الطفل الفوضوي :: كيف تعلمينه الترتيب والنظام..

سم الله الرحمن الرحيم

لم تكن أم رغد معتادة على الفوضى التي تحدثها ابنتها رغد يومياً.

وكانت عبثاً تحاول إقناع ابنتها التي تبلغ الخامسة من العمر بعدم ترك ألعابها مرمية في غرفة الجلوس بعد انتهائها من اللعب، بأن تقول لها: البنات الحبابات يرتبون ألعابهم على الدوام.

وبما أن جهودها ذهبت سدى، بدأت بمعاقبة ابنتها بسجنها في غرفتها في كل مرة كانت ترفض فيها ترتيب الألعاب.

ولكن على مايبدو لم تكن أم رغد تعاقب غير نفسها، لأن الصغيرة كانت تحدث فوضى إضافية في غرفتها أيضاً.

فكرت أم أحمد قليلاً في حل آخر، وعندما أرادت رغد ذات يوم أن تخرج للعب بدلاً من ترتيب الألعاب تدخلت الأم وقالت: إليك القاعدة الجديدة ياعزيزتي، أنا أعلم أنك تريدين أن تلعبي خارجاً ولكنك لن تخرجي إلا بعد أن تقومي بترتيب الألعاب ووضعها في مكانها المخصص.

بكت الصغيرة فهي لا تريد ترتيب أي شيء أو ممارسة الأشياء التي لاتحبها!

بدأت الأم بترتيب الألعاب لتتأكد من أن ابنتها فهمت ماتعنيه بالضبط، ثم بدأت رغد بمساعدتها حتى انتهيتا.

وأثنت الأم على ابنتها وضمتها إلى صدرها بفخر بعد أن قامت بترتيب الألعاب قبل أن تخرج إلى الخارج مسرعة لإكمال لعبها المفضل.

الصغار لايدركون معنى الترتيب والفوضى التي يتسببون بها

بما أنكم تعرفون أن طفلكم ليس وسخاً بطبيعته، بل غير واع لمعنى الترتيب والنظافة، فإن بإمكانكم أن تعلموه بأن الفوضى لاتختفي بسحر ساحر، وأن المسؤول عن الفوضى هم أصحاب البيت، إنه واقع لامفر منه، وعليكم أن تشاطروه مع صغاركم ولكن من دون أن تتوقعوا منه اتباع القاعدة بإتقان كامل، شجعوه على النظام من دون أن تفرضوه عليه، وامتدحوا أي محاولة من قبله للترتيب.

كيف أعّلم ابني الترتيب؟

يمكنكم على سبيل المثال أن تعلموا طفلكم أن يرتب الألعاب بالتدريج لتقليص حجم الفوضى، وهو يحدثها وهو ينتقل من لعبة إلى أخرى، لقنوه باكراً عادة الترتيب لتشجعوه على أن يكون ولداً مرتباً ومنظماً في مابعد.

الألف ميل تبدأ بخطوة

إذا رفض طفلكم ترتيب الأشياء التي بعثرها، فعليكم أن تشترطوا عليه تنفيذ ماتطلبونه منه لتسمحوا له بالقيام بنشاط يحبه، قولو له مثلاً: أعرف أنك لا تريد ترتيب ألعابك، لكن عندما تنتهي من ترتيبها يمكنك أن تذهب للعب خارجاً، تذكروا أن طفلكم من عمر سنة وأكثر يمكنه أن يشارك في الترتيب ولو قليلاً وبأن عليه أن يبذل الجهد ليعتاد شيئاً فشيئاً على أداء مهمات متزايدة الصعوبة.

امدحوا وأطروا على كل عملية ترتيب

ابتكروا محفزاً قوياً لتشجيع طفلكم على الترتيب في كل مرة تنتهي فيها من اللعب، ذلك المحفز هو

المديح امتدحوه على العمل الرائع الذي قام به عندما وضع أقلام التلوين في المكان المخصص لها.

لاتطلبوا من طفلكم أن يكون في غاية الإتقان.

لاتعاقبوه على عدم الترتيب.

طفلكم لايفهم بعد قيمة النظام ولا يمتلك بعد النضج الجسدي الضروري من أجل أن يكون منظماً، وعندما يرى طفلكم صحون أعقاب السجائر والصحف والأقلام على طاولة غرفة الاستقبال فإنه سيقول في نفسه:

أهلي يتركون ألعابهم مبعثرة فلماذا لاأفعل مثلهم.

لا تتوقعوا أن يقدر طفلكم قيمة الملابس التي يلبسها.

طفلكم لا يعرف قيمة الملابس القيمة، ألبسوه ثياباً قديمة عند اللعب أو الأكل بدلاً من أن تطلبوا منه أن يحافظ على نظافة ثيابه الغالية الثمن أثناء مارسة نشاطاته.

وبقليل من الصبر والحزم والحكمة يمكن للأهل أن يقلصوا على الأقل المشكلات المضنية التي تطرحها تربية الأطفال، بأن يتعلموا كيفية التوافق بيت استعداداتهم كأهل وبين احتياجات أطفالهم وطبيعتهم.

المواضيع المتشابهه:

• مراحل التربية الذهبية.. وكارثة « ما زال صغيراً »!
• أخطاء شائعة في التربية
• فنون التعامل في التربية عند المعلم
• تعيين متوفاة منذ عام ونصف يكشف عدم دقة حصر "التربية والتعليم"
• الدوري الايطالي الجولة (1): بداية محبطة للسيدة العجوز.. وميلان يتصدر الترتيب برباعية نظيفة في مرمى ليتشي

طرق مفيده تساهم في تعليم الطفل الفوضوي الترتيب والنظام
سلمت الأنامل مي محمد على الطرح الهادف
كل الحب

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خفايا الشوق طرق مفيده تساهم في تعليم الطفل الفوضوي الترتيب والنظام سلمت الأنامل مي محمد على الطرح الهادف كل الحب

ليكي انتي كمان حبيبتي ربنا يخليكي و يكرمك