاء اللحى وقص الشارب ورفع الإزار
فهذا مُنِكر عندهم ويحاربونه ويقولون عنه
انه تخلف وشد للوراء وإرهاب وعلامة من علامات
الدواعش والخوارج والمارقين ....
أما الفاسق التركي فيتبعونه في كل شيء ..
كل هؤلاء ممن جعلوا شهر رمضان وسيلة
لظهور فسادهم وإفسادهم ....
فتستخدمهم وسائل الأعلام العربية المسلمة
التى ننحني أمامها ونشُد المئزر والمُقبِّلات
ونتخذ أماكن وزوايا لنتابعهم في شوق
ولا نهتم بما يدور حولنا حتى في بيوتنا
لاننا في فترة وموسم المشاهدات والمُتابعات
لهذه الفئة الضالة التى أضلت الكثير ...
ووجدت مسرحها ومتنفسها ومكان وزمن ظهورها
هو شهر رمضان شهر الطاعات...
لجذب المشاهدين لفسادهم وإفسادهم والموبقات
التى ينشرونها بين الناس ومتى .....؟؟؟؟؟!!!!
يكون في شهر رمضان...!!!!!!
نعم اخوتنا الكرام
هذا هو حالنا وحال شهر رمضان معنا
لم يعد ذلك الشهر الذي أوصى به
رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم
وخوفه علينا من أن يأتي شهر رمضان ولانستفيد منه..
فهل ينطبق تأمين الرسول صلى الله عليه وسلم
وتأمين جبريل عليه السلام ...علينا ....؟
اللهم سلّم اللهم سلّم ...
فقد صح في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم
صعد المنبر وقال :
آمين ، آمين ، آمين
وفي رواية :
صعد رسول الله المنبر فلما رقي عتبة قال :
آمين
. ثم رقي أخرى فقال
آمين
. ثم رقي عتبة ثالثة فقال : آمين .
قيل : يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت :
آمين ، آمين ، آمين . فقال
: إن جبريل عليه السلام أتاني فقال :
من أدرك شهر رمضان ، فلم يغفر له ، فدخل النار
؛ فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ،
ومن أدرك أبويه أو أحدهما ، فلم يبرهما ،
فمات ، فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين
ومن ذكرت عنده ، فلم يصل عليك ، فمات ،
فدخل النار ؛ فأبعده الله ، قل : آمين . فقلت : آمين...
قال العلامة ألألبانيرحمه الله :
(حسن صحيح / صحيح الترغيب )
وفي شرح هذا الحديث للشيخ إبن عثيمين رحمه الله :
الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم
صعد المنبر فقال: آمين .آمين .آمين.
فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك عن تأمينه فقال:
أتاني جبريل فقال: رغم أنف أمري ذكرت
عنده فلم يصل عليك، قل: آمين. فقلت: آمين،
ثم قال رغم أنف أمري أدرك رمضان، فلم يغفر له،
فقل: آمين. فقلت: آمين، ثم قال:
رغم أنف أمري أدرك أبويه، أو أحدهما،
فلم يدخله الجنة، فقل: آمين. فقلت: آمين.
والمعنى ظاهر فالجملة الأولى في رجل ذكر عنده
النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصل عليه،
وهذا الحديث يدل على وجوب الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر عند الإنسان
، فإن لم يفعل فإنه يستحق أن يدعى عليه بهذا الدعاء
رغم أنفه، ومعنى رغم أنفه؛
أي سقط في الرغامة والتراب،
وهذا كناية عن ذله وإهانته.
الثاني: أدرك رمضان فلم يغفر له؛
وذلك بأن يهمل صيام رمضان وقيام رمضان،
فإن من صام رمضان قياماً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه،
ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
، فإذا أهمل وأضاع فإنه لن يحصل على
هذا الثواب العظيم، ويكون قد رغم أنفه.
والثالث: رجل أدرك أبويه، أو أحدهما،
فلم يدخلاه الجنة، أو لم يقم ببرهما
الذي يكون سبباً لدخول الجنة،
فهذا أيضاً ممن دعا عليه جبريل،
وأمن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
أن يرغم أنفه؛ أي فيصاب بالذُّل....
فهل أخوتنا الكرام الطيبين
نسمح لأنفسنا أن نكون في عِداد من أمّن عليهم
جبريل عليه السلام و رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونكون مُبعدين أذِلاء محرومين من نِعم الرضى والقبول..
حتى مواقع التواصل الأجتماعي العربية
المحسوبة أنها مُسلمة ذات صبغة عربية
إسلامية ...من منتديات والصفحات الخاصة
لاينتشر فيها كوبونات ومُلصقات دينية وإسلامية
إلّا للتهنئة بالشهر
الفضيل في أيامه ولياليه
فنرى من كانت تضع صور شخصية
فاتنة شبه عارية لوجوه فنانين
وفنانات وراقصين وراقصات
وحتى الذكور منهم نافسوا البنات في عشقهم
لهذه الصور فأتخذوها منبراً يتحدث بأسمهم
فلا يبالوا ولايهتموا بما يُنشر بالأقسام الأسلامية
ولا المواضيع ولا الشروط المختومة من قِبل
من خاف الله واتقاه ولم يخاف من هجرة الأعضاء
ونقص المترددين على مُنتداه
من فاتحي هذه المنتديات
من أن وضع الصور حرام حرام حرام
ومدعوم هذا التحريم
بأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبأحاديث صحيحة غير مُلفقة او مدسوسة
فنرى القليل منهم من يغير ويستحي
من الشهر المبارك فيضع صور
شخصية أكثر إحتشاماً
فقط لشهر رمضان
واما باقي الشهور والايام
يرجعون الى ماهم عليه
وكأن رب رمضان هو ليس رب كل الشهور ....
إخوتنا الكرام
ولكن لاننسى أن بقدر ما هناك من المفاسد
وممن ينشرها ويسعى لأنتشارها
هناك من العائلات ممن تحترم هذا الشهر
وتُجِله وتسعى لأن تستفيد من أيامه ولياليه
وأيضاَ هناك من الأخوات في المنتديات
وأخص بالذكر هنا في منتدانا من تحترم نفسها
وبيئتها وتربيتها فنراها تصارع وتنصح
وأحياناً تُنكر في قلبها من ممارسات وسلوك
صاحبات معارض الصور المنتشرة في المنتدى
فالمنتدى لم يكن هكذا منذ زمن
والله المستعان
فالناظر للصفحة الرئيسية يرى البريق
واللمعان في الوجوه والتسريحات والقدود
والوجوه الكالحة المليئة بالاصباغ
وحتى الأطفال أدخلوهم لهذا المعترك
ونزعوا براءة طفولتهم وقاموا بتلطيخ وجوههم
وألبسوهم ملابس لاتتناسب وطفولتهم
ووضعوهم للأستعراض بهن
فإن كانوا حقيقيين هُن بنات احدى العضوات
فالطامة كبرى فأصول التربية واضحة عليهن
وما سيكون من شأنهُن في المستقبل أكبر ...
فلماذا بالله عليكم الزج بالأطفال ووضعهم
على هيئة لوحات زينة يتم الأستعراض بِهُنّ ....؟
فهل هذه هي أصول التربية
وهل أصبح هذا المنتدى خاص بالنساء
فإن كان ذلك كذلك فليتم الأعلان عن طرد
وتحييد العناصر الرجالية من على أبوابه
اقول أحترموا القٌراء الذين أحبوا المنتدى
وتابعوا فيه الأقلام الرزينة ....
ولكني أقول وبصدق
والذي نفس أندبها بيده
إني لأخاف على من أسس لنا هذا المنتدى
من أن يصيبه
إثم وسيئات من يتجاوز تحذيرات وأقوال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في تحريمه للصور
ولفتاوي العلماء الكِبار لنشر الصور
في المنتديات .....
لأنه لايستحق أن يكون نصيبه
مما ننشر من الأثم والسيئات ....
الأخوة المؤمنين
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم
واجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الخطبة الثانية

الحمد الله الذي هدانا لهذا
وأكرمنا وأعزّنا بدين وبرسالة وبنبي حرص
علينا فنصحنا وأرشدنا لنكون خير اُمّة اخرجت للناس
وأشهد ان لا اله الا الله الملك المتعال
وأشهد أن محمداً رسول الله
أرسله الله مُبشراً ونذيراً وهادياً للصراط وسِراجاً مُنيراً
أما بعد أخوتنا المؤمنون
هذا هو شهر رمضان
وهذه هي سُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيه وهذه تشريعاته ووصاياه وتحذيراته لنا
حيث صالم رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسعة سنوات متتالية
حيث فُرض شهر رمضان في السنة الثانية
للهجرة فكان هديه صلى الله عليه وسلم
يتلخص في الأتي:
تعجيل الإفطار، وتأخير السحور،
وقد رُوي عنه في الحديث الصحيح الذي أخرجه
البخاري ومسلم ...أنه قال:
(لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ)
، وكان يُفطر على عدد فردي من الرطب،
فإن لم يجد فمن التمر،
فإن لم يجد كان يكتفي بشرب الماء،
أما السحور فكان يؤخره إلى
ما قبل صلاة الفجر بوقت يسير،
ويحث أمته على المواظبة عليه،
حيث رُوي عنه -عليه الصلاة والسلام
أنه قال: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)
كتاب صحيح مسلم في فضل السحور
الصدقات وقراءة القرآن الكريم:
كان جود النبي -عليه الصلاة والسلام
وكرمه يتضاعف في رمضان،
حيث كان يكثر من الإنفاق في سبيل الله،
والصدقات، وتلاوة القرآن،
والإحسان، مصداقاً
لما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه
أنه قال:
كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ،
وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ
، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ
مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ
قيام الليل:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم
- يواظب على قيام الليل في رمضان،
وقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-
أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة،
وكان يطيل القراءة فيها. الاعتكاف
وترقّب ليلية القدر: فقد رُوي
عن النبي -عليه الصلاة والسلام-
أنه كان يعتكف العشرة الأواخر من شهر رمضان،
وكان يفعل ذلك في كل عام إلى أن توفاه الله تعالى،
وكان من أسباب اعتكافه -عليه الصلاة والسلام-
طلب ليلة القدر، التي يُعد العمل فيها
خيراً من ألف شهر. صلاة التراويح:
ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
صلّى صلاة التراويح،
فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-
أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام-
خرج ذات يوم في جوف الليل،
فصلّى في المسجد، وصلّى عدد من الرِجال بصلاته
، فلما أصبح الناس تحدّثوا،
فاجتمع أكثر منهم، فصلّوا مع النبي،
وفي الصباح تحدث الناس،
وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة،
فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام-
وصلّوا بصلاته، وفي الليلة الرابعة
عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح،
فلما قضى الفجر أقبل على الناس وتشهّد
ثم قال:
(أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ،
لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها)
أخرجه البخاري في كتاب صلاة التراويح
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
صلى المسلمون صلاة التراويح في جماعة
واحدة، وحافظوا على ذلك إلى زماننا الحاضر
هذا هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
في هذا الشهر المبارك
أخوتنا الكرام
والحديث عن هذا الشهر العظيم له شجون
فمعانيه كبيرة وكثيرة وغنية
وسُنن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لاتُعد ولا تُحصى ورُخصه وتحذيراته
من فساد الصوم كثيرة
وهنا نأخذ منها القليل وأحسبه مهم
للمحافظة على صيامنا وقيامنا في هذا الشهر
وهذا الرُخص او الفتاوي أتت من أحد علماء
السُنة والمشهود له بالعلم والفقه
وهو الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز
حكم إستعمال قطرة العين للصائم
الجواب: هذا فيه خلاف بين أهل العلم،
منهم من يرى أنها تؤثر، ومنهم من لا يرى أنها لا تؤثر،
والأقرب أنها لا تؤثر؛ لأن العين ليست منفذًا يعني:
قويًا، هو منفذ ضعيف، فليس مثل الأكل والشرب
ونحو ذلك، فالأحوط جعلها في الليل
جعل القطرة في الليل خروجًا من خلاف العلماء،
حكم تذوق الصائم للطعام
ماهو حكم تذوق الطعام اثناء الطهي
لمعرفة هل هو مالح او غيرذلك ..؟
الجواب: نعم صحيح؛ ذوق الطعام لا يضر
، كونه يذوق الطعام هو مالح وإلا طيب لا بأس به،
يذوق ويلفظه لا يبلعه لا بأس بذلك،
حكم من تعاطى مُبطلاً من مُبطلات الصوم
جاهلاً بالحكم ...
الجواب: نعم، عليه أن يعيد الصيام،
كمن أكل يظن أنه لا حرج في الأكل في
نهار الصيام المفترض أو جامع فإنه يقضي؛
لأنه مفرط بالتساهل وعدم التفقه في الدين،
بخلاف الناسي فلا شيء عليه، لو أكل ناسياً
أو شرب ناسياً فلا شيء عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام:
من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه،
فإنما أطعمه الله وسقاه، وفي اللفظ الآخر:
من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه
ولا كفارة، فإذا كان تعاطيه المفطر عن نسيان
فإن صومه صحيح، أما إذا أكل أو شرب
أو جامع يزعم أنه جاهل بالحكم فإنه يؤمر بالقضاء؛
لأنه في هذه الحالة يعتبر مفرطاً ومتساهلاً،
وكان الواجب عليه أن يسأل، ولأن هذه الأمور
مما اشتهر بين المسلمين وعرفه المسلمون،
فدعوى الجهل فيه بعيد، دعوى الجهل
في هذا بعيدة جداً. نعم.
حكم حقنة الوريد والعضل للصائم
السؤال: ما حكم من حقن حقنة في الوريد
والعضل أثناء النهار بشهر رمضان وهو صائم
وأكمل صومه، هل فسد صومه ووجب قضاؤه أم لا؟
الجواب: صومه صحيح؛ لأن الحقنة
في الوريد ليست من جنس الأكل والشرب،
وهكذا الحقنة في العضل من باب أولى،
لكن لو قضى من باب الاحتياط كان أحسن.
وتأخيرها إلى الليل إذا دعت الحاجة إليها يكون
أولى وأحوط؛ خروجًا من الخلاف في ذلك.
حُكم الأبر المغذية
السؤال: قرأت في بعض الكتب الفقهية
أن الإبر المغذية
وغيرها التي لا تدخل عن طريق الجوف
أو الفم ليست مفطرة،
وأعلم أن هناك رأيًا لبعض الفقهاء يقضي بغير ذلك.
فما الرأي المعروف لدى جمهور العلماء؟
جزاكم الله خيرًا.
الجواب: الصواب أن الإبر المغذية تفطر الصائم
إذا تعمد استعمالها، أما الإبر العادية
فلا تفطر الصائم،
حكم أستعمال الكحل وبعض ادوات التجميل للنساء
السؤال: ما حكم استعمال الكحل وبعض
أدوات التجميل للنساء خلال نهار رمضان؟
وهل تفطر هذه أم لا؟
الجواب: الكحل لا يفطر النساء ولا الرجال
في أصح قولي العلماء مطلقًا،
ولكن استعماله في الليل أفضل في حق الصائم.
وهكذا ما يحصل به تجميل الوجه من الصابون
والدهان وغير ذلك مما يتعلق بظاهر الجلد،
ومن ذلك الحناء والمكياج وأشباه ذلك،
كل ذلك لا حرج فيه في حق الصائم،
مع أنه لا ينبغي استعمال المكياج
إذا كان يضر بالوجه.
حكم أستعمال معجون الأسنان وقطرة الأذن
السؤال: ما حكم استعمال معجون الأسنان،
وقطرة الأذن، وقطرة الأنف، وقطرة العين للصائم،
وإذا وجد الصائم طعمها في حلقه فماذا يصنع؟
الجواب: تنظيف الأسنان بالمعجون
لا يفطر به الصائم كالسواك،
وعليه التحرز من ذهاب شيء منه إلى جوفه،
فإن غلبه شيء من ذلك بدون قصد فلا قضاء عليه.
وهكذا قطرة العين والأذن لا يفطر بهما
الصائم في أصح قولي العلماء.
فإن وجد طعم القطور في حلقه، فالقضاء أحوط ولا يجب،
لأنهما ليسا منفذين للطعام والشراب.
أما القطرة في الأنف فلا تجوز لأن الأنف منفذ
والأصل في ذلك ما روى عاصم بن لقيط بن صبرة ،
عن أبيه ، قال
قلت : يارسول الله أخبرني عن الوضوء ،
قال أسبغ الوضوء
وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الأستنشاق
إلا أن تكون صائماً
رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال :
حديث حسن صحيح ولأنه من أعضاء الطهارة
، فاستحبت المبالغة فيه كسائر أعضائها
ماحكم إستعمال البخاخ في الفم للصائم
الذي يشكوا من ضيق التنفس .
الجواب: حكمه الإباحة إذا اضطر إلى ذلك؛ لقول الله :
: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ
إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ )الأنعام:119(
ولأنه لا يشبه الأكل والشرب فأشبهه
سحب الدم للتحليل والإبر غير المغذية
حكم القيء للصائم
الجواب: حكمه أنه لا قضاء عليه،
أما إن استدعى القيء فعليه القضاء؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
من ذرعه القيء
فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء
. أخرجه الإمام أحمد
وأهل السنن الأربع بإسناد صحيح
حكم شم الصائم لرائحة الطيب والعود
الجواب: لا يستنشق العود، أما أنواع الطيب
غير البخور فلا بأس بها، لكن العود نفسه لا يستنشقه؛
لأن بعض أهل العلم يرى أن العود يفطر
إذا استنشقه؛ لأنه يذهب إلى المخ والدماغ،
وله سريان قوي، أما شمه من غير قصد فلا يفطره
حكم الأكل والشرب إثناء اذان الفجر من رمضان
الجواب: إذا كان الصائم لم يعلم أن الأذان
على الصبح، بل كما يؤذن الناس على التحري
وعلى الساعة والتقويم، فلا بأس أن يشرب
وهو يؤذن أو يأكل لقمة في يده وهو يؤذن،
لا بأس بهذا؛ لأن الأذان يخبر عن الصبح،
مظنة الصبح، ليس براءي للصبح وإنما يخبر
عن ما عرفه بالساعة ...
حكم التقبيل للصائم
الجواب: لا حرج على الزوج أن يقبل زوجته
في نهار رمضان أو أن ينام معها،
لكن يتجنب وطأها الجماع،
لا يجوز له الجماع في نهار الصيام،
أما كونه يقبل زوجته أو ينام معها في الفراش
أو يضمها إليه كل هذا لا بأس به،
كان النبي صلى الله عليه وسلم يٌقبل وهو صائم
ويباشر وهو صائم وهو أفضل
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم له قدرات
خاصة في التحمل والمحافظة على حدود الله
ولكن تتحرز من أن تثير هذه الأعمال
شهوة الرجل فيقع منه ما لا يُحمد عقباه
فعليه الأبتعاد عن مثل هذه الأمور من تقبيل واحتكاكات
حكم من جاءتها الدورة قبل غروب الشمس في رمضان
الجواب: مادامت الدورة جاءتها قبل غروب الشمس
فليس عليها صلاة المغرب ولا غيرها
، والصوم لا يصح ذاك اليوم الذي جاء فيه الحيض
قبل أن تغيب الشمس
فإن الصوم يبطل وعليها قضاؤه،
هذا إذا كانت تعلم أنها جاءتها قبل غروب الشمس
ولو بخمس دقائق
التبرع بالدم في نهار رمضان
السؤال: ما هو ضابط الدم الخارج
من الجسد المفسد للصوم؟ وكيف يفسد الصوم؟
الجواب: الدم المفسد للصوم هو الدم الذي
يخرج بالحجامة،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
أفطر الحاجم والمحجوم
ويقاس على الحجامة ما كان بمعناها مما يفعله
الإنسان باختياره فيخرج منه دم كثير يؤثر
على البدن ضعفًا، فإنه يفسد الصوم كالحجامة؛
لأن الشريعة الإسلامية لا تفرق بين الشيئين
المتماثلين، كما أنها لا تجمع بين الشيئين المفترقين.
أما ما خرج من الإنسان بغير قصد كالرعاف،
وكالجرح للبدن من السكين عند تقطيع اللحم،
أو وطئه على زجاجة، أو ما أشبه ذلك،
فإنه لا يفسد الصوم ولو خرج منه دم كثير
، كذلك لو خرج دم يسير لا يؤثر كتأثير الحجامة كالدم
الذي يؤخذ للتحليل لا يفسد الصوم أيضًا
حكم تأخير الجنب والحائض والنفساء
الغسل إلى بعد طلوع الفجر
السؤال:: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان،
هل يبطل صومه أم لا،
وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟
الجواب: الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم،
وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء
وهو المني، ولو احتلم بعد صلاة الفجر
وأخر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس.
وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل
إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليه حرج في ذلك،
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصبح جنيًا
من جماع ثم يغتسل ويصوم.
وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل
ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس
في ذلك وصومهما صحيح. ولكن لا يجوز لهما
ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة إلى طلوع الشمس،
بل يجب على الجميع البدار بالغسل
قبل طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها،
وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة
قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من الصلاة في الجماعة.
وعلى الحائض والنفساء إذا رأتا الطهر
في أثناء الليل أن تبادرا بالغسل حتى تصليا المغرب
والعشاء من تلك الليلة، كما أفتى بذلك جماعة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
. وهكذا إذا طهرتا في وقت
العصر وجب عليهما البدار بالغسل حتى تصليا الظهر
والعصر قبل غروب الشمس. والله ولي التوفيق
هذه الأجابات للشيخ أبن باز
أُخذت من برنامج ( نور على الدرب )
ومجموع فتاوي ومقالات
الشيخ أبن باز من موقعه الخاص
إخوتنا المؤمنون
شهر رمضان عظيم ومُبارك
في ثوابه وفي أحكامه
ومقتضيات صحة صيامه
وما وضعي لبعض الأجابات
عن استفسارات مهمة تقع للصائم
في نهار رمضان
الا لبيان أن هناك مسائل مهمة
واستفسارات اخرى تُفسد الصوم او تُصلحه
ربما يحتاج لها الصائم لمعرفتها
وهذا باب ليس مجاله
ربما يكون منفصل عن هذه الخطبة
ولكن من فضل الله وكرمه
أن مُعضم المسلمين والمسلمات يعرفون
مالهم وماعليهم في نهار رمضان
لأن هذه الأسئلة تتكرر كل عام
ويجيب عليها العلماء الأفاضل ...
عباد الله
نفعني الله واياكم بالقرآن الكرم
وأجارني الله وأياكم من خزيه وعذابه الأليم
قال تعالى في مُحكم تنزيله :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ غڑ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
( 56 ) سورة الأحزاب
فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة
وأنتهزوا فرصة شهر رمضان المبارك
وأعملوا الخيرات وصالح الأعمال
والأكثار من الصلاة على النبي
وقراءة سورة الكهف في هذا اليوم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
اللهم أكرمنا وأعطنا من الخير
وأصلح حال ولاتنا وحُكامنا
وأحقن دماء المسلمين في كل مكان
بارك الله لي ولكم وجعل عملنا خالصاً لوجهه
الكريم لامعصية ولارياء ولا نفاق فيها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28856
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (حقيقة شهر رمضان)



 

التعديل الأخير تم بواسطة اندبها ; 01-20-2023 الساعة 08:20 PM

3 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (05-12-2019),  (05-10-2019),  (08-21-2020)
قديم 05-17-2019   #4


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أمانة تربية الأبناء )



[frame="1 10"]



( أمانة تربية الأبناء )




( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،

وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ

إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ
هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي،

ابن ماجه، أحمد، الدارمي )

أحبتي في الله
لابد لنا من أن نعيد ونكرر ونؤكد أن إيماننا
لايصلح ولا يُنتفع به إلا إذا آمّنا بالله رباً وبالأسلام ديناً
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
وبسُنتهِ طريق ومذهب ومنهج نسير به وعليه
فلا نسمح للمشارب والدروب والمسارب
أن تأخذنا الي حيث تريد
فنضيع في متاهات نحن في غنى عنها
فقط إن أتبعنا رسولنا الكريم في كل شيء
نعم أحبتي في الله ...في كل شيء
في كل مناحي حياتنا بدء بقول لا اله الا الله
محمد رسول الله وانتهاء بأماطة الأذى عن الطريق
مروراً بتعاملاتنا اليومية مع كل من نقابله
ونتعامل معه ونصافحه ونُسلم عليه

،حتى وإن رأيناه
لأول مرة ...فهناك معاملة خاصة به

وهي الرد على سلامه
ومروراً بتعاملاتنا في بيوتنا ...مع من له الحق علينا
في رعايته والمحافظة عليه وإرشاده وإيصاله لبر الأمان
وحتى في داخل حجرات نومنا ومُداعباتنا لزوجاتنا....
كل ذلك لم يهمله التشريع ولم تهمله سُنة
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وسُنة وهدي صحابته الكرام
حتى نلتجيء لسُنن وتشريعات من لا دين لهم
فتعالوا معي أحبتي في الله نتعلم ونتصفح
ونبحث عن الوسيلة المُثلى في تربيه ابناءنا
وكيف نصل بهم لمرحلة أن نفتخر بما أنجزوه
ليس الأفتخار بمقدار الدرجات

والتقييمات التي يتحصلون
عليها من جلوسهم في أروقه المدارس

والكليات والمعاهد
كما يفعل الكثير من الناس
وهذا من حقهم على أبناءهم أن يتم الفرح بهم
بل نفرح بما آلت له أخلاقهم وتربيتهم الحسنه
وعلاقتهم بالله عز وجل وبتشريعاته ، بالأضافة لذلك
نجاحهم في الدنيا وعلومها وتقييماتها ....
ولكن ما مصير الأخلاق والتربية والتنشئة المُصاحبة
لهذا النجاح الأكادييمي التعليمي .....؟
فهل أحبتي في الله نفرح بنتائجهم المدرسية
من ناحية ومن ناحية اخرى يتملكنا الهم والغم
والشرود والبحث عن وسيلة لأصلاح الجانب الاخر ....؟
فهل دقق الأب أخوتي في الله كيف حصل ولده أو أبنته
على درجات وتقييمات كبيرة وهو يعرف مُسبقاً أن
أبنه أو أبنته ليس لهم حظ كبير في إستيعاب وفهم المناهج....؟
هل فكرت الأم أو فكر الأب كيف
لأبنته التى تدرس في الجامعة....
أو أبنهم الذي يجلس الدقائق الطوال أمام
المرآة ليصفف شعره ويضع عليه جميع أنواع الكريمات
والتى مُعضمها لايعرف حتى من أين صُنعت
وكأنه أو كأنها ذاهبون لحفل زفاف وليس
للجلوس على مُدرجات يتلقون فيها العلم والمعرفة.....؟
فهل هذا حرص بالفعل على النظافة فقط
أو أن الأمر ليس كذلك بل هو الأستعداد للقاءات
وجلسات ثنائية وأحيانا ثلاثية تحت ظلال الأشجار
بعيداً عن أعين المارة الأخرين ...؟!!!!!
وماهي المفاهيم الجديدة والأفكار والمصطلحات
التى يقولونها في تعاملاتهم العامة ومع العائلة خاصةً...؟
وهل احبتي واخوتي في الله
ننظر لهذه التقييمات والممارسات والتصرفات
والسلوكيات الغريبة المشبوهه
ونجعلها هي الأساس في التربية
او نراها أنها وسيلة تحفيزية تشجيعية للمضي قُدماً
لممارسة الحياة والمعيشة بطريقة مريحة محترمة ...؟
وهل إشترط الأب أو الأم على أبناءهم
وبناتهم إن تحصلوا على درجات وتقييمات كبيرة
في أن يشكروا الله ويسجدوا له سجود شكر
على ما أنعمه الله عز وجل عليهم من نجاح
أم قاموا بتحفيزهم والأشتراط عليهم
بالهدايا والأحتفالات والشموع المضيئة فرحاً بنجاحهم...؟
وهل علموهم أن كل ماتم تعلمه
لايساوي شيء مع معرفة الله ومعرفة رسوله
وفهم المنهج الرباني والتوحيد الخالص لله....
وأن الأساس الحقيقي هو التربية وخلق الأنسان
من ذكر وانثى يكون قادر
على ممارسة الحياة بالوجه
الذي أراده الله له وبيّنه الرسول صلى الله عليه وسلم
ونفذه وطبقه صحابته الأبرار رضوا ن الله تعالى عليهم
في أبناءهم وأولادهم وبناتهم
حتى وصلت لنا معارفهم وعلومهم وأدبهم مع
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ومع خلق الله الأخرين....
وهل التربية الأسلامية الصحيحة المبنية على
كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
التى فهمها وطبقها وعاشتها القرون الاولى
من حياته صلى الله عليه وسلم
لاتصلح لان تكون
هي الفيصل والأساس والقاعدة الأولى
لبناء الأنسان وتربيته تربية صحية
تساعده على النجاح والتقدم والأنطلاق
نحو غايات وأهداف ونقاط وصول تساعده في حياته...؟
أم أن التربية الدينية تعتبر هي الهدف الثاني
والوسيلة الثانية او الهامشية بعد التربية العصرية
والحداثة والعلمنة وإتباع سُبل وطرق التربية
الحديثة والتى لاتعترف بحدود منطقية للتعامل بمدأ
الطاعة والتنفيذ للأوامر بدون نقاش والتى تصدر من الأبوين
أو من له الولاية والسلطة الأدبية في التربية
فتدعوا وتُرغِّب المؤمنين بها أن ينطلقوا ولا يلتفتوا
للوراء للأخذ من مناهل من سبق في أصول التربية....؟
فلا مانع من أخذ المباديء الأولى من الكفار
والنصارى في طريقة تربية أبناءهم وبناتهم
حتى وإن تعلموا منهم بعض المفاسد والسلوكيات
التى لا تنطبق وديننا وشريعتنا ومجتمعاتنا العربية المسلمة
فهذا ليس بمهم في نظر مؤمني هذا الطريقة
فعندهم إتباع الكفار من نصارى ويهود واللا دينيين
أفضل للنشأ الجديد لكي يصل لمراتب علمية كبيرة
فلا بأس إن كفر أو تمرد أو رفض النواهي والزواجر
التى أتى بها الله سبحانه وتعالى على لسان
رسوله صلى الله عليه وسلم

ويكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح
وأخبر أنه سيأتي على أُمته قوم يتبعون حياة ومعيشة
الكفار والنصارى حتى وأن دخلوا لجحر ضب لحقوا بهم
ففي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ
حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ
قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ:
فَمَنْ"( وهل هناك غيرهم ) ......
أخرجه البخاري في صحيحه
إخوتنا المؤمنون
هل تعلمون لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
وشبه الذين يتبعون اليهود والنصارى
كالذي يتبع خطوات الضب الى جحره
ولماذا الضب بالذات ....؟
لقد راود هذا السؤال الكثير من العلماء،
فما ينطق به النبي صلي الله عليه وسلم
هو وحي مبلغ له عن جبريل عن رب العزة،
فلماذا اختار الله جحر الضب ولم يكن جحراً لحيوان آخر
من المشهور عنهم الحياة داخل الجحور، لماذا؟
والسؤال هنا إستفهامي لمعرفة مالذي يميز جحر الضب
عن غيره ......حتى يتم ذكره في هذا الحديث ....؟
فقد قام أحد البُحاث بالبحث في موضوع الضب
وجحره وما المميز فيه ، فوجد أن الضب من أقذر
الزواحف والحيوانات وذلك أنه يحفر جحر
ولايجعل فيه مخارج اخرى للتهوية او للخروج
إن حدث خطر عليه او الهجوم على جحره
فيقتصر على فتحة او مدخل واحد فقط للدخول وللخروج فقط
فقام هذا الباحث مع مجموعة ممن يصطادون الضب
فسألهم عن الكيفية في اصطياد الضب
فقالوا له أنه أسهل حيوان يتم اصطياده بسهوله
وذلك بأغراق جحره بالماء فيخرج
الضب من مخرج الجحر الوحيد
وبالتالي يتم اصطياده بسهوله والقبض عليه...
حيث أن الضب يقوم بعمل فتحة واحدة للجحر

بعكس بعض الحيوانات التي تعمل عدة فتحات
للجحر بغرض التهويه والتمويه للهروب من الأعداء.
إذن جحر الضب هلاك، مميت لمن بداخله،

فلو قام أحد بغلق هذه الفتحة عليه
لم يستطيع الخروج ومات مدفوناً بداخلها،
أو يغمره بالماء فيضطر للخروج أمام أعدائه
ويمسكونه كما هو حال صيده من داخل الجحر
. كما أن جحره عفن فاقد للتهوية
فكما قال أهل المعرفة بالأجحار
أن جحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة والضيق الشديد،
الأمر الذي لا يدع لعاقل مجالاً لرؤية
أي جماليات فيه، فلا نجاة فيه
ولا جمال فيه يجذب من يدخله.


ومن هنا أخوتنا الكرام نعلم ونستشف من حديثه
صلى الله عليه وسلم ، كأنه يريد أن يقول لنا
إنكم ستتبعون سُنن وأفعال الغرب من نصارى ويهود
وتسيرون على خطاهم خطوة خطوة ،
حتى وأن كان الذي تتبعونه فيه الهلاك لكم ستتبعونه
بالرغم من وضوح الهلاك والخُبث فيه تماماً كجحر الضب
وهذا أخوتنا في الله أكثر وضوح

في كثير من القضايا والتى أثبتت فشلها في الغرب
فتم تصديرها لنا بالرغم من فشلها عندهم
إلا انهم رغبونا فيها وفي اتباعها تماماً
مثل قوانين الأسرة والزواج المدني المنتشر في بلادنا
وأمراض الشذوذ التى أصبحت تلاقي القبول والرضى
في مجتمعاتنا....وكذلك الموضة القاتله وقوانين
العلاقات الأسرية وتحرر الفتيات
من الولاية بعد سن البلوغ
وحرية الزنا علناً وغيرها ....
كل هذا العفن وجدناه وأنغمسنا فيه عندما
أتبعنا الغرب لجحورهم والتى شبهها
بجحر الضب المليء بالقذارة والعفن
لذلك صدق من قال
أن نبؤة رسولنا صلى الله عليه وسلم علينا صدقت
فأتبعنا الغرب شبراً شبراَ وذراعاً ذراعاً لجحورهم
فظهرت علينا مفاهيم وجدت القبول في عالمنا الأسلامي
وهي عبادة غير الله مثل عبادة الشيطان
وأحتسبوها حرية شخصية وفكر شخصي خاص بالفرد
اخوتنا في الله

ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله عز وجل عنه :
( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ...) التوبة128
فمن رأفته ورحمته على المؤمنين

أنه صلى الله عليه وسلم أرشدهم ونصحهم
وأعلمهم بان يتبعوا منهجه وسُنته وطريقته
حتى أنه أقسم بالله أن لا أيمان لمن لايكون
هواه وطريقته وعبادته لله تبعاً لما جاء به
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ....
كما ورد في الحديث :
والذي نفسي بيده ، لا يؤمن أحدكم حتى
يكون هواه تبعا لما جئت به
" ولهذا شدد الله عز وجل في خلاف ذلك ، فقال:

وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا
، كقوله تعالى
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
أو يصيبهم عذاب أليم
....النور : 63
فكل هذه الآيات تدل بوضوح وجوب اتباع مايقوله ويفعله
ويأمر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في احاديثه الصحيحة ، والتى صححها العلماء
والصحابة الكرام والسلف الصالح والتابعين لهم ....
هو مايجب اتباعه والاخذ به وليس أقوال الذين يوأولون
ويبدلون مفاهيم القرآن الكريم في الامر بأتباع
منهج رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
من احداث التأويلات والبِدع والتحريفات للمنهج القويم
وإتباع طُرق ومناهج الكفرة النصارى في التربية
والحداثة والعلمنة والأنفتاح الفكري الضال
فإن إتبعتم التأويلات والتحريفات في الدين والتشريع
فإن الله جل وعلا حمّلكم مسؤولية ذلك،
وسيسألكم عن ذلك يوم الوقوف بين يديه،



ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(إن كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه يهودانه
أو ينصرانه أو يمجسانه ) أخرجه البخاري.
، فعلينا أن نراجع أنفسنا في هذا الصدد، وهذا الأمر
ونزنه ونقارن تربيتنا في هل تتطابق وماجاء به الله ورسوله
أم إنحرفنا لأتجاهات أضرت بأنفسنا وأهالينا ومن ثم أبناءنا
فعندما يقول الحق سبحانه وتعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ( التحريم: 6
فكيف تكون الوقاية....؟!
وكيف يكون العلاج.....؟!
، ويقول الحق سبحانه وتعالى في هذه الآيات
المحافظة على وقاية أنفُسنا وأهالينا
من الوقوع في الزلات التى نتيجتها نار وقودها الناس والحجارة
والوقاية هنا هي الحماية والوقاية
من كلّ قبيح وتجنب كل تقصير،
والآية الكريمة تتعلّق بوقاية النفس والأهل،
الوقاية من النار وليست نار اليوم،
إنها نار يوم القيامة التي وقودها الناس والحجارة.
إن حسن التربيَة هي أمانة كبيرة وعظيمة
، هذه الأمانة العظمى ،
وهي أمانة تربية الأبناء فإن الكثير
منا تخلى عنها بالكلية، وأحلّ محلها
واستبدل مكانها الإضاعة والإهمال،
فنتج عن ذلك أن الأبناء أصبحوا في حِلٍّ،
فهي بكل بساطة بالقيام على التربية أحسن قيام،
وهذه التربية إنما تكون بحفظهم في دينهم
وفي دنياهم، فالوقاية كما قٌلت أنفاً
هي القيام عليهم بتربيتهم
وحفظهم في دينهم وفي أخلاقهم وفي دنياهم،
فإن الله جل وعلا حمّلكم مسؤولية ذلك،
وسيسألكم عن ذلك يوم الوقوف بين يديه،
ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي: ( إن كل مولود يولد على الفطرة،
وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
أخرجه البخاري.
فمعني هذا الحديث إخوتنا المؤمنين
أن سلوك أبناءنا وبناتنا هو النتيجة النهائية لنجاحنا
أو فشلنا في تربيتهم وهم ( أي أبناءنا ) الثمرة الأخيرة
لجهدنا في التربية والعناية والرعاية والوقاية
فإن وجدنا خيراً في ما أجتهدنا فيه من تربية لهم
فنحمد الله على ذلك ونعتبر أننا نجحنا مؤقتاً في أولى
خطوات التربية الصحيحة ومازال هناك خطوات أخرى
مُكملة في التربية
وإن وجدنا غير ذلك من نتائج تسوء وجوهنا
فنعلم حينها أنها نتيجة طبيعية لتربيتنا لهم
فلا مناص لنا الا أن نلوم أنفسنا ونتحمل تبعات تربيتنا لهم
في الدنيا وفي الأخرة سوف نُسأل في ضياع الأمانة
نعم أخوتنا الكرام نُسأل في لماذا ضيعنا
أمانة تربية اولادنا وبناتنا
خيانة عظمى في تربية الأبناء، خيانة
للأبناء في تربيتهم،
خيانة للمجتمع في أن تقدِّم له من النسل ما ينفعه،
خيانة للأمانة التي حمّلك الله إياها،
خيانة لنفسك في تربية أبنائك،
والمصطفى صلى الله عليه وسلم يخبرنا:
( إنه من ما عبد يسترعيه ربه رعية فيموت
وهو غاش لها إلا لم يجد رائحة الجنة )
رواه البخاري ومسلم من حديث معقل بن يسار

فالذي يؤلم اخوتنا الكرام
هو عندما نرى نتائج تربيتنا لأبناءنا غير صحيحة
نقول نعم لقد ساهمنا في اضاعة الوقت
ولم نهتم بتربية ابناءنا تربية صحيحة
ولكن اقول هنا هل الفُرصة انتهت ام هناك محاولة
أخرى ربما تنجح في إعادة فلذات اكبادنا للطريق الصحيح
هنا يكمن تحدي وجهد الأباء والأمهات ومدى أصرارهم
وتحديهم لكل ظرف من شأنه أن يبعدهم
عن تربية ابناءهُم تربية صحيحة .......
فكيف يكون ذلك ....؟
يكون اخوتنا الكرام بأتباع منهج من سبقنا
من صحابة وأتباع التابعين لهم الذين أخذوا أصول التربية
من المُعلم والمُربي الأول صلى الله عليه وسلم
وننظر في الطريقة والوسيلة الناجعة لتربية فلذات
أكبادنا لنربحهم في الدنيا والاخرة
ولا نخسرهم في الدينا والأخرة
فلننظر اخوتنا الكرام في أقوال وأفعال
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
والأصول المُفترض إتباعها في تربية الأبناء
وهي عِدة نقاط مهمة تكون الأساس في التربية
فالتربية يعتبرها الكثير من الدارسية لأصول التربية
أنها من الأعمال الشاقة والتى تحتاج لسِعة الصدر والحنكة
ومحبة من ستقوم عليه أصول التربية ،
وهي جهد يحتاجُ إلى وقت،
وكذلك هي مهمةٌ ليست جديدة،
وهي عملٌ عظيم ومهم وتبرز أهمية
بأتباع المنهج الذي رسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجعل المسلم ، لا يكون مُسلماً ألا إن عرف دينه كاملاً
بمختلف تشريعاته وحدوده
مُبتدأً بالتوحيد لله سبحانه وتعالى ومعرفة
ما للعبد تجاه ربه من عبادة وتبجيل

لذلك اخوتنا الكرام
طالما أننا نمتلك المنهج والقدوة لتطبيق المنهج
فلماذا لا ننطلق ونتبع ونقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم
والصحابة من بعدهم من السلف الصالح في تربية أبناءهم
ومعرفة الكيفية في هذه التربية
وبمعرفةِ كيفيةِ تربيتهم لأبناءهم
يتمُ التعرف على كيفية تربيتنا لأولادنا.
فالتربيةُ بأختصار هي الوسيلةٌ للوصول بالأبناء
إلى المُثل العليا، كالإيثار والصبر وحبِّ الخير للآخرين.
وهذا أخوتنا الكرام لايتأتا وينجح
الا أن تمت تنشئة المسلم وإعداده إعداداً
كاملا من جميع جوانبه،
للحياتين الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام،
وليس في ضوء التربية الحديثة المستوردة
من مجتمعات لاترى في القيم الروحية الدينية
اهمية بحيث يتم وضعها كأساس للتنشئة والتربية
وكما قال أحدهم في وصف التربية الحقيقة بقوله:
هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع
على وفقِ شرع الله.
بالتربية يتمُ إيجادُ الحصانة الذاتية لدى الولد، أو البنت
فلا يتأثرانُ بما يقابلهُم من شهوات وشبهات؛
لأنَّها تقوى مراقبته لله
ولا يتأثرُ بالشهوات التي تزينت في هذا العصر
تزيناً عظيماً فأصبحت تأتي للمسلم ولو لم يأتها،
ولا بالشبهات التي قد تطرأ على عقله.
تتبين أهميةُ التربيةِ من خلالِ وجودِ الحملةِ الشرسة،
لإفسادِ المجتمعِ من قبل أعداء الإسلام
الغرب الكافر ومن بني جلدتنا العرب المسلمين
الذين يقدسون أساليب التربية النصرانية ويفضلونها
وينشرون تعاليمها ويجعلوها مُضادة ومُنافسة
للتربية الأسلامية الحقيقية المُتبعة لمنهج النبوة
، فوجودُ هذه الحملة لابد أن يُقابل
بتربيةٍ للأولادِ حتى يستطيعوا دفعها عن أنفسهم ومجتمعهم
التربيةُ تحققُ الأمنَ الفكري للولدِ،
فتبعدهُ عن الغلو، وتحميهِ من الأفكارِ
المضادةِ للإسلام، كالعلمانية وغيرها
التربيةُ مهمةٌ لتقصيرِ المؤسساتِ
التربويةِ الأخرى، في أداء وظيفتها التربويةِ
كالمدرسة والمسجد.
إن وُجود بعضُ الأمراضِ التي انتشرت
في الأمةِ سببهُ التقصيرُ في التربية
أو إهمالها، فالسفور والتبرجُ والمخدرات
والمعاكسات وغيرها انتشرت
بسبب الإهمال في التربية أو التقصير فيها
فنجد الأباء والأمهات سوى بقصد
أو من غير قصد يُعلمون أولادهم وبناتهم
السفور للبنات والتقليعات الغريبة للأولاد
فينشأ هذا الجيل وهو مُحب لِما تعلمه وهو صغير
وهنا يأتي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
( إن كل مولود يولد على الفطرة،
وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
أخرجه البخاري.
نعم اخوتنا الأحبة ...أبواه يهودانه أو يُنصرانه
أو يُمجسانه والقصد هنا أن الطفل يولد
على الفِطرة بنقاوتها فأبواه هم من يزرعون
فيه حُب أضداد الأشياء فيغيرون من
فكره واتجاهاته كما يرونها هُم
وليس كما يراها هو او هي بعد أن يصلوا
لسن تسمح لهم بالأنفراد بالتفكير والتوجه



والأسلام اخوتنا الكرام
أعطى لموضوع التربية وبناء الأنسان
كل الأهتمام والرعاية
لقد حثَّ الإسلامُ على تربيةِ الأبناء
، ومحاولة وقايتهم من النارِ فقال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )،
وقال تعالى:
( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا )
وقال عز وجل:
( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ). .
ومدح الله سبحانه وتعالى عبادُ الرحمن بأنَّهم يقولون:
( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ).
ومن السنة يقولُ - صلى الله عليه وسلم :
الرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته،
والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها
البخاري ومسلم. وفي الترمذي:
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع ...... الحديث.

وقد أهتم ديننا الحنيف بتشريعاته
وبسُنن نبيه صلى الله عليه وسلم ، بأساسيات التربية
أي من البداية حتى قبل أن يولد الطفل
فبيّن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أن نعمل بالأسباب ونبدأ
من الأصل في بناء الأسرة
ويكون بالأتي :
1 ـ أختيار الزوجة الصالحة وكذلك الزوج الصالح
هو الخطوةُ الأولى للتربية السليمة،
ففي الحديث المشهور يبين ذلك
إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه،
وحديث إختيار الزوجة الصالحة
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ،
ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك....
فأختيار الزوجة الصالحة لبناء الأسرة وتربية
الأبناء مهم جداً لانه بصلاحها وتقوتها تحافظ
على نسيج اسرتها وأصول تربية ابناءها
فلا تنحدر بهم لمشارب وطُرق تربية تم إستيرادها
من العالم النصراني العلماني الذي لاينظر للقيم الروحية
بمنظار هو الأساس في التنشئة والتربية
وكذلك تكون العين الساهرة على فلذات أكبادها
وليس كما نرى اليوم أن الزوجة او الأم هي من
تُسهم في إفساد ابنتها من خلال إدخالها
في مجالات لاتتناسب وعمرها
فنراها تُشركها في حفلات الزفاف وهي لازالت طفله
لم تبلغ الحلم بعد ، فتُلبسها ملابس فاضحة شبه عارية
وتُصبغ وجهها الطفولي بأصباغ
فاقعة وكأنها أحدى غواني الشوارع
بل وتزيد على ذلك بأن تفتخر بها أمام النساء
بأنها تستطيع أن ترقص وتتمايل وتبرز براعتها
في الرقص .......
هنا أخوتنا الكرام نجد الأم
تثني على أبنتها وتشكرها وتفرح لأفعالها
لا أن تمنعها وتحافظ على براءتها
بل تستعرض بها أمام النساء في الحفلات
هنا ماهو مصير هذه الطفلة التى تعودت أن تذهب
مع أمها لمثل هذه الحفلات الماجنة وتلبس ملابس
ليس لمثل سٍنها وعمرها وتضع الأصباغ على وجهها
مصيرها واضح وهو أنها سترفض أي أمر
من أمها في أن تمنعها في المستقبل
ولن تكون هناك الجرأة من الأم في أن تنصح
أبنتها بعدم الأبتذال في لبس الملابس أو وضع المساحيق
لانها هي من علمتها ذلك وأستعرضت بها أمام الناس
لذلك ستنهار مصداقية الأم أمام أبنتها
فتتمرد البنت وتفعل ماتشاء دون حسيب أو رقيب
وفي الأخير تندم الأم وتقول نعم لقد أخطأت في التربية
وهذا أمر أراده الله وليس لي فيه حيلة ولا دخل
هنا أقول لمثل هؤلاء النسوة
نعم هو امر الله ولكن قد أعطاك الله العقل والحكمة
من خلال التشريعات والسُنن والتنبيهات
من أن التربية تأتي من الأساس ....
وأن المنهج المرسوم للتربية موجود وتحت يدك
فلا تبحثي عنه في ثقافات النصارى والمنحلين
من بني جلدتنا الذين تهافتوا على ثقافات الغير
وأتهموا تشريعاتنا وثقافتنا الأسلامية
بأنها تشد للوراء وفيها من الرجعية الشيء الكثير
وهنا يأتي حٍسن أختيار الزوجة من الأصل
وعدم أختيارها لصلاحها وتقوتها
ستكون السبب في إفساد تربية نشأ والزج به
لحلقات ومدرجات الكُره والتمرد والعصيان وعدم الأيمان
يحكى أن رجلاً ذهب إلى أحد العلماء يسأله :
كيف تكون التربية ؟
فسأله العالم كم عمر ابنك الآن ؟
فقال أربعة أشهر،
فقال العالم لقد فاتتك التربية؛
لأن التربية يُبدأ بها منذ اختيار الزوجة،
ومن هنا نعلم أن التربية لا تبدأ مع ولادة الطفل،
أو بعد مضي سنوات من عمره الأول،
بل نلاحظ هنا أن التربية تسبق الإقدام على الزواج،
وذلك بالتروي في اختيار الزوجة الصالحة؛
لأنها هي المدرسة الأولى للطفل في حمله،
وبعد ولادته، والأم هي
الفاعل الأساسي في العملية التربوية،
وهي المربي الأسبق قبل الأب؛ وذلك لالتصاقها بالطفل،
ولأن الطفل قطعة منها، ولأن عاطفة الأم أقوى من
عاطفة الأب والأم المسلمة هي نواة البيت المسلم؛





كذلك الأمر اخوتنا الكرام
عند إختيار الزوج
2 ـ أختيار الزوج الصالح كما
قال صلى الله عليه وسلم
: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه
فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة
في الأرض وفساد كبير.....رواه الترمذي
والرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن
في عدم إختيار الزوج الصالح لكي يصبح قدوة
لأولاده فيقتدون به وبصلاحه وتقوته وينهلون منه
ما شاء الله أن ينهلوا فيستفيدون بوصولهم لبر الأمان
في الدنيا والأخرة
وهو سيستفيد بالأجر والثواب العميم لانه لم يخون
الأمانة التى أأتمنه الله عليها وهي الأبناء وتربيتهم
أما إن كان غير صالح فسيسهم في فساد وإفساد
أسرته وأبناءه بطريقة مباشرة أحيانا ً وغير مباشرة أحياناً اخرى
الطريقة المباشرة لأفساد أبناءه وبناته
هو في فتح لهم مجالات تُسهم في إفساد ثقافتهم
وإبعادهم عن مايقوله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فنرى الأب يبذل قصار جهده في أن يوفر لأبنته كل ماتحتاجه
من ملابس وعلى حسب رغبتها ويشجعها على فعل ذلك
ولا يرى غضاضة في أن يمنعها أو يقلل من قيمة
الألتزام الديني امامها ويكون بأتهام الملتزمات أمامها
ووصفهم بأوصاف الرجعية والتخلف وعدم التحضر
وأن الدين في القلب وليس في السلوك العام الجوارح
فتنشأ هذه البنت وهي تتبع خطوات والديها ومفاهيمهم الخاطئة
أما الأبن الذكر ، فنرى الأب يفتخر به أمام أترابه
ويعلمه كيفية لتعامل مع الناس بطريقة جافة حادة
يغلب عليها القسوة والغِلظة وأن الرحمة والرأفة
هي من صفات النساء وليس الرجال
وأن الفخر مهم في اللبس والأكل والتعامل مع الاخرين
فنجد الأب يحرض أبنه على عدم التعامل مع من هم أقل منه
مستوى إجتماعي ( فقراء وبسطاء )
فينشأ الأبن متعالى مُتعجرف يحتقر الأقل منه منزلة
وهنا الأبن سيتعلم ذلك
أما إن إلتزم الأب والأم بما
يساعدهم على حُسن التربية والتوفيق فيها
وهو عمل الأسباب مثل:
الدعاءُ بأن يرزقهُ اللهُ ذريةً صالحة،
وهذا قبلَ أن يُرزقَ بالأولاد
( رب هب لي من الصالحين ).
أ ـ التسميةُ عند الجماعِ للحديث
( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال:
بسم الله، اللهم جنبنا الشيطانَ وجنب الشيطان
ما رزقتنا، فإنَّهُ إن قُضي بينهما
ولدٌ لم يضره الشيطان أبداً ).
ما يفعلهُ إذا رُزق بمولودٍ من مثل:
ب ـ الأذانُ في أذنِه وتحنيكه وحلقُ رأسه،
واختيارُ الاسم الحسن له،
والعقيقةُ عنهُ وختانه.
الدعاءُ للأولاد بالصَّلاحِ بعد وجودهم،
وقد كان الأنبياءُ يهتمون بذلك، فإبراهيمُ يقول:
( وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً ).
ويقول زكريا:
( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء )
وعندما يصلوا لمرحلة التعلم وجب
على الأب والأم كذلك تعليم طفلهم أو طفلتهم
غرسُ العقيدةِ والإيمانِ في نفسه؛
وذلك بما يلي:
أ‌- تعليمهُ أركانَ الإيمان وأركان الإسلام،
ب‌- والإيمان بالأمورِ الغيبيةِ،
ت‌-كالقبرِ ونعيمه وعذابه،
ث‌- وأن هناك جنة ونار.
ج‌- تعليمهم الصلاة وتحبيبها لأنفسهم
ح ـ تنميةُ المراقبة لله عنده
خ ـ تنبيههُ للخطأِ برفقٍ ولين، وعدمُ معاقبته
إذا أخطأ أول مرة.
د - الاعتدالُ في محبةِ الولدِ،
بأن تُشعرهُ بمحبتهِ مع عدم التدليل الزائد.

كل ذلك أخوتنا الكرام وأكثر
هذا إذا أردنا من أبناءنا الوصول بهم لبر الأمان
وأن يكونوا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى
في أن نقيهم ناراً وقودها الناس والحجارة
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

الخطبة الثانية
الحمد الله وكفى
وصلى اللهم على نبيه الذي أختاره وأصطفى
وأشهد أن لا اله الا الله
وأشهد أن محمد عبده ورسوله ...
اخوتنا في الله
نصل بخطبتنا هذه الي مشارفها
بعد أن نبين وبإيجاز كيف كان الصحابة
الكرام يتعاملون مع أبناءُهم وبعض من مواقفهم
ومن المعلوم أن أولاد الصحابه كانوا متفردين
بأستجابتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفيذ
أوامره..... ففي صحيح البخاري ومسلم
عن أنس أبن مالك رضي الله عنه أنه قال:
أتى عليًّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا غلام، فسلم علينا، فبعثني في حاجته.
وخدم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو طفل صغير، عمره عشر سنين،
لمدة عشرة أعوام.
وجاء ابن الزبير وهو ابن سبع سنين أو ثمان؛
ليبايع الرسول صلى الله عليه وسلم ،

وأمره الزبير بذلك، فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلاً وبايعه.
الصحابي الجليل أبن عمر مع أبيه
رضوان الله تعالى عليهم
وهذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يُطبق أصول التربية على أبنه
الصحابي عبد الله أبن عمر رضي الله عنه
ويفتخر به ويشجعه على أن يتعلم ويتقن
ويفتح مداركه حتى في وجود الصحابة الكبار
فقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
في صحيح مُسلم أنه قال:
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
يَوْمًا لأَصْحَابِهِ: أَخْبِرُونِي عن شَجَرَةٍ،
مَثَلُهَا مَثَلُ المُؤْمِنِ فَجَعَلَ القَوْمُ يَذْكُرُونَ
شَجَرًا مِن شَجَرِ البَوَادِي. قالَ ابنُ عُمَرَ:
وَأُلْقِيَ في نَفْسِي، أَوْ رُوعِيَ، أنَّهَا النَّخْلَةُ،
فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا، فَإِذَا أَسْنَانُ القَوْمِ،
فأهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَتُوا،
قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هي النَّخْلَةُ.
قال: فذكرت ذلك لعمر قال:
لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا.
أخرجه مُسلم في صحيحه
( أي ذكرها لأبيه عمر بن الخطاب أنه كان يعرف الأجابة
وهي النخله ولكنه لم يجيب على سؤال
الرسول صلى الله عليه وسلم
لانه صبي وأستحى من أن يتكلم

في وجود الصحابة الكبار
فقال له أبوه رضي الله عنه :
لأن قلت أنها النخلة أحب اليّ من كذا وكذا ....)
لا أن يفتخر الأب بما ينجزه أبنه حتى وأن كان معصية
ويضن أن دعم الأبناء في كل شيء
والصحيح هو أن دعمهم فقط في مايرضي الله
وأذكر اخوتنا الأحبة
أنه حدث موقف لي شخصياً مع أحد معارفي
قديماً ، فجلسنا نتكلم عن ذكاء الأطفال ومواهبهم
في الكتابة والشعر والتعبير وما الي ذلك
فقال لي إن أبنتي لها صوت يشابه صوت أم كلثوم
وهي تحفظ الأغاني بشكل مميز
وأتمني لم اتعرف على أحد الملحنين ليكتشف أبنتي
لتصبح مُطربة تُسعد الأخرين بصوتها الجميل
لأفتخر بها أمام الناس .....
فقلت له اتقي الله يااخي أترضى
أن تصبح أبنتك مطربه
فقال لي ولما لا ....
فلم يقبل النصيحة في الأبتعاد عن هذه الأمور
عندها عرفت أن ثقافة الأب الضارة تكون السبب
في ضرر الأبناء بصورة مُباشرة ...
أبناء الصحابة يحفظون أحاديث رسول الله
وكان أبناء الصحابة يحفظون
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
.ففي صحيح البخاري عن

سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:
كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً،
فكنت أحفظ منه
ما يمنعني من القول إلا ها هنا رجالا هم أسن مني.
الصحابة يكافؤن أبناءهم لحفظهم الأحاديث
وكان السلف يعطون مكافآت للأطفال
على حفظ الأحاديث النبوية،
والمكافآت حقيقة أمر تربوي في التشجيع على التعليم.
قال إبراهيم بن أدهم: قال لي أبي:
يا بني اطلب الحديث، كلما سمعت حديثا
وحفظته فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا.
وكان أطفال السلف يرحلون في طلب العلم.

فهذا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم الحافظ
الجواد الثقة قال الذهبي:
اعتنى به أبوه، وارتحل، ولقي الكبار، وطال عمره، وتفرد.
وهذا الإمام شيخ الإسلام سيد العلماء العاملين

طلب العلم وهو حدث باعتناء والده، قال سفيان:
ينبغي للرجل أن يكره ولده على العلم، فإنه مسؤول عنه.
وبنات السلف كن يحفظن حديث

النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الزبيدي:
كان للإمام مالك ابنة تحفظ علمه،
يعني الموطأ، وكانت تقف خلف الباب،
فإذا أخطأ التلميذ، نقرت الباب.
وكان عروة بن الزبير يسمع الحديث
على خالته عائشة وهو غلام،
وكان السلف يعلمون أبناءهم المغازي والسير.
فعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن

أبي وقاص رضي الله عنه قال:
كان أبي يعلمنا المغازي، والسرايا، ويقول:
يا بني إنها شرف آبائكم، فلا تضيعوا ذكرها.
وكان أطفال الصحابة يحفظون

أوصافه الشريفة صلى الله عليه وسلم ،
فعن صالح بن مسعود التابعي، قال:
قلت لأبي صحيفة رضي الله عنه
وهو من صغار الصحابة
حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال:
كان رجلاً أبيض، قد شمط عارضاه.
أما تعليم القرآن فهو أصل راسخ من أصول التربية،
وترسيخ العقيدة، قال الحافظ السيوطي:
تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام،
فينشؤون على الفطرة،
ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة،
قبل أن تتمكن الأهواء منها،
وقبل سوادها بفعل المعصية والضلال.
وقال ابن خلدون:

تعليم القرآن الولدان شعار من شعائر الملة،
أخذ به أهالي الملة،
ودرجوا عليه في جميع عصورهم؛
لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده،
بسبب آيات القرآن ومتون الأحاديث،
وصار القرآن أصل التعليم.
وانطلق السلف والصحابة يعلمون
أولادهم القرآن وينشئونهم على حبه وتلاوته،
حتى إنه من شدة حرصهم على ارتباط أبنائهم بالقرآن
وحصول البركة لأولادهم يطبقون
ما روى الطبراني عن أنس ابن مالك
أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده ودعا لهم.
قال الشافعي حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين،
وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر.
وحفظ سهل بن عبد الله القرآن
وهو ابن ست سنين، وغيرهم كثير.
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال:

كان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبناء الصحابة فيلحق من أدرك منهم،
فعرضت عاما، فألحق غلاما وردني،
فقلت: يا رسول الله، لقد ألحقته ورددتني،
ولو صارعته لصرعته، قال:
فصارعته فصرعته، فألحقني.
وروى الحاكم في مستدركه عن
زيد بن حارثة رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استصغر ناسا يوم أحد،
منهم زيد بن حارثة، والبراء بن عازب،
وزيد بن أرقم، وسعد، وأبو سعيد الخدري،
وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله.
وروى سعد بن أبي وقاص قال
رأيت أخي عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه
قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر يتوارى، فقلت: مالك يا أخي؟ قال:
إني أخاف أن يراني رسول الله فيستصغرني فيردني،
وأنا أحب أن أخروج لعل الله يرزقني الشهادة.



وكان الصحابة يصطحبون أبناءهم في
المعارك حتى يشبوا على معاني الجهاد والشجاعة.
أخرج البخاري عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال:

في الزبير ثلاث ضربات،
إحداهن في عاتقه، وإني كنت أدخل أصابعي وألعب بها
ومن معالم التربية الهامة، التربية على تعظيم أمر الله، وطاعته، والتأدب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن:
ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال :
أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة،
فجعلتها في فيَّ فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بلعابه فجعلها في التمر، فقيل له: يا رسول الله
ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي قال:
إنَا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وقال عليه الصلاة والسلام لعمرو بن أبي سلمة
وكان يأكل معه:
يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك.
ومن حرص السلف كانوا يرسلون أولادهم

إلى حيث ينهلون الأدب،
ولذا كان يقال للمعلم:
المؤدب (ولا خير في علم بلا أدب).
وهذا الذي نحتاحه أخوتنا المؤمنون
نعم نحتاج لتعلم الأدب قبل العلم
فقديما ً كانوا يقولون على المعلم ينادونه ب ( المؤدب )
فعن سعيد بن عقير حدثنا يعقوب
عن أبيه أن عبد العزيز بن مروان
بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدب بها،
وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده،
وكان يلزمه الصلوات، فأبطأ يوما عن الصلاة، فقال له:
ما حبسك قال: كانت مرجلتي تسكن شعري فقال:
بلغ من تسكين شعرك إن تؤثره على الصلاة!
وكتب بذلك إلى والده فبعث عبد العزيز بن مروان
رسولا إليه فما كلمه حتى حلق شعره.
وكان صلى الله عليه وسلم يتحبب للأطفال،
ويهش لهم،

أحبتي في الله
إنه مما يُحزن القلب أننا مسلمين ولنا منهج
وقدوة نقتدي بها في كل شيء
ولكن لا نبالي بها ونسعى جاهدين لأستبدالها
بمخلفات الضب من جحره
فننغمس في القذارات التى وجدناها في جحر
من لحقنا بهم واتبعناهم شبر بشبر وذراع بذراع
وهم اليهود والنصاري
فتعلمنا منهم أساليب التربية والأنحلال
وتركنا المنهج الرباني لأسعاد أنفسنا وأبناءنا
وأنقاذهم من هول النار ولهيبها
اخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأنتبهوا لأبناءكم وأحسنوا تربيتهم ليكونوا لكم ذخراً
ومكمن للأجر والثواب والاعمال الصالحة بعد الممات
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:
صدقة جارية، أو علم ينتفع به،
أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم،
نعم ولد صالح ....وصلاحه لا يأتي إلا إن قمنا
بتربيته وتنشأته بالطريقة والوسيلة التى يرضى
الله بها عنه وعن والديه .....

اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به على مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28857
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أمانة تربية الأبناء )



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:14 AM

3 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (05-18-2019),  (12-24-2021),  (05-17-2019)
قديم 05-24-2019   #5


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر )







[frame="1 10"]
( أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر )









( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


أحبتي وأخوتي في الله
حينما نعلم بأن هناك أصل من أصول السُنة والجماعة
أعطاه الله ورسوله الأهتمام والتبجيل
حتي يكون من أسباب الخيرية والتميز لهذه الأمة
لتكون خير أُمة أُخرجت للناس
وهو صفة من صفات المؤمنين حقاً وصدقاً
وهو من أعظم مهام الرُسل والدُعاة لله ولُرُسله
حتى وصل هذا الركن بأن أصبح صفة من صفات
الصالحين...
وبسببه يتم تكفير السيئات ورفع الدرجات
وهو طريق الفلاح والنجاح والقبول والرضى
وعند تطبيقه يصبح سبب من أسباب الفلاح
والتمكين في الأرض
ولشرف ومكانة هذا الركن
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع أصحابه
والناس على القيام به وأداء حقه ....
أما إن تم تركه وتضييعه وعدم العمل به وبشروطه
تترتب عليه مضار ومهالك وصفات يتصف بها من ضيع
هذا الركن بعموم العقاب ليس لتاركه
فقط بل حتى للمحيطين بتاركه
ومن مخاطره شيوع المنكرات يكون سبب
في إطفاء جذوة الإيمان
واللعن والإبعاد عن رحمة الله
ويكون تركه سبب الغرق في
أوحال الفحشاء والرذيلة وبالتالي يستحق العقوبة
في الدنيا والاخرة
أحبتي في الله
لعلكم تتساءلون عن هذا الركن ومعرفته
وماأهميته حتى يصبح له شأن عظيم عند الله ورسوله
ويكون السبب في الفلاح والنجاة
وإن تُرك وأُهمل يكون السبب في
الضياع والخسران في الدنيا والآخرة ...
نعم أخوتنا الكرام هذا هو ماسنتعرف عليه
ونفهمه ونتابع مقاصده وكل ما يحيط به لنتعلم
كيف نعمل به موقنين بأنه طريق النجاة
حتى نصل نحن وإياكم لنكون تحت وصف الله للذين
يعملون به ويحافظون على شعيرته
فهذا الركن اخوتنا الكرام هو
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لعلكم تقولون في هذه اللحظة أن هذا الأمر معروف
ونسمع به ولكن لانعرف شروطه ومُبطلاته وفوائده
وكيف وصل لمرحلة أن يقول عليه العلماء أنه ركن سادس
من أركان الإسلام الخمسة .....
ولعظم منزلة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر عدّه بعض العلماء من الفرائض العظيمة
ولكن لايُحسب على أنه ركن سادس من أركان الأسلام
ففي سؤال للشيخ ابن باز رحمه الله : هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الإسلام؟
ج: نعم قال بذلك بعض أهل العلم،
من أنه ركن من أركان الإسلام
لكن لم يرد نص واضح في ذلك،
وإنما هو من أعظم فرائض الإسلام.
وأركان الإسلام التي بينها
رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة،
قال عليه الصلاة والسلام:
بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيتمتفق عليه.
هكذا بيّن النبي صلى الله عليه وسلم
أركان الإسلام ودعائمه، فلا تجوز الزيادة عليها
إلا بدليل صحيح. لكن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر دعامة من الدعائم،
وفرض من الفروض، لكنه لا يقال:
إنه ركن سادس، لعدم الدليل على ذلك...أ . هـ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5/ 74).
فما الجديد فيه والغريب والمتشابه فيه
وكذلك التأويلات التى حامت حوله
والتفسيرات التى تم استغلالها من قِبل الجماعات
الخارجة عن منهج أهل السُنة والجماعة ....؟
ولماذا الكل إن لم أقل السواد الأعظم من الناس
يهابونه ويخافونه ويقولون عنه أنه ليس من حقهم
وأن السلبية والإبتعاد عنه هو الأصوب
وأن الكل يعرف مصلحته وأتجاهاته وقناعاته
وليس في حاجة لمن يذكره بها وينهاه عن منكر فعله
أو يدعون الى معروف يزيد من رصيد حسناته ....؟
ولماذا يغفلون عن هذا الركن ويستبدلونه بمصطلح
( المسايرة ) و ( المجاملة ) و ( والنفاق )
و ( عدم التدخل في شؤون الأخرين ) ....؟
والكل مسئول على تصرفاته من باب الحرية الشخصية
والثقافة الخاصة وكذلك المصطلح الذي يقول
طالما أنه سيضر نفسه فلا دخل لي به....
والكل يعرف مصلحته وليس في حاجة
لتعريفه بالأصول والأتجاهات الصحيحة ....
وأن هذا الأمر لانستطيعه ، لانه يحتاج لامكانيات
كبيرة لاتتوفر الا في أشخاص معينين عندهم القدرة
على النصح والأرشاد والنهي عن منكر
والامر بمعروف....
حتى وإن أمرته بمعروف يعمله
أخاف ان يبادرني بقول
لاتُعرّفني بالمعروف وأهله فأنا ناضج كفاية
لأعرف الصحيح من الخاطيء
كل ذلك أحبتي وأخوتي في الله
يدور في خلد كثير من الناس ، لدرجة
أنهم وصلوا لمرحلة من السلبية
نعم السلبية في عدم اهتمامهم بالمنكر المنتشر
في مابينهم وعدم محاولتهم النصح والإرشاد
لمن يرتكب هذا المنكر وتعريفه بالمعروف
من تركه للمنكر .....
وهناك فئة أخرى من الناس تنظر للنهي عن المنكر
أو تغيير المُنكر يكون باليد فقط ، وإن إستحال ذلك
يُترك كله جُملةَ وتفصيلاً
لا باللسان او القلب ...!!!!!!!!
والامر بالمعروف لابد وأن يكون لذوي السلطان
حتى يتم تغيير المنكر ومنعه بالقوة وليس بالكلام فقط
وأن أفضل شيء للنهي عن المنكر هو اخر نقطة
وهي الغضبة لله في القلب فقط
خوفاً من تبعات من ينصح ويرشد ويصلح ويمنع المنكر
إن كان في أستطاعته ....
وفي هذه الخطبة الدسمة قليلاَ
بإذن الله سنتعرف على
هذه الدعامة العظيمة من دعائم الإسلام
والذي لايهتم لها كثير من الناس
حتى وصل بالفساد والمُنكر والقبائح
والإبتعاد عن الدين والتشريعات النافذه والمُلزمة له
أن إنتشرت وأستشرت بين المجتمعات المسلمة
وأصبح الكل يرى بأُم عينه المُنكر ولا ينهى
عنه ولا يحاول تغييره بشتى الطُرق
فيقفز للدرجة الثالة مُباشرة وهي
الانكار بالقلب ، خوفاً من أن يخرج من ربقة الإسلام
حتى في مجالات تكون له السلطة والقدرة
على التغيير والنهي باللسان واليد
مثال على ذلك في داخل أسرته وحين يكون
ولي أمر البلاد أو من أهل الحسبة ....
وهناك اخوتنا الكرام
من لايُنكر المُنكر حتى بقلبه....
بالرغم من ورود آيات قرآنية واضحة
وأحاديث صحيحة تدعوا لهذه الشعيرة العظيمة
وتُحرّض عليها
وتُحبِّب الناس والخلق والمؤمنون فيها ....
فأردتُ بإذن الله تعالى في هذه الخطبة
وفي هذه الأيام المُباركة العظيمة
والتى أستمدت بركتها من أيام وليالي شهر رمضان
المُبارك والذي انقضى أكثر من نصفه
ولم يبقى الا اليسير منه ، فلعلنا نوافقه العام القادم
أو نكون تحت التراب ، ونُحاسب على ماقدمنا
ففي هذا الشهر المُبارك يُسعد الإنسان
بالنصح والنهي وبذل الغالي والنفيس لتصفو النفس
وتنتفي منها وعليها كل أدرانها
ولنعلم ما لنا وما علينا
في هل كتاباتنا ونصحنا وعملنا يندرج تحت
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
أو يندرج ويُلصق تحت بند الأمر بالمُنكر
والنهي عن المعروف من خلال كتاباتنا وسلوكياتنا
وإنحرافنا على ديننا ومعتقداتنا وتشريعاتنا
التى أتى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم
فأردت بتوفيقٍ من الله تعالى
في أن نتدارس ونتعلم ونتذاكر
ونشرح قليلاً المفاهيم الصحيحة
والخاطئة لشريعة وركن الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
حتى نقوم بها على أتم وجه ، عندها نُعذر عند الله
ولا نُسأل عن تفريطنا وتركنا لهذه الشعيرة العظيمة
فنبدأ بالتعرف عليها والدخول لدهاليز
مفاهيمها ومقتضيات تنفيذها والعمل بها
أحبتنا في الله
وتعريف الأمر بالمعروف هو:
المعروف:
يطلق المعروف على كل ما تعرفه النفس من الخير،
وتطمئن إليه، فهو معروف بين الناس لا ينكرونه.
وقيل: هو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً.‏
‎‎والمنكر هو :
ضد المعروف، وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً
وسمّي منكراً، لأن أهل الإيمان ينكرونه
ويستعظمون فعله.‏
‎‎والمعروف يدخل فيه كل ما أمر الله به ورسوله
من الأمور الظاهرة والباطنة ، مثل:
شرائع الإسلام والإيمان بالله والصلوات الخمس
والزكاة والحج، والإحسان في عبادة الله
وإخلاص الدين لله، والتوكل عليه ومحبته ورجائه،
وغيرها من أعمال القلوب،
وصدق الحديث والوفاء بالعهود وأداء الأمانات
وبر الوالدين وصلة الأرحام
والإحسان إلى الجار واليتيم، ومكارم الأخلاق.‏
أي يدخل المعروف والأمر به في كل شيء طيب
وحسن في الدين والمعاملة ....
‎‎والمنكر يدخل فيه كل ما نهى الله عنه ورسوله مثل:
الشرك بالله صغيره وكبيره، وكبائر الذنوب:
كالزنا والقتل والسحر
وأكل أموال الناس بالباطل،
والمعاملات المحرمة: كالربا والميسر والقمار،
وقطيعة الرحم وعقوق الوالدين،
وسائر البدع الاعتقادية والعملية،
وغير ذلك مما نهى الله عنه ورسوله.
وقد قال العلماء الأفاضل
أن أعلى مرتبة للأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر هي :
الأمر بالمعروف الأكبر (الإيمان بالله تعالى والتوحيد)
أي أكبر وأعظم معروف يؤمر به هو الإيمان بالله سبحانه
وتعالى والتوحيد الخالص له وتنزيهه .....
وأن النهي عن المنكر الأكبر هو ( الشرك بالله )
وأن أكبر وأعظم نهي عن المنكر هو النهي
عن الشرك بالله سبحانه وتعالى وجعل له أنداد...
فكل هذه التعريفات أخوتنا وأحبتنا في الله
تصب في خانة مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أما ادلة وجوب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر في القرآن الكريم
فقد أعطى الله سبحاته وتعالى من البيان والإيضاح
والترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وأنه أساس للإيمان والتسليم لله عزوجل ، وأنه من
صفات المؤمن الحق
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة،
وقد عدّه العلماء وشبهوه بأحد
أركان الإسلام لِما فيه من أهمية عظيمة
وقدّمه الله عز وجل على الإيمان
كما في قوله تعالى
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ
خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ...آل عمران .
ولمكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قدّمه الله عز وجل في سورة التوبة
على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
فقال تعالى:
: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)....التوبة
وفي هذا التقديم إيضاح لعِظم شأن هذا الواجب
وبيان لأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب.
وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير
ويضمحل الشر ويقل المنكر.
وبإضاعته تكون العواقب الوخيمة
والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة،
وتتفرّق الأمة وتقسو القلوب أو تموت،
وتظهر الرذائل وتنتشر، ويظهر صوت الباطل، ويفشو المنكر.
ومن فضائل الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر إخوتنا الكرام ما يلي:
1 ــ أنه من مهام وأعمال الرسل عليهم السلام،
قال تعالى
( وَلَقَد بَعَثنَا فيِ كُلِ أُمةٍ رَسُولاً
أن اعبدُوا اللهَ وَاجتَنِبُوا الَّطاغُوتَ )
أنه من صفات المؤمنين
كما قال تعالى: ( التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ
الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بالمعروف
وَالنَّاهُونَ عنِ المُنكَرِ وَالحَافِظُونَ لحُدُودِ اللهِ وَبَشِرِ المُؤمِنِينَ ) .
أما أهل الشر والفساد الذين
ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر
فقد وصفهم الله باوصاف النفاق والفسق...
فقال تعالى:
( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ
وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67 ) ...التوبة
2 ــ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من خصال الصالحين، قال تعالى:
( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ
آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) ... آل عمران
3 ــ وأنه من خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر: فقد وصف الله هذه الأمة
بأنها خير أُمة أُخرجت للناس ....لماذا ...؟
لانها تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر وتؤمن بالله
فقال تعالى :
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ
مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110).....آل عمران
4 ــ وأنه من أسباب التمكين في الأرض،
وأسباب النصر ،
حيث أتت هذه الفضائل في آية واحدة ...
أي من يعمل بعمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وعمل بأركان الإسلام الخمسة مكّنه الله في الأرض
وجعلها ذلولاً وتحت سيطرته ..
قال تعالى
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)..الحج
5 ــ الأجر العظيم لمن فضل القيام الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر .....
كما قال تعالى:
( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ
أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)....النساء
وقد أعتبر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من الأعمال الصالحة وأعتبرها دعوة
للهدى والصلاح ... أي الأمر بالمعروف
فقال عليه الصلاة والسلام: .
وقوله من دعا إلى هدى كان له مثل أجور
من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ) ..رواه مسلم.
وأعتبرها صلى الله عليه وسلم من أسباب
تكفير الذنوب فقال في الحديث الذي رواه أحمد:
( فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره،
يكفرها الصيام والصلاة والصدقة،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رواه أحمد.
بالأضافة أخوتنا الكرام
نعلم بأن القيام بالأمر والمعروف والنهي عن المنكر
قد أعتبره العلماء من حفظ للضرورات الخمسة
في الدين والنفس والعقل والنسل والمال
أي بمعني أن القيام بهذا الأمر نكون قد
حافظنا على ديننا وأنفسنا وعقولنا ونسلنا ومالنا
فبالتناصح والأمر بالمعروف نتجنب كل مايحيط
بحياتنا وحياة أهالينا ومجتمعاتنا من فساد ....
أما مايترتب على ترك هذا الأمر
وهو النهي عن المنكر والأمر بالمعروف
فيترتب عليه أمور عظيمة وخطرة
هي الفتنة والعقاب الشديد إن تُرك
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فقد بينها الله عزوجل ورسوله
الكريم صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:
(واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة
واعلموا أن الله شديد العقاب 25 ) .... الأنفال
وأعتبر أن الأمة التي تُقصر في هذا الجانب
أمة مطرودة من رحمة الله تعالى،
قال الله تعالى:
( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ
وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)
كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)....المائدة
وفي الحديث الذي رواه
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر
أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه
ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم......رواه ابو داود.
الله أكبر أخوتنا وأحبتنا في الله
والآن هل نستهين بقسم النبي صلى الله عليه وسلم
وتأكيده من أن ترك العمل بالامر بالمعروف
والنهي عن المنكر
جزاءه عقاب رباني شديد
مقروناً بعدم الإستجابة للدعاء ..!!!!!
فلننظر إخوتنا الكرام لحالنا في هذا الزمان
عندما غلبت السلبية وعدم حُب الأخرين
وإصلاحهم وتعليمهم وأمرهم وتشجيعهم
على عمل المعروف
والشد على أيديهم ونصحهم ونهيهم
عن الُمنكر وأنواعه وعدم مُحاباتهم والجلوس
معهم طالما أنهم لم يبتعدوا عن المُنكر
ولم يفعلوا معروفاً
فهل نرضيهم من باب المجاملة والسلبية
أم نغضب عليهم لله وليس لأنفسنا ....
فهل هذا مانريده ونبتغيه من أن نقول
ليس من شأننا الامر بالمعروف وأن من
يقوم به ويعمل به هو ( مُتطفل ) كما وصفته
بعض الفٍرق الضالة التى ترى
أن الأمر بالمعروف بين الناس هو تطفل وتدخل
في حياتهم ومصالحهم وخياراتهم ......؟
هل أن النصيحة والعمل بها لمن نُحب
هو تطفل وتدخل في شؤون الغير
وأن عدم إنكار المُنكر والنهي عنه
هو أيضاً له خصوصيات للذي يقوم ويفعل المنكر
ولا دخل لنا فيه لا من قريب ولا من بعيد ....؟
وهو نوع من الفضول
وهذا ليس بجديد فقد قيل عن من ينهى
عن المنكر ويأمر بالمعروف هو ممن يعتريه الفضول
والتدخل في شؤون الأخرين
وقد أوضح هذا الامر الأمام أحمد رحمه الله :
موضحًا الفرق بين المؤمن والمنافق في
القيام بواجب الأمر والنهي- قال:
يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه مثل الجيفة،
ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع"،
فقلت -والقائل هو عمر بن صالح:
يا أبا عبد الله: وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع؟!
فقال: "يا أبا حفص: صيروا أمر الله فضولاً....أ .هـ
أي جعلوا أمر الله في العمل بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من الفضول ...!!!!
ألم يسمع هؤلاء الذين يتخذون السلبية
في عدم الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، بأن هناك حديث
صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يبين ويشرح بالدقه أهمية هذا الأمر :
من أن النصيحة مهمه لضمان نشر الخير وصلاح الأنفس
والنهي عن المنكر ضمانة لسلامة الناس من العبث
بالحياة بالإفساد وإتباع المفسدين وهلاك الحرث والنسل
فجعل صلى الله عليه وسلم هذه المسألة
كمثال صوّره بدقه وبيان نبوي عظيم لسفينة المجتمع
إن غاب عنها فعل الخير والنصيحة والامر بالمعروف
والنهي عن المنكر هلك كل من فيها
فتأملوا معي احبتي في الله هذه الصورة
كما صوّرها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
مثل القائم في حدود الله والواقع فيها
كمثل قوم استهموا على سفينة،
فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها،
وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء
مروا على من فوقهم، فقالوا:
لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا،
فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً،
وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً ...رواه البخاري.
شرح هذا الحديث كما شرحه أحد العلماء
الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ مِن أجَلِّ العِباداتِ؛ فبه يقومُ أمرُ المسلمين ويَنصَلِحُ حالُ أُمَّتِهم، وبدونِه تَنهَدِم هذه الأُمَّةُ،
وقد ضرَب النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحَديثِ مثلًا
لأهَمِّيَّةِ القيامِ بالأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكرِ،فقال:
فمَثَّل القائمين بِحُدود الله
(وهم المُستَقِيمون على أمرِ الله الآمِرُون
بالمعروفِ النَّاهُون عن المنكرِ)،
والتارِكين لذلك: بِرُكَّابٍ رَكِبوا في سَفِينَةٍ،
فاقْتَرَعُوا على مَن يَجلِس أعلَى السَّفِينَةِ ومَن يَجلِسُ أسفلَها،
وكان الَّذِينَ في الأسفَلِ إذا أرادوا جَلْبَ الماءِ
مَرُّوا على مَن فَوْقَهم، فقالوا:
لو أنَّا خَرَقْنا خَرْقًا في نَصِيبِنا فجَلَبْنا الماءَ
مباشرةً دونَ أنْ نَصعَدَ لأعلَى السَّفينةِ ونُؤذِيَ
مَن في الأعلَى لكان أفضلَ،
فلو ترَكَهم مَن بالأعْلى يَفعلون ذلك لَغَرِقَتِ السَّفينةُ بهم جميعًا،
ولو قاموا بِنَهْيِهم عن ذلك ومَنَعوهم مِن
ارتِكابِ هذا الخَطأِ لَنَجَوْا ونَجَوْا جميعًا،
فهذا حالُ الآمِرِين بالمعروف النَّاهِين عن المنكَرِ،
لو تَرَكوا ذلك لَهلَكَتِ الأُمَّةُ بأَجْمَعِها،
ولو فَعَلوه ونَهَوُا النَّاسَ عن المُنكَرِ لَصَلَح حالُ الجميعِ.
وفي الحديثِ:
أهميَّةُ الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر،
وأنَّ بهما يَنصَلِح حالُ المجتمَعِ.
ألم نعي أن لو تركنا المفسدين يفسدون في الأرض
ويعملون المنكرات ، ولا ننهاهم
فستفسد الأرض والمجتمع ،
كذلك لو تم ترك أحد رُكاب السفينة ليخرقها
بالطبيعي سيغرق ويهلك الكل
كل ذلك لو تم تُرك النهي عن المنكر
والنصيحة والعمل على الامر بالمعروف
أما من يقول عليكم بأنفسكم ولا دخل لكم بالأخرين
نقول له إستمع للصحابي الجليل ماذا يقول
فعن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال:
( يا أيها الناس ! إنكم لتقرؤون هذه الآية: :
( يَا أيُها الَّذِينَ أمنُوا عَلَيكُم أَنَفُسَكُم
لاَ يَضُرُكُم مَّن ضَلّ إذَا اهتَدَيتُم )
وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه
أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ...
وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة
وابن حبان في صحيحه

أدلة وجوب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الا يعلم هؤلاء ممن يقول ذلك أن الله سبحاته وتعالى
انزل أدلة على وجوب العمل بالأمر بالمعروف
والنهي عن المُنكر ،على كلِّ فردٍ من أفراد الأمَّة
المكلَّفين من ذَكَرٍ أو أُنثى، فنجدُ ذلك
في كتاب الله الكريم، وسُنَّة رسوله الأمين
صلَّى الله عليه وسلَّم
فالله عزَّ وجلَّ قد أمَر هذه الأمَّة بأنْ تأمُر
بالمعروف وتنهى عن المنكر،
وأن يكون في الأمَّة جماعةٌ تقومُ بذلك؛
فقال تعالى في كتابه العزيز:
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 104﴾ آل عمران
يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:
والمقصود من هذه الآية
أنْ تكون فرقةٌ من الأمَّة مُتصدِّية لهذا الشأن،
وإن كان ذلك واجبًا على كلِّ فردٍ من الأمَّة كلٌّ بحسبه،
ثم ذكَر الأدلَّة من السُّنَّة فقال:
كما ثبت في "صحيح مسلم"
من حديث أبي سعيدٍ الخدري رضِي الله عنه،
الذي نجدُه في ابن كثير قال:
من حديث أبي هريرة، والرواية من حديث أبي سعيد
قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
مَن رأى منكم مُنكرًا فليُغيِّره بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه،
فإنْ لم يستطعْ فبقلبه، وذلك أضعَفُ الإيمان.
وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم
في صحيحه" في (كتاب الإيمان)
وهذا أخوتنا الأحبة بيان
على أن النهي عن المنكر من الإيمان فقد قال
الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
وأمَّا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم ((فليُغيِّره))
فهو أمرُ إيجابٍ بإجماع الأمَّة، وقد تطابَق على وجوب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتابُ والسُّنَّة وإجماعُ الأمَّة،
وهو أيضًا من النصيحة التي هي الدِّين
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن الصحابي تميم الداري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
الدين النصيحة ثلاثاً ، قلنا:
لمن يارسول الله ..؟
قال : لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين وعامتهم ....رواه مسلم
وهذه بعض فوائد الحديث
كما وردت في الأربعين النووية
1 ــ الدين الإسلامي كله قائم على
التناصح والنصيحة.
2 ــ النصيحة من الإيمان.
3 ــ النصيحة كلمة جامعة لخيري
الدنيا والآخرة، بل هي رسالة الأنبياء
إلى أممهم، فما من نبي إلا نَصَحَ أمته.
4 ــ انحصار الدين في النصيحة؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة).
5 ــ تحريم الغش؛ لأنه إذا كانت النصيحة الدين
فالغش ضد النصيحة، فيكون على خلاف الدين،
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ( من غشنا فليس منا( .
فالقصد من هذا البيان النبوي أن الدين كله
هو النصيحة والأمر بالمعروف والتناصح بين الناس
للنهي عن المنكر وعمل الطيبات


أخوتنا المؤمنون
نأتي الأن وعلى لسان أحد علماء السُنة والجماعة
الشيخ ابن عثيمين في شرحه للحديث الذي ورد
في الأربعين النووية
فيبين لنا الشروط الواجب إتباعها
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حتي نعلم أننا إن أمرنا بمعروف علمنا
أن أمرنا صحيح وفي مكانه ومحله
وإن أنكرنا مُنكر ونهينا عنه وجب معرفة
شروط صحته الي صحة إنكارنا لهذا الذي فعل المنكر
بحيث لانظلم من أنكرنا عليه ولا يكون فهمنا خاطيء
وما سيترتب عليه إن أنكرنا ومنعنا المُنكر الذي فعله
وهذه الشروط يجب أن نعرفها ونعلمها
بالعلم والمعرفة حتى نكون على دراية كبيرة وواسعة
لهذا الامر وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فتنفيذ أوامر الله لاتأتي عن جهل وعدم معرفة
بالأصول الشرعية والفقهية والألتزام بها
بل تاتي بمعرفة كل مايترتب عليه تنفيذ ما امرنا
الله به والعمل عليه ....
قال - رحمه الله - في شرحه للأربعين النووية،
الحديث الخامس والعشرين.:
والأمر بالمعروف لابد فيه من شرطين:
الشرط الأول:
أن يكون الآمر عالماً بأن هذا معروف،
فإن كان جاهلاً فإنه لا يجوز أن يتكلم،
لأنه إذا أمر بما يجهل فقد قال على الله تعالى ما لا يعلم.
الشرط الثاني:
أن يعلم أن هذا المأمور قد ترك المعروف،
فإن لم يعلم تركه إياه فليستفصل ( أي يفهم )
ودليل ذلك أن رجلاً دخل يوم الجمعة
والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس،
فقال له: "أصليت؟ قال: لا، قال:
قم فصل ركعتين وتجوز فيهما"
فلم يأمره بصلاة ركعتين حتى سأله هل فعلهما أولا،
فلابد أن تعلم أنه تارك لهذا المعروف.
والنهي عن المنكر كذلك لابد فيه من شروط:
الشرط الأول:
أن تعلم أن هذا منكر بالدليل الشرعي،
لا بالذوق ولا بالعادة ولا بالغيرة ولا بالعاطفة،
وليس مجرد أن ترى أنه منكر يكون منكراً،
فقد ينكر الإنسان ما كان معروفاً .
الشرط الثاني:
أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في المنكر،
فإن لم تعلم فلا يجوز أن تنهى،
لأنك لو فعلت لعد ذلك منك تسرعاً ولأكل الناس عرضك،
بل لابد أن تعلم أن ما وقع فيه منكر،
مثال ذلك:
رأيت رجلاً في البلد يأكل ويشرب في رمضان
ولنقل في المسجد الحرام،
فليس لك أن تنكر عليه حتى تسأله هل هو مسافر أم لا؟
لأنه قد يكون مسافراً والمسافر يجوز له
أن يأكل ويشرب في رمضان،
فلابد أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في هذا المنكر.
الشرط الثالث:
أن لا يؤدي ازالة المنكر إلى ما هو أعظم،
فإن زال المنكر إلى ما هو أعظم كان إنكاره حراماً،
لأن إنكاره يعني أننا حولناه مما هو أخف إلى ما هو أشد.
وتحت هذه المسألة أربعة أقسام:
القسم الأول:أن يزول المنكر بالكلية .
القسم الثاني:أن يخف.
القسم الثالث:أن يتحول إلى منكر مثله.
القسم الرابع:أن يتحول إلى منكر أعظم.
فإذا كان إنكار المنكر يزول فلا شك أن الإنكار واجب.
وإذا كان يخف فالإنكار واجب،
لأن تخفيف المنكر أمر واجب.
وإذا كان يتحول إلى ما هو مثله فمحل نظر،
هل يُرجَّح الإنكار أو لا، فقد يرجح الإنكار
لأن الإنسان إذا تغيرت به الأحوال وانتقل من شيء
إلى شيء ربما يكون أخف،
وقد يكون الأمر بالعكس بحيث يكون بقاؤه
على ما هو عليه أحسن من نقله
لأنه إذا تعود التنقل انتقل إلى منكرات أخرى.
وإذا كان يتحول إلى ما هو أعظم فالإنكار حرام.
فإذا قال قائل :علل أو دلل لهذه الأقسام؟
فنقول: أما إذا كان إنكاره يقتضي
زواله فوجوبه ظاهر لقول الله تعالى: (
( وتعاونوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) المائدة: 2
وقوله: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران104
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:
وَالَّذي نَفسي بيَده لتَأمُرنَّ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَّ
عَنِ المُنكَر وَلِتَأخُذنَّ عَلى يَدِ الظَالِمِ
وَلِتَأطُرَنَّهُ عَلى الحقَّ أَطراً
وذكر الحديث وعيداً شديداً.
أما إذا كان الإنكار يؤدي إلى تخفيفه فالتعليل
أن تخفيف الشر واجب، وقد يقال:
إن الأدلة السابقة دليل على هذا،
لأن هذا الزائد منكر يزول بالإنكار فيكون داخلاً فيما سبق.
أما إذا كان يتحول إلى ما هو أنكر فإن الإنكار حرام،
ودليل ذلك قول الله عزّ وجل :
(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا
اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) الأنعام الآية108
فنهى عن سب آلهة المشركين مع أنه أمر واجب،
لأن سب آلهتهم يؤدي إلى سب من هو منزه عن
كل نقص وهو الله عزّ وجل،
فنحن إذا سببنا آلهتهم سببنا بحق،
وهم إذا سبوا الله سبوه عدواً بغير حق.
ويذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
أنه مر مع صاحب له على قوم من التتر
يشربون الخمر ويفسقون،
ولم ينههم شيخ الإسلام عن هذا فقال له صاحبه:
لماذا لا تنهاهم؟ وكان رحمه الله
ممن عرف بإنكار المنكر، فقال
: لو نهيت هؤلاء لقاموا إلى بيوت الناس
ونهبوها وانتهكوا أعراضهم،
وهذا أعظم مما هم عليه الآن ..أ.هــ


أخوتنا الكرام
هل وعيتم أن معرفة وفهم الفقه من شأنه
أن يسهل تنفيذ أوامر الله ورسوله دون الخوف
في الوقوع في منزلقات تضر بالطرف المقابل
دون أن نشعر أو نحس بأننا إرتكبنا خطأ
في نصحه أو أمره بالمعروف أو نهييه عن منكر قام به
ولكن عندما نعلم الشروط والمفاهيم المصاحبة
لتنفيذ والعمل على هذا الواجب العظيم
نكون قد عملنا ماعلينا وعرفنا حدود ما نعمله
درجات تغيير المُنكر
إخوتنا المؤمنون
نأتي الأن لدرجات تغيير المُنكر
فدرجات تغيير المُنكر هي مهمة جداً
ووجب على الداعية أو من أراد النهي عن المُنكر
أن يفهم ويستوعب ويدرك أن تغيير المُنكر
والنهي عنه له درجات وخطوات
كان قد أوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم
درجات تغيير المنكر ذكرها
الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده،
فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف الإيمان ......رواه مسلم.
فهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم
الذي يتحدث عن خطوات ودرجات
إنكار المُنكر
فقال:
وإنكار المنكر من الفرائض؛
للأدلة الكثيرة الدالة على ذلك، منها
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده،
فإن لم يستطع فبلسانه،
فإن لم يستطع فبقلبه،
وذلك أضعف الإيمان. أخرجه مسلم.
قال النووي في شرح صحيح مسلم:
وأما قوله صلى الله عليه وسلم:
(فليغيره)
فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة,
وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر الكتاب, والسنة, وإجماع الأمة,
وهو أيضًا من النصيحة التي هي الدين,
... ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فرض كفاية, إذا قام به بعض الناس سقط الحرج
عن الباقين, وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن
منه بلا عذر ولا خوف, ثم إنه قد يتعين,
كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو
أو لا يتمكن من إزالته إلا هو, كمن يرى زوجته
أو ولده, أو غلامه على منكر
أو تقصير في المعروف. اهـ.
ومن وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر اللسان والكلمة الطيبة، قال الله تعالى:
(ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة
الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)سورةالنحل آية (125).
كما أن هذا الحديث الشريف:
(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده،
فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه
وذلك أضعف الايمان)
يبين درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فاعلاها درجة التغيير باليد
ومن ثم التغيير باللسان
وأدناها التغيير بالقلب.
ولابد في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر
أن يتحلى بصفات وشرائط تمكنه
من القيام بهذا الفرض، ومن هذه الشرائط:
الإسلام والتكليف والعدالة بأن لايكون فاسقاً:
(آتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) سورة البقرة آية 44،
وأن يكون عنده العلم الشرعي الكافي
فيما يأمر به وينهى عنه، وأن يكون حسن الخلق
والسيرة قدوة للناس، حكيماً في كيفية الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر مقدراً للمواقف
و أن يكون مخلصا لله في قيامه بهذا العمل يبتغي
وجه الله وحده لاشريك له و ليس لديه غرض دنيوي
أو شخصي فإن الله لا يقبل العمل من العبد
إلا إذا كان خالصا لوجهه الكريم.
وليس مقصود هذا الحديث الشريف
أن يكون التغيير ابتداء بقوة اليد،
فإن التغيير باليد بحسب الاستطاعة والاختصاص،
فالذي يستطيع تغيير المنكر بيده في
أهله مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(مروا أولادكم بالصلاة أبناء سبع
واضربوهم عليها أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع)
رواه أحمد وابو داود والحاكم،
لايستطيع تغيير المنكر في مجتمعه بيده
لأن ذلك هو من اختصاص السلطان
لما يترتب على تجاوز هذا الاختصاص من أضرار
ومفاسد والقاعدة الشرعية تقول:
(درء المفاسد أولى من جلب المنافع).
إخوتنا المؤمنون
مثال على ذلك
لو أفترضنا أن ابنتي أرتكتب خطأ ومُنكر
سوي في السلوك أو الكلام أو اللباس
فقام أخوها بتعنيفها ونهيها عن المُنكر
الذي إرتكبته ولم يكتفي بالقول أي باللسان فقط
بل قام بتغيير ما أرتكبته من مُنكر وخطأ
فقام بتغييره بيده ، أي قام بعقابها وبضربها واهانتها
بالرغم من وجودي على رأس الأسرة ..!!!!
وكذلك بالرغم من أني لم أُعطية الأذن في التصرف
بيده وعقابها وتعنيفها .....
فهل يحق له أن يمد يده ويزيل المُنكر باليد...؟
أو يلتزم بالنصح والأرشاد وبيان أن هذا المُنكر
غير صحيح وخاطيء....؟
أم يتركها هي وأفعالها ويسكت ويكتفي بأنكار
المُنكر بقلبه فقط
فالشريعة ومقاصدها وفقه الأمر بالمعروف
والنهي عن الُمنكر يقول
ليس لهذا الأبن أن يزيل الُمنكر باليد
بل وجب عليه النصح والإرشاد
ونهي أُخته عن المُنكر الذي إرتكبته
أي يقوم بكل شيء ، إلا تغيير الُمنكر بيده
لان سلطة البيت ليست له ، وهو عضو في البيت
وليس رب الأسرة الذي له كل الصلاحيات
وطُرق الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فالأب لازال موجود ومستمر في ممارسة صلاحياته
كولي أمر ورب أسرة وحامي لها ....
لان الأبن لو نازع الأب في صلاحياته
أصبح يتصرف وكأنه ولي أمر الأسرة
فربما يرتكب أخطاء ولا يُحكّم عقله وفهمه
للأمور وبذلك سينتصر لنفسه وليس للدين
وسيصل لمرحلة أن يفرض رأيه حتى وإن كان خاطيء
على الكل بحجة أنه الأخ الأكبر
ويكون مقام الاب هنا هو مقام لاقيمة له
فيصبح مُهمش وكأنه فاقد للأهليه وغير عاقل...
فيمتليء البيت بالفوضى والتسيب والعناد...
ولتأكيد هذا المثل الذي أوردته
هذه إجابة على سؤال عن هذا الحديث
الذي يتكلم على مراتب الأنكار
للشيخ ابن باز رحمه الله فقال:
س: مراتب الإنكار الثلاث مشروعة في حق من ؟
ج : مراتب الإنكار الثلاث ،
مشروعة للمسؤول وغيره ، وإنما يختلفان في القدرة ، فالمسؤول من جهة الحكومة أقدر من غيره ،
والإنكار بالقلب هو أضعف الإيمان ،
في حق العاجز عن الإنكار باليد واللسان ،
سواء كان مسؤولاً أو متطوعا ، وهو صريح
لذلك نلاحظ أخوتنا في الله
أن الدعوة الي الخير والصلاح والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر هو في حقيقة الأمر
تكليف ليس سهل ولا هين ولا يسير
فطبيعته تكمن في إصطدامه بشهوات
الناس ونزواتهم والمصالح المترتبة على ذلك
والمنافع الحاصلة في مابينهم
والتى ترتبت عنها صفات من غرور
وكبرياء لبعضهم بعض
لذلك القائم بمهمة النصيحة والأمر بالمعروف
أو النهي عن المُنكر مهمته صعبه ومحفوفة
بالمخاطر والمكاره وفيها من الصِعاب
الشيء الكثير .....
لهذه الأسباب كلها رفع الإسلام من قيمة
الامر بالمعروف والنهي عن المُنكر
الي مرتبة المهام والقضايا الهامة في الحياة الإسلامية
فعن دُرة بنت أبي جهل قالت:
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو على المنبر فقال:
من خير الناس يارسول الله؟ قال:
(آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر
واتقاهم لله وأوصلهم) رواه أحمد والطبراني،
ومن هنا فقد جعل الله تعالى الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من خصائص المؤمنين
التي يتميزون بها،
قال الله تعالى:
(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
سورة التوبة آية 71
لذلك يعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قاعدة عظيمة من قواعد الدين تظهر فيها
مسؤولية الفرد المسلم تجاه جماعته
ومجتمعه وتظهر فيها أيضاً مسؤولية
الأمة الإسلامية تجاه الجماعة الانسانية بأسرها،
تلك المسؤولية التي تحتم على الأمة الإسلامية
أن تنتصب كالجبل الأشم أمام الشرور والمفاسد
التي تكتنف حياة الناس،
فالكل ينصح الكل
ويأمره بالمعروف إن كان مُقصر
وينهاه عن المنكر إن كان من أصحابه
وبهذه الطريقة ينهض المجتمع بأسره
خالي من النقائص والعيوب والمُنكرات
ولم تتفرد أُمة بهذا الأمر الفاضل
الا أُمة محمد صلى الله عليه وسلم ...
ولذا جعلها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس،
وقد هيأ الله تعالى لها وسائل كثيرة للنهوض
بالدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم




الخطبة الثانية
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
نأتي الأن ونحاول معرفة ماهو
الأسلوب والطريقة المُثلى في الدعوة
لله وللأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
بالطريقة التى أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا نعرف ذلك إلا بدروس عملية منه
صلى الله عليه وسلم ومن صحابته الكرام
والتابعين له ولهديه وسُنته وطريقته
في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ...
خطوات انكار المُنكر
القصد هو الطريقة والأسلوب الأمثل
في إنكار المُنكر والأمر بالمعروف
وفي هذا الامر أخوتنا الكرام هناك عِدة نقاط
الواجب التحرز لها والمحافظة عليها
للمساعدة في نجاح الإنكار والأمر منها :
أولاً: التعريف،
وهو تعريف مُرتكب المُنكر ، بحقيقة المُنكر
الذي إرتكبه ، ويكون ذلك ببيان مخاطره على نفسه
وعلى دينه وبيئته ومجتمعه ومصيره
عند الله سبحانه وتعالى
فإن الجاهل يقوم على الشيء لا يظنه منكراً
، فيجب إيضاحه له، ويؤمر بالمعروف ويبين
له عظم أجره وجزيل ثواب من قام به،
ويكون ذلك بحسن أدب ولين ورفق.
ثانياً: الوعظ؛
وذلك بالتخويف من عذاب الله عز وجل
وعقابه وذكر آثار الذنوب والمعاصي،
ويكون بذلك شفقة ورحمة له.
ويكون ذلك باللين والرحمة وبالأستدلال
بالقرآن الكريم وصحيح الأحاديث ....
ثالثاً: الرفع إلى أهل الحسبة
وأهل الحسبة هم فئة ممن يعلمون حقيقة
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر مُتسلحين
بالعلم الشرعي والفقه والأسلوب الحسن
في تفعيل هذا الركن
فنراهم أحيانا يقومون بذلك بدون مقابل
وأحيانا يٌصرف لهم معاش من بيت مال المسلمين
وعملهم هو النهي عن المنكر في المجتمع
ومنع المُنكر ومساعدة السلطات لإصلاح المجتمع
من المفاسد والمنُكرات ....
فاذا ظهر عناد وإصرار مُرتكب المُنكر
ولم يهتم باللين يتم رفع الأمر المُنكر
وأصحابه لأهل الحسبة لمنع المُنكر بشتى الوسائل
رابعاً: التكرار وعدم اليأس
فإن الأنبياء والمرسلين أمروا بالمعروف
وأعظمه التوحيد، وحذروا من المنكر
وأعظمه الشرك، سنوات طويلة دون كلل أو ملل.
خامساً: إستعمال وسائل مساعدة
في الامر بالمعروف والنهي عن الُمنكر
إهداء المطويات النافعة للنصح والإرشاد
أو لإنكار مُنكر وبيان مافيه من مُنكر وسوء
وإستعمال الوسائل المُتاحة في هذا الزمان من
وسائل الإتصال المختلفة من ( وسائل التواصل الاجتماعي )
والمواقع والمنتديات ، للنهي عن المُنكر
في المجتمعات ، وكذلك الامر بالمعروف
بجميع انواعه إبتدأ بالتوحيد وعدم الإشراك
بالله سبحانه وتعالى
وتحري الحلال وعدم إرتكاب المحرمات واذاعتها.
وليس كما يحدث الآن بين الناس
لايتهادون بالنصيحة الطيبة
ولا بالإنكار بأسلوب حسن على سلوك او تصرف مشين
يجلب الآثام والسيئات ولا الإيثار بالأمر بالمعروف
بل ينشطون في ويلتفون حول بعضهم
في إنكار المعروف والأمر بالمُنكر
فيتهادون ويحرصون على أن لاتفوت مناسبة
من عيد الحُب والأم والأب والجيران والمسيح عليه السلام
وكل الاعياد والمناسبات ، إلّا ونراهم
يتبادلون الهدايا والتهاني والتبريكات للمُنكرات
من صور وتماثيل لمشاهير إشتهروا بالعِهر والفسق
و ( البومات للأغاني والرقص والخلاعة )
سادساً: لمن كان له ولاية كزوجة وأبناء
، فله الهجر والزجر والضرب.
سابعاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
يستوجب من الشخص الرفق والحلم،
وسعة الصدر والصبر، وعدم الانتصار للنفس،
ورحمة الناس، والإشفاق عليهم،
وكل ذلك مدعاة إلى الحرص وبذل النفس.
ومن الدروس العملية
للأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فقد قام صلَّى الله عليه وسلَّم بتطبيق
ذلك المنهج خيرَ قيامٍ من حين بعَثَه الله عزَّ وجلَّ
رسولاً للناس كافَّة وأمَرَه بالتبليغ بقوله:
﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1- 2
إلى أنْ توفَّاه الله عزَّ وجلَّ وهو يقول في وصيَّته:
اللهَ اللهَ، الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانكم
، آخِذًا لكلِّ مَقامٍ ما يُناسِبه، فقد يكونُ المقام بالكلمة،
وقد يكون المقام بالجِهاد في سبيل الله عزَّ وجلَّ
لإعلاء كلمة الله عزَّ وجلَّ
وهذا الذي قام به رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم
وأصحابه من بعده،
وقد بدَأ بإنْذار أهله وعَشيرته ممتثلاً لأمر ربه:
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214،
فقد دعا قومَه وعشيرتَه فعَمَّ وخَصَّ،
وذلك بأسلوب الشَّفَقَةِ والرحمة قائلاً لهم جميعًا ب
مَن فيهم أقرب الناس إليه:
أنقِذُوا أنفُسَكم من النار، لا أُغنِي عنكم من الله شيئًا.
وإذا رجعنا لسِيرته العَطِرة وسِيرته
العمليَّة نجد فيها الأمثلة الواضحة التي
تُبيِّن ذلك الأسلوب الحسَن الذي فيه
الرِّفق واللين والرحمة حين يُنكِر المنكر
فيجعل مرتكبَ ذلك المنكر يأخُذ الأمر
الموجَّه إليه بكلِّ راحةٍ وفرح وسرور.
نذكُر أمثلة على إنكار المُنكر
بالرِفق والصبر وسِعة الصدر
فقد جاء في "صحيح البخاري"
أنَّ أعرابيًّا جاء ودخَل المسجد، فبالَ فيه،( تبول فيه )
وهذا أمرٌ منكر؛ ولهذا شدَّ الصحابة جميعًا النكيرَ
عليه لأنَّه ارتكب منكرًا،
( أي قاموا الصحابة بالصراخ عليه وتعنيفه
على فعلته فأنكروا هذا المُنكر بقسوة .)...
فماذا قال لهم صلَّى الله عليه وسلَّم.......؟
فهل وافقهم على طريقة إنكارهم لهذا الأمر
وشجعهم وجاء في صفهم فأضروا الرجل وربما ضربوه
أو أهانوه أو حتى تعرضوا له ....؟
لكن رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم
كان له رأيٌ أخر فقال لهم:
دَعُوه، لا تُزرِموه،
( أي لاتقطعوا عليه إكمال بوله )
دَعُوه
فبعد أنْ قضى بوله أُزِيلَ هذا المنكر
بأمرٍ يسير هيِّن سهل، حيث قال لهم:
(ائتوني بذَنُوبٍ من ماءٍ )
، فأخَذوا الذَّنوب وصبوه على النَّجاسة،
فطهرت، ثم قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
لذلك الرجل:
( يا أخي، هذه الأماكن لا تصلح لهذا )؛
يعني: هذا المكان الذي أنت فيه وهو
مسجدٌ للصلاة ولا يصلح للبول،
فالبول والقاذورات محلُّها هناك.
بهذا الأسلوب النبوي وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه وإنتقاده
وإنكاره للمنكر الذي أحدثه الأعرابي من تبوله في المسجد
فماذا كان رد الأعرابي عندما رأي
رأيين الاول من الصحابة عندما غضبوا لله
وأنكروا عليه بطريقة ربما تكون فجّة عنيفة
وبين من أنكار رسول الله صلى الله عليه وسلم له
بطريقة نبوية فيها من الحلم والصبر والأناءة الشي الكثير
هنا الأعرابي أحس أنه أمام رجل هو نبي ويعلم النفس
البشرية وماهي احتياجاتها حتى من النُصح
فاختار الوقت والحالة والطريقة والأسلوب
فقال له الأعرابي :
اللهم أرحمني ومحمداً ، ولا ترحم معنا أحداً
وهذا الأسلوب الحسن الذي دُعي به ذلك الرجل
جعله يشعر هذا الشعور ، ويتقبل هذا الأمر
ويدعو هذا الدعاء الذي تجاوَز فيه الحدَّ
لأنه لا يجوز الاعتداءُ في الدعاء،
فالرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال له:
لقد حجَّرت واسعًا))؛ يعني:
رحمةُ الله تسَعُني وتسَعُك وتسَعُ
الناس جميعًا،
فالشاهد في هذا أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم
ما قال للصحابة أنَّ الشيء الذي تُنكِرونه ليس بمنكرٍ،
ولكن بيَّن لهم أنَّ تغييرهم له بهذا الأسلوب غير مناسب.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قولًا وعملًا حينما قال:
إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ،
وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ،
وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ....رواه مسلم.

وهذا أخوتنا الكرام تعليق
للعلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
على هذا الحديث والفوائد التي إحتواها
فقال:
نعم هذا الحديث ثابت في الصحيحين
أن رجلًا أعرابيًا دخل المسجد فبال في طائفة المسجد
فزجره الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
: لا تزرموه ورواه أيضًا البخاري من حديث أبي هريرة
tعن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:
لما هموا به قال
: لا تزرموه، ونهاهم أن يتعرضوه وقال:
إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين،
فلما فرغ الأعرابي من بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم
أن يصب على بوله سجل من ماء يعني:
دلو من ماء واكتفى بذلك».
فدل ذلك على فوائد منها:
الرفق بالجاهل وعدم العجلة عليه،
وأن المسلمين بعثوا ميسرين لا معسرين،
وأن الرفق بالجاهل من التيسير
وأن الشدة عليه من التعسير.
وفيه من الفوائد:
أن الماء يزيل النجاسة بمجرد إراقته على النجاسة
إذا كانت لا جرم لها ليس لها جسم،
فالماء إذا أريق عليها وهو أكثر منها كفى
، كالدلو على بول الأعرابي كفت وأنه لا حاجة
إلى أن يحجر على ذلك أو إلى أن ينقل التراب
بل يكفي صب الماء عليه ويطهر بذلك.
ومن فوائد ذلك:
أن المفسدة الكبرى تًدفع بارتكاب
اليسير من المفسدة،
وأن المصلحة العظمى تحصل
ولكن هذه الرخصة هي في حالات إستثنائية
مثل التى حدث مع هذا الرجل....
ولو فاتت الدنيا كما سأل عنها السائل، ووجه ذلك:
أنهم لو ألزموه بالكف عن ذلك لربما تطاير
من بوله قطع في أماكن كثيرة فربما نجس نفسه
ونجس بدنه وثيابه وبدنه،
وربما نفر من الإسلام وكره الدخول في الإسلام،
هذه مفاسد كبيرة،
وكونه يكمل بوله ثم يصب عليه ماء أسهل
كونه يكمل البول ثم يصب عليه الماء
ويعلم بالرفق هذا أنفع وأسهل،
أقل نجاسة وأقل ضرر وأقرب إلى تأليف قلبه
وإلى محبته لإخوانه المسلمين
وإلى دخوله في الإسلام ورغبته في الإسلام،
فصارت المفسدة العظمى هي ما يحصل بالشدة
عليه والعنف عليه، هذا شيء ينفره من
البقاء في الإسلام ومحبة المسلمين.
وهكذا يترتب على ذلك مفسدة من جهة تشتت
النجاسة في المحل وكثرتها وتبددها،
وكذلك ما قد يصيبه هو في نفسه
أو في ثيابه من النجاسة، فاتضح
أن المصلحة العظمى في عدم تنفيره
وتأليفه وفي تقليل النجاسة مقدمة على المصلحة الدنيا
وهي الاستعجال في كفه عن التبول
ومنعه من إتمام قضاء حاجته
وكذلك المفسدة العظمى التي تترتب على
الشدة عليه وتنفيره من الإسلام وتنفيره
من إخوانه المسلمين وتعدد النجاسة
هذه مفسدة عظمى تركت بارتكاب الدنيا
وهي تركه يكمل بوله، هذه مفسدة صغرى
تركت وارتكبت لأن ذلك أسهل من العنف عليه
والشدة عليه كما تقدم. نعم....أ . هـ
قصة أخرى حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم
تبين وتشرح طريقة وأسلوب النُصح
وأين المكان والزمان والمقصد الشرعي للنصيحة
أن تكون مٌفردة بين الناصح والمنصوح
أو بصفة عامة دون ذكر الأسماء
كذلك أسلوب من أساليب الامر بالمعروف
حيث جماعةٌ جاؤوا إلى إحدى زوجات
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وسألوها عن عبادته،
فأخبرتهم، فكأنهم تقالُّوها،
( قللوا من قيمتها شعروا أنها قليلة وأنهم يسطيعون فعل أكثر )
وقالوا: هذه العبادة قليلة،
والرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قد غُفِرَ له
ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر،
فكيف بنا نحن! فكلُّ واحد أراد أنْ يلزم نفسه بشيءٍ
من العبادة والتبتُّل، فعزَم أحدُهم على الصوم الدهرَ،
والآخَر على قِيام الليل،
والثالث على عدَم الزواج والانقِطاع للعبادة.
ولَمَّا بلَغ ذلك الخبرُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم
قام في جمْع الناس، فقال:
(ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا )
ثم ذكَر القصَّة وقال:
( إنِّي أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوَّج النساء
، فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي )
فالذين قالوا هذا القول يسمعون ويعرفون أنفسهم
أنهم هم الذين قالوا ذلك ، بالأضافة ينفع
هذا الكلام ليكون أمر بمعروف للأخرين
الذين يسمعون ،
وقد بيّن العلماء أن هذا القول قاله فيما بينه وبينهم
ولهذا يرى الشافعي وغيره
أن التشهير بالشخص بالمنكر ليس بنصيحة
وأنما هي فضيحة فالأنسان اذا وجد شخصاً
ارتكب منكرًا ونصَحَه فيما بينه وبينه
تكون النصيحة مقبولةً،
ولكن إذا شُهِّر به على رُؤوس الأشهاد فإنَّه لا يقبل منه
مثْل هذا، فينبغي للمسلم ولا سيَّما الداعية
الآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر،
أنْ يتبع ذلك المنهج السليم الذي بَيَّنَه
رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .....



لأنه إخوتنا الكرام
لو تم التشهير به وفضحه وفضح ماقام به
هنا أنا نهيته عن مُنكر يفعله
وقد إرتكتب مُنكرا أكبر مما إرتكب صاحب المُنكر
فربما حينما اُشهر به ، يرتكب هو من الأخطاء
والحماقات دفاعاً عن نفسه ضد من شُهِّر به
أنا هنا نهيت عن مُنكر بمُنكر اشد مما نهيته عنه
وبالتالي النبي صلى الله عليه وسلم
علمنا أن لا نُشهر بمن نريد أن ننهاه عن المُنكر
وننصحه ونأمره بعمل المعروف
وما قولنا له ذلك الا لأمرين
الأول أننا نكون قد تحصلنا على أجر وثواب
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر
والثاني أننا نهينا فاعل المُنكر ، فإن قبِل مِنّنا ذلك
فقد إنصلح حاله ونجحنا نحن في مسعانا
وإن لم يهتم بما نهيناه عنه ، نكون قد إقمنا عليه
الحُجة وهي أننا نهياه او نصحناه
وكذلك نكون قد برأنا ذمتنا في
عدم تعطيل هذا الركن العظيم
وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر....
لأننا طالما أحببناها فالطبيعي
سننهاه عن المُنكر وننصحه .....
ولهذا نجدُ أنَّ عُلَماء السلف اعتنوا بهذا الجانب
فألَّفُوا الكتب التي أشَرْنا إلى بعضها،
ومنها كتاب شيخ الإسلام ابن تيميَّة
"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"،
وقد بيَّن فيه المناهجَ والأساليب الجيِّدة التي
يستفيدُ منها الداعية؛ حيث قال:
الأمر بالمعروف بمعروفٍ والنهي عن المنكر
بغير منكرٍ، فإذا نصَحت الإنسان بينك وبينه
فهذا معروفٌ قدَّمت له ذلك المعروف بهذا الأسلوب،
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي
أنْ يكون بغير مُنكرٍ،......
وإذا مدَدْت يدَك لتُغيِّر المنكر،
فقد يمدُّ مَن تمدُّ يدك عليه يدَه إليك أيضًا،
ويترتَّب على ذلك منكرٌ أكبر من الشيء
الذي تريدُ أنْ تُغيِّره، ......
فلا بُدَّ أن يكون الأمر بالمعروف
بمعروفٍ، وأنْ يكون النهي عن المنكر بغير منكر.
ويذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله
أنه مر مع صاحب له على قوم من التتر يشربون الخمر
ويفسقون، ولم ينههم شيخ الإسلام عن هذا
فقال له صاحبه: لماذا لا تنهاهم؟ وكان رحمه الله
ممن عرف بإنكار المنكر، فقال
: لو نهيت هؤلاء لقاموا إلى بيوت الناس ونهبوها
وانتهكوا أعراضهم، وهذا أعظم مما هم عليه الآن
فانظر للفقه في دين الله عزّ وجل......
أحبتنا في الله
هذا هو منهج أهل السُنة والجماعة
في فضيلة وركن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وختاماً لنستمع لقول أحد علما ء السُنة والجماعة
في هذا الامر
يقول أحد العلماء في مسألة الاعذار
أي أن يبريء المسلم نفسه من أنه لم يقم
بشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المُنكر
فقال :
إن مفهوم (الإعذار) أو المقصد الشرعي
يعني أن الله تعالى
يريد من عباده أن يشيعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
أن يكون ظاهراً بينهم حتى ولو لم يكن ثمّ نتيجة
أو ثمرة لذلك، فالمقصود أن تعذر وتبرئ ذمتك
وتظهر براءتك وإنكارك،
حينها فأي دعوى أو قول ينافي هذا
الأصل فهو معارض لمقصد الشريعة.
ومما يدل على شرف الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يبايع أصحابه على القيام به:
"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل،
والنفقة في العسر واليسر،
وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم،
وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم
مما تمنعون منه أنفسكم
وأزواجكم وأبناءكم؛ ولكم الجنة".
صححه الألباني على شرط مسلم
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
وأكثروا في هذه الأيام والليالي الباقية
من الشهر الُمبارك ، من الأستغفار وطلب الرحمة
والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من الآمرين بالمعروف،
الناهين عن المنكر، المقيمين لحدودك.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]


الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28858
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (أين نحن من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر)



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:17 AM

4 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (05-26-2019),  (05-29-2019),  (05-29-2019),  (12-24-2021)
قديم 05-31-2019   #6


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ )



[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ
فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا
هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ
الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


إخوتنا في الله ..
في هذه الجمعة والتى ستكون الأخيرة
في شهر رمضان المُبارك من هذا العام
الذي بارك الله فيه كل الأعمال من صيام
وصدقة وأمر بالمعروف ونهي عن المُنكر
وقد حدد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
أن شهر رمضان المُبارك مُقسم لثلاث أجزاء
أو مواقيت وكلها مليئة بالخير العميم
ولفضل العظيم ..من غفران للذنوب
ورحمة وعِتق الرقاب من النار ...
فالكل ينهل من معين هذا الشهر
ولكن هل الكل يُتقبل منه مايعمل
من صيام وصدقة ومعروف وذكر وتلاوة قرآن
وكتابة ونُصح وتعامل بين الناس....؟
وهل أحبتي في الله فكرنا وقررنا
أن نُضمن كل أعمالنا بأمر غاية في الأهمية
كي يكون هو وسيلتنا للرضى والقبول عند الله عز وجل....؟
وهل يكون جزاء ماقدما من جنس ماعملنا
مُتطابق تماماً مع ماعزمنا فعله وقوله والأعتقاد به ....؟
أم كان عملنا من كل شيء
من كتابة وصيام وزكاة وحج وصلاة وتعاملات بين الناس
في ظاهرها لله وباطنها لغير الله ....؟
وهل فعلنا ذلنا عن قصد وكما يُقال عن إصرار وترصد
أما فعلنا ذلك بُحسن نية وبدون قصد ....؟
وهل عرفنا الأن ماهو المُصطلح والأسم والمعنى
للذي إن وجد على حقيقته ننجح ونُسعد
ويرضى عنّا رب السموات والأرض.....؟
وإن غاب عنّا أو أهملناه وأستبدلناه بغيره
حصلنا على جزاء أعمالنا من الذين وجهنا لهم مساعينا
وفي المقابل يتم حرماننا من الجزاء الأوفر
من خالق الأرض والسماء.....؟
وأخيراً إخوتنا الأحبة
هل ميزنا وفهمنا وعرفنا الفرق بين
أن يتم قبول العمل أو المجهود عن الله
فنتحصل على الخير العميم والأجر العظيم
من الله سبحانه وتعالى فنربح انفسنا
وأيضاً من عباده الذين عرفوا وفهموا
وأستفادوا بما نعمل ....؟
وهل وضعنا كل أعمالنا سوى هنا
من خلال كتاباتنا أو عباداتنا
سوى الخاصة والتى لايعلم بها الا الله عز وجل
أو العبادات والأعمال الصالحة التى يراها الكل مثل الصيام
والزكاة والحج والعُمرة والأمر بالمعروف والنهي عن الُمنكر
وحتى تعاملاتنا مع أهلنا وأخواننا في الدين
وجيراننا وأحبتنا الذين نكن لهم كل التقدير والأحترام
فهل وضعنا كل هذا وتم وزنه ومعايرته
بما نحمل من سلاح يمرر كل ذلك لله سبحانه وتعالى
فيتم قبول هذه الأعمال وجعلها لله ...لا لسواه...؟
أم أصبحنا في هذا الزمن
ننظر لِما نقدمه للناس فنسعى بجهودنا
لنقدم لهم الأطايب والتى في ظاهرها لله
وباطنها للناس ، فنتوقف كثيراً عند كلمات الشكر
والثناء والعرفان والأعجاب لنا.....؟
حتى نصل لمرحلة الزهوا والعُجب والترفع
لاننا حصلنا على مانريد
وطبقنا مقولة الجزاء من جنس العمل
فعملنا للناس ...فحصلنا على شكرهم وثناءُهم وتقديرهم
ولم نتحصل على الاجر والثواب من الله
لاننا ببساطة لم نعمل هذه الاعمال لله ....
فهل نشعر بالحنق والغضب إن لم يشكرنا أحد
على ما نقدم .... أم نضع في إعتبارنا أننا سنرفض
ولا نهتم ولا نجري ولا نستجدي شكر الناس
وعطفهم وغزلهم ونياشينهم وأوسمتهم ...
لاننا ببساطة لانريد منهم فعل ذلك
فالاجر والجزاء الأوفر ليس منهم
بل من خالق الأرض والسماء فقط لاغير ....؟
وهل عرفنا أحبتنا في الله
بعد ماقٌلت وأوضحت وسألتكم وسألت نفسي أيضاً
وأستفسرت عن حقيقة مانعمل
في هل هو لله أو للناس وماهو المُصطلح
أو الوصف الذي أبهر كل مُتمعن في حقيقة
أعمالنا سوي الخاصة بيننا وبين الله
أو التى بيننا وبين بقية البشر
فالمعتاد إخوتنا في الله
أننا نتحرى وندقق في كل الأشياء التى ستعود
ملكيتها لنا حين ندخل للمتاجر والحوانيت لنشتري شيء معين
فلا بُد لنا ان ندقق في السعر والشكل
والمضمون وحتى الصلاحية والطعم والرائحة ...؟
وهل سيتم قبولها من قِبل من ستُهدى له
أو تُعطى له ليستعملها أويأكلها
او يتعامل معها بشتى الطُرق.....؟
فكلنا نسعى في ان تكون كاملة في كل شيء
ونفكر في هل يتم قبولها أو هي ناقصه
او هنا ماهو أفضل منها
كل ذلك نفعله لاننا أخلصنا عملنا

لمن سنقدم له هذه الهدية
أو العطية أو الفائدة .......
ولكن حين نعطي ونقدم شيء لله لانحسب له
حسابات كثيرة فقط نعطيه ولانهتم بمدى قبولها
عند الله او رفضه
أو أن هناك شُبهه ترافقه ، وربما تُفسده....
بل الذي يهمنا هو مدى قبول الناس له وما مقدار
النتائج التى تترتب على ذلك من شكر وثناء ومصلحة
وإستفادة ظرورية نحتاجها لحياتنا ....


فكل مانحتاجه إخوتنا الكرام
هو الأخلاص
والأخلاص كما عرّفه أهل اللغة هو
الإخلاص في اللغة:
مصدر أخلصَ، يُخلص، إخلاصاً، فهو مُخلِص،
يُقال: أخْلَصَ في العَمَل:
أي تَفانَى فِيه، وأخلصَه النَّصيحةَ،
أو أخلص له النَّصيحةَ:
أي أصفاها ونقَّاها من الغِشّ،
وأَخْلَصَ للهِ دِينَهُ:
ترك الرِّياءَ فيه، وأَخْلَصَ فلانًا:
أي اختارَهُ واخْتَصَّهُ
الإخلاص اصطلاحاً:
وفي الاصطلاح عدة تعريفاتٍ مختلفةٍ
في اللفظ مشتركةٍ في المعنى،
حيث إنها تدور في فلكٍ واحدٍ هو:
إفراد العبادة لله سبحانه وتعالى،
ونفي جميع النقائص عنه عزَّ وجل،
والقيام بجميع الأعمال التي ينبغي على المكلف
القيام بها لأجل الله لا طعماً بأمر آخر،
ولا خشية من أحدٍ غير الله،
قال العز بن عبد السلام في تعريف الإخلاص:
(الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده،
لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً،
ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي،
وقال سهل بن عبد الله:
الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة
، وقيل: (هو تفريغ القلب لله) ويكون ذلك
من خلال صرف الانشغال عمّا سواه
إلى الانشغال بعبادته، وقيل:
(الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين).
فكيف يكون الحال

إخوتنا الكرام ونحن لانعرف
كيف نُخلص عملنا لله
ولا حتى الطريقة المُثلى
لتُخلصنا من براثن حُب الذات
والشُهرة والرياء وطلب الشكر والثناء
على أعمالنا وعباداتنا لله رب العالمين...؟
فلننظر معاً لأولى الوسائل المهمة
والتى هي أساس الاخلاص
الذي هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين
وجعله خالصاً لله سبحانه وتعالى...
فاول هذا الوسائل هي النيّة
والنيّة تم تعريفها على أنها
القصد في اللغة،
أما في الاصطلاح:
فهي تعني أن يخلص الإنسان في
عمله لوجه الله عزّ وجلّ
ولا أحد غيره، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
أن الملائكة تأخذ الأعمال التي يفعلها الإنسان،
وتصعد بها إلى السماء، وتلقي بها بين يدي الله،
فيقول تعالى: (ألقوا بها، فإن عبدي لا يريد بها وجهي)
، والله قد يثيبُ العبد إذا نوى أن يعمل عملا
صالحا بدون فعل ذلك العمل،
والنيّة هي عادة من العبادات المعنوية
التي يكون محلها القلب.
فكيف تكون في القلب ..
ولا يعلمها من يحيط بصاحبها ...؟
لانه لا يمكن لأي شخصٍ أن يعلم حقيقة النيةِ
لدى شخصٍ آخر، فمهما ظهر على المرءِ
من علامات الخشوعِ والتعبُّدِ لله عز وجل،
فلا يُمكِنُنا الجزمُ بحُسنِ نيته ؛
لأن النية مكانها القلب،
والإخلاص هو من أعمال القلوب التي لا تظهر
أمام الناس ؛ ولذلك فإن إخلاصَ النيةِ أمر
متعلقٌ بين العبدِ وربه، فلا يستطيع أحدٌ
أن يشقَّ قلبَ أحد فيطلِّعَ عليهِ، فالله وحده الذي
يعلم بحقيقة نية الإنسان، ولا يستطيع أحدٌ أن يُزكي
نفسه فيزعُمُ إخلاصَ نيتهِ، بل يسعى
إلى تصفية نيتهِ لله -جل وعلا-،
دون أن يشهدَ لنفسهِ بذلك.
والدليل على ذلك أخوتنا المؤمنون
أن كثير من الناس تظهر فيهم وعليهم علامات
الأيمان والتقوى ، ولكن بدون إخلاص لله
فكل همّه أن يصِلَ إلى ثناءِ الناس ومدحهم،
فإن سمع مدح الناس شعر بالراحة والطمأنينةِ له،
وإن سمع ذماً حزِنَ واكتئب،
ولربما ترك أبواباً من الخير لا يفتَحُها،
لمجردِ أنها لا تُفضِي لمدح الناس،
كالذي يصوم ويصلى ويكتب وينصح
طلباً للشكر والثناء والتقدير
لخلق صفة و ( برستيج ) أمام الناس
وبالفعل يتحصل على مايريد
ولكن مع الله ، فلا يتحصل على شيء
فالجزاء والأجر يأخذه من الفئة التى
أخلص لها العمل ولأجلها بذل الجهد...
وقد تظهر علامات الإخلاصِ على الإنسانِ
من خلال آثار أعماله الخيِّرةِ على الناس،
ودون انتظارٍ للشكرِ أو الثناء، فيدل عليه سعيُه
وعمله وجِده واجتِهاده في الخير، بما لا يعود
بالمصلحة عليه شخصياً،
أي بمعنى لايستفيد شخصياً ووقتياً
من أي مصلحة مادية أو معنوية من الناس
ولكن عند الله سبحانه وتعالى
يأخذ كل شيء من رحمة وغفران وثواب
لأنه اخلص نيّته وعمله لله
لذلك، فإن الإخلاص أمرٌ قلبيٌ محض،
مع كونهِ الأصلَ الذي تنبني عليه جميعُ الأعمالِ
الظاهرةِ والباطنةِ، فلا يكونُ العملُ الظاهرُ
مقبولاً إلا بنيةٍ صادقةٍ تدعمهُ وتُكَوِّنُ أساسه.
فلا بد إخوتنا الكرام
أن ننتبه لمقاصد النيّة اثناء عباداتنا
أو أعمالنا الصالحة النافعة سوى هنا في المنتدى
او في أي مكان ونتعلم الكيفية
لأخلاص النيّة لله ...



فكيف نُخلص النيّة لله
في جميع أعمالنا ...؟
1 ــ قبل عمل أي عمل سوى عبادة
أو عادة لقضاء المصالح بين الناس
أو التعاملات معهم
وجب أن نتذكر أن وجودنا في هذه الدنيا
هي للعبادة فقط ...وهي إفراد الله والأخلاص له بالعبادة
والتذلل وطلب المغفرة والرضى
بالعلم والمعرفة والبصيرة والمنهج الذي أتى به
الرسول صلى الله عليه وسلم
فلا تصلح العبادة إلاّ بما جاء به وبلغه للناس
ومافهمه صحابته الكرام رضي الله عنهم والتابعين لهم
بأحسان الى يوم الدين.....وهو الأخلاص في كل شيء
وأن هناك جزاء وحساب وعقاب
منه مايكون في الدنيا ومنه مايتم تأجيله ليوم القيامة
وأن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على قصدنا
ونيتنا في فعل مافعلناه من عبادة وسواها....
2. ــ يجب أن نضع في إعتبارنا أننا مكشوفين عند الله
وأن الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى
وأنه تعالى يعلم تمام العلم قصدنا ونيتنا
وسيحاسبنا على أفعالنا طِبقاً لتوجهاتنا ونيتنا في الفعل
3. ــ يجب أن نعلم عِلم اليقين أن هذه الدنيا فانية
لايبقى منها الاّ العمل المفيد الصالح
وأن الله سبحانه وتعالى لن يثيبنا على أعمالنا
إلا عندما يكون العمل خالصاً لوجهه الكريم.
فإنّ أثر النيّة مرتبط ارتباطاً
وثيقاً في صلاح العمل،
فقد قال تعالى:
( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) ... طه
، أي إن المؤمن الذي يقوم بالعمل الصالح
لا يخاف من نقصان حسناته،
وبالتأكيد، إن النيّة الخالصة لله عزّ وجلّ
هي المقدمة في اعتبار العمل صالحاً أو فاسداً.
فإذا كانت النيّة فاسدة، وليست خالصة لله عزّ وجلّ
، فإن العمل سيكون فاسداً،
وسيترتب على ذلك عدم إثابة الله لمن يقوم
بهذا العمل، فقد قال تعالى:
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ
الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39).. النور
، فالله لا يجزي عبده الذي عمل عملاً بنية فاسدة،
حتى لو كان هذا العمل من الأعمال الصالحة.
وبهذه الطريقة في التعامل مع النيّة
نكون قد خطونا الخطوة الاولى في طريق الاخلاص لله
في كل مناحي حياتنا وتعاملاتنا
فطالما اخوتنا الكرام أصبحنا نعلم
ان وجودنا في هذه الدنيا هي للعبادة فقط
كما قال تعالى في مُحكم تنزيله :
( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ...الذاريات
فيجب أن نُخلص النيّة لله في كل شيء
نعم في كل شيء نُخلص النيّة فيه لله سبحانه وتعالى
حتى نؤجر على فعله ، مهما كان بسيط
لانُلقي له بال ....فأنه عند الله مهم وعظيم
وفيه من الثواب والأجر الشيء الكثير
فقط إن أحسنّا النية والقصد
والأخلاص لله سبحانه وتعالى
فا بدون اخلاص العمل لله
لن يستفيد العبد الأجر والثواب
لاخلاص نيته لله سبحانه وتعالى
لان من يقوم بذلك أخلص النية لغير الله
وأشرك الله في ماعمله ...فجعله للناس
وهنا أضرب مثلاّ كثيراً مايصادفني
سوى من قِبل المعاندين أو المبهورين بالكفار
من نصارى ويهود ، والذين يقتدون بهم
ويعجبون باعمالهم ويدافعون عنهم بأستماته
كل ذلك لأنهم عملوا عمل إنساني أو اختراع
أو إكتشاف لتسيير الحياة في هذه الدنيا
فنراهم يثنون على مُخترع المصباح الكهربائي )
والكثير من المخترعات الكهربائية والصيناعية ...
ولسان حال المبهورين بهم من بني جلدتنا
يقول نعم يستحقون الجنة والنعيم
لانهم عملوا وعملوا واخترعوا أشياء
افادت الانسانية وحتى المسلمين أستفادوا
من هذه الاختراعات والأكتشافات
فكيف يتم حرمانهم من الجنة والرضى والقبول ...؟
فأنظر حتى للحرم المكي والنبوي
وأنظر للتقنية الضوئية والانارة كأنها نهار
في عتمة الليل ، كل ذلك من عمل هذا المخترع
حتى المسلمين استفادوا من علمه وعمله ونشاطه
فكيف نقول عنه ....كل ماعمله لايساوي شيء
وسيدخل النار مع الداخلين ....؟
نقول لهؤلاء تُبع الغرب الصليبي النصراني
نعم سيدخلون النار وبئس القرار
مهما عملوا من اعمال في ظاهرها حسنة
لان نيتهم في فعل هذه الاشياء
وقصدهم هو خدمة البشرية فقط
أي أن النية ليست لله بل للبشر
أي أنهم أشركوا غير الله مع الله
وأيضاً أنهم كُفار
فقد كفروا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم
وجزاء الكافر هو النار وبئس المصير
فلا خلاف في ذلك ....
والأمر الثاني أن يايقدمه هؤلاء الكفرة
من مخترعات وخدمات ، نحن من يستفيد بها
لان الله سبحانه وتعالى سخر لنا حتى الكفرة
الفجرة لخدمتنا ، وبأموالنا فلا يزايدون عنّا
أو يتصدقوا علينا .....فهم في حقيقة الامر
خدم لنا لتسيير حياتنا ....
ولكن أنا هنا أتكلم عن من يثني على الكفار
بعد ما بهروه باختراعاتهم واكتشافاتهم
حتى أصبحوا يتحدثون بأسمهم ويتمنون لهم الجنة
حتى وأن ماتوا وهم كُفار ....
هنا لن تغني عنهم اعمالهم ولا أختراعاتهم
ولا إكتشافاتهم ولن تكون لهم وسيلة لدخول الجنة
الاّ إن كانت خالصة لوجه الله ...
حتى وإن أُخلصت لله فهذا يعني
أنهم مؤمنين بالله وبرسوله
أما بدون الأخلاص في عبادة الله والعمل لوجهه
فلا مناص من العقاب والعذاب الأليم ....
وهذا الرجل وهو ( توماس أديسون )
وهذا مثال على من يقدم
للبشرية وللناس باخلاص
ولكن ليس لله
وبالتالي الجزاء والاجر الذي تحصل عليه هذا الرجل
كبير وكبير جداً ولكن ممن اعطي لهم وأخترع لهم
فحصد الجوائز والنياشين والهبات المالية
وزد على ذلك قدّرته البشرية التى عمل لها
فصنعت له تماثيل وجِفان تحمل صورته
إذا هذا الرجل تحصل على الجزاء من جنس ماعمل
فحينما عمل واخترع للناس
قامت الناس وشكرته وصنعت له تماثيل وهبات ماليه
لأحفاد أحفاده مع شركات ضخمة ومزايا خاصة به
ولكن هل عمل كل هذا بنية خالصاً لوجه الله
ولخدمة البشرية .....بالطبيع لا
اذا لايستحق من الله شيء على ماعمله
لانه كفر بالله ومات وهو كافر ولم يخلص عمله لله
فكان الجزاء من جنس ماعمله .....
فحين يقابله الله سبحانه وتعالى يوم القيامة
ويحاسبه ....
هل يقول له أنا اخترعت وعملت وعملت وأستحق الجنة ..؟
بالطبيعي سيُقال له هل فعلت ذلك لمن ....لله أو لغيره
وهل أشركت أحد في ما عملت
ام أخلصت العمل لله فقط
أو الناس فقط.....؟
هنا لسان حاله سيقول انا عملت للناس وللبشرية
فيُرد عليه بالقول اذا الجزاء ستأخذه من الناس
وبالفعل اخذت كل شيء من الناس والبشرية كلها
فقد قاموا بتكريمك وصنعوا لك تماثيل
وجوائز بأسمك وجعلوا لأحفاد أحفادك مزايا وهبات
مالية وزد على ذلك يحتفلون بذكرى موتك كل عام
إذا أنت أخذت حقك من البشرية في الدنيا
فلا حاجة لك بنعم الله يوم القيامة لانك كفرت بأنعمه ....
فيرى هذا الكافر مهما كان مقامه
وعلمه وقدرته على الأختراع ومقدار خدماته للبشرية
الا انه يرى أعماله والتى يعتقد انها ستكون
بطاقة دخوله للجنة ....فيرى أعماله كلها مثل السراب
في الشكل منظور وفي اللمس معدوم
فالله سبحانه وتعالى يقول لمثل هؤلاء :
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ
يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا
وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)... النور



كل ذلك أخوتنا في الله
يتلخص في كلمة واحده فقط وهي
الأخلاص .....نعم الأخلاص في كل شيء
في العبادات من فرائض وسُنن ومُستحبات
ومن تعاملات بين الناس ، سوى جيران أو خِلان
أو أخوة في الله تماماً مثل هذا المنتدى الذي يسوده
الود والحُب والرضى .....فقط إن عملنا بأخلاص لله
وليس للعباد أو للنايشين أو للشكر والثناء
أو للرفع من مستوى الى مستوى أخر أو للتقلد للمناصب
الواهية التى لاتُسمن ولاتُغني من جوع
إن تم إستغلالها أستغلال سيء فقط محبة للجلوس
على دكة المسؤلية وحُب وشوق
ورغبة في أن يُشار عليه او عليها
بالبنان بأنه أو انها مديرة أو رئيسة أو ذات مقام كبير
وهي أو هو لايفعلون شيء سوى تزيين مواقعهم
بنايشين واوسمة لم يجتهدوا في الحصول عليها
سوى تقديم أعمال يُطلب فيها الشكر والثناء وليس
الأخلاص لله سبحانه وتعالى .....
والدليل على ذلك أن كل كاتب ينظر للمشاركات
وليس للمشاهدات ، فالمشاهدات هي الأساس
لانه هناك من قرأ وأستفاد وأن الرسالة وصلت له بكاملها
ولكن لايهتم بالشكر أو الثناء أو التغزل في براعة الكاتب
والمشاركات هي التى تبين مدى براعة الكاتب
ووجة نظر القارئ لكتاباته وكمية الشكر والتقدير والاوسمة
التى ترافق المشاركات أو الردود .....
فنراه مغموم مكدور يبحث عن من يجازيه على عمله
الذي قدمه لهم وليس لله ....
فنرى الكثير يشتكي من المشاهدات الكثيرة
والمشاركات والردود القليلة او المعدومة
وهذا يبين مدى طلب الجزاء من الناس وليس من الله
فالجزاء هو من جنس العمل
فإن عملت لله فساتحصل على الأجر والجزاء من الله
وإن عملته للناس ، أيضاً ساتحصل على مااريد منهم
كذلك أخوتنا الكرام
أما أن تم العمل وباخلاص في هذه الوظائف والمكانات
سوى هنا في عالم المنتدىات أو في الحياة الحقيقة
فسيكسبون الخير الكثير في الدنيا والاخرة
فليس منطقياً ولايدخل تحت نطاق العقل
السليم والفكر السديد أن نسمح لبشر مثلنا أن يفسدوا
علينا أعمالنا ومجهوداتنا ونضالنا بكل شيء
بالكلمة المكتوبة أو المنطوقه أو بالتعاملات الملموسة
المليئة بالأطايب من نُصح وإرشاد وبيان وتبيين وعطاء
فتخرج هذه الأعمال الخاصة والعامة من نطاق
النية النظيفة السليمة الحقيقية المُخلصة لله
الى نية وهدف ومطلب وقتي وآني مُخلص ولكن ليس لله
بل للناس ......فالعاقل إخوتنا الكرام
من لايستبدل حُب الله بحُب الناس والأخلاص لله بالأخلاص للناس
فيختلط عملنا بالرياء والعُجب والسُمعة والتصنع لغير الله...
فتعالوا معي احبتنا في الله لنتعرف على الأخلاص
ومُرادفاته وشروطه ونتائجه ولمن يكون
فأصل الأخلاص هو العبودية الكاملة الغير منقوصة
و أنَّ الإخلاص ينافيه عدة أمور.
من حبِّ الدنيا ، والشهرة ،
والشرف ، والرياء ،والسمعة ، والعُجب .
والرياء :

هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس
فيحمدوا صاحبها..
فهو يقصد التعظيم والرغبة أوالرهبة فيمن يرائيه.
وأما السمعة :

فهي العمل لأجل إسماع الناس.
وأما العُجب :

فهو قرين الرياء ، والعُجب :
أن يُعجب الإنسان بعبادته ، ويرى نفسه بعين الإعجاب ..
وكل هذه من مهلكات الأعمال


والأخلاص اخوتنا المؤمنون

في حقيقته هو حقيقة الدين كله
ويعتبره العلماء مفتاح ودعوة المرسلين
فالمعلوم أن الجوارح هي محل العبادة الظاهرة
والقلب محل العبادة الباطنة
فإذا لم تصح العبادة الباطنة ، حبطت وفسدت العبادة الظاهرة
فالعبادة الظاهرة هي الخضوع لله وعبادته
فالعبادة هي غاية الخضوع والتذلل
والأخلاص هو غاية التوجه الى الله عزّ وجل
والباطنة هي الأخلاص له في كل شيء
ففي قوله تعالى عزوجل:
على أن الإخلاص هو سر العبادة:
) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )
البينة: من آية 5
فا الأمر هو العبادة
والعبادة شيء خارجي يتم بالجوارح
والنية والمقصد لابد وأن يكون الاخلاص لله
في هذه العبادة ....فأمر الله العبادة مع الاخلاص....
وقال تعالى أيضاً:

)إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (الزمر 2
وقوله: ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ )
يقول تعالى ذكره: فاخشع لله يا محمد بالطاعة,
وأخلص له الألوهة, وأفرده بالعبادة,

ولا تجعل له في عبادتك إياه شريكا,
كما فَعَلَتْ عَبَدة الأوثان.
وقال تعالى أيضاً:
فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .....الزمر2
والله سبحانه وتعالى أمر النبي عليه الصلاة والسلام:
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14)
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ .....سورة الزمر14
وفي آية أخرى:
( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ

وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) .....الأنعام
هذه الآيات كلها تؤكِّد أنه لا تقبل العبادة
إلا مخلصةً، و خالصةً لله عزَّ وجل.
لأن الإخلاص سر العبادة،

والإخلاص ينفع معه كثر العمل وقليله،
بينما عبادة من دون إخلاص لا قيمة لها،
لا إن كانت كثيرة، ولا إن كانت قليلة.
قال تعال
ى
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ
وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )....البينة
وما أمروا إلا ليعبدوا الله، أي يخضعون له مخلصين،
عبادة الظاهر الخضوع، وعبادة الباطن الإخلاص،
والآية ثانية يقول فيها رب العِزّة :

( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) .....الكهف
وهذه الآية لخصت دعوة التوحيد لله سبحانه وتعالى فقال:
)فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً(....الكهف
فكل عمل إخوتنا في الله
لاقيمة له إن خالطه شِرك
أي الأبتغاء بعملك لغير الله
مثلاُ للظهور والرياء والسُمعة وإستعمال
ماتُقدم من خير وعمل صالح ، للوصول
لغايات وأهداف شخصية دنيوية
كشكر الناس والثناء عليه وتبجيله
كالذي يصلي في المسجد أربعين عاماً
وفي أحد الأيام غلبته نفسه فلم يستيقظ للذهاب للمسجد
فانتبه مذعوراً يرتجف وقال:
ماذا يقول الناس عني هذا اليوم الذي غِبتُ فيه....



هنا أخوتنا الكرام
نرى لاقيمة للأعمال إن لم تكن خالصه لوجه الله
والشيء الخطير هو
ان الله سبحانه وتعالى يعلم مافي السموات والأرض
ويعلم ماتُبدي الصدور وما تخفي
فابالتالي ليس بخافياً على الله حينما تنوي عمل
وتتظاهر أنه لله وفي حقيقته هو للناس
فالله يعلم ذلك حيث قال تعالى:
)قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ
يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ....آل عمران
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل إمريٍ مانوى
فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو الى إمراة ينكحها
فهجرته الى ماهاجر إليه .....صحيح البخاري
اخوتنا الكرام

نلاحظ أن رسولنا صلى الله عليه وسلم
قد قرر وبيّن أن النية في فعل المقاصد
هي تمام ماتم العزم عليه وفعله وتقريره والتوجه به.....
وأن العمل لايُقبل
العمل لا يُقبل إلا إذا كان خالصاً لله
وفي قوله تعالى في هذه الأية :
)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ
أَحْسَنُ عَمَلاً( ..... الملك: 2
وهذا أحد العلماء واسمه الفضيل بن عياض
سُئل عن معنى قوله تعالى:
( أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) فقال:
فقال: ” هو أخلصه وأصوبه “.
يعني شرطان إذا توافرا كان العمل صالحاً،
لا يسمى العمل صالحاً إلا إذا توافر فيه شرطان..
قالوا: يا أبا علي ـ الفضيل بن عياض

كُنيته أبو علي ـ قالوا:
يا أبا علي ما أخلصه وما أصوبه؟

أي ما معنى أنه مخلص وما معنى أنه صواب؟.
معنى العمل الخالص لله:
أن يكون لوجه الله عزَّ وجل ؛ لا تبتغي مدحاً،
ولا ثناءً، ولا سمعةً، ولا مكافأةً، ولا تقديراً،
ولا إطراءً، لا تبتغي إلا وجه الله،
ولا يعنيك أردَّ الناس على هذا العمل بالشكر
أم بالامتنان، نوهوا أم سكتوا، أحسنوا أم أساءوا..
قال تعالى:

( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ
مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً).....) الإنسان
معنى صواباُ:
أن يكون على السُّنة، أن يكون العمل وفق السنة،
هذا الصواب،
والدليل قوله تعالى:
( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) ...الكهف
أي يشترط في صحة العمل وقبوله
هو صلاحه وموافقته للسُنة ولا شِرك فيه
فطالما أنني أخلصت العمل لله
فلاينبغي لأحد أن يشترك في هذا الاخلاص
فإن فعل فسيكون شِرك مع الله وهذا ينافي حقيقة الأخلاص
ففي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث القدسي عن رب العِزة قال:
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشِرك
من عمل عملاً أشرك معيَ فيه غيري
تركته وشركه ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلّم :

( من تعلَّم علماً مما يُبتغى به وجه الله عزَّ وجل
لا يتعلَّمه إلاَّ ليصيب به عَرَضاً من الدنيا
لم يجد عرف الجنة ـ يعني ريحها ـ يوم القيامة ) رواه أبو دواد .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً .

والأخلاص أخوتنا المؤمنون
تعريفه وتوضيحه بسيط وهو أن يكون قصد الأنسان
في سكناته وحركاته وعباداته الظاهرة والباطنة
خالصة لوجه الله تعالى ، لايريد ولا يبتغي بها شيئاً
مما في أيدي الناس من حطام الدنيا من ثناء وشكر
وتقدير وتبجيل .....
وهناك من فسر معنى الأخلاص على أنه
أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته
لله تعالى لا يمازجه نفسٌ ولا هوىً ولا دنيا .
لذلك أخوتنا الكرام
نلاحظ أن أداء الطاعة بدون إخلاص لله
لاقيمة لها ، وثوابها لمن اُخلصت له
وصاحبها مُعرّض للوعيد الشديد
حتى وأن كانت هذه العبادات والطاعات
من الاعمال الكبيرة الطيبة المرغوب في عملها
من صدقات وأنفاق في وجوه الخير والقتال
حتى طلب العلم الشرعي
كل ذلك يتم وزنه ومعايرته بمقدار الصدق
فيه والاخلاص لمن تم توجيهه
ويكفي الحديث الذي رواه أبو هريرة
رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلَم يقول :
(إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه
رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها،
قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ:
قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ:
كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ:
جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى
وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ،
وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ:
فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ،
وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ:
كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ:
عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ،
ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ،
ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ،
فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ:
فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ:
ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها
إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ،
ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ:
هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به
فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ.... صحيح مُسلم



بعض صور الأخلاص لله
في الأعمال والعبادات ونتائجها
ومن هذا أيضاً ما رواه مسلم
عن عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لقد رأيت رجلاً يتقلَّب في الجنة في شجرة قطعها
من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) ،
وفي رواية :
( مرَّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال :
والله لأنحينَّ هذا ..
والله لأنحينَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأُدخل الجنة ) ..
بعمل بسيط أخلصه لله ربِّ العالمين

كان سبباً في دخوله الجنة .
وفي رواية بغيٌ من بغايا بني إسرائيل ( زانية )
( فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال:
بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ قدْ كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ،
إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ فَنَزَعَتْ
مُوقَها، فاسْتَقَتْ له به،
فَسَقَتْهُ إيَّاهُ، فَغُفِرَ لها بهِ(. .....صحيح مسلم
قال شيخ الإسلام رحمه الله
معلقاً على هذا الحديث ـ
حديث البغي التي سقت الكلب ـ
، وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق ..
قال رحمه الله :
فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر الله لها
، وإلا فليست كل بغي سقت كلباً يُغفر لها .
فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب

من الإيمان والإجلال ..
إنه سرُّ الإخلاص الذي

أودعه الله قلوب عباده الصادقين..


من أجل ذلك فقد كان سلفنا الصالح
من أشدِّ الناس خوفاً على أعمالهم من أن يخالطها
الرياء أو تشوبها شائبة الشرك فكانوا رحمهم الله
يجاهدون أنفسهم في أعمالهم وأقوالهم كي
تكون خالصة لوجه الله تبارك وتعالى .
ولذلك لما حدَّث يزيد بن هارون بحديث

عمر رضي الله عنه : ( إنما الأعمال بالنيات )
والإمام أحمد جالس ، فقال الإمام أحمد ليزيد :
يا أبا خالد : هذا والله هو الخناق ..
هذا والله هو الخناق أن تجعل عملك خالصاً
لوجه الله تبارك وتعالى.
وقال سفيان الثوري :

ما عالجت شياً أشدّ عليَّ من نيتي
لأنها تتقلب عليَّ في كل حين .
وقال يوسف بن أسباط :



تخليص النية من فسادها أشد على
العاملين من طول الاجتهاد.
وقال بعض السلف :

من سرَّه أن يُكمَّل له عمله فليُحسِّن نيته
فإنَّ الله عز وجل يأجر العبد إذا أحسن نيته
حتى باللقمة يأكلها
قال سهل بن عبدالله التستري :

ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص
لأنه ليس لها فيه نصيب .
وقال ابن عيينة :

كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله :
اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ،
فخالط قلبي منه ما قد علمت .
كيفية تحقيق الإخلاص
ينبغي على المسلم القيام بعدة أمور
حتى يصل إلى تحقيق الإخلاصِ
لله سبحانه وتعالى في أفعاله وأقواله،
وذلك من خلال القيام بما يلي:
1ــ إخفاء الأعمال وعدم إظهارها
فإذا أراد المسلم سلوك طريق المخلصين
فإنَّ أول ما ينبغي عليه القيام به هو إخفاء ما يقوم به
من الصالحات ما دام ذلك ممكناً؛
حيث إن المخلص الصادق لا يرغب أن يطَّلع
أحدٌ من الناس على شيءٍ من عمله الصالح سواء
كان ذلك العمل عظيماً أم صغيراً.
2 ــ الخوف من الشُّهرة
لا أن يسعى لها ويطلبها ويقاتل الكل للوصول إليها
كما يحدث في زمننا هذا
حيث الكل ( إلا مارحِم الله ) يفعلون كل شيء
ليس لله بل للعباد إمّا ليُقال عن الفاعل
بانه خيّر ومِعطاء وكريم
أو يعطي ويُظهر عباداته للناس
للوصول لمكانة تميزه عن غيره ....
من هنا يُشترط على المسلم إن أراد أن يسلك
طريق الإخلاص أن يفرَّ من مواطن الشهرة،
فقد روي عن أبي هريرة - رضي الله عنه
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
(طُوبَى لعبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه في سبيل الله،
أشعثَ رأسُه، مغبرةٍ قدماه،
إن كان في الحراسة كان في الحراسة،
وإن كان في السّاقة كان في الساقة، إنِ استأذن لم
يُؤذَن له، وإن شفع لم يُشفع له)...رواه البخاري.
3 ــ اتهام النفس
حيث إنَّ من أهمِّ وسائل وسُبُل تحقيق الإخلاص
في نفس المسلم أن يتَّهم نفسه بالتقصير
في حق الله مهما قام بأعمالٍ صالحة،
حتى وإن أدى ما له وما عليه،
قال الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ
أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾،....المؤمنون 60
وقد جاءت هذه الآيات في معرض الحديث
عن المؤمنين حقاً، ومن صفاتهم
أنهم يصومون ويصلُّون ويتصدقون،
ثم بعد ذلك يخافون ألا يُتقبَّل ما سبق لهم من العمل.
4 ـ الزهد في مدح الناس
واستخلاصه من القلب قال ابن قيم الجوزية:
(لا يجتمع الإخلاص في القلب
ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس؛
إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت)،
فينبغي على المسلم إخوتنا الكرام
إن أراد تحقيق الإخلاص أن يُخلص نفسه
في عمله وقوله من الطمع في قلبه
وينطلق للأفة والتى تُهلك النفس وهي المدح والثناء
فيمجهما ويزهدُ فيهما
5 ــ التعلم ومُتابعة أخبار سير
عِباد الله المُخلصين
قراءة سير الصالحين من عباد الله المخلصين
كالأنبياء والصحابة والتابعين والعلماء والفقهاء،
والاطلاع على أخبارهم وما كان منهم يشير
إلى الإخلاص في العمل،
ومصاحبة أهل الإخلاص ممن يُعاصر،
يقول الحسن البصري:
(إنْ كان الرجلُ لقد جمَعَ القرآن وما يَشعر به جارُه،
وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس،
وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في
بيته وعنده الزَّوْرُ (أي: الزائرون)
وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على
ظهر الأرض من عملٍ يَقدرُون على أن يعملوه
في سرٍّ فيكون علانية أبدًا،
ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء
وما يُسمع لهم صوتٌ،
إن كان إلا همسًا بينهم وبين ربهم عز وجل)
] الدعاء حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يُعلِّم أصحابه الدعاء في سبيل الإخلاص
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

وأكثروا في هذه الأيام والليالي الباقية
من الشهر الُمبارك ، من الأستغفار وطلب الرحمة
والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة


الخطبة الثانية
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
حيث أثني عليه وعلى من يتبعه
ووصفه بالطيبات التى يدعوا لها
حيث قال:
(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ...الأعراف
أخوتنا وأحبتنا في الله
هذه الأيام الباقية من شهر رمضان
المُبارك ستكون هي الفيصل
في القبول من عدمه عند الله سبحانه وتعالى
فقد قارب الشهر على الأنتهاء
وستُرفع الصحف وتطوى السجلات
وسيظهر من عقد النيّة والعزم
وأخلص عباداته كلها من صيام
وقيام وذكر وتهجد لله
أم صام ظاهراً عن الاكل والشرب
وأفطر باطناً على الكذب والزور والبهتان
والغيبة والنميمة وفعل المُنكرات
فهل تحلق حول موائد الذكر وقراءة القرآن
أم إتخذ أماكن وزوايا حول شاشات التلفزة
ليتابع المُستجدات من الفتن
وإضاعة الوقت والتلهي
بمحفزات شهر رمضان في العالم
العربي والأسلامي من مسلسلات
وبرامج ولقاءات حوارية وجلسات
( النرد والدومينوا والسنوكر والبلياردو ولعب الورق )
ومج التبغ في المقاهي والحواري والدواووين
أو التلهي بألعاب الفيديوا المنتشرة
في كل مكان ، في المنتديات والبيوت وحتى
الهواتف الخاصة لم تسلم من شر هذه الألعاب
فلم يعد ( النقال ) وسيلة اتصال
بل أصبحت وسيلة إضاعة الوقت والمال
طوال اليوم والليل وفي الايام كلها
ويكثر التركيز عليها في شهر رمضان
فلم يعد شهر رمضان
حتى النوم للأسف أصبح وسيلة
لتمرير الوقت في شهر رمضان
ففيه من ينام طول اليوم لا صلاة ولا حركة
ولاعمل ولا تعاملات بين الناس
وإن سألته يقول لك ،
من الأفضل لي أن أنام فقيام الليل ينتظرني
مع أصحابي في المقاهي والدواووين وزوايا
المباني القديمة والأزقة الضيقة ....
فلم يعد ذلك الشهر الذي ينتظره المُسلم بفارغ الصبر
ليجد الأنس والراحة وإلتحام القلوب
مع خالقها في جلسات ذكر وتعلم
بل للأسف أصبح هذا الشهر عند
بعض الناس عبء ثقيل على صدورهم
ولولا مخافة الناس وليس الله لما صاموا
ولافطروا ....وهذا بالفعل مايحصل مثل هذا
في بعض الدول العربية المُسلمة للأسف
ومن مسلمين جسداً وروحاً
، أنهم لايعرفون من شهر رمضان
الا البرامج والمسلسلات فقط
أما الصيام فهذا كما قال أحدهم
وأمام وسائل الاعلام ...
أن الصيام عادة فرعونية ونصرانية
وبالتالي لافرضية في صيامها والتركيز عليها
وختمها أحد المبهورين بالحضارة الغربية الصليبية
في مولاتهم والتقرب اليهم
والذي يدّعي أنه مُسلم
وأيضاً هو مفتي للجالية الأسلامية
لاحد تلك الدول الكافرة في قوله
ان الصيام ليس مفروضاَ على الامة
بل على الأغنياء فقط .....وهي عادة نصرانية !!!!!!
هذا هو أخوتنا الكرام الطيبين
شهر رمضان والمعاني التى تدور حوله في هذا الزمان
ولكن لازالت الدنيا بخير وهناك من المسلمين
من يترقب ويفرح ويزهوا لظهور هلال شهر رمضان
فيستقبله بالدموع وحين ينتهي يودعه بالدموع
يحيي ليلة ونهارة بالذكر وتلاوة القرآن
ويتمني لو طال ولم ينتهي ....
فأكثروا اخوتنا المؤمنون في بقية هذه الأيام
من الذكر وتلاوة القرآن والدعاء ....
والتدارس في العلوم الشرعية والتزاور ونبذ الخلافات
وصِلة الأرحام والصفح والغفران
فطالما نحن نتمنى الغفران والصفح من الله
فيجب أن نصفح ونغفر لبعضنا بعض
هذا هو ديننا وهذا هو إسلامنا
ولاننسى أن نُعقب هذا الشهر
بصيام ستة أيام من شوال ....


أخوتنا وأحبتنا في الله
إتقوا الله في ما أمر

وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من المعتوقة رقابنا من النار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

الرابط الاصلي للموضوع

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28859
(المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (هل أخلصنا أعمالنا لله ...أم لغير الله ...؟ً



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:19 AM

4 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (06-07-2019),  (06-01-2019),  (06-04-2019),  (12-24-2021)
قديم 06-04-2019   #7


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( خًطبة العيد ) ( تقبل الله مِنّا ومنكم )




[frame="1 10"]
خطبة العيد
( تقبل الله مِنّا ومنكم ) وكل العام وانتم بخير
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .

قال تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
· الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله ..
أما بعد،
فإن العيد موسم من مواسم
الفرح والسرور للناس عامة،
لكن أفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا
تتميز عن أفراح غيرهم؛
إذ هي أفراح لهم حين فازوا بإكمال طاعته،
وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم
بوعده لهم عليها؛ بفضله ومغفرته،
كما قال تعالى:
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يونس: 58
أحبتِنا في الله
يحق لنا الأن وفي هذه الأيام
أن نهنيء بعضنا ونفرح لبعضنا ونتشاطر الفرح
والسعادة والأنشراح مع بعض
يحق لنا ان نبتهج ونتبادل كل أصناف التهنئة
فهذا ما أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
بأنه لنا أعياد نفرح فيها ونبتهج
ولا نماري الكفرة من اليهود والنصارى
ونتملقهم ونشتمهم من ناحية ونحتفل بأعيادهم
من ناحية اخرى ، وكأننا أُمة ليس لها منهج ولا تشريع
ولادين ولا أُسس نتخذها هدىً وطريق
فهذا الذي جرى ويجري في هذا الزمن
أننا نوالي المِلل الكافرة الأخرى
في كل شيء بدء من ثقافتهم وانتهاء بسلوكهم الشائن
بدء بعباداتهم لشهواتهم وإستحداث أعياد
ومناسبات ، خلقوها وأسبغوا عليها القدسية
ونشروها ، فتلقفناها بسرور وبغبطة وكأننا لُقطاء
لا أهل ولا دين ولا مِلة وتشريع ولا خُلق يمنعها
من أن نتبع أهواء الغرب الصليبي الكافر....
معنى العيد لغة واصطلاحا:
العيد في لغة العرب:
هو كل يوم فيه جمع،
واشتقاقه من عاد يعود،
كأنهم عادوا إليه، وقيل:
اشتقاقه من العادة؛ لأنهم اعتادوه،
والجمع أعياد، قال ابن الأعرابي:
سُمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد
ولا يبعد معنى العيد في الشريعة عن معناه في اللغة؛
إذ العيد شرعًا:
اسم لما يعود من الاجتماع العام على
وجه معتاد، عائد:
إمَّا بعود السنة، أو بعود الأسبوع،
أو الشهر، أو نحو ذلك. وهو بهذا المعنى يجمع أمورًا:
· منها: يوم عائد: كيوم الفطر، ويوم الجمعة.
· ومنها: اجتماع فيه.
· ومنها: أعمال تتبع ذلك: من العبادات، والعادات.
· وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقًا،
· وكل هذه الأمور قد تسمى عيدًا.
فإطلاق العيد على الزمان:
كيوم الجمعة،
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن هذا يوم عيد، جعله الله للمسلمين،
فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل،
وإن كان طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك
صحح الألباني في كتابه صحيح الترغيب
وعن يوم عرفه وعيد الأ ضحى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحديث الذي رواه
. عقبة بن عامر رضي الله عنه حيث قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: «يوم عرفة، ويوم النحر،
وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام،
وهي أيام أكل وشرب... ( صحيح )
صحح الترمذي في صحيحه
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وعلى الاجتماع والأعمال: كقول ابن عباس:
شهدت صلاة الفطر مع نبي الله صلى الله عليه وسلم،
وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فكلهم يصليها
قبل الخطبة، ثم يخطب.
وعلى المكان:
كما في رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تتخذوا قبري عيدًا.
وقد يكون لفظ “العيد”
اسمًا لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب:
كقول النبي صلى الله عليه وسلم
: دعهما يا أبا بكر،
فإن لكل قوم عيدًا،
وإن هذا عيدنا
. وفيه دلالة واضحة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية:
“وإنما العيد شريعة، فما شرعه الله اتُّبع،
وإلا لم يُحدِث في الدين ما ليس منه
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
ولما كانت الأعياد من أخص ما تتميز
به الشرائع، بل وتعد مظهرًا مهمًّا من مظاهرها؛
لذا كانت أعياد المسلمين في جملتها تتميز
عن أعياد غيرهم؛ بأنها شعيرة من شعائر الله تعالى؛
بما أودع فيها وفي مظاهرها من
الحكم النبيلة والغايات السامية،
المستنبطة من النصوص الشرعية؛
جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلًا
عن أعياد الجاهلية وعوضًا عنها،
وخصيصة لهذه الأمة تتميز بها عن غيرها من الأمم،
وشعارًا لها، روى أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما قدم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
ما هذان اليومان؟” قالوا:
كنا نلعب فيهما في الجاهلية،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “
إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر.
فأبدل الله تعالى هذه الأمة بيومي اللعب
واللهو يومي الذكر والشكر، والمغفرة والعفو.
فالمقاصد المرعية في الأعياد المشروعة:
للعيد في الإسلام مقاصد سامية،
وحِكم نبيلة، لا يمكن حصرها، ومن أهمها:
إقامة ذكر الله تعالى، وشهود دعوة المسلمين؛
فعن أم عطية رضي الله عنها قالت:
كنا نؤمر بالخروج في العيدين،
والمخبأ)، والبكر، قالت:
الحُيَّض يخرجن فيكُنَّ خلف الناس،
يُكبِّرن مع الناس وفيه دليل على استحباب
التكبير لكل أحد في العيدين، وهو مجمع عليه،
ويستحب التكبير ليلتي العيدين
وحال الخروج إلى الصلاة.
صفة التكبير في العيد ووقته:
ويسن في العيدين التكبير المطلق،
وهو الذي لا يتقيد بوقت، يرفع به صوته،
إلا الأنثى؛ فلا تجهر به، فيكبر في ليلتي العيدين،
وفي كل عشر ذي الحجة؛ لقوله تعالى:
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)
ويجهر به في البيوت والأسواق والمساجد
وفي كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى،
ويجهر به في الخروج إلى المصلى؛
لما أخرجه الدارقطني وغيره عن ابن عمر؛
أنه كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى؛
يجهر بالتكبير، حتى يأتي المصلى،
ثم يكبر حتى يأتي الإمام وفي الصحيح:
كنا نؤمر بإخراج الحيض، فيكبرن بتكبيرهم ولمسلم:
يكبرن مع الناس فهو مستحب لما فيه
من إظهار شعائر الإسلام .
والتكبير في عيد الفطر آكد؛ لقوله تعالى:
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)
فهو في هذا العيد آكد؛ لأن الله أمر به.
وصفة التكبير أن يقول:
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
· الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
إظهار شعائر الإسلام
بالمبالغة في الاجتماع؛ لتعم الجميع البركة
ولا يخفى ما في هذا من تقوية روابط الأخوة
وأواصر المحبة،
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى.
وفيه الخروج إلى المصلى في العيد وأن صلاتها
في المسجد لا تكون إلا عن ضرورة،
واستدل به على استحباب الخروج إلى الصحراء
لصلاة العيد وأن ذلك أفضل من صلاتها
في المسجد لمواظبة
النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك مع فضل مسجده.
إدخال السرور على قلوب المؤمنين
بعد أن وفقهم الله تعالى لطاعته؛
ولذا كانت أعياد المسلمين مرتبطة بالعبادة؛
فأما عيد الفطر فمرتبط بإكمال عدة رمضان،
فهو اليوم الأول من شوال،
شُرع شكرًا لله تعالى على طاعته بإتمام
صيام رمضان والتوفيق لقيامه؛
يقول تعالى:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ
عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة: 185
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
للصائم فرحتان:
فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه
. قال القرطبي: معناه:
فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر،
وهذا الفرح طبيعي، وهو السابق للفهم،
وقيل: إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه،
وخاتمة عبادته، وتخفيف من ربه،
ومعونة على مستقبل صومه.
قال الحافظ ابن حجر معلقًا على هذا الكلام:
ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر؛
ففرح كل أحد بحسبه؛ لاختلاف مقامات الناس في ذلك:
فمنهم من يكون فرحه مباحًا، وهو الطبيعي،
ومنهم من يكون مستحبًا،
وهو من يكون سببه شيء مما ذكره.


زكاة الفِطر
ووقتها
زكاة الفِطر أخوتنا الاكارم
تختلف عن زكاة الأموال والذهب والفضة
والأنعام والمحاصيل الزراعية وكل شيء عيني يملكه المُسلم
والتى تُخرج بشرط وهو حلول الحول على
المادة المُراد إخراج الزكاة عليها
أما زكاة الفِطر فهي زكاة تطهير للصائم
ووقتها قبل صلاة العيد بعد نهاية شهر رمضان
وجوبها
وهي واجبة على كل فرد من المسلمين،
صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، حر أو عبد.
روى البخاري ومسلم عن

ابن عمر رضي الله عنهما قال:
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر،
أو صاعا من شعير، على العبد، والحر،
والذكر، والانثى، والصغير،
والكبير من المسلمين.
حكمتها:
شرعت زكاة الفطر في رمضان،

من السنة الثانية من الهجرة لتكون طهرة للصائم،
مما عسى أن يكون وقع فيه، من اللغو،
والرفث، ولتكون عونا للفقراء، والمعوزين.
روى أبو داود، وابن ماجه،

والدارقطني، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
( زكاة الفطر طهرة ( تطهيرا) للصائم، من اللغو)
هوما لا فائدة فيه من القول أو الفعل
والرفث ( فاحش الكلام) وطعمة
طعام) للمساكين )
، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة،
ومن أداها بعد الصلاة،
فهي صدقة من الصدقات
على من تجب

أي لمن تُعطى هذه الزكاة
ومن الذي يستحقها ....؟
تجب على الحر المسلم،

المالك لمقدار صاع،
يزيد عن قوته وقوت عياله، يوما
هذا مذهب مالك والشافعي وأحمد،
قال الشوكاني: وهذا هو الحق
.وعند الاحناف لابد من ملك النصاب
وتجب عليه، عن نفسه، وعمن تلزمه نفقته،
كزوجته، وأبنائه، وخدمه الذين يتولى أمورهم،
ويقوم بالانفاق عليهم.
قدرها

وقيمتها على كل نفس:
الواجب في صدقة الفطر صاع

الصاع أربعة أمداد.
والمد حفنة بكفي الرجل المعتدل الكفين
ويساوي قدحا وثلث قدح أو قدحين
) من القمح، أو الشعير، التمر، أو الزبيب، أو الاقط
لبن مجفف لم تنزع زبدته
، أو الارز، أو الذرة أو نحو ذلك مما يعتبر قوتا.
وقال: إذا أخرج المزكي من القمح،
فإنه يجزئ نصف صاع.
قال أبو سعيد الخدري:

كنا، إذ كان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
نخرج زكاة الفطر عن كل صغير، وكبير، حر،
ومملوك، صاعا من من طعام، أو صاعا من أقط،
أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر،
أو صاعا من زبيب،
قال الترمذي:
والعمل على هذا عند بعض أهل العلم
يرون من كل شئ صاعا، وهو قول الشافعي، وإسحاق.
وقال بعض أهل العلم: من كل شئ صاع

إلا البر فإنه يجزئ نصف صاع وهو قول سفيان
، وابن المبارك، وأهل الكوفة.
متى تجب؟
وقت وجوبها وإخراجها
اتفق الفقهاء على أنها تجب في آخر رمضان،

واختلفوا في تحديد الوقت، الذي تجب فيه.
فقال الثوري، وأحمد، وإسحاق، والشافعي

في الجديد، وإحدى الروايتين عن مالك:
إن وقت وجوبها، غروب الشمس، ليلة الفطر،
لانه وقت الفطر من رمضان.
وقال أبو حنيفة، والليث، والشافعي، في القديم

، والرواية الثانية عن مالك:
إن وقت وجوبها طلوع الفجر من يوم العيد.
وفائدة هذا الاختلاف، في المولود يولد قبل الفجر،

من يوم العيد، وبعد مغيب الشمس،
هل تجب عليه أم لا تجب؟
فعلى القول الاول لا تجب، لانه ولد بعد وقت الوجوب،
وعلى الثاني: تجب، لانه ولد قبل وقت الوجوب.
تعجيلها عن وقت الوجوب:

جمهور الفقهاء على أنه يجوز تعجيل
صدقة الفطر قبل العيد بيوم، أو بيومين.
قال ابن عمر رضي الله عنهما:

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بزكاة الفطر، أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.
قال نافع:

وكان ابن عمر يؤديها،
قبل ذلك، باليوم، أو اليومين.
واختلفوا فيما زاد على ذلك.
فعند أبي حنيفة:

يجوز تقديمها على شهر رمضان.
وقال الشافعي:

يجوز التقديم من أول الشهر.
وقال مالك ومشهور مذهب أحمد:

يجوز تقديمها يوما أو يومين.
واتفقت الائمة على أن زكاة الفطر

لا تسقط بالتأخير بعد الوجوب، بل تصير دينا في ذمة
من لزمته، حتى تؤدى، ولو في آخر العمر.
مصرفها

أو الجهة التى تذهب لها ( مُستحقيها )
مصرف الزكاة، أي أنها توزع على

الاصناف الثمانية المذكورة في آية
في قوله تعالى :
( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ
فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم ( 60 ) ....التوبة
والفقراء هم أولى الاصناف بها،
لما تقدم في الحديث:
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر، طهرة للصائم، من اللغو والرفث
، وطعمة للمساكين.
ولما رواه البيهقي، والدارقطني

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر وقال:
" أغنوهم في هذا اليوم "
وفي رواية للبيهقي:
أغنوهم عن طواف هذا اليوم ".
وتقدم الكلام على المكان الذي تؤدى فيه،

عند الكلام على نقل الزكاة.
إعفاف الفقراء وإغناؤهم عن ذل
المسألة والطلب؛ لذلك شرعت زكاة الفطر
والتى يكون وقتها
قبل صلاة العيد؛ لئلا تنشغل قلوب الفقراء
بسؤال الناس، وليخرجوا إلى الصلاة مستغنين بما
رزقهم الله تعالى عن الطلب منهم؛
ويظهر هذا المعنى فيما رواه
ابن عمر رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة.
فإتباع سُنة النبي صلى الله عليه وسلم
في زكاة الفِطر تكون بأخراجها من طعام أهل البلد
وهو ، صاعا من من طعام، أو صاعا من أقط،
أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر،
أو صاعا من زبيب،
وليس نقود ....
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
· الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



إظهار الفرح والأنسجام
في هذا اليوم
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت
: دخل عليَّ أبو بكر وعندي جاريتان من
جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت به الأنصار،
يوم بُعاث، قالت:
وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر:
أبمزمور الشيطان في بيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وذلك في يوم عيد،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا
وفيه دليل أن العيد موضوع للراحات،
· تآلف القلوب؛
لذا أُثر عن الصحابة رضي الله عنهم
التهنئة بالعيد، يقول جبير بن نفير:
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض:
تقبل الله منا ومنك.
هذه أهم المقاصد والحكم التي شُرعت في أعيادنا


الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
ففي هذه الأيام أخوتنا الكرام
نفرح ونُسعد ونُسرّ بعيد شرّعه الله ورسوله لنا
حيث أن الله عز وجل حبانا بهذه الأعياد
بديلة عن أعياد المشركين،
ويأتي الأستبدال لأمر كان موجود ، فتم تغييره وإستبداله
بأفضل منه ، وترك الأول وهجره
فهذا الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم
، فقَدِمَ النَبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم
المَدِينَة ولَهُم يَوْمَان يَلْعَبُونَ فِيهَمَا فَقَالَ
مَا هَذَانِ اليَوْمَان؟) قَالُوا:
كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الجَاهِلِيَّة.
فَقَالَ رَسُول الله صَلَى لله عَلَيْهِ وَسَلَّم
إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُم بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا
يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الفِطْر....رواه البخاري ).
وهو عيد الفِطر والذي أتى بعد انتهاء موسم
من مواسم الخيرات والاعمال الصالحات والقُرب
من رب الأرض والسموات ....
هذا هو عيدنا فحق لنا أن نفرح به ونعطيه حقه
ولكن بالطريقة الشرعية الحقيقية
فهذه الأعياد الطيبة المشروعة
لاتأتي هكذا عبطاً أو من نافلة الأشياء
الغير صالحة للعباد ولافائدة فيها
وليست موجهه لفئات دون أخرى
ولايرافقها شكر نعمة ولا لحظة إستغفار
ولا مراجعة ماقدم وما اخر من أعمال
بل أعيادنا فلله الشكر والمِنّة تأتي وهي مترافقة
بعبادات ومناسك أنتهت فشرّع لنا ديننا الحنيف
أن نفرح ونحتفل مع الشكر والثناء لرب الأرض والسماء
على النِعم التى انعمها علينا إثناء عباداتنا ومناسك الله
التى قُمنا بها للتقرب الى الله عز وجل
سوى في الحج أو صيام شهر رمضان
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر


فأعيادنا أخوتنا الكرام
أتت بعد عبادة فرضها الله لنا وعلينا
وعند إنتهاءها شرّع لنا أن نفرح ونحتفل
بأنتهاءها ، فنكثر من الشكر والثناء والعرفان
على النِعم التى أنعم الله بها علينا إثناء قيامنا بهذه الفرائض
فهي تأتي بعد مواسم الطاعة والعبادة
فهذا عيد الفطر فتأمل أن هذا العيد أتى بعد
شهر رمضان موسم العبادات والطاعات
وبعد الأجتهاد في الطاعات طوال الشهر
والتركيز على العشرة الأواخر طمعاً في فضل ليلة القدر
وتأمل اخي الحبيب كذلك كيف أن عيد الأضحى
يتلو أيام الحج أي يأتي العيد فيكون قبله عشرة أيام
من ذي الحجة ...والتى الكل يعرف مايحدث فيها
من ذِكر وتهليل وتكبير ووقوف ورمي جمرات
ومناسك شرّعها الله عزوجل للحجاج
وعند إنتهاءها يأتي عيد الأضحى وبالتالي تكون
خاتمة مشهودة عظيمة أعقبت أيام عبادة وقُرب من الله
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


الخطبة الثانية
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الله اكبر ...الله أكبر ....الله أكبر
الحمد الله الذي جعلنا خير أُمةٍ أُخرحت للناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكر
فكانت شريعتها ومنهجها وسط
لا إفراط ولا تفريط
حتى في فرحها وإبتهاجها في أعيادها
لا إفراط ومُبالغة تسيء بالمنهج
ولا تفريط في ما أمره الله ورسوله في مثل
هذه الأيام من إظهار البهجة والسرور
وأشهد أن لا إله الا الله
وحده لاشريك له
وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله
أرسله الله بالهدى ودين الحق
هذه هي أعيادنا وأفراحنا الشرعية
التى أتت بعد مواسم من العبادات والأجتهاد
في تحصيل الفضائل للقرب من رضى رب العِزة
وأعيادنا إخوتنا المؤمنون
مُخالفة تماماً لأعياد الجاهلية السابقة المليئة
بالشِرك والكفر والعصيان
تماماً مثل مايحدث من أعياد واهية للمشركين
والكفرة في هذا الزمن الذي إختلط فيه الحابل بالنابل
وذلك لم تتضمنه أعيادهم من تعظيم آلهتهم الباطلة
فكانت أعيادهم مليئة بالموبقات وشرب الخمر
ولعب الميسر والفجور والأنحلال
فلم يكن لها مرجع وأساس ديني تشريعي
أما أعيادنا نحن أُمة محمد صلى الله عليه وسلم
فلها تشريع وضوابط تضبطها وفوائد
تتضمن الإحسان إلى الفقراء
وهو من أعظم مظاهر التكافل الاجتماعي،
ويكون بزكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر
هذا في عيد الفِطر الذي يعقب شهر رمضان
أما عيد الأضحى والذي يأتي اثناء وبعد مناسك الحج
يكون فيه ذبح الأضاحي والتصدق والأهداء
من لحومها ...... وهذا إخوتنا
مايُمثله التكافل والأجتماعي في
هذه المواسم والأعياد
فلا أحد يُحرم من الفضل والنعمة
سوى في الدنيا أو الأخرة
فتكثر الصدقات والأهداءات وإدخال
البهجة والسرور على كل فرد من المسلمين
بالأضافة إخوتنا في الله
كما قال أحد العلماء في وصف أعيادنا :
أن هذه الأعياد تُوَحِّدُ قلوب المسلمين،
لأنهم يجتمعون على صلاة واحدة
وشعيرة واحدة وتكبير متوافق،
وتتحصل عندهم الفرحة بجوائز الرحمن
فتنصهر كل مُراداتهم في في مقاصدَ مشتركة،
وتتوارى مطامعهم الشخصية أمام الغايات الكبرى
لشعيرة العيد، ولذا نرى كثرة الإحسان في الأعياد
وكثرة الزيارات بين الأهل والأقارب والأصحاب
، ويكثر التغافر بين الناس والمسامحة في
الحقوق السالفة، وهذا واضح في تحقيق الوحدة.
أما الحضارات التى قامت على التشدد
.في أمور الدين والالتزام بالتكاليف القوية
التي تتطلب جلدا وصبرا،
فلم تدم لها وتيرة التحضر،
بل انكفأت على نفسها تلعق آثار الفشل
، لأنها حضارات ناقضت فطرة الإنسان،
وكم من حضارات قامت على التيسير والتخفيف دوما،
فكان عاقبة أمرها خسرا،
لأن التخفيف المستمر يورث اللامبالاة
والاستخفاف وعدم المسئولية وهي من
أهم أسباب سقوط الحضارات
. وهدى الله المسلمين الأمة الوسط لما اختلف الناس
فيه من الحق بإذنه، فكانت شريعتهم
من أكمل الشرائع وأعدلها وأقومها،
فالحمد لله على نعمائه...أ. هــ
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


أخوتنا وأحبتنا في الله
إتقوا الله في ما أمر

وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
وأكثروا في هذه الأيام التى
سنّها ديننا الحنيف وأوصى بها
رسولنا صلى الله عليه وسلم
من إظهار الفرح والأبتهاج والسرور
الشرعي وليس السرور بالطريقة
النصرانية والمليئة بالمعازف والأغاني
والرقص الخليع والأختلاط
وإزعاج الجيران والمارة
بل الفرح وتبادل الهدايا والتبريكات
بقلوب مؤمنة مُحبة جاهدت نفسها
طيلة شهر كامل لتكون راضية عن ماقدمته
من نُسك وعبادات وقيام ليل ودعاء وتهجد
وأوصيكم ونفسي إخوتنا الكرام
بالتزاور وصلة الأرحام
وفتح صفحات جديدة مليئة بالتسامح
والحُب والود بين بعضكم بعض
فالصغير يعتذر ويطلب السماح من الكبير
والكبير يتلطف بالصغير ويحضنه
ويعلمه أن ديننا دين تسامح وعطف وحُب
وأن منهجنا هو انقى منهج يخدم الأنسان
في جميع حالاته ولاينسى أي فئة مهما كانت
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



اخوتنا الكرام
ليس عيبا ولانقيصة أن يعتذر المسلم
لأخيه المُسلم إن بدر منه سوء فهم او خطأ
فلا أحد في هذه الدنيا كامل الكمال البشري
الا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما الباقي فله وعليه ولذلك الصفح والمسامحة
هي من شيم الكرام
وهي التى تجعل الشيطان ينزوي وينكمش
ويتقهقر الى الوراء
لانه لايريد الا التفريق والتشرذم والانقسام
فلا نعطيه فُرصة في أن ينجح في مساعيه
كل العام وانت بخير
وتقبل الله مِنا ومنكم صالح الأعمال
ولا ننس إخوتنا في الله
أن صيام ستة من شوال
مكرمة وسُنة قد أسنها رسولنا الكريم
صلى الله عليه وسلم في قوله :
ففي صحيح مسلم
: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه
أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال
كان كصيام الدهر
. وفي سنن ابن ماجه عن ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
: من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة
{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
. صححه الألباني. ورواه ابن خزيمة في صحيحه
اللهم تقبّل منّا الصيام والقيام والأعمال الصالحة
وبارك لنا في أهالينا
وأجعلهم ذّخراً لنا لا علينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
اللهم اجعلنا من المعتوقة رقابنا من النار
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
وكل العام وأنتم بخير
تقبل الله مِنّا ومنكم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28861
المنبـــــر ( خًطبة العيد ) ( تقبل الله مِنّا ومنكم )



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:21 AM

2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (06-07-2019),  (12-24-2021)
قديم 06-14-2019   #8


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( الحسد )





[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )




عباد الله ..
أما بعد،
إخوتنا في الله
لكل شيء أصل
ولكل تشريع أصول
ولكل فرع أوفروع أصل وأصول
فليس هناك فرع بدون أصل ولا جذر
وليس هناك نظام حياة ومنهج للسير فيه وعليه
دون أصل في نشأته أو تكوينه أو رسالته أوهدفه
أو مقصده الشرعي إن كان الامر دينياً
وإن كان دنياوياً من تأليف البشر
وتاويلهم لأسلوب حياتهم ومعيشتهم
لابُدّ أيضاً من أن يكون له أصل وهدف ونتيجة
يصبوا اليها من ألّفها
وفي الغالب والدائم أن البشر لايسيتطيعون
وضع نظام لحياتهم وأسلوب معيشتهم
إلاّ إن كان مصدره وأساسه وأصله ديني
حتى الكفرة من اليهود والنصارى
مهما رأينا عِلم الأجتماع عندهم والذي يهتم
بأسلوب الحياة لديهم يحاول أن يصنع توجه عام
وفكر عام لأسلوب المعيشة لديهم
فنراهم بالفعل ربما يستطيعون وضع لوائح ونُظم
تسير حياتهم المادية من ضوابط وقوانين
لاتهم الا بتسيير العملية الانتاجية المادية
حتى وأن جعلوا الربا والنصب والأحتيال وسيلة
لجلب الأموال ورفع وتيرة الأقتصاد لديهم
إلاّ انهم يتعثرون حتى فشلوا في إحداث نظام
حياة تختص بالانسان وسلوكه وتعاملاته مع أترابه
حتى وإن أخذوا من النصرانية واليهودية القديمة
القليل جداً من أصول الأدب بين الناس
إلا أنهم غلب عليهم الطابع المادي الملموس والذي
أُعطيت له الصلاحية في أن يدمر من يشاء
وينهى حياة من يشاء لاجل الربح وزيادة وتيرة الأنتاج والغنى
حتى وصل الأمر في بعض الدول النصرانية الكافرة
أن إرتفعت نسبة الفقر الى أعلى
الدرجات فكل ما يظهر غني جديد
يطفوا على السطع فقراء جُدد
أما بالنسبة للأخلاق
فكل يوم تظهر المفاسد في القول والفعل
وكل يوم تظهر تشريعات تم صنعها في دهاليز
مجالسهم النيابية ومحاكمهم العليا والقضاء الأعلى
لديهم لانهم لم يستطيعوا مواجهة التطور
المادي على حساب الاخلاق سوى بسن قوانين
وضعية جديدة ربما تلائم وتكبح لجام انحدار الاخلاق لديهم
حتى أصبحت العلاقة بينهم وبين خالقهم
منعدمة فالكل يفتخر بإلحاده ورفضه لكل
الشرائع الدينية حتى المسيحية او اليهودية المُحرفة
عندهم يكفرون بها ....
فالكل يأكل في بعض والقوي هو الأبقى لديهم
فلا قوانين ولا تشريعات ولا اهتمام ببناء أخلاق
الأنسان وتعليمهم طُرق المحافظة على أساس
التقدم والبناء والمصداقية والوئام ...



كل ذلك إخوتنا الأحبة
ساهم وساعد في انتشار مراذلهم وسقوطهم
وإنحدار أخلاقهم فألتقم بنو جلدتنا من مسلمين
يقولون أنهم يوحدون الله
ولايشركون به شيئاً
في الوقت أنهم أشركوا به وبجميع أنواع الشِرك
الأصغر والأكبر والكامل
فأصبحوا يعبدون الدرهم والدينار ويسيرون
على منهج وطريقة اليهود والنصارى في الوصول
للحياة الزائفة التى يبتغونها
ولايعلمون أن أساسها وأصلها جُثث دُمرت
وأصول أخلاقية أٌنتهكت وجزء من تشريعاتهم الباقية
من نصرانية ويهودية حتى وهي مُحرفة
تم شطبها وتغييرها لتواكب مبدأ إفعل ماتشاء
المهم أن تصل وتعيش ولاتبالي بما يُسمى الاخلاق....!!!!
ويزعمون أنهم يتبعون وصايا وتشريعات
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الوقت نراهم يتندرون على وصاياه
ويقولون عنها أنها لا تواكب التطور والحداثة
والانطلاق للعلمانية الجديدة للوصول
لمراتب التقدم العالمي الزائف
حتى أصبحوا في جلساتهم الخاصة
ودواوينهم وإستراحاتهم
لايملّون من حسد بعضهم بعض
ولا الطعن في شرف بعضهم بعض
ولا التناجش على بعضهم بعض
فأصبح التناجش هو وسيلة التجار في زيادة الربح
وتدمير التاجر الأخر وإيصاله لحافة الأنهيار
وأصبح الكذب والزور والبهتان
وتحقير عباد الله هو المنفذ الوحيد للوصول
لماديتهم وولههم وعشقهم للحياة المدنية
والعلمانية وعبادة المال والجاه والسلطان
إن كان ذلك يؤدي لزيادة فُرص التطور الكاذب
والغنى الفاحش الذي يُبنى على الحرام من كذب
وغش وفساد وحسد وتملق وكُره ورياء
للطرف المقابل والذي سيتحطم ليظهر على رفاته
أُ ناس لاهم لهم الا تحطيم منافسيهم بشتى الوسائل
لأسعاد جلسائهم وتدمير أخلاق بعضهم ومن ثم
تدمير المجتمع وجعله فريسة سهلة مُحطمة لمثل هؤلاء
الذين تركوا شريعتهم الاصلية التى أتى بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأتبعوا مِلة من لايخاف الله ولايحسب له حساب
سوى ممن إدعى أنه مُسلم ( بالهوية فقط )
أو من ثقافات مستوردة من اليهود والنصارى
التى تبيح كل شيء في سبيل الوصول للغايات التى يريدونها
بأي وسيلة وطريقة .....فأوهموهم أخيراً
وهذا مانشهده في الساحة الأسلامية العربية
من خروج على ولات الأمور والقتل والدمار
بأن الوصول للمقام الرفيع والمكانة
الأجتماعية والسُلطة لاتأتي الا بسفك الدماء ،
فلم يعد قول النبي صلى الله عليه وسلم
كل المسلم على المسلم حرام
دمه وماله وعرضه رواه مسلم
بل أصبح كل المسلم على المُسلم حلال

دمه وعِرضه وماله حلال ، طالما أنه يكون
السبب في الوصول لغايات رفيعة وسُلطة
وأصبحوا أخوتنا الكرام
يسمون الصفات المبتذلة بنعوت
وصفات أخرى غير التى نعرفها
مثلا يقولون عن الحسد
بأن فلان نعم لايستحق النعمة
لأنه يرهق نفسه ليل نهار
وأحيانا لا يعمل شيء فهو لايستحقها
والكذب أصبح لديهم وسيلة لتمرير
افكارهم ومشاريعهم وقبولهم بين الناس
والغيبة والنميمة أصبحت عندهم
وسيلة للتندر والتفكه والمزاح
والتناجش في التجارة اعتبروه وسيلة
للربح والتنافس وليس هدم وإفساد البيوع
كل هذه الصفات أصبحت لديهم عادية
ولا شيء فيها ...!!!!!!!ّ!
فالنبي صلى الله عليه وسلم
عرّفنا أن مصدر هذه الوصايا النبيلة
لايتم تنفيذها والعمل عليها إلاّ إن كان
هناك تقوى وإيمان يملء القلب
فإن وجدت التقوى والصلاح في القلب
يصبح التعامل بين الناس على أساس
تقوى الله عز وجل والخوف منه والطمع فيه
فيكون هناك إيمان قوي لايتزعزع



فأيمان بماذا إخوتنا الكرام .....؟
أيمان بأصول التوحيد لله
وكما قال أهل العلم أن أصول التوحيد
في مجملها تقول الأيمان بالله سبحانه وتعالى
بربوبيته وإلوهيته وبأسماءه وصفاته
التى سمى ووصف بها نفسه
من غير تمثيل أو تشبيه أوتأويل
كذلك حينما نتكلم عن الدين الأسلامي
ونُعرِّفه على أنه دين سماوي إرتضاه الله لعباده
فختم به الرسالات وجعله جامع لكل
مناحي الحياة من مناهج وتشريعات
نجد أن الله سبحانه وتعالى في دينه الذي أرتضاه
لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
وبينها بدء بتوحيده وعدم الأشراك به
والأيمان بمنهجه الذى كلّف به المبعوث
رحمة للعالمين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وجاء تشريفه لهذا النبي صلى الله عليه وسلم
بالامر لعباده بإطاعته والسير على منهجه وطريقته
وطريقة أصحابه رضوان الله تعالى عليهم
وإنتهاء بإماطة الأذى عن الطريق ....
ووسطه وفي داخله مناهج وتشريعات
ووسائل للتعامل بين الناس ليسود الحُب
وتختفي صفات الحسد والبُغض والتناجش والأرتداد
والتوالي والتدابر ....
فيسود الوئام بين الناس ليس بالطرق
أو التشريعات أو النًظم الأرضية العلمانية
التى تبيح كل شيء كما أسلفت في سبيل الوصول
لغايات وأهداف لاتخدم الاّ من سعى لها مؤقتاً
نعم مؤقتاً ....لان مابُني على باطل فهو باطل
ومصيره للزوال والانهيار والدمار





أخوتنا الاحبة في الله
في منبرنا هذا والذي هو منبر الرسول صلى الله عليه وسلم
وحينما أقول انه منبر الرسول لاني أعني
أن لامنابر وجدت الاّ التى وضعها النبي صلى الله عليه وسلم
وعلّم الناس أمور دينهم ودنياهم وهو واقف على المنبر
وليس في الدواووين الخاصة او الأزقة الضيقة
أو الصالات الفارهة المليئة بالفساد والأفساد
بل على منبره وفي مسجده وبين أصحابه
الذين تلقفوا الوصايا والتشريعات والتنبيهات
والفرائض والسُنن من فمه
الشريف صلى الله عليه وسلم
ومن فوق منبره ....
من هنا أسنّ وشرّع المنابر والوقوف عليها
أسبوعياً كل جمعة وكل عيد
ليُقال عليها وفيها الدعوة لله من خلال تشريعاته
وأوامره ونواهيه التى أنزلها على قلب حبيبه
المصطفى صلى الله عليه وسلم ....
في قوله بأطاعة رسوله والحرص على إتباعه
والأخذ منه كل تشريعات مسار حياتهم
في قوله تعالى :
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر
فالواجب على من يقف على منبر
رسولنا صلى الله عليه وسلم في أي مكان
لايقول ولا يتكلم ولا يفتي ولا ينطق الاّ
بما جاء به الله عزوجل وبما بينّه وشرحه ودعاء إليه
الرسول صلى الله عليه وسلم....
هنا أخوتنا الكرام
نفهم أنه طالما قال لنا الله سبحانه وتعالى
خذوا وأتبعوا وتعلموا من رسوله صلى الله عليه وسلم
كل شيء .....اذاَ لماذا لانتبع ماقاله
صلى الله عليه وسلم عن المنابر
ولماذا وضعت وماهي رسالتها ....؟
ففي حادثة وقصة صنع المنبر له
فَسجَدَ في أصل المنبَر ثُمَّ عاد، فَلمَّا فَرَغَ أقبَل
على النَّاس، فَقال:
( أيُّها النَّاسُ، إنَّما صَنعتُ هذا لتَأتَمُّوا ولتَعَلَّموا صَلاتي )؛
صحيح البخاري
وكأنه صلى الله عليه وسلم قال لنا
إنتبهوا فقد وضعت هذا المنبر والذي سيكون
له شأن عظيم في حياتكم والذي ستتخذونه
في بيوت الله لتقفوا عليه
وستكون رسالته لتأتمّوا بي أي تتبعوا سُنتي
وتعلموا الناس كل التشريعات من صلاة وغيرها
وتنهون من فوقه على المُنكر وتأمرون بالمعروف ....
وليس كالذي يجري في هذا الزمن من أن
المنابر أُتخذت وسيلة لنشر البِدع والضلالات والأنحرافات
والتهكم على الدين وتشريعاته وكذلك لأحداث الفتن
بين الناس وقيادتهم لأتباع جحر الضب اليهودي والنصراني


ففي هذه الجمعة بأذن الله
سنقف قليلاَ ونغوص حيث نستطيع
في أحدي أصول ديننا الحنيف المُتمثل في حديث
شريف صحيح....
يختزل كل أصول التعامل بين المسلمين ببعضهم بعض
والحقوق والواجبات والتعاملات بين المسلمين
في كل شيء تقريباً...
فلنبدأ أولاً بالتعرف على هذا الحديث الصحيح
الذي رواه الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
وفي هذا الحديث الطيب الجامع
لكل النواهي التى من شأنها أن تٌفسد حياة المُسلم
وتُسيء العلاقة بين المسلمين وتُهلك النظام
الذي أراده الله ورسوله لهذه الأمة أن تعيشه
وتتمتع بضلاله
وقبل أن نغوص في رسالته وجب أن نقف
على معنى كل صفة من الصفات الواردة فيه
حتى نفهم لماذا حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونبهنا من أن نجعل هذه الصفات المذمومة تنتشر بيننا
وتكون هي حلقة الوصل او بالأحرى حلقة الأنفصال والتشرذم
في مابين قلوب المسلمين .....
وسأحاول اخوتي الكرام
أن نغوص وندخل وبتعمق إن أستطعت
في فهم كل صفة من هذه الصفات والمراذل المذمومة
ولماذا هي بهذا الشأن حتى يحذرنا منها الله سبحانه وتعالى
في القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم
في أحاديثه ونصائحه وتوجيهاته وسُننه ....
وسيكون ذلك احبتي في الله موضوع
كل خطبة أسبوعية في فهم أحدي هذه الصفات المذمومة
وما يدور حولها وكيف تكون هي السبب في أنهيار
الأسس في مجتمعاتنا بصفة عامة وبيوتنا في صفة خاصة...
لأن هذا الحديث ليس سهلاً أن نمر عليه مرة واحده
دون فهم مقتضيات بيانه وشرحه والرسائل
التى يحتويها لسعادتنا في الدنيا والأخرة ....
فلبندأ بأول صفة مذمومة حذرنا منها صاحب الخُلق العظيم
صلى الله عليه وسلم في قوله:
( لاتحاسدوا )
فقد ذكر أخوتنا الكرام صفة
( الحسد ...في قوله ولا تحاسدوا )
وقد فسّره العلماء على أنه :
تمني زوال النعمة عن الغير،
وأيضا من الحسد أن يعتقد أن هذا الذي أنعم الله عليه
ليس بأهل لهذه النعمة،
ولا يستحق فضل الله -جل وعلا-
وأيضاً معناه هو أن تتمنى ماعند غيرك من نِعم
مع زوالها منه ....وكأن صاحب النِعمة
لايستحقها وليس مؤهل لها
ولهذا يكون الحسد هو إعتراض على قضاء الله
عز وجل على قدره ونعمته التى
أنعم الله بها على عبده المحسود
ولسوء هذه الصفة الذميمة أنكرتها كل الأجيال
وكل العصور وأنكرها كل السلف الصالح
والتابعين لهم الى يومنا هذا وقد قالوا فيها الكثير
وهنا نوجز أقوالهم حول الحسد وعِلله ولماذا
هو مذموم ومكروه ومُبغض حتى يصل لمرحلة
أن ينبهنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه
وكذلك في البيان الكبير الذي أتى به الله سبحانه وتعالى
في القرآن الكريم من آيات تبين ماهو الحسد
وكيف نهى عنه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم
ففي قوله تعالى :
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ

وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ
فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ...سورة الفلق
وقد قال الشيخ أبن عثيمين رحمه الله
حول هذه الأيات
(والآية تدلُّ على تحريم الحسد؛ لأنَّ مشابهة
الكفار بأخلاقهم محرمة ...
والحاسد لا يزداد بحسده إلا نارًا تتلظى في جوفه؛
وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛
فهو مع كونه كارهًا لنعمة الله على هذا الغير
مضاد لله في حكمه؛ لأنَّه يكره أن ينعم الله على
هذا المحسود، ثم إنَّ الحاسد أو الحسود مهما
أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلًا فيها؛
لأنَّه لابدَّ أن يرى في غيره نعمة أكثر
مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة..أ.هـ
وفي قوله تعالى في سورة البقرة
حيث قال تعالى:
) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 10 ) ...البقرة
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الأيات العظيمة قوله:
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك
طرائق الكفار من أهل الكتاب ،
ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظاهر
وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين
، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم .
ويأمر عباده المؤمنين بالصفح والعفو والاحتمال ،
حتى يأتي أمر الله من النصر والفتح .
ويأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة .
ويحثهم على ذلك ويرغبهم فيه ،
كما قال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ،
عن سعيد بن جبير ، أو عكرمة ، عن ابن عباس ، قال :
كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب
من أشد يهود للعرب حسدا ،
إذ خصهم الله برسوله صلى الله عليه وسلم ،
وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا ،
فأنزل الله فيهما
) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا(
وقال عبد الرزاق ، عن معمر عن الزهري ،

في قوله تعالى : وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
قال : هو كعب بن الأشرف .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان ،

حدثنا شعيب ، عن الزهري ،
أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ،
عن أبيه : أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا
، وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم .
وفيه أنزل الله
: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم
إلى قوله): (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ )
وقال الضحاك ، عن ابن عباس :

أن رسولا أميا يخبرهم بما في أيديهم من
الكتب والرسل والآيات ،
ثم يصدق بذلك كله مثل تصديقهم ،
ولكنهم جحدوا ذلك كفرا وحسدا وبغيا
ولذلك قال الله تعالى
: كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم
مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ.....يقول :
من بعد ما أضاء لهم الحق لم يجهلوا منه شيئا ،
ولكن الحسد حملهم على الجحود...أ.هـ



وهنا أخوتنا الكرام نتبين ونفهم
أن صفة الحسد هي من صفات اليهود
إخوان القِردة والخنازير ، فحسدوا المؤمنين
على الخير العميم الذي أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم
في أنه رسول هذه الأمة ونبيها ، وهذا الامر
لم ولن يروق لليهود تقبله والتعايش معه والأيمان به
لانهم لا يودُّون أن ينزل على المؤمنين خيرٌ،
ويودُّون أن يردوهم كفارًا من بعد ما تبيَّن لهم الحق،
وهو نبوءة محمَّد صلَّى الله عليه وسلم
وقد قال : الثعالبي في تفسيره ايضاً :
حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ليبين أنَّ حسدهم

لم يكن عن شبهة دينية،
أو غيرة على حقٍّ يعتقدونه،
وإنما هو خبث النفوس،
وفساد الأخلاق، والجمود على الباطل،
وإن ظهر لصاحبه الحق....
وهذه أخوتنا الكرام الطيبين هو لُب
مفاهيم الحاسد الذي يتمنى زوال النعمة من المحسود
ليتمتع بها هو حقداً وحسداً وبُغضاً وكُرهاً
لمقادير الله سبحانه وتعالى وفي عطاياه التى خصّ بها
عباد دون أخرين ....
وفي قوله تعالي أيضاً في سورة النساء :
( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ
مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ( 54 ) ...النساء
وهنا في هذه الأية الكريمة بيّن الله سبحانه وتعالى
وحدد أن الحسد هذا هو المذموم الذي يحسد الناس
على ما آتاهم الله من فضل وعلم وأشياء لم تُعطى لغيرهم
وهذا من فعل اليهود ، فطالما هو صفة من صفاتهم
فلماذا يحاول المسلم أن يتصف بهذه الصفة
ويتبناها كما تبنتها اليهود على مر العصور
فقد حسد اليهود الناس ، أي المسلمين على
النبي صلى الله عليه وسلم وما أتى به من النِعم
دون بني أسرائيل
ففي تفسير لأبن كثير لهذه الأية قال:
( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )
يعني بذلك : حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم
على ما رزقه الله من النبوة العظيمة ،
ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له
لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل .
قال الطبراني :

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ،
حدثنا يحيى الحماني ، حدثنا قيس بن الربيع ،
عن السدي ، عن عطاء ، عن ابن عباس قوله
) أم يحسدون الناس ) ( على ما آتاهم الله من فضله) ،
قال ابن عباس : نحن الناس دون الناس ،
قال الله تعالى
) فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة
وآتيناهم ملكا عظيما)
فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل
الذين هم من ذرية إبراهيم - النبوة ،
وأنزلنا عليهم الكتب ، وحكموا فيهم بالسنن
وهي الحكمة - وجعلنا فيهم الملوك
فَالحَسَدُ: هوَ تَمَنِّي زَوَالِ النعمةِ عَن الغيرِ،
وَهوَ خُلُقٌ ذَمِيمٌ اتَّصَفَ بهِ الشيطانُ
وَابنُ آدَمَ وَاليهودُ وَالمنافقونَ،
وَسَبَبُهُ الغضبُ وَالحقدُ، وَضَرَرُهُ على صَاحِبِهِ
أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِهِ على الغيرِ، وَعَوَاقِبُهُ وَخِيمَةٌ؛
فهوَ إِسَاءَةُ أَدَبٍ معَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَرَضٌ للقلبِ،
وَاعتراضٌ على قضاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ،
وَعَدَمُ الرِّضَا بِمَا قَضَاهُ اللَّهُ وَقَدَّرَهُ،
أقوال العلماء والسلف الصالح
ومفاهيمهم عن صفة الحسد والحاسدين
أقوال السلف والعلماء في الحسد
1. قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:
كلُّ الناس أستطيع أن أرضيه إلا حاسد نعمة،
فإنه لا يرضيه إلا زوالها.
2. وقال ابن سيرين:

(ما حسدت أحدًا على شيء من أمر الدنيا؛
لأنَّه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على الدنيا،
وهي حقيرة في الجنة؟! وإن كان من أهل النار
، فكيف أحسده على أمر الدنيا، وهو يصير إلى النار....؟
3. وقال الحسن البصري:

ما رأيت ظالـمًا أشبه بمظلوم من حاسد،
نفس دائم، وحزن لازم، وغمٌّ لا ينفد.
4. وقال أبو حاتم:

(الواجب على العاقل مجانبة الحسد على
الأحوال كلِّها، فإنَّ أهون خصال الحسد
هو ترك الرضا بالقضاء،
وإرادة ضد ما حكم الله جل وعلا لعباده،
ثم انطواء الضمير على إرادة زوال النعم
عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه،
ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة
عن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء
ما للحساد في الأحشاء.......
وقال كذلك:
الحسد من أخلاق اللئام، وتركه من أفعال الكرام،
ولكلِّ حريق مطفئ، ونار الحسد لا تطفأ......
1. وقال أبو الليث السمرقندي:
يصل إلى الحاسد خمس عقوبات
قبل أن يصل حسده إلى المحسود:
أولاها: غمٌّ لا ينقطع. الثانية:
مصيبة لا يُؤجر عليها. الثالثة:
مذمَّة لا يُحمد عليها. الرابعة:
سخط الرب. الخامسة:
يغلق عنه باب التوفيق.....
6.وقال الجاحظ:

ومتى رأيت حاسدًا يصوب إليك رأيًا
إن كنت مصيبًا، أو يرشدك إلى صواب
إن كنت مخطئًا، أو أفصح لك بالخير في غيبته عنك،
أو قصر من غيبته لك؟ فهو الكلب الكَلِب،
والنمر النَّمِر، والسمُّ القَشِب، والفحل القَطِم ، والسيل العَرِم
إن ملك قتل وسبى، وإن مُلِك عصى وبغى
حياتك موته، وموتك عرسه وسروره
يصدِّق عليك كلَّ شاهد زور، ويكذِّب فيك كلَّ عدل مرضي.
لا يحب من الناس إلا من يبغضك،
ولا يبغض إلا من يحبك عدوك بطانة
وصديقك علانية...أحسن ما تكون عنده حالًا
أقل ما تكون مالًا، وأكثر ما تكون عيالًا،
وأعظم ما تكون ضلالًا. وأفرح ما يكون بك
أقرب ما تكون بالمصيبة عهدًا،
وأبعد ما تكون من الناس حمدًا،
فإذا كان الأمر على هذا فمجاورة الموتى،
ومخالطة الزَّمنى ، والاجتنان بالجدران،
ومصر المصران، وأكل القردان،
أهون من معاشرته والاتصال بحبله
7. وقال ابن حزم:

إنَّ ذوي التراكيب الخبيثة يبغضون
لشدة الحسد كلَّ من أحسن إليهم،
إذا رأوه في أعلى من أحوالهم......


أخوتنا الكرام
وهناك أحاسيس ومشاعر ربما يحس بها
الأنسان تجاه انسان اخر فلا يعرف كيف يترجم معناها
فمرة يضن نفسه أن هذه الأحاسيس هي مُحرمة
مثل الحسد في أن يحسد صاحب نعمة أو جاه أو مكانة
إجتماعية وهذا الحسد مُختلط بحقد ورفض لقضاء الله
وإن قلت له أن ماتحس به وتفعله وتعتقده
هو حرام ومُحرم فلا يحق لك أن تحسد أحد
على نعمة أنعمها الله عليه ....
لأنك لو فعلت ذلك لأشتركت مع الشيطان
في صفة وتميز وعمل يتميز به هو
والدليل حسده لبني آدم على ما كان عليه من نِعم
ورفضه السجود لأدم عليه السلام حسداً
إذا الحسد صفة لاينبغي لمسلم أن يتحلى بها
لانها من صفات أبليس ....
بل الواجب أن تغبط أخيك أو تنافسه منافسة شريفة
لتتحصل على ماتحصل عليه بطُرق شريفة
هنا الدين والشرع والتشريع يبيح لك ذلك
أي يبيح لك ان تنافسه وتجتهد مثله حتى
تتحصل على نِعم من الله مثلما تحصل هو
أو تنافسه في من يستطيع أن يبذل جهد ويجتهد
أكثر في سبيل الحصول على نعمة أو مزايا أو مكانة
يخدم بها نفسه وأهله ومن يلوذ به
وهناك فرق كبير بين الحسد والغِبطة
فالحسد كما تمت تعريفه آنفاً
فهو أن يشتهي أن يكون له ما للمحسود،
وأن يزول عنه ما هو فيه ...
أي بمعنى أن اتمنى واشتهي مايملكه اخي من نِعم
مع تمنياتي بزوالها منه ....
أما الغِبطة فهى
أن تتمني وتشتهي ما لأخيك من نِعم ومزايا مثله
مع عدم زوالها منه ....
أي كأنك تقول اللهم أعطني مثل ما أعطيت لأخي من نِعم
وبارك له وزده من نِعمك....
هنا اخوتنا الكرام
انا غبطت أخي وتمنيت مايملك مع عدم زوالها منه
وهذا الامر شرعي ولاشيء فيه ...
وعليه نصل بكم للفرق بين الحسد والغِبطة
على لسان العلماء ....
قال ابن منظور:
(الغبط أن يرى المغبوط في حال حسنة،
فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة،
من غير أن يتمنى زوالها عنه،
وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له،
وقال الرازي:

(إذا أنعم الله على أخيك بنعمة؛
فإن أردت زوالها فهذا هو الحسد،
وإن اشتهيت لنفسك مثلها فهذا هو الغبطة
وقد تسمى الغبطة حسدًا كما جاء

في حديث عبد الله بن مسعود،
أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته في الحق،
ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها
. وقد فسر النووي الحسد في الحديث فقال:
(هو أن يتمنى مثل النعمة التي على
غيره من غير زوالها عن صاحبها....
أما بالنسبة للمنافسة أو التسابق
في من يملك ويصل لمبتغاه
والفرق بينها وبين الحسد....
قال ابن القيم:

للحسد حدٌّ، وهو المنافسة في طلب الكمال،
والأنفة أن يتقدَّم عليه نظيره،
فمتى تعدَّى ذلك صار بغيًا وظلمًا يتمنى
معه زوال النعمة عن المحسود، ويحرص على إيذائه
وقال الغزالي:

والمنافسة في اللغة مشتقة من النفاسة،
والذي يدلُّ على إباحة المنافسة قوله تعالى
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ( 26 )...المطففين
وقال تعالى
سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ( 21 ) ....الحديد
وإنما المسابقة عند خوف الفوت؛
وهو كالعبدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما،
إذ يجزع كلُّ واحد أن يسبقه صاحبه فيحظى
عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها
وبيَّن الغزالي سبب المنافسة فأرجعها إلى:

إرادة مساواته، واللحوق به في النعمة،
وليس فيها كراهة النعمة،
وكان تحت هذه النعمة أمران: أحدهما:
راحة المنعم عليه، والآخر:
ظهور نقصانه عن غيره وتخلفه عنه،
وهو يكره أحد الوجهين، وهو تخلُّف نفسه،
ويحب مساواته له. ولا حرج على من يكره تخلف نفسه
ونقصانها في المباحات
وقد تنافس الصحابة في الخير،
وبذلوا أسباب الكمال؛
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا
أن نتصدق، فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت:
اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يومًا،
فجئت بنصف مالي،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله،
قال: وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكلِّ ما عنده،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت:
لا أسابقك إلى شيء أبدًا....




نعم أخوتنا وأحبتنا في الله
هذه هي المنافسة الحقيقية للوصول للكمال
في الأعمال الصالحة وهذا مُباح العمل به
فالصحابي الجليل عمر رضي الله عنه
نافس وسابق اخيه أبو بكر رضي الله عنه
في من يستطيع أن يتصدق أكثر ويتقرب الي الله أكثر
ولكن حينما عًلِم بالنتيجة وهي أن أبو بكر رضي الله عنه
فاز وبأستحقاق وبجدارة حين تصدق بماله كله وليس نصفه
هنا إقتنع الصحابي الجليل عمر رضي الله عنه
أن لا مجال للتنافس والتسابق مع
أخيه ابو بكر رضي الله عنه
وذلك لأختلاف المقامات والمكانات
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مابينه وبين أبو بكر رضي الله عنه
هنا أقول هل عمر رضي الله عنه حسد أبو بكر رضي الله عنه
أو تمنى أن ينزاح من على طريقه ليبقى هو فقط في الصورة ...؟
بالطبيعي لم يحسده بل غبطه على النِعم التى أسبغت عليه
وعلي قدرته على خلق منافذ وطُرق للتقرب بها الى الله ....
حتى أنه قال عنه يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
وتم التشاور في من يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
كخليفة للمسلمين يدبر أمورهم الدنياوية
قام عمر رضي الله عنه وأرضاه وقال في حق
اخيه أبو بكر رضي الله عنه :
هو أفضل مني ومنكم ومن كل البشر
ماعداء الأنبياء والرُسل
وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو من صلى بالمسلمين في مرضه
صلى الله عليه وسلم
فهوا اذا يستحق الخلافة بجدارة واستحقاق...
نعم اخوتنا الكرام
هذا هو الحُب الحقيقي في الله
فلم تكن هذه الصفات والمراذل مثل الحسد والحقد
منتشرة بين الصحابة ....بل الحب والوفاق هو السائد...
هذا بالنسبة للمنافسة في الأمور التى ترضي الله
وتزيد رصيد الحسنات والثواب والأعمال الصالحة...
ولكن المنافسة في أمور الدنيا تجر غالبًا إلى

الوقوع في الحسد والأخلاق الذميمة،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟
فقال عبد الرحمن بن عوف:
نقول كما أمرنا الله،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أو غير ذلك؛ تتنافسون، ثم تتحاسدون،
ثم تتدابرون، ثم تتباغضون
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم
والله لا الفقر أخشى عليكم،
ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا
كما بسطت على من كان قبلكم،
فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم
أما بالنسبة للصفة الملازمة للحسد
والمتشابهه معها في
بعض الصفات فهي
العين ....
فالعين تم تعريف معناها أن عبارة عن نظرة
بأستحسان لصاحب النعمة قد يشبوها شيء من الحسد
ومن صفات صاحب العين أنه خبيث الطبع
والعائن لا يعين الا مايراه
والموجود أمامه بالفعل ومصدره
ووسيلته إقداح نظرة العين
وأحيانا قد يعين مايكره أن يُصاب بأذى منه
كولده وماله ....
وهذا بالفعل يحدث كثيراً أننا نرى صاحب العين
يضر بها أهله إن رأى منهم مايسر من جمال أو حُسن
او غير ذلك .....
فقد قال أبن القيم في وصفه للعاين:
والفرق بين الحسد والعين ...
قال ابن القيم:
العاين والحاسد يشتركان في شيء،
ويفترقان في شيء؛
فيشتركان في أن كل واحد منهما
تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه؛
فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته،
والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود
وحضوره أيضًا، ويفترقان في أن العائن قد يصيب
من لا يحسده من جماد، أو حيوان،
أو زرع، أو مال...........
وقال أيضًا:

العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد...
وأنه أعم فكل عائن حاسد ولا بد،
وليس كل حاسد عائنًا.....
فالصفتان الحسد والعين
تشتركان في الأثر وتختلفان في الوسيلة والمنطلق
فالحاسد قد يحسد مالم يره
ويحسد في الأمر المتوقع حدوثه قبل وقوعه
ومصدره هو تحرق القلب وإستكثار النعمة على المحسود..
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة



الخطبة الثانية
الحمد الله رب الناس الذي أسبغ نِعمه على عباده
الطائعين وغير الطائعين
فشكره المؤمنون به وكفر من لم يشكر أفضاله
وأشهد ان لا اله الا الله الذي خلق الخلائق
لعبادته والتقرب له ، فارسل الرُسل وأنزل الكُتب
لبيان أن الله واحد لامعبود ولا شريك له
وهو من يستحق العبادة والتذلل وطلب المغفرة
وأشهد أن محمد أبن عبد الله صلى الله عليه وسلم
رسوله ونبيه ومُصطفاه الذي أصطفاه على سائر الخلق
ليجعله نبي هذه الأمة ومُبشراً بالنِعم والفضائل
وحذر من الفساد والنقائص
وفتح لنا مداركنا بأن نتعلم منه ونتبع سُنته وهديه
والتخلق بأخلاقه وصفاته
فأوصانا بعدم القُرب من صفات يشترك الشيطان
والأنسان فيها منها الحسد وأهله ....
أما بعد
أخوتنا في الله
علمنا الان وربما كُنا نعلم من قبل أن الحاسد
لم يحسد أخيه على ماأتاه الله من فضله
بل اخطر من ذلك وهو إعتراضه على إفضال الله على عباده،
فهو يتمنى زوال النعمة عن هذا المنعَم عليه،
سواء تمنى أن تتحول إليه، أو لم يتمنَّ ذلك،
فيحسد هذا لأنه ربح في تجارته،
وهذا لحصوله على وظيفة مرموقة، وهذا لتفوقه ونجاحه.
وقد يكون الحسد في الأمور المعنوية، كأن يحسده على ذكائه وفهمه وفطنته، وعلى نجابته، أو على عافيته،
وبناء بدنه، أو يكون الحسد على جمال صورته،
أو حسن منطقه، أو غير ذلك من الأمور التي يتفاضل الناس فيها.
وقد يحسد العبد على عمله الصالح في طاعة الله
، على حفظه للقرآن، أو على العلم.
وغالباً يكون الحسد بين أهل المهن والصنائع
والتخصصات المتماثلة، أو المتشابهة،
ولذلك قد لا تجد عالمًا يحسد نجاراً أو حداداً،
وإنما تجد الحسد بين العلماء، وبين أصحاب
الحرفة والمهنة الواحدة من المزارعين
وأرباب المعادن، وأصحاب العقار مثلاً.
فالحسد داء عضال لا يكاد يسلم منه أحد،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه،
ومعنى ذلك أن الحسد كامن في النفوس،
كما أن النار كامنة في الزناد، ولكن الله تبارك وتعالى
لا يكلف نفسًا إلا وسعها، فهو شيء يقع في النفس
من غير طلب من الإنسان،
ومن غير إرادة، فإن كبته الإنسان
واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم،
ودعا لصاحب النعمة بالبركة،
وصرف نظره عن هذا فإن الله لا يؤاخذه
على ما يقع في قلبه، لكن إن صوب نظره إليه،
وفكر قائماً وقاعداً متى يقع مكروه للمنعَم عليه،
ومتى تزول عنه النعمة،
ولربما تعدى ذلك إلى الاستطالة والكلام باللسان،
إما بالوقيعة بعرضه، أو انتقاصه،
أو تنفير الناس عنه بالغيبة والنميمة وبث
الشائعات لأفساد سُمعته وهيبته بين الناس.
والحسد يكون أيضاً بين النساء الضرائر،
فتجد المرأة تفعل كل مستطاع من أجل
أن تَكْفَأ قصعة صاحبتها،
ومن أجل أن يبغضها زوجها،
وأن يفارقها.
وأيضاً يقع الحسد حتى بين من لهم درجات
عالية في العلم والأدب والعلوم الأخرى
نعم يقع الحسد وينشأ عنه صراع للذي يحطم الاخر
إما بالوقيعة أو الدسائس أو نشر الشائعات عنه
فكما قيل من قبل فأن الحسد يأتي لذوي المهنة والأتجاه الواحد
عافانا الله وإياكم اخوتنا الكرام من هذه الصفة المقبوحة
والمُنفرة لكل عقل وإتزان وأحترام الذات
والأيمان بأن الله هو المُعطي للنِعم فلا إعتراض
على عطاياه أينما حلّت ...
إخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا للحسد مكان في قلوبكم
فأحبوا إخوانكم وأدعوا لهم بظهر الغيب
بالنجاح والتقدم وزيادة البركة في مايكرمهم الله به
ولا تتمنوا ماعندهم مع زواله منهم
فإن ذلك هو الحسد بعينه
بل تمنوا ماعندهم والدعاء لهم بطرح البركة في ماعندهم
والزيادة لهم من فضائل الله
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،

ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع باقي الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
الأخرى في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28863
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات ) (الحسد)



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:23 AM

2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (06-21-2019),  (08-21-2020)
قديم 06-21-2019   #9


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( البيوع المُحرمة )



[frame="1 10"]
( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ،
وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي
محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )


أما بعد
عباد الله
لازلنا نعيش طالما ورقة عمرنا لم تيبس وتنفصل
مع الحديث الجامع الذي يحمل كل مايحتاجه
المسلم في تعاملاته اليومية الحياتية سوى بين
الناس أو بينه وبين نفسه
فديننا الأسلامي الحنيف أتى لصلاح البشر
كافة ولم ياتي لفئة معينة ووقت معين
كما يدّعي البعض من أن الدين في هذا الزمان
لايصلح لهذا الزمان ، والأرضية ليست ملائمة
له ولا نفع من إتباعه والعمل به وعليه
بل الواجب إتباع التطور الأجتماعي والحياتي
والأتجاهات والأيدلوجيات المصنوعة من الغرب
الصليبي والتى سوّق لها بعض ممن يدّعي
أنه عالم مُسلم موحد بالله ومؤمن برسوله....
نعم أخوتنا المؤمنون ديننا صالح لكل زمان
ومكان ومن يقول عكس ذلك فقد كفر بما أنزل الله
لانه لو أعتقد أعتقاد جازم بأن الدين لايصلح
لهذا الزمن ...فقد تعارض مع قول الله ورسوله
من أن الله ارتضى لنا الدين للناس كافة
وفي جميع الأزمان والعصور
لان الذي وضع الدين والرسالة والمنهج
هو الله سبحانه وتعالى وبالتالي هو يعرف
مخلوقاته وما يحتاجونه في أي زمن
وما يسير حياتهم وما يتنافي مع طبيعتهم
وعندما يقول أن الدين والمنهج الرباني
صالح لكل البشر الى يوم القيامة
فهذا يعني أن نقول نعم هو كذلك
ولا نقول أن الدين يؤخر مسار الحياة
في هذا الزمن ولايصلح لهذا الوقت
فالتطور يسحق كل شيء امامه
حتى الدين ......
ومن هنا ظهرت دعوات لترك الدين وتشريعاته
وأدبياته ووضعها على رفوف المكاتب لانها لاتصلح
للتنفيذ ولا العمل بها وعليها
أما نظريات ماركوس ولينين والنظريات الرأسمالية
وقوانين حامورابي وفلسفات وهرطقات من لادين له
هي التى وجب إتباعها وفهم فلسفتها
وترك الدين ورجاله وأساسه ومقتضيات تقدمه
حتى وصل بهم الأمر أن شوهوا الدين وزعموا بكذبهم
أنه لايصلح للتعاملات الخاصة سوى تجارية او حياتية اخرى
فأستبدلوا ذلك بنظريات وطرق
رأسمالية آتية من الغرب
وعملوا عليها وطبقوها
فكثر الرباء والأستغلال والنهب والكذب وأكل مال الحرام
كل ذلك ليزداد الغني غنى ويزداد الفقير فقراً
ولكن اخوتنا الكرام
يكفينا أننا نعلم أن ديننا لم يهمل شيء
إلاّ وذكره وحرّض على تنفيذه
فقد أتت أحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
ليوجهنا في كل شيء في كل تعاملاتنا الخاصة والعامة
وفي هذه الجمعة سنتكلم بأذن الله ونستكمل
باقي الوصايا والتحذيرات التى أتت في الحديث
الصحيح الذي رواه الصحابي
الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
و كما قلت في الجمعة الماضية من أن
هذا الحديث الطيب الجامع
لكل النواهي التى من شأنها أن تٌفسد حياة المُسلم
وتُسيء العلاقة بين المسلمين وتُهلك النظام
الذي أراده الله ورسوله لهذه الأمة أن تعيشه
وتتمتع بضلاله
وقبل أن نغوص في رسالته وجب أن نقف
على معنى كل صفة من الصفات الواردة فيه
حتى نفهم لماذا حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونبهنا من أن نجعل هذه الصفات المذمومة تنتشر بيننا
وتكون هي حلقة الوصل او بالأحرى حلقة الأنفصال والتشرذم
في مابين قلوب المسلمين .....



حيث شرحنا وبيّنا على حسب أستطاعتي
النقطة الأولى وهي التحذير من الحسد
واليوم نتكلم على تحذيرين هما
ولاتناجشوا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وعلى إعتبار ان هذان التحذيرات يفصل بينهم
تحذير عن التباغض
ألا أني رأيت ان نتكلم في هذا الجمعة
على النهي عن التناجش
وهو أمر يختص بالبيع والشراء
وعلى النهي عن البيع على بيع بعض
وطالما هما يتحدثان عن نفس الموضوع
فستكون الخطبة لهذه الجمعة عنهما.....
لهذا سمى العلماء الأفاضل عمليات البيع
والشراء ومايحوم حولها من مسائل
فقهية ومنهيات تدخل منها أبواب
الحرام والرباء وأكل أموال الناس بالباطل
بأن علم البيوع
أو فقه البيوع والذي فيه تفاصيل
لايدرك منتهاها ولايسبر غورها الا
الراسخون في العلم والتخصص
ولكن حسبى أني سأحاول أن أبين ببساطة
المفاهيم العامة للنهي عن سلوكيات
وممارسات تضر بالمسلمين
مليئة بالكذب الخداع والأحتيال
وهذه صفات لم يرضاها
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لنا
فأوصانا وحذرنا منها كي لانقع فيها وفي حبائلها
فسنبدأ بالتحذير عن
التناجش
ونفهم ماهو هذا المصطلح ....؟
وماهي الخطورة فيه حتى ينهانا ويحذرنا منه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وعليه....؟
وينهانا عن نعمل به في حياتنا وتعاملاتنا بين الناس
في امور التجارة والبيع والشراء
وهذا إخوتنا الكرام شرح
للشيخ العلامة أبن باز رحمه الله
لهذا الحديث الطيب موضحاً تفسير التناجش
وأثره على المسلمين في مابينهم
وعِلة تحريمه جاءت لان التناجش هو نوع
من الخديعة والمكر خدمة لصاحب التجارة
إو إفساد عمليه البيع والشراء بين الناس
وهذا شرح لهذه النقطة حيث قال:
فالمؤمن هو أخو المؤمن فيما ينفعه وفي دفع ما يضره على العموم، أخوه في دفع ما يضره، وفي إعانته على ما ينفعه.
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم :

لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا،
ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،
وكونوا عباد الله إخوانًا، فالتَّحاسُد يكون بأن
يحسد كلُّ واحدٍ الآخر، يعني:
يتمنى زوال النعمة عن أخيه،
هذا هو الحسد، فالحسد أن يتمنى
زوال النعمة عن أخيه أو يسعى في ذلك.
ولا تناجشوا: التناجش معناه:

أنَّ كلَّ واحدٍ يزيد على الآخر في السلعة
وهو لا يريد شراءها، لكن يرفع ثمنها عليه
إمَّا بُغْضًا له، وإما محبَّةً لصاحب السلعة
حتى يزداد الثمنُ له، هذا هو التناجش،
أن يزيد في السلعة وهو لا يريد الشراء،
إنما قصد إيذاء الذين يسومونها ويرغبون فيها،
أو نفع صاحبها.
وكما تم تحريم الحسد،
وأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب،
وكذلك التناجش محرم،
وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم-
عن النجش في غير ما حديث،
وكذلك التباغض والتدابر وأشباه هذا مما يزيل المحبة،
أو يزيل الألفة بين المسلمين، فإنه ممنوع منع تحريم.
وعندما يقول صلى الله عليه وسلم :
ولا تناجشوا وهذا –أيضا

يدل على تحريم النجش،
وقد تقرر في الأصول أن النهي إذا تسلط
على المضارع، فإنه يعم أنواع المصدر؛
لأن المضارع عبارة عن حدث وزمن،
فتسلط النفي على الحدث تسلط النفي
أو النهي على الحدث، والحدث نكرة فعم أنواعا.
إذن نقول هنا: في قوله

: لا تحاسدوا يعم جميع أنواع الحسد،
وقوله:
نَجَشْتُ الصيدَ أَنْجُشُهُ نَجْشاً،
أي اسْتثرتُهُ. والناجِشُ:
الذي يحوشُ الصيد. والنَجْشُ:
أن تُزايدَ في المبيع ليقع غيرك وليس من حاجتك.
وفي الحديث: "لا تَناجَشوا"
. ونَجَشْتُ الإبل، إذا جمعتها بعد تفرُّق.
ومرَّ فلان يَنْجُشُ نَجْشاً، أي يسرع.
لا تناجشوا يعم جميع أنواع النجش بالسكون،
أو النجش بالتحريك، والنجش،
أو النجش فسر بعدة تفسيرات،
وأعمها التفسير اللغوي، وهو أن النجش:
أن يسعى في إبطال الشيء بمكر واحتيال وخديعة،
أو هو السعي بالمكر والخداع والحيلة،
وهذا عام يشمل جميع أنواع التعامل مع المسلمين،
فإذن قوله: ولا تناجشوا أي:
لا يسعى بعضكم مع بعض بالخداع والحيلة
والمواربة وأشباه ذلك من الصفات المذمومة،
ويدخل في هذا النجش الخاص،
وهو المستعمل في البيع بأن يزيد في السلعة
من لا يرغب في شرائها؛
لأن هذا سعي في ازدياد السعر بمكر وحيلة
وخداع، فهو سمى ذلك بالنجش،
أو النجش؛ لأنه فيه المكر والخداع والحيلة، فيمنع.
ويحرم أن يسعى المسلم مع إخوانه

المسلمين بالحيلة والخداع والمكر
بأي نوع، بل المسلم مع إخوانه يسير
على نية طيبة، وعلى أن يحب لهم ما يحب لنفسه،
وألا يخدعهم، ولا يغرر بهم، بل يكون معهم كما ينبغي،
أو كما يحب أن يكونوا معه، وزيادة المرء في السعر،
وهو لا يريد الشراء حين السوم على
السلعة هذا من أنواع الحيلة والخداع؛
ولهذا فهو منهي عنه ومحرم يأثم
به صاحبه إثم المحرمات.....أ.هـ



لهذا السبب اخوتنا المؤمنين
علمنا أن تحريم التناجش في البيع والشراء
لأنه باب مليء بالمكروالخداع والتلاعب
بالبائع والشاري والمال المُكتسب من هذه العملية
حرام ولا يصح التعامل به ، لانه أتى بطريقة
الخداع والتلاعب والمكر والخديعة...
وعندما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
لاتناجشوا أي:
لا يزد أحدكم في ثمن سلعة ليس
في نفسه اشتراؤها ليضر بذلك غيره
الذي هو الزيادة في السلعة لغير قصد الشراء،
وإنما لنفع البائع بزيادة الثمن،
أو ضرر المشتري بإغلاء السلعة عليه
ونهى عنه، لما يترتب عليه من
الكذب والتغرير بالمشترين،
ورفع ثمن السلع عن طريق المكر والخداع
ولتوضيحها أكثر اقول لو إفترضنا
أنني وجدت أخي ( شمس ) يبيع سلعة معينة
ولنفترض أنه يبيع بضاعة معينة فعرضها للناس
فوصل سعرها مثلاً ب ( 100 ) ريال ...
هنا لو تم بيع السلعة بهذا الثمن لأنتهى الأمر
فهوا حلال لا حرام فيه ....
لأن قيمة البضاعة وصلت
لهذا السعر وهو ( 100 ) ريال
ولكن إن أتيت أنا وزدت في سعر البضاعة
حتى أوصلتها لـ ( 200 ) ريال
بنيّة أني لن أشتريها ولكن زدت في سعرها
حتى إوهم الناس الذين يريدون شراء البضاعة
بأن سعرها قد تغير
ومن يريد أن يشتري عليه بدفع
أكثر من ( 200 ) ريال .....
هنا تسمى هذه العملية بالتناجش لاني
زدت في سعر البضاعة المعروضة بدون أن
أشتريها بل خدمة لاخي شمس كي يربع أكثر
في هذه الحالة الناس
لايعلمون أني صاحب شمس
وفعلت الذي فعلته كي ازيد من ربحه
بطريقة المخادعة والأحتيال....
أحياناً أزيد في ثمن البضاعة المعروضة
ليس لمساعدة اخي ( شمس ) في الربح أكثر
بل لأفسد عليه عمله وأحرمه من البيع
وأُشهره على أنه يبيع بأثمان مرتفعة
لأني لن أشتري منه شيء
فكل الذي عملته أني زدت في السعر
لاحرمه من المشترين ...
وهذا يحدث أحيانا بأتفاق بين من يقوم
ببيع البضاعة أي صاحبها وبين من يزيد
في ثمنها امام الناس ليوهمهم بأنه يريد الشراء
وهو في الحقيقة لايريد شراء البضاعة
بل يريد أن يمكر بهؤلاء الناس ليزيد من ربح
التاجر ( صاحبة )
وأحيانا التاجر لادخل له بهذا التناجش
وهو لايعرف من يقوم بهذه العملية
ولكن أقول لو انه لايعرف صاحب التناجش هذا
لقام ببيع البضاعة بالثمن الذي زاده هذا الرجل
ولن ينتظر من يزيد على زيادته....
ولكن طالما أن التاجر الأصلي انتظر لعل هناك
من يزيد على زيادة من قام بالتناجش
هنا الأتفاق واضح بين الطرفين التاجر وصاحبه
الذي لايريد الشراء فعلياً ولكن يريد بمكر وخداع
زيادة ثمن البضاعة بدون وجه حق .....
فهذه العملية لو تمت لأصبحت حرام ومنهي عنها
وتعتبر من الصفات الشائنة المبتذلة
والتى لايحق لمسلم أن يتصف بها او يتعامل بها
ولهذا السبب أتى تحريمها والتحذير منها
وممن يتعاملون بها ....
وفي الحقيقة اخوتنا الكرام
هذه العملية منتشرة
بكثرة في أسواقنا العربية
في جميع الدول العربية المفترض انها مُسلمة
فنجد التاجر له أزلام ورفاق
وحاشية لاشغل لهم
إلا زيادة سعر بضاعته امام الناس
وبالتحديد إثناء تجمع التجّار في المزادات
الكبرى للبضائع التى تعرضها الدولة
أو التى يتم عرضها من قِبل أحد التجّار الكبار
ليوهموهم أنهم يريدون الشراء
وفي الحقيقة هم يخادعون الناس لزيادة السعر
البضاعة التى لاتستحق ....
وكل ذلك يتم باتفاق بين التاجر
صاحب البضاعة وأزلامه.... حتى يحرك من
عملية المزاد على البضاعة فيزداد التنافس
والطلب عليها بالزور والبهتان والخديعة
من قِبل التاجر ومن يقوم بعملية التناجش هذه....


كذلك من الأمور المحرمة في الشريعة
قوله صلى الله عليه وسلم :
المؤمن أخو المؤمن،
فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه،
ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر
، يعني حتى يترك،
وقال صلى الله عليه وسلم :
: لا يبيع الرجل على بيع أخيه،
ولا يسوم على سوم أخيه ......
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
أما بالنسبة لهذا التنبيه والتحذير
فهو يعتبر من الصفات والخصائص السيئة
المُبتذلة المُنفرة المليئة بالكذب والبهتان وزرع
الأحقاد والفِتن بين المسلمين في مجال البيوع
فموضوع البيوع في الدين الأسلامي الحنيف
من المواضيع الحساسة المهمة
وتأتي أهميتها في انها تمس كل مسلم
والسبب أن الشريعة لا تريد من المسلمين
أن يتناحروا، ولا أن يكون بينهم معاداة،
ولا عداوة، ومن أجل ذلك منعت هذه الأشياء.

ومعنى أن لايبيع بعضكم على بيع بعض
أي أن لايتدخل البائع أو التاجر في بيع
تاجر أخر حتى ينتهي من بيعه
ومثال على ذلك
أن لو جاء إنسان يشتري من بائع معين
بضاعة معينة فأتفقا على البيع والشراء
فيأتي إنسان اخر اي تاجر أخر ويتدخل بأيصال
إشارة أو علامة أو رمز للشاري مفادها أنني مستعد
أن أعطيك نفس البضاعة وبثمن اقل مما أشتريت به
هنا يكون هذا الأنسان قد أوقف عملية البيع والشراء
وحرم البائع الأول من بيع بضاعته
فهذا حرام لا يجوز لما يقضي من العداوة بين البائعين،
أو أن يكون كذلك المشتري يريد الشراء،
فيأتي مشتر آخر، يقول للبائع:
أنا أخذ نفس السلعة منك بأكثر،
حرام لا يجوز مادام البائع، والمشتري الأول
قد اتفقا فلا يجوز التدخل.
وكذلك لا يجوز التدخل في حال المساومة،
فلو كان واحد يساوم البائع على سلعة معينة
لا يجوز أن يدخل آخر بينهما ليساوم
"نهى عن سوم الرجل على سوم أخيه حتى يترك" .
عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«لا تَلَقَّوُا الرُّكبان، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،
ولا تَنَاجَشُوان ولا يبع حَاضِرٌ لِبَادٍ،
ولا تُصَرُّوا الإبلَ والغنم،
ومن ابتاعها فهو بخير النَّظَرَين بعد أن يحلبها:
إن رَضِيَهَا أمسكها،
وإن سَخِطَها رَدَّهَا وَصَاعا ًمن تمر....متفق عليه.


وفي هذا الحديث إخوتنا الكرام
ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن خمسة
أنواع من البيع المُحرم
وذلك لاحتوائه أضرار تلحق البائع والمشتري ...
ومن هذه البيوع المُحرمة:
المنهي عنها :
1. تلقي القادمين لبيع سلعهم
من طعام وحيوان، فيقصدهم قبل
أن يصلوا إلى السوق، فيشترى منهم،
فلجهلهم بالسعر، ربما غبنهم في بيعهم،
وحرمهم من باقي رزقهم الذي تعبوا فيه
2. أن يبيع أحد على بيع أحد،
ومثله في الشراء على شرائه
. وذلك بأن يقول في خيار المجلس أو الشرط:
أعطيك أحسن من هذه السلعة أو بأرخص من هذا الثمن،
إن كان مشتريا، أو أشتريها منك بأكثر من ثمنها،
إن كان بائعا، ليفسخ البيع،
ويعقد معه. وكذا بعد الخيارين،
نهى عن ذلك، لما يسببه هذا التحريش
من التشاحن والعداوة والبغضاء ؛
ولما فيه من قطع رزق صاحبه.
3. ثم نهى عن النجش،
الذي هو الزيادة في السلعة لغير قصد الشراء
، وإنما لنفع البائع بزيادة الثمن،
أو ضرر المشتري بإغلاء السلعة عليه
ونهى عنه، لما يترتب عليه من الكذب
والتغرير بالمشترين، ورفع ثمن السلع
عن طريق المكر والخداع.
4. وكذلك نهى أن يبيع الحاضر للبادي سلعته
لأنه يكون محيطاً بسعرها ؛
فلا يبقى منه شيئاً ينتفع به المشترون.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"دعوا الناس، يرزق الله بعضهم من بعض"
لذلك أخوتنا وأحبتنا في الله
أعطى الأسلام أهمية كبيرة وعظيمة
لأمور البيع والشراء ، لحساسيتها التى
يندرج تحتها ويُبنى عليها الكثير من الأمور الأخرى
حيث يقول العلماء إن تم مُخالفة شروط البيع الصحيح
ودخلت هذه النواهي في هذا البيع ،
من الممكن أن تحوله هذه الامور السيئة
من بيع حلال حلله الأسلام الى ربا حرمه الله
وهناك من ناحية اخرى أمور قد تتواجد في البيع
تجعله مُباح شرعاً وأمور تجعلها ربويّة
وهذا أخوتنا الكرام
مايحدث في مجتمعاتنا المُسلمة من شرور
وأخطاء ومزالق خطيرة في البيع والشراء
فكثر فيه الربا والغش والخديعة والبيع الباطل
والأحتيال بشتى انواعه
والمجاهرة بهذه الأمور علناً وأمام الناس
حتى ان التاجر الذي لايفعل هذه الأفاعيل
لايُعتبر تاجراً حاذق .....
فمن شروط الربح وزيادة الأموال سوى بالربا
أو الأحتيال أو بالمكر والخديعة
إتباع هذا المنهج المُتبع الأن في هذا العصر...
وبالطبيعي لو بحثنا عن أسبابه ومنشأه لوجدنا
أن مايُسمى بالأقتصاد العالمي والعولمة والفكر
الأيدلوجي المُتبع في مجال الأقتصاد
لعرفنا أن النصراني واليهودي الكافر
هو من يمسك بعجلة التجارة والبيع
ويفرض شروطه وأسلوب بيعه للمسلمين
هنا تعلموا بني جلدتنا هذه المفاهيم وأصبحت متداولة
في مابين التجار وما بين المواطن العادي البسيط
الذي أصبح يقبل بكل انواع الخديعة والمكر والربا
في سبيل الحصول على احتياجاته .....
والمُصطلح المُتبع لدى التجار في مابينهم هذا الزمان
هو ( كُن حوت كبير حتى لاتبتلعك الحيتان )
وبالمصطلع العامي ( التجارة شطارة وفهلوة ...)
أما من يتبع سُبل التجارة الأسلامية وحدودها
وضوابطها فهم قليل والله المُستعان ....
لهذه الأسباب كثر التداول المُحرم في البيع والشراء
وأختلط الحابل بالنابل وأصبح المُسلم البسيط
لايهمه كل هذا ، بقدر مايهمه الحصول على حاجته
بشتى الطرق والوسائل مهما كانت .....
أخوتنا وأحبتنا في الله
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

والأكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم الجمعة




الخطبة الثانية
الحمد الله الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره ويكون بشيراً
ونذيراً وهاديا ً الى الله وسراجاً مُنيراً
وأشهد أن لا اله الا الله
المستحق للعبادة والتذلل وطلب الرحمة
والذي خلق الكون
وجعل فيه نظام بديع لكل شيء
فلا يحيد شيء الا بأذنه
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أرسله الله على فترة من الرُسل فأدى الامانة
ونصح الأمة وكشف الله به الغُمّة....
أما بعد
عباد اله المؤمنين
هلا توقفتم قليلاً ونظرتم بنظرة فيها القليل
من التركيز والفهم والأجابة على الأسئلة الأتية
ليزداد فهمنا لديننا الحنيف ولتشريعنا القويم
ولسُنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وبيان هديه وطريقته في التعاملات....
والأسئلة هي استفهامية وليس اختبارية
لندخل بها الأمتحانات لننال شهائد وأوسمة
ونياشين لاتغني ولا تُسمن من جوع
بل هي أسئلة استفهامية لنتعلم ونعرف
ونتعرف أين نحن في خضم
غياب ديننا الحنيف وتشريعنا السوي السليم
وأنتشار المفاهيم الخاطئة المستوردة
والتى شككت في أصول ديننا
وحتى رسالة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وأصبحنا نشكك في كل شيء
فتملكتنا الحيرة والغُربة وعدم الفهم
فأنطلقنا لننهل ثقافة اخرى مستوردة
بعضها تم صنعها محلياً على يد من يدّعون
انهم مسلمون ومتحرري الفكر والعقل
والبعض الأخر أتى جاهز ولاينقصه الا التطبيق
من دول اثبتت إفلاسها من القيم الروحية والأخلاقية
ومن خلال فهمنا واجاباتنا لهذه الأسئلة
سنعرف حقيقة وضعنا ودعماً وسلاحاً لكل من
يشكك في تشريعنا وينعتنا بالتخلف والرجعية
وعدم مواكبة العصر في كل شيء ....
والأسئلة هي:
لماذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي أرسله الله برسالة ربانية تهم البشر عامة
فيها الهدى والصلاح والرضى والقبول
فيها تشريعات لكل شيء
فيها منهج حقيقي لبناء الأنسان والمحافظة عليه
فيها بناء الدولة المسلمة
ومع ذلك كله لاينسى أن يعلمنا كيفية
التعامل في مابيننا حتى في الأسواق.....؟
هل هناك دين أخر على وجه الأرض يهتم
بأدق التفاصيل الحياتية سوى بين البشر في مابينهم
في تجاراتهم وتعاملاتهم وعباداتهم
وسلوكياتهم الخاصة بين أهاليهم والعامة....؟
وهل هناك دين أو تشريع وضعي
كالذي تتمناه نُخبنا المدعية ثقافياً أنها تحتاجه
لتسير عليه ونبذ تشريعنا الأسلامي ووضعه
في رفوف المتاحف والقِلاع للفٌرجة فقط ..!!!
يتكلم ويهتم بأوضاع مؤمنيه ومُتبعيه
النفسية والأخلاقية والحياتية المعيشية اليومية
من أن تُمس او يُقترب منها
أوتٌعكر صفوها......؟
وهل إقتنع المسلمون اليوم بأعتراف الغرب
النصراني الكافر نفسه أن وسيلتهم
في التعاملات التجارية
من ربا واحتيال ونصب أدى الى أنهيار إقتصاد
بعض الدول الغربية... وأنها وسيلة خاطئة
في التعاملات التجارية ....؟
أم لازال المسلمون اليوم ينظرون للغرب
وللفكر الأقتصادي الغربي على أنه كامل وصحيح
وهو البديل للأقتصاد الأسلامي النظيف.....؟
وفي الختام هل لازال مسلمي اليوم
المُدعين أنهم من مُتبعي نهج الدين الأسلامي وتشريعاته
يطبقون تعاليم ونواهي وزواجر
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أمور حياتهم
الخاصة في البيوت والعامة في الأسواق.....؟
أم أنهم من إفكهم مستمرين في البحث عن
البدائل الأقتصادية ومُتابعة النُظم العالمية في التجارة
والأحتكار والربح والنصب والأحتيال
وفرض التعاملات
الربوية بين الناس ، بحجة أن الأقتصاد
العالمي يريد هكذا
بعد أن إتبعوهم في الشأن الأجتماعي
من خلال التفسخ
الخُلقي والأخلاقي من لباس
وتبرج وتعري وعهر....؟
إخوتنا الكرام
حتى الأنظمة الأقتصادية العالمية
أثبتت فشلها وإنهيار مؤسسيها ونُظمهُم
فعلم الأقتصاد تم تعريفه على انه
العلم الذي ينتاول تفسير الحياة الأقتصادية
أحداثها وظواهرها وهو النشاط الأنساني
في المجتمع من وجهة الحصول على الأموال والخدمات
وعليه فتوجد في عصرنا هذا ثلاثة أنظمة
أو مذاهب إقتصادية سائدة في العالم
وهي الرأسمالية والأشتراكية والأسلامية
وقد تم إثبات على أرض الواقع على أن
النظام الرأسمالي والشيوعي صورتان مفزعتان
لأكل أموال الناس بالباطل ...
فمثلا فقد دخلت إنجلترا الى الهند متسللة بالحركات
التنصيرية في الواجهة والشركات التجارية
في الباطن...وحين أزفت الساعة أحتلتها عسكرياً
فنهبت الهند من كنوزها وخيرات شعبها
وعند خروج إنجلترا من الهند
تركت الشعب الهندي
ممزّقاً ، والبلاد متأخرة متخلفة .
وقس على ذلك سائر الدول الرأسمالية
التي دخلت أقطار العالم الإسلامي الغنيّة
في ثرواتها وخيراتها ،
فما تركتها إلا وهي فقيرة ممزّقة متخلفة .
لقد أكلت الدول الرأسمالية أموال
العالم الإسلامي بالباطل أكلاً حراماً ،
وأنشأت النظام الرأسمالي فيه على نفس
الأُسس من الظلم والعدوان ونهب الثروات
وأكل المال الحرام ، حتى أصبح
العالم الإسلامي يسمىّ العالم الثالث المتخلف .
ولم يأكل العالم الرأسمالي أموال العالم الإسلامي

وحده بالباطل ، بل أكل أموال شعوبه بالباطـل أيضاً ،
حتى تكوّنت طبقات على أُسس غير عادلة ولا أمينة ،
وحتى كثرت البطالة وتوالت الأزمات الاقتصادية ،
وتنافست الدول الرأسمالية في صراع
محموم من أجل أكل الأموال بالباطل .
وأقامت هذه الدول الرأسمالية مؤسساتها
على نفس الأسس من أكل المال بالباطل ،
مهما اختلفت أسماءها وأشكالها وأنظمتها .
ولكن أخوتنا الكرام

المسلمين اليوم لم ينتبهوا أن هذه النُظم
فاشلة ولا تأتي الا بالفساد والأفساد
فقد ذكر القرآن الكريم ذلك
وبيّنه أن العالم النصراني وحضارته
هم من ياكلون أموال الناس بالباطل
ومع ذلك نرى الكثير من المسلمين
يتجهون ناحية هذه النُظم الأقتصادية الفاشلة
ويستبدلونها بالنظام الأسلامي النظيف
وقد وصف القرآن الكريم لنا هذا النشاط

المالي الحرام يقوم به كثير من
الأحبار والرهبان وصفاً جلياً :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ

وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ
وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ )...التوبة 34
وهكذا بيّن الله سبحانه وتعالى أساس
التعامل الحرام بالمال .
إنه أكل أموال الناس بالباطل ،
والربا باب من أبوابه ، أو أنه يجمع الأبواب كلها
. وبيّن الإسلام أبواب الكسب الحلال
وحثّ عليها ، وبيّن أبواب الكسب
الحرام وما يحرم من البيوع فنهى عن ذلك ...
ومعى ذلك لم يتعلم المسلمون ويفهمون
أن الصفات التى حذرنا منها رسولنا
ونبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم منذ قرون
هي في أصلها صفات الفساد والإفساد
ولازلنا نتبع جحر الضب مع علمنا بأن نهايته الموت




واخيراً اسأل واقول
ما الذي سيخسره التاجر أو التجار
إن تعاملوا بالطرق الشرعية في البيع والشراء
والمحافظة على الضوابط الشرعية التى أوصى
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ....؟
أقول والذي نفس أندبها بيده لن يخسروا شيئاً
أبداُ بل سيزداد ربحهم بشكل ملحوظ
فقط لو أعطوا حق الله في زكاة اموالهم
ولم يحتكروا ولم يغشوا أو يتحايلوا أو يتناجشوا
أو يبيعوا على بيع بعضهم بعض
أو يتعاملون بالربا .....
فأن فعلوا ذلك سينموا الحب في مابين المسلمين
وتكثر الرأفة والمصداقية والود في مابينهم
كل ذلك اخوتنا الكرام سيحدث
إن رجعنا لمنهج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
وسُنته وطريقته في كل شيء بدء من تعاملاته
الخاصة بين أهله الى تعاملاته بين الناس
الي وصاياه في التعامل التجاري والسياسة الأقتصادية
النبوية الحقيقة ...وليست المستوردة من نُظم
شيوعية أو رأسمالية أو مختلطة وهجينة ....
ومن جهة أخرى
الا يدل النظام الأسلامي الكامل والخاص
بأخلاقيات التجارة والتُجار والبائع
والمستهلك في مختلف التعاملات دليلا
على أن تشريعنا ورسالتنا تصلح لكل زمان ومكان
وأنها العلاج الشافي والناجع لكل أمراض العصر
الأقتصادية والمالية والتجارية بين الأفراد والجماعات....؟
وأيضاً الا يدل أهتمام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

وتشديده ونهيه وزجره وتحذيره لنا
من الأقتراب بهذه الصفات المذمومة في ما بيننا
كي يسود الحب ويبتعد التباغض
ويكثر الود ويندثر الجفاء
وتنتهي روابط الأنفصال
وتتأكد أواصر القربى والألتحام
الا يدل ذلك على أننا قد أكرما الله سبحانه وتعالى
برسالة عظيمة وبرسول اختاره من بين الخلائق
فأحسن تعلميه وتنشأته فكان على خُلق عظيم
وبالمؤمنين رؤوف رحيم.....؟
الا يدعونا ذلك اخوتنا الكرام
لمزيد من الفخر والأنتشاء والأعتزاز
بديننا وبرسولنا وبرسالتنا وبمنهجنا ....؟
الا يستحق مِنّا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
أن نتبعه ونتخذه قدوة ومنارة ونحبه
ونُجله وننتصر له وندافع على شخصه
وعلى هديه وسُنته وشريعته وطريقته المُثلى....؟



إخوتنا المؤمنون
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك،
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت،

ولا معطي لما منعت
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا
من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم
وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك
ورسولك صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع باقي الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28864
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) (فلنحذر من هذه الصفات)(البيوع المحرمة)



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-01-2019 الساعة 08:28 AM

2 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (07-26-2019),  (12-24-2021)
قديم 07-05-2019   #10


الصورة الرمزية اندبها
اندبها غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1037
 تاريخ التسجيل :  Dec 2012
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (05:32 PM)
 المشاركات : 29,396 [ + ]
 التقييم :  888890339
لوني المفضل : White
شكراً: 686
تم شكره 1,089 مرة في 578 مشاركة

اوسمتي

حصريات المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( التدابر والهجران )



[frame="1 10"]






( إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ،
وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ،
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) رواه أبو داود ،
والنسائي ، وابن ماجة .
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ( النساء )
وقال عز وجل في سورة الاحزاب:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) ( الأحزاب )
أما بعد إخوتنا المؤمنين
وأحبتنا في الله
أن خير الكلام كلام الله
وخير الهدي هدي محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم )
يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ
يَحْمَدُ اللَّهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ:
(مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْهُ
فَلَا هَادِيَ لَهُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ
وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ:
بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ......
وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ
رواه (مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي )



أما بعد،
إخوتنا في الله
نستمر معكم ونحن نتحلق في كل جمعة
حول مائدة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
المائدة المليئة بالأطايب من منهج وطريق
وسبيل وهدي للنجاة والوصول
لرضى الله سبحانه وتعالى ...
نتحلق حول مائدة ليس كموائدنا
المليئة بالقيل والقال والتحقير والغيبة والنميمة
وحُب الذات ووسيلته من اسوء الصفات
مثل الكِبر والعُجب والترفع على مخلوقات الله
نعم ....ليس كموائدنا وجلساتنا
الخاصة التى لايُذكر فيها الله الا قليلاً
وأحيانا َ يكون معدوماً .....
فقد تم إستبدال التدارس في أمور
تفيد وتُصلح الحال في مابيننا ....
تم إستبدالها بالغيبة والنميمة والطعن والهمز واللمز
وتحقير والأستهزاء بأنبل الصفات وإرقاها
مثل التواضع والأيثار وحُب الناس للناس
والتناصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمنكرات
هذا هو حالنا إخوتنا الكرام في هذا الزمان
لم نتفرق لنجتمع من جديد
بل تفرقنا لنبتعد بعيد عن بعضنا
ولا نبالي بهجران اخوتنا وذوي أرحامنا
فقد أعطيناهم أدبارنا ولم ننظر لهم حتى
من باب المجاملة المحسوبة سلفاً بالزمن ...
فأشعرناهم بكم هائل من التحقير
وأشعرناهم كم هم أقل مِنّا منزلة ومستوى ومكانة
وأعلمناهم كم هم فئة لاتستحق أن يجالسها أحد
وأعلمناهم أن هذه الدنيا لاينفع فيها
التواصل أو الأخاء أو المحبة أو الأيثار
فكل هذه الصفات لاتغني ولا تُسمن من جوع
فمن أراد الوصول للمراتب العالية الكاذبة فعليه
أن يتبى النفاق والتملق والرياء وتحقير الكل في سبيل
مرضاة القِلة القليلة....
وليس هناك مانع من ان تكون المسالك
والدروب والطُرق مُعبدة بجثث هامدة تم سحقها
بالخديعة والظُلم والكُره والتحايل والبُغض...
ولكن كما إستمر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
في التوجيه والنُصح والأرشاد وبيان الحق من
الباطل وتحديد أن رضى الله لايصل إليه
الاّ إن كان المُسلم يحب أخاه المُسلم
لايظلمه ولايسلمه ولايحقره ولا يُدبره
ولا يهجره ويتجاهل وجوده وكأنه لم يكن هناك
ففي الحديث الصحيح الذي عِشنا في مراتعه
العظيمة المليئة بالمناهي والُحفزة
لأجتناب كل المساوي والمظالم والاحقاد
والتعاملات السيئة مع المسلمين ببعض
والذي حاولت أن أسبر أغوار مفرداته
ونواهيه فتكلمنا عن الحسد والبُغض
والصفات المُبتذلة في البيع والشراء
ونصل بكم أخوتنا الكرام لصفة جامعة
لكل هذه الصفات والتى أصبحت نتيجة حتمية
لكل من إتصف بتلك الصفات المنهي عنها والمحرمة
فهذه الصفة هي خلاصة سوء الأخلاق
والأدب وحُسن التعامل مع من شهد أن لا اله الا الله
وأن محمد رسول الله ....
وهي صفة التدابر
وهي إعطاء الظهر للمقابل لك
أي بتفسير أخر الهجران ....



لذلك نستمر اخوتنا الكرام
في الغوص في أحدى احاديثه
صلى الله عليه وسلم الصحيحة الجامعة
لكل مانهى عنه وزجر من إتباع الصفات
التى من شانها تُفسد العلاقات بين الناس
وفي هذه الجمعة بأذن الله سنتكلم
عن هذه الصفة الجامعة التى إن تملكت
في قلب المسلم ، تملك معها صفات الحقد
والكراهية وحُب الذات وتحقير الأخرين والشعور
بالعُجب والخيلاء والترفع عن عباد الله
كل ذلك نجده في صفة التدابر
والهجران وإنفصام روابط المحبة ...
التى أتت في الحديث الصحيح
الذي رواه الصحابي
الجليل أبي هريرة رضي الله عنه
حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لاتحاسدوا
ولاتناجشوا
ولاتباغضوا
ولاتدابروا
ولايبيع بعضكم على بيع بعض
وكونوا عباد الله إخواناً ، المُسلم أخو المُسلم
لايظلمه
ولايخذله
ولايكذبه
ولايحقره
التقوى هاهنا ، ويشير الى صدره ثلاث مرات
بحسب إمريء من الشر أن يحقر أخاه المُسلم
المُسلم على المُسلم حرام
دمه وماله وعِرضه .......رواه مُسلم في صحيحه
ولننظر اخوتنا الكرام
بعين الفاحص المتأمل في كلام سيد
البشر عليه الصلاة والسلام ....
وللتعرف على هذه الصفة الذميمة
التى تحتوي بيين طياتها كل الصفات القبيحة
التى قبّحها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فنجد من يتصف بها ويتعامل بمقتضاها
ويجعلها هدي ونبراس لمسار حياته
نجده مليء بالكُره والحِقد والضغينة
لكل من أستدبره ( أي أعطاه دُبره وتجاهله وهجره )
بدون وجه حق .....ولنفهم أكثر حواشي هذه الصفة
نتعرف عليها من خلال شرح مفرداتها
فكلمة ( ولا تدابروا ) التى أتت قول الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث
المُشار اليه سابقاً ...



أن معناها كما جاء في المُعجم:
معنى كلمة ولا تدابروا
( ولا تدابروا )
أي تتقاطعوا من الدبر فإن كلا منهما يولي صاحبه دبره .
قال في العارضة :
التدابر أن يولي كل منهم صاحبه دبره
محسوسا بالأبدان
أي يوليه دُبره أو ظهره إثناء محادثته له
وهذا تقبيح له وهجران ولا مُبالات له ...
وإيصال هذا المفهوم للمتلقي يكون
محسوساً بحركات الجسد ...
أو معقولا بالعقائد والآراء والأقوال.
أو الهجران مرتبط بالعقائد والأراء
فمثلاً هجران من حاد عن الطريق القويم
السليم ...لفترة معينة بُغية تأديبه ولومه ...
وأيضاً هناك معنى لهذه الصفة وهي:
ولا تدابروا :
لا يعط أحد منكم أخاه دبره حين يلقاه مقاطعة له .
( ولا تَدَابَرُوا ) :
التَّدَابُرُ: هوَ التَّهَاجُرُ وَالتَّقَاطُعُ،
وَمعناهُ:
أيْ لا يُوَلِّي أَحَدُكُم الآخرَ دُبُرَهُ مِنْ
إِعْرَاضِهِ عنهُ وَكراهِيَتِهِ لهُ مِنْ أجلِ دُنْيَا
وَعَرَضٍ زَائِلٍ، وَيُقَاطِعُهُ وَيَهْجُرُهُ،
وَالتَّدَابُرُ مُحَرَّمٌ،
وَسَبَبٌ في رَفْعِ الخيرِ،
وَحِرْمَانٌ مِنْ عَرْضِ العملِ على اللَّهِ تَعَالَى.
وَالهَجْرُ صِفَةُ أهلِ النارِ؛
لأنَّهُم في جَهَنَّمَ يَتَخَاصَمُونَ،
كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا،
وَإِنَّمَا يَأْلَفُهُ وَيُوَاجِهُهُ وَيُقَابِلُهُ،
وَهذهِ صفةُ أهلِ الجنَّةِ، على سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ.
فالمواجهه والتقابل إخوتنا المؤمنون
هي صفة أهل الجنة ، فهم متقابلين قلوبهم
مليئة بالمحبة لبعضهم بعض
فلا احقاد ولا حسد ولا ضغائن ولا مكروهات
وهذا هو المرادف لصفة إعطاء الُدبر أو الظهر
ويعني الجفاء والمُخاصمة والهجران ...
فكل سُكان أهل الجنة متقابلين على سرُرر
وأهل النار متنافرين يسب بعضهم بعض
متخاصمين متفرقين لايجمعهم الاّ
العذاب المهين .....
والتدابر إخوتنا في الله يعني
هجران الأخ لأخيه المسلم
فإن رآه أعطاه دُبره أو ظهره...
وكأنه يقول له لاتحادثني ولا تتعامل معي
فإني أهجرك وتاركك والعلامة الدّالة على هذه التصرف
هو إعطاء دُبره أو ظهره ولايهتم له ولا لتواجده ...
وقد ذكر الله تعالى في سورة الأنفال
لفظة دُبره في الآية التى تتحدث عن قتال الكفار
وهنا استشهد بمعنى هذه اللفظة
حيث تم تفسيرها عند علماء التفسير
وهي إعطاء الطرف المقابل لك بظهرك
وفي الآية قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ ﴾،...الأنفال 16
أي يولهم ظَهْرَهُ،ويتركهم ....
أي أن تولية الدُبر أو الظهر هو تجاهل
وتحقير وهجران وترك الطرف المقابل لك...
وهذا مفهوم عندنا نحن في هذا الزمان
وهو اننا نرى أحيانا أُناس لايهتمون للآخرين
ويحتقرونهم ويولون لهم ادبارهم وظهورهم
نكاية على عدم الأهتمام بهم ولهم وهجرانهم ...
مما يؤدي أحياناً بظهور علامات الغضب
ولوم من يقوم بمثل هذا التصرف وهو التجاهل
والألتفات الى ناحية اخرى اثناء الحديث مع بعض
وكأنه لايهتم لقوله أو تحقير لمفاهيمه ...
وهذا من سوء الأدب في التحادث بين الناس



وفي هذه الصفة التى نهى عنها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ( التدابر )
والتى يعني بها هجران الأخوة في الله لبعضهم بعض
فعندما قال صلى الله عليه وسلم :
ولا تدابروا فهذا يعني
: لا تسعوا في قول، أو عمل تكونوا
معه متقاطعين؛ أي مختلفين مُتدابرين
لأن التدابر أن يفترق الناس
كل يولي الآخر دبره، وهذا يعني:
القطيعة والهجران، وهجر المسلم
وقطعه حرام إذا كان لأمر دنيوي،
وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في رواية أنه نهى عن التباغض والتحاسد
والتدابر أو الأعِراض......
ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا،
وكونوا عباد الله إخواناً،
ولا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام
وقد شدد على أن يكونوا المسلمين إخوة
وأكد ذلك بقوله ولايحل لمسلم
أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام
فالتدابر والأعراض يعني الهجران
وهذا مما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم
أن يختم قوله في الحديث بالنهي عن الهجران...
وفي حديث اخر صحيح
قال صلى الله عليه وسلم:
لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال،
يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا،
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.....متفق عليه
ولكن لبيان أن التدابر أو الهجران
يختلف بأختلاف الحالات التى يقع فيها
فالهجر ينقسم الى قسمين:
هجر لأمر الدين، وهذا له أحكامه المختصة،
وضابطها: أنه يجوز هجر المسلم لأجل الدين
إذا كان فيه مصلحة لذلك الهجر،
وهذا كما هجر النبي -صلى الله عليه وسلم
المخلفين الثلاثة في غزوة تبوك وأمثال ذلك
الهجر لغرض دنيوي أن يهجر المسلم أخاه
وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم :
قال العلماء في هذا الحديث
تحريم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال
وإباحتها في الثلاث الأول بنص الحديث
والثاني بمفهومه قالوا :
وإنما عفي عنها في الثلاث
لأن الآدمي مجبول على الغضب وسوء
الخلق ونحو ذلك فعفى عن الهجرة في
الثلاثة ليذهب ذلك العارض ) . انتهى كلامهرحمه الله )



لذلك إخوتنا الكرام
لايحل ولا يحق لمسلم أن يهجر أخاه لأمر دنيوي
فوق ثلاث أيام ، وأفضلهما من يبادر بالسلام والتحية
وإنهاء التقاطع والهجران والتدابر
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا يحلُّ لمؤمن أن يهجرمؤمناً فوق ثلاث
فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه
فإن ردَّ عليه السلام فقد اشتركا في الأجر
وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم
وخرج المسلِّمُ من الهجرة ...... رواه أبو داود بإسناد حسن
وقد قال أهل العلم :
إنَّه لا يحلَّ لمؤمن أن يَهجر مؤمنًا فوق ثلاثة أيام،
فإن مرَّت هذه الأيام الثلاثة فليلقه
وليُسلِّم عليه، فإن ردَّ عليه السلام
فقد اشتركا في الأجر، وإن كان البادئ أفضل،
وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم،
وخرج البادئ بالسلام من التَّبِعة .
لذلك إخوتنا المؤمنون
وجب أن نعلم ونتذكر ونعي جيداً أن الذي يصرّ على
مُخاصمة اخيه وهجره وإعطاءه دُبره فوق ثلاث
لأسباب خصومة دنيوية او لمصلحة مادية
وجب أن يعلم ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال:
تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس
فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا ً
إلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول :
اتركوا هذين حتى يصطلحا......رواه مسلم .
هذا في حالة الهجران والأعراض عن أمر
خصومة دنيوية ....
أما إن كان الهجر لأجل مصلحة شرعية
رسالتها الزجر والتأديب للمهجور طمعاً في رده
عن مايسبب له الهجران من المسلمين
لفسقه أو بدعته هنا لا شك في جواز هجره
ولكن بضوابط شرعية معروفه عن أهل العلم
فهجران أهل المعاصي مشروع وثابت عن
الرسول صلَّى الله عليه وسلم والصحابة ، والتابعين
أقوال أهل العلم من التابعين أهل السُنة
في أمر الهجران الشرعي لمن يستحق هجره ...
فقد قال شيخ الأسلام أبن تيمية رحمه الله
في مجموع الفتاوي :
فالهجرة الشرعية هي من الأعمال
التي أمر الله بها ورسوله ,
فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله
وأن تكون موافقة لأمره ,
فتكون خالصة لله صواباً ,
فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجراً غير
مأمورٍ به كان خارجاً عن هذا
وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهوى
ظانةً أنها تفعله طاعةً لله ,
فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله
وبين الهجر لحق نفسه فالأول مأمور به
والثاني منهي عنه لأن المؤمنين إخوة... .
قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي :
وأمَّا إن كانت الهجرة لأمر أنكرعليه
من الدين كمعصية فعلها أو بدعة اعتقدها
فيهجره حتى ينزع عن فعله وعقده
فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في
هجران الثلاثة الذين خلفوا خمسين ليلة
حتى صحت توبتهم عند الله فأعلمه فعاد إليهم.
وعن الإمام مالك في الذخيرة :
ويهجر أهل الأهواء والبدع والفسوق
لأن الحب والبغض فيه واجب ولما في ذلك
من الحث على الخير والتنفير من الشر والفسوق...
وقال الإمام أحمد:
إذا علم أنه مقيم على معصية وهو يعلم بذلك
لم يأثم إن هو جفاه حتى يرجع
وإلا كيف يتبين للرجل ما هو عليه
إذا لم ير منكراً ولا جفوة من صديق.


وهنا أخوتنا الكرام نصل
الى نقطة متى يجوز الهجر
فالهجر هو نوع من العلاج إن أراد الطرف
الهاجر من المهجور أن ينصلح حاله ومآله
والمعروف بعد أن علمنا وعرفنا أن الهجر
يتحقق إن عَلِم الهاجر أن هجر المهجور أنفع
من وصله والتعامل معه ...وهذا نوع من الزجر..
أما أن كان العكس في أن الهجران لانفع منه
لايؤمر المًسلم بهجر أخيه ولم يُشرع له ذلك...
وقد قال الشيخ أبن عثيمين رحمه الله :
رخص الشارع في الهجر ثلاثة أيام ؛
لأن الإنسان قد يكون بينه وبين أخيه شيء
من المخاصمة والنزاع والاختلاف
في الرأي فيغضب عليه، فجعل له الشرع ثلاثة أيام
ليزول ما في نفسه، وإلا فالأصل أن الهجر حرام
وقد قال أهل العلم أن هجر اهل المعاصي يكون واجباً
إن كان هجرهم يفيد توبتهم من المعاصي ...
وإن كان هجرانهم ونبذهم وإدبارالظهور له
لايفيد ولا يؤدي لنتيجة منتظره وربما يتمادي
العاصي في معصيته ...
فلا يحل أو يُشرِع هجرانهم ....
فالهجر لغرض دنيوي أو لشيء وقع في قلبه
فقد حدد الشرع مدة الهجر الى ثلاثة أيام فقط
وما بعدها يكون حرام على من قام بالهجر أولاً
وقد قال العلماء الأفاضل:
أن الهجران الى ثلاث مأذون به في أمر الدنيا
أي إذا كان الأمر بينك وبين من هجرته أمر دنيوي أو خصومة
فلك أن تهجره ثلاثة أيام فقط ...وما بعدها يكون حراماً
أن تهجر أخاك فوقها .....والخيرة والصلاح والأفضلية
هو لمن يبتديء بالسلام والأعتذار أولاً....
اما الهجران لامور الدين
فهذه بحسب المصلحة
قد يكون هجرانا إلى أسبوع،
أو إلى شهر، أو يوم بحسب ما تقضي به مصلحة
في إصلاح المهجور أو توبته أو رجوعه للصواب...
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم






الحمدُ لله نحمدُه، ونستَعِينُه ونستهدِيه،
ونستَغفِره ونتوبُ إليه،
ونعوذُ بالله من شُرور أنفُسنا وسيِّئات أعمالنا،
مَن يهده الله فلا مُضلَّ له،
ومَن يُضلِل فلا هاديَ له،
وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحدَه لا شريك له،
وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله،
الذي قال: ((بُعثتُ لأُتمِّمَ مكارمَ الأخلاق))،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحابته
السائرين على نهجه، والممتَثِلين لأوامره
والمنتَهِين عن نواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
إخوتنا الكرام
هذه هي وصاياه صلى الله عليه وسلم
وهديه وشريعته ومنهجه
في التعاملات بين المسلمين
فنهاهم عن ماينزع الاخوة والترابط واللُحمة
في مابينهم وأرشدهم أن أوصر الحُب والود
هو بمحبة بعضنا بعض والتناصح في مابيننا
واللين في كل شيء ...
وعدم التخلق بأخلاق وصفات مُنشأها الشيطان
ومُعلمها للمتبعين له من بني الأنسان....
وأعلموا أن الله سبحانه وتعالى قال:
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ......الحجرات: 10.
فالأصلاح والتأخي والود بين المسلمين
هو العلاج الشافي الصحيح
والمؤمن الحق هو الذي لا يرضى لأخيه
الشقاء والخسران ولا المذلة ولا الأنفصال
عن حياض المسلمين وديارهم
فلا أحد يحب أن يتم هجره وتجاهله
أو نسيانه أو تحقيره أو إذلاله....
من هنا أتى الأسلام بمفاهيم ومناهي وزواجر
لنتعلم كيف نتعامل مع بعض
في كل شيء .....
فهذا هو ديننا وهذه هي تعاليم شريعتنا
وأيضاً وصايا رسولنا صلى الله عليه وسلم
فهل تعلمنا كيف نصون أنفسنا وأخوتنا
وأن يكون التناصح في مابيننا بدلاً من الهجران
والقطيعة والتحقير والقذف في غياب من نُحب



إخوتنا المؤمنون
إتقوا الله في ما أمر
وانتهوا عن مانهى عنه وزجر
وأتصفوا بالتسامح في مابينكم
ولينوا جانبكم وأحسنوا مُعاملتكم
وأخلصوا أعمالكم كلها لله تفوزون برضوان ربكم
ولاتجعلوا لهذه الصفات الذميمة مكان في قلوبكم
فلا تتدابروا وتخلقوا بأخلاق من سبقكم
من الصحابة والسلف الصالح
وعلى رأسهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
اللهم تقبّل أعمالنا الصالحة
خالصة لوجهك الكريم وأحفظنا من مراذل الصفات
من حسد وبُغض وكراهية لأخوتنا الموحدين
لله المُتبعين لشرعه
وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبارك لنا في أهالينا
وبارك لهم ولنا في ديننا ورضاك عنّا يا رب العالمين
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،
وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
، ومن اليقين ما تهوّن به علىّ وعليكم مصائب الدنيا.
اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت،
ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت،
ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت،
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك،
اللهم لاتمنع بذنوبنا فضلك
ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين،
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا.
إن الله يأمر بالعدل والأحسان وإيتاء ذي القُربى
وينهى عن الفحشاء والمُنكر والبغي
يعضكم لعلكم تتذكرون
فاذكروا الله يذكركم وأشكروه على نِعمه يزيدكم
ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم
وأجارني الله وإياكم من خزيه وعذابه الأليم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وصلىّ اللهم على نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم
أخوتنا الكرام
سنعيش مع باقي الحديث لنتعلم ونتدارس
ونحذر من أن نتخلق بصفة من الصفات المذمومة
في الجمعات القادمة بأذن الله تعالى ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم .....اندبها
[/frame]

رابط الموضوع الاصلي

http://wahjj.com/vb/showthread.php?t=28889
المنبـــــر ( مُتجدد أسبوعياً ) ( فلنحذر من هذه الصفات ) ( التدابر والهجران )



 

التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 09-02-2019 الساعة 01:21 PM

3 أعضاء قالوا شكراً لـ اندبها على المشاركة المفيدة:
 (07-06-2019),  (07-26-2019),  (08-21-2020)
موضوع مغلق

(عرض التفاصيل عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 18 (إعادة تعين)
, , , , , , , , , , , , , , , , ,
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 PM بتوقيت الرياض


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم فني استضافه مواقع سيرفرات استضافة تعاون