~{فعاليات منتديات وهج الذكرى}~ | |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
الجمال الصامت
خرج من بيته على عجل لقد تأخر على موعده. حين أدار محرك السيارة , و من خلف زجاجها رأى شرفة المقهى القابعة في آخر الشارع لفتت انتباهه فتاة جميلة تحدق في فنجان بين يديها . كل الجمال اجتمع فيها ! ظل برهة يقرأ الحزن في محياها و كأنها كانت تحكي لفنجانها حكاية حزينة. نظر الى ساعة السيارة متسائلا لم تجلس وحدها في مثل هذا الوقت المتأخر ؟ هز رأسه ساخرا من نفسه : و ما شأني بها ؟ انطلق بسيارته و صورتها لم تغادر ذهنه . في صبيحة اليوم الموالي و بينما كان يركن سيارته في مكانها المعتاد سرحت عيناه لا اراديا تنظر الى شرفة المقهى ضاحكا على نفسه و على تصرفه الغريب. دخل الى المقهى لتناول قهوة الصباح , تفاجأ بها أمامه و قهوتها بيدها و بيد الأخرى كتبا . نظرت اليه مبتسمة بحياء لتتنحى جانبا معتذرة بصمت . تابعها بنظراته موبخا نفسه منذ متى و عيناه تتعلق بالفتيات ؟ شرب قهوته و مضى الى عمله مفكرا بتلك الحسناء التي أثارت فضوله . و في الغد تقصد الذهاب الى المقهى لعله يجد تلك الفتاة التي شغلت تفكيره بغموضها و جمالها . و ما ان دخل حتى أصيب بخيبة كبيرة .. لم تكن موجودة. تماطل حتى أعطوه طلبه ليخرج و هو لم ينل مراده . فجأة اصتدم بجسد ضئيل لتنسكب القهوة الساخنة على صدره . أطلق شتيمة متأوه و يا لدهشته حين نظر للشخص الذي اصتدم به كانت واقفة و الأسف باد على وجهها و بحركة مرتبكة أخرجت منديلا و مدت يدها لتمسح القهوة المنسكبة على صدره. تناول المنديل منها و تابع المسح . و حين أراد أن يعيد المنديل اليها , فوجيء بها تغطي و جهها بكفيها باكية . فقال لها مطمئنا : لا بأس لم يصبني مكروه نظرت اليه و دموعها تنحدر بغزارة على وجنتيها المتوردتين. أخرجت دفترها الصغير لتكتب بارتباك بعض الكلمات " آسفة لم أقصد " فعرف أنها لا تستطيع النطق و كم أسف لذلك . ابتسم لها : لا عليك أنا بخير مدت يدها نحو قميصه المفتوح حيث بقعة حمراء . لم يتمالك نفسه , فمنظرها البريء زاد من اشتعال صدره . اقترب منها ليهمس في أذنها : لقد أحرقني حبك بنكهة القهوة يا صاحبة الجمال الصامت ! المواضيع المتشابهه: |
كاتب الموضوع | ريماس | مشاركات | 6 | المشاهدات | 2316 | | | | انشر الموضوع |
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 1 (إعادة تعين) | |
|
|